Logo
طباعة
طريق اللاعودة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

طريق اللاعودة

 

 

الخبر:

 

كيف ستنعكس أزمات ترامب الداخلية على منطقتنا؟ (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

ترامب المأزوم داخليا بأزمات سياسية وقانونية يواصل سياسات خارجية أحادية تتسم بغطرسة القوة ما ينعكس على الشرق الأوسط بمزيد من الضغوط والابتزاز ويهدد بتصعيد التوترات الإقليمية.

 

إن إدارة ترامب تواجه أزمات داخلية كبيرة منها: 34 تهمة بتزوير السجلات المالية من الدرجة الأولى، وتهمة التصرف في أسرار الدولة الوطنية، والاحتيال في انتخابات 2020، وهناك منازعات دستورية وإدارية ومنازعات أخرى أبرزها فرض السيطرة على شرطة واشنطن... وغيرها كثير؛ ما أدى إلى اندلاع مظاهرات واحتجاجات في الولايات التي تؤيد ترامب ما أدى إلى اشتباكات متفرقة على مستوى الولايات.

 

ولهذا نجد أن ترامب يصاعد الملفات الخارجية لتغطية الأزمات الداخلية، وهذا سوف يدفع لعدم الاستقرار في قابل الأيام، وعدم استقرار يؤدي إلى تأثير سلبي على أسواق المال حيث تتزايد عدم ثقة المستثمرين، وسوف تؤدي إلى هروب رؤوس الأموال وتدفع بالتضخم للعودة بقوة، وجميع المؤشرات تشير إلى أن نمو الاقتصاد الأمريكي ضعيف، وهذا يعود لاستمرار الخلاف على الضرائب والميزانيات والدين العام...الخ.

 

حيث إن ترامب بسبب سياسته الحالية قد كسر المحرمات السياسية الأمريكية ما جعل النخبة تنظر له على أنه تهديد للنظام الديمقراطي.

 

وفي الوقت نفسه ثقل الملفات الخارجية المتمثلة في مخاوف التعددية القطبية وصعود الصين الاقتصادي والحرب الروسية الأوكرانية إذا ما استمرت لفترة أطول والتحالفات الدولية (الناتو والمحيط الهادي)، والقضية الأكثر تعقيدا هي الشرق الأوسط، وفيها مكمن الخطر الذي تخافه أمريكا، وأخيرا الاقتصاد المتهالك والدين العام.

 

وهذا كله سوف يدفع الولايات المتحدة إلى حالة من الإرهاق الاستراتيجي، وهذا ما حدث مع الاتحاد السوفيتي قبل سقوطه. وهذا يجعل القيادة العالمية تحت نيران التآكل فتبقى أمريكا دولة كبرى لكنها تفقد الهيمنة العالمية المطلقة ما يسمح بظهور بداية توازن جديد وعودة التعددية القطبية.

 

إن النظام العالمي في طريقه للسقوط لا محالة لمخالفته الأسس التي قام عليها ولفشله في قيادة العالم بهذا النظام الجشع القائم على النفعية البحتة ونهب ثروات العالم لصالح فئة قليلة. وما نعيشه اليوم من حروب وويلات ما هو إلا نتاج هذا الزرع الخبيث الذي يجب العمل على اجتثاثه من جذوره.

 

إن الحل يكمن في مبدأ الإسلام الذي يحمل الخير والعدل للبشرية وينظم علاقاتها كما أمر خالقها، فهو المنهج الوحيد الذي يستطيع خلع الرأسمالية. فهبوا لنصرة هذا الدين واعملوا مع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية وإيجاد دولة تحمل هذا المبدأ، وهذا ما بشرنا به رسول الله ﷺ «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

 

يا أهل القوة والمنعة: إن دوركم قد حان لنصرة أهل الدعوة لتفوزوا بعزي الدنيا والآخرة فنعود كما وصفنا الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نبيل عبد الكريم

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.