Logo
طباعة
أوروبا تخشى من اتفاق روسيا وأمريكا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أوروبا تخشى من اتفاق روسيا وأمريكا

 

 

الخبر:

 

أفادت وكالة رويترز نقلا عن مصادر دبلوماسية ومسؤولين أوروبيين بأن أوروبا منهكة من تناقض مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في علاقاته مع روسيا.

 

وذكرت الصحيفة أن "عدة دبلوماسيين أوروبيين في واشنطن أعربوا سرا عن استيائهم من نهج ترامب المتقلب تجاه روسيا، وأشاروا إلى أن أي تشدد جديد في موقفه تجاه موسكو قد يكون غير مقنع". وأضافت الوكالة: "أشاد ترامب طوال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس بالقادة الأوروبيين وهدد روسيا بفرض عقوبات جديدة على خلفية الصراع الأوكراني. ومع ذلك، بعد لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، غير ترامب موقفه بشأن عدة جوانب من التسوية".

 

ووفقا لمسؤول أوروبي، أدان ترامب "الدول الأوروبية لشرائها النفط الروسي، واقترح فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الهند والصين".

 

يذكر أن الرئيسين الروسي والأمريكي ناقشا خلال لقائهما في ألاسكا في 15 آب/أغسطس الماضي سبل تسوية النزاع الأوكراني، حيث وصف كلا الزعيمين الاجتماع بالإيجابي. وأعرب الرئيس الروسي بعد القمة عن إمكانية الوصول إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا، مؤكدا أن روسيا مهتمة بأن تكون التسوية طويلة الأمد.

 

التعليق:

 

منذ قدوم ترامب رئيسا للولايات المتحدة وهو يتخبط في الأعمال السياسية داخليا وخارجيا حتى إنه أصبح لا مانع لديه من الإضرار بمصالح أمريكا من أجل تنفيذ رؤيته الشخصية كما يتصورها، فشن حربا على الديمقراطيين بل شنع على بايدن أيما تشنيع، وأهان الهند التي عملت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على مدى ثلاثة عقود لكي يتمكنوا من التغلب على نفوذ بريطانيا فيها.

 

كما شن حربا تجارية على كل دول العالم دون هوادة ولم يراع فيها الحليف ولا التابع. كما أنه أبدى استعداده لحل معضلة الحرب الروسية الأوكرانية متفردا ولم يشرك حلفاءه التقليديين الأوروبيين مع أن الحرب تعنيهم أكثر من أمريكا، بل ذهب لأبعد من ذلك حيث أصبح يفاوض عن أوكرانيا نفسها فيتنازل لبوتين عن أقاليم أوكرانيا الأربعة وكأنها جزء من بلاده، حتى إنه لم يخف إعجابه ببوتين ودعمه له!

 

إلا أن ذلك لا يعني أن العلاقة بين ترامب وبوتين تسير على ما يرام، بل هي علاقة مساومة ومقايضة وشد وجزر لتحقيق مصالح مرجوّة، وفي وسط هذا الضجيج أصبحت أوروبا وأمنها وحياتها الاقتصادية في مهب الريح بل أصبحت خارج دائرة اتخاذ القرار في قضية تخصها بالمقام الأول، لذلك نراها تصرح تصريحا غريبا لأنها لا تعلم ما يريده ترامب من روسيا، وما يعلمونه أن لعبة كبيرة تحاك ضدهم، وأن أوروبا هي ضحية الوفاق الروسي الأمريكي.

 

ومن جهة أخرى أرى أن الأمر مدبر ما بين روسيا وأمريكا وإن كان بشكل غير مباشر، وذلك لدفع أوروبا بالضغط على أوكرانيا لتقبل بأي تسوية لأن أوروبا لا تستطيع حماية نفسها من روسيا ناهيك أن تحمي أوكرانيا، وما حضور مندوبين عسكريين أمريكيين في المناورات العسكرية الروسية البيلاروسية وذلك بعد اختراق أجواء بولندا بالطائرات المسيرة الروسية إلا شاهد على حجم هذا التوافق بين روسيا وأمريكا. وهذا ما تخشاه أوروبا لأنها ببساطة ستكون الضحية، وكل شيء سيكون على نفقتها الخاصة!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد الطميزي

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.