Logo
طباعة
أمريكا تحوك مؤامرة جديدة بعد أن كشفت الأمة مؤامرتها السابقة وأفشلتها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أمريكا تحوك مؤامرة جديدة بعد أن كشفت الأمة مؤامرتها السابقة وأفشلتها

 

 

الخبر:

 

بدأت جماعات مسلحة من الروهينغا في تجنيد أفراد من مخيمات اللاجئين في كوكس بازار للمشاركة في القتال ضد جيش أراكان في ولاية راخين. وكشف تقرير صادر عن مجموعة الأزمات الدولية بعنوان "بنغلادش/ ميانمار: مخاطر تمرد الروهينغا"، أن جماعات الروهينغا أصبحت أكثر نشاطاً بعد انتصار جيش أراكان على الجيش الميانماري في راخين، وأنها اتفقت على التعاون ضده، رغم أن هذا الجيش يمثل الأغلبية البوذية في المنطقة. (صحيفة بيزنس ستاندرد، 18 حزيران/يونيو 2025)

 

التعليق:

 

ما يُسمى بالممر الإنساني لولاية راخين في ميانمار، كان مشروعاً أمريكياً بامتياز، هدفه زعزعة الحكومة العسكرية في ميانمار المدعومة من بريطانيا. وكان هذا المخطط مصمماً بالأساس لطرد حكومة التاتماداو من مناطق كياوكبيو وسيتوي، وهي آخر معاقل النظام العسكري في ولاية راخين. ولكن، بفضل الله ثم بفضل الموقف الجريء لأهل بنغلادش، بمن فيهم القوات المسلحة، تجاه هذا المشروع، أصبح تعبير الممر الإنساني مرادفاً لـ"التهديد للأمن القومي البنغالي" و"خدعة أمريكية قذرة". لذلك اضطرت أمريكا لإعادة النظر في خطتها، ولجأت إلى إضفاء بُعد إسلامي على المشهد لاستدرار تعاطف الرأي العام البنغالي، واستخدامه في ألاعيبها الجيوسياسية الخبيثة.

 

إن جيش أراكان، الذي يمثل الأغلبية البوذية في ولاية راخين، هو محور الحرب بالوكالة التي تخوضها أمريكا ضد النظام العسكري، بينما تمثل جماعة إنقاذ الروهينغا المسلمين وهم القلة في الولاية. ومع ذلك، كلا المجموعتين على صلة بأمريكا بموجب "قانون بورما الموحدة عبر المحاسبة العسكرية الصارمة Burma Act 2022" الذي يتضمن صراحة دعم أي طرف يعارض النظام العسكري. وفي عام 2023، أدرج هذا القانون في قانون تفويض الدفاع الوطني الأمريكي، لتقديم الأموال والدعم اللوجستي العسكري لكل من يحارب الحكومة العسكرية.

 

وبعد أن أدركت أمريكا انكشاف خطتها المتعلقة بالممر الإنساني، لجأت لتفعيل دور مجموعات ذات هوية إسلامية لاستعادة دعم الرأي العام البنغالي. وفي هذا السياق، نشهد زيادة مفاجئة في عمليات التجنيد داخل مخيمات الروهينغا. وليس مستغرباً أن تلجأ أمريكا لكل الوسائل الممكنة لتنفيذ مخططاتها الشريرة في خليج البنغال. ولكن، على الأمة الإسلامية أن تنأى بنفسها عن هذه المخططات. ويجب أن تدرك أن أي تمرد مسلح - وإن سُمي جهاداً - تحت إشراف ودعم مباشر من أمريكا أو أي من الدول الكافرة، لن يحل أيا من مشكلاتها. لقد أثبتت التجارب السابقة في سوريا وكردستان وبلوشستان وكشمير، وغيرها، أن المقاومة لم تجلب النصر ولا الكرامة للأمة، بل كانت دماء المسلمين تسفك لمصلحة الكافر المستعمر. فإذا كان لا بد من التضحية بالدماء والأرواح، فلتكن هذه التضحية خالصة في سبيل قضية إسلامية نقية.

 

إضافة لذلك، على مسلمي بنغلادش أن يتخلوا عن النظرة القومية تجاه المسلمين الروهينغا. فالقومية هي السم القاتل الذي مزّق وحدة الأمة الإسلامية وجعلها لقمة سائغة لأعدائها. ويجب أن يتأمل المسلمون في نجاح أجدادهم الذين دمجوا مختلف الأعراق والألوان تحت راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ليشكّلوا أمة واحدة مهابة. لذلك، لا يجب أن يُنظر إلى الروهينغا على أنهم لاجئون أو أجانب، بل إخوة في الدين، ويُحتضنون كما احتضن أنصار المدينة مهاجري مكة. فمصلحة المسلمين في بنغلادش لا تنفصل عن مصلحة الروهينغا، بل هي واحدة، ويجب توحيدها تحت قيادة الخليفة العادل. قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا۠ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾. والخليفة وحده هو من يضمن التحرير الحقيقي لأراكان، ويحرر البلاد الإسلامية من الاحتلال الكافر، كما يحرر قلوب وعقول المسلمين من أفكار الكفر كالقومية والعلمانية. عندها فقط، يمكن إفشال مؤامرات رأس الكفر؛ أمريكا، بشكل قاطع.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ريسات أحمد – ولاية بنغلادش

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.