- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
على ماذا نتحد؟
الخبر:
نشر رئيس وزراء ووزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم تغريدة على منصة إكس قال فيها: كما ذكرت في تغريدة سابقة فإن من الواضح أن هناك تبعات ستنجم عن كل ما حصل في المنطقة مؤخرا. وهذه التبعات ستتم في عدة اتجاهات ومنها مخططات لتقسيم بعض الدول، مثل سوريا الشقيقة، أو فرض وضع يجعل هذه المنطقة تدفع أثمانا باهظة لسنوات طويلة قادمة. وكما قلت سابقا فإن دول مجلس التعاون الخليجي هي أول من سيلحق بها الضرر نتيجة لكل تلك التبعات، ولذلك يجب عليها أن تتفق فيما بينها على رؤية واحدة وواضحة حيال هذه التطورات والتبعات.
التعليق:
حمد بن جاسم وغيره يدرك المخاطر المحدقة بالمنطقة سواء أكانت خطط التقسيم في المنطقة أو تصفية القضية الفلسطينية أو غيرها، ولكنه لا يستطيع مجرد التفكير في حلول جذرية من شأنها أن تقلب الطاولة على تلك المخططات وتئدها في مهدها. فكيف يفعل ذلك ودولته هي جزء لا يتجزأ من تلك المخططات؟!
فهو يردف بالقول "ومع أني مؤمن دائما بضرورة الاتحاد الخليجي لكنني أعتقد أيضا أن هذا الاتحاد لا يمكن أن يستمر في ظل الظروف الراهنة ما لم تكن كلمة القانون هي السائدة، وليس كلمة القوة لتسوية أي خلاف ينشأ بين أعضاء الاتحاد وتفسير أي مادة من مواد ميثاق تأسيسه".
فهو ينطلق من منطق حدود سايكس بيكو التي قسمت بلاد المسلمين إلى كانتونات يحكمها نواطير للغرب، وما يؤرق مضجعه هو إقرار قانون مهمته فقط ترسيخ التقسيم ليحمي الدول الأعضاء من أي تدخل في شؤونها الداخلية بحسب قوله، مع العلم أن مجلس التعاون الخليجي أوجده الإنجليز أصلا لأهداف استعمارية وليس بقصد الوصول إلى وحدة حقيقية.
فهمّ الشيخ حمد بحسب زعمه هو "العمل بكل طاقاتنا كي نحفظ هذه المنطقة ليتسلمها أبناؤنا على خير حال"!
فأي خير هذا في حالكم يا حكام الخليج اليوم أو غدا وأنتم تزحفون على بطونكم لإرضاء أمريكا وتبذلون لها ثروات الأمة لتستقوي بها عليها فوق استقوائهم بتخاذلكم وهوانكم وذلتكم التي ضربت بها الأمثال؟!
أي خير سيجلب لأبنائكم من استثمار المليارات في تطوير قاعدة العديد الأمريكية في قطر؟!
وأي خير سيجلب لأبنائكم في ضخ أكثر من 4 تريليون دولار في اقتصاد دولة تستعبد المسلمين وتستعمر بلادهم بل وتقتلهم صباح مساء مباشرة أو بشكل غير مباشر عبر ربيبها كيان يهود؟!
إن البناء السليم الذي يجلب الخير كل الخير للمسلمين عموما ولأهلنا في الخليج خصوصا هو إزالة كل هذه الكيانات من بلاد المسلمين وتوحيدها في كيان واحد يحكمه خليفة تقي نقي فيوحد قرار الأمة ويجمع طاقاتها وقدراتها وثرواتها لتكون لها لا لغيرها، وحينها سيأتي ترامب زاحفا يطلب الرضا والقبول، ولن يحصل عليه.
نعم إن "في الاتحاد قوة" كما كتبت، ولكن على ماذا نتحد؟ هذا هو السؤال الجوهري المفصلي الذي لا يخطئ جوابَه مخلصٌ في أمة الإسلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسام الدين مصطفى