Logo
طباعة
المنتدى العربي الرابع للركض وراء السراب!!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

المنتدى العربي الرابع للركض وراء السراب!!

 

 

الخبر:

 

انتظمت في الجزائر الثلاثاء والأربعاء الماضيين أعمال المنتدى العربي الرابع من أجل المساواة تحت عنوان "حوار وحلول"، بالشراكة بين وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) التابعة لهيئة الأمم المتحدة. ودعا المنتدى إلى إجراء إصلاحات جريئة لمعالجة تفاقم عدم المساواة.

 

التعليق:

 

عقد المنتدى العربي الرابع من أجل المساواة هذا العام في الجزائر على غرار المنتديات السابقة التي عُقدت في عمّان عام 2022، وبيروت عام 2023، والقاهرة عام 2024، وركزّ المنتدى في دورته الحالية على فكرة "قدرة نظم الحماية الاجتماعية الشاملة والمرنة على الحد من أوجه عدم المساواة"، كما تضمنّ نقاشات واستعرض أمثلة عن أفضل الممارسات الإقليمية والعالمية من وجهة نظرهم، والتي تعزز المساواة، وفي الختام خلص إلى مقترحات وتوصيات سياسية مستقبلية.

 

ومن أبرز ما دعا له المنتدى هو ضرورة إجراء إصلاحات جريئة لمعالجة تفاقم عدم المساواة وتعزيز فعالية نُظُم الحماية الاجتماعية وقدرتها على الاستجابة.

 

وكعادة الأمم المتحدة وأذرعها يحتاج المرء إلى بذل جهد ليفهم ويعي حقيقة الحلول المطروحة والمفردات الصعبة التي يعتمدونها في بياناتهم. فعلى سبيل المثال هل تعكس التوصية التي خلصوا لها "تعزيز فعالية نظم الحماية الاجتماعية وقدرتها على الاستجابة"، هل تعكس حقا حلا عمليا ملموسا مفهوما يعالج عدم المساواة؟!

 

الحقيقة المُرّة التي يخفونها هي أنّ الساعين وراء شبح المساواة بين الجنسين يطاردون سرابا وأوهاما في صحراء قاحلة تمتد حتى الأفق، وفي كل منتدى تعلو صيحاتهم وفزعهم لتؤكد فشل حلولهم واستراتيجياتهم.

 

ورغم ذلك فالدول العربية مع الأسف تصرف الأموال والجهود على دربهم وتتبنى مشاريعهم نفسها.

 

حسب ما جاء في التقرير الذي نشرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة وإدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية نفسها سنة 2024 عن نتائج الخطة 2030 للتنمية المستدامة فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين، فإنّه لم يتحقق ولو مؤشر واحد بصفة كاملة من الهدف هذا قبل ست سنوات فقط من الموعد النهائي لعام 2030.

 

فلماذا الإصرار على الدرب نفسه ومواصلة المنتديات والمؤتمرات رغم عجزهم عن تحقيق الشعارات البرّاقة التي يطبلون لها؟!

 

إنّ زيف الدعاوي والمعاهدات الدولية التي أصدرتها الأمم المتحدة منذ نشأتها ليجعل اللبيب يفهم أنّ أهدافهم الحقيقية من برامجهم وتوصياتهم هي غير المعلن عنه، وأنّ الدول العربية كقطعان الغنم في يد راعيها لا إرادة لها ولا سيادة، فهي تمضي في مشاريع المساواة بين الجنسين ليس لأنّ فيها المصلحة والخير لشعوبها بل لأنّها إملاءات من أسيادها.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

منّة الله طاهر

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.