- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
ذاكرة المسلم وورقة الدب الروسي في الشام
صراع لا يسقط بالتقادم
الخبر:
التقى رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو، في زيارة هي الأولى له منذ توليه منصبه، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز التعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات. (بي بي سي عربي)
التعليق:
جاءت روسيا بخيلها ورَجِلها إلى سوريا إبّان الثورة السورية بعدما فشل النظام السوري في السيطرة على الأرض وعلى الثائرين، وبدأ نفوذه يتقلص شيئاً فشيئاً، ومع استدعائه إيران وأشياعها، وعلى رأسها حزبها في لبنان، ورغم استشراء القتل وامتلاء السجون والمعتقلات وأقبية الأجهزة الأمنية، ورغم التشريد والتهجير القسري، إلا أن الثورة كانت تزداد اشتعالاً وتمدداً على حساب النظام الذي كان يؤذن بأفوله واندحاره ورحيله.
هنا، جاءت أمريكا بروسيا التي قال رئيسها بوتين: "لو لم نتدخل في سوريا لكانت الخلافة على أبوابنا وحدودنا". وقد ارتكب بوتين مجازر يندى لها الجبين وتنم عن حقد دفين على الإسلام والمسلمين، فمُحِيت من سوريا أحياء وقرى، وقُتل عشرات الآلاف من أهلنا فيها.
إن ذاكرة المسلم مملوءة بهذه الصور الدامية؛ صور الثكالى والأشلاء الممزقة، وعذابات وصراخ المغتصبات الحرائر، وصور السجون الممتلئة بمعتقليها، وصور أجهزة البطش والطغيان والمتلذذين بصرخات المشردين المطاردين الذين ابتلعتهم البحار وأكلتهم الوحوش الضارية ونهشت جثثهم الكلاب الجائعة.
أما من يذهب للقاتل المجرم المعتدي والمنتهك للحرمات لكي يصافحه ويأخذ معه صوراً تذكارية ويعتبرها بطولة، فلا يمكن أن يكون هذا حراً مسلماً عبداً لله! وما الفارق بينه وبين بشار أسد الذي ثار عليه أهل الشام؟!
لا أظن أن هناك فرقاً إطلاقاً، ولكن هذا في مقام الإذلال أكبر وأحقر. فكل دماء وعذابات أهلنا واغتصاب حرائرنا والدمار الهائل الذي ألحقه في درة البلاد الإسلامية، وخيرة من مدحهم رسول الله ﷺ الذي قال: «الْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَجْنِحَتِهَا عَلَى الشَّامِ»، وقال: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا»، فكل هذا العدوان وما تلاه وقواعده التي ابتناها على أرضها يذهب سُدًى مقابل المشي على سجادة حمراء. ما أرخص هؤلاء الرويبضات الذين أخبرنا عنهم رسولنا الكريم ﷺ! قيل: وما الرويبضة؟ قال: «الرَّجُلُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو سبيتان