- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
هل ضاق ترامب ذرعا من روسيا؟
الخبر:
أكد زيلينسكي على أهمية تعزيز العلاقات بين أوكرانيا وحلف الناتو وزيادة دول الحلف إنفاقها الدفاعي. وفي وقت سابق، كشف موقع أكسيوس أن أمريكا تخطط لبيع أسلحة بقيمة تقارب 10 مليارات دولار لحلفائها في الحلف في المرحلة الأولى، على أن يتم لاحقاً إرسال هذه الأسلحة إلى أوكرانيا.
وتأتي هذه المعلومات في أعقاب تصريح ترامب، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض استضاف فيه الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، حيث أعلن أنه سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 100 بالمئة على روسيا، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا في غضون 50 يوماً. (رأي اليوم)
التعليق:
يعود الحديث مجددا على إعادة أحياء تسليح أوكرانيا ودعمها بصواريخ بعيدة المدى، فقد صرح مسؤول أوكراني نقلا عن الإدارة الأمريكية أنه حث أوكرانيا على استهداف العمق الروسي كوسيلة لإجبار روسيا على الجلوس لطاولة المفاوضات وتخفيض سقف مطالبها الذي رفعته كثيرا بعد تصريحات إدارة ترامب منذ توليه الرئاسة بأنه لن يدعم أوكرانيا بالسلاح وأنه يريد السلام وإنهاء ملف الحرب الروسية الأوكرانية، لذلك استغلت روسيا هذه التصريحات في الضغط بشدة عسكريا وسياسيا فرفعت سقف مطالبها لدرجة أنها تريد أن تفرض على أوكرانيا نزع سلاحها وبقاءها كمنطقة عازلة بينها وبين الناتو، كل ذلك تناور به روسيا مستغلة تخبط إدارة ترامب وغرقها في ملفات كبرى وعالمية حتى اليوم لم تستطع حل أيٍّ منها؛ فحرب كيان يهود على أهل فلسطين جرّت تبعات كبيرة ورّطت أمريكا وكبلتها بسبب الدعم المطلق للكيان، وما تبع ذلك من الحرب مع إيران وكذلك تجدد سخونة ملف سوريا، ناهيك عن ملف الصين، كل ذلك لم يتم حل أي منه، وهذا ما شجع روسيا لتطالب وهي في موقف قوة.
كل هذه التداخلات جعلت إدارة ترامب تعود للتلويح بالضغط العسكري لإجبار روسيا أن تكون أكثر عقلانية ولتوافق على إنهاء الحرب.
وكذلك تبين أن أمريكا ستدعم أوكرانيا بالسلاح ولكن من خزينة أوروبا والناتو، وهذا تطور مهم لإدارة ترامب وخطوة تريدها أمريكا.
أما إنجلترا فقد رحبت بهذه الخطوة على لسان وزير دفاعها الذي قال سنقف لجانب أوكرانيا لتحقيق النصر المطلق على روسيا، أي أن بريطانيا لا تريد للحرب أن تنتهي بل تعمل لإطالتها ولإيقاع مواجهة مباشرة بين أمريكا وروسيا لعلها تحصل على شيء من تاريخها الغابر، كما هو ديدنها المكر والخديعة والإيقاع بالدول المنافسة لها.
والخلاصة هي أن ترامب لا يريد حرباً شاملة وقوية بين روسيا وأوكرانيا بل يريدها للضغط على روسيا للتفاوض وإنهاء الحرب، لعل هذا يكون أول إنجازاته في العام الأول من فترته الرئاسية. والسؤال هل تلين روسيا؟ أم تستمر بالضغط لتحقيق أكبر قدرٍ من مصالحها؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد الطميزي