Logo
طباعة
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
خطة أمريكية واحتلال أممي عساكره من المسلمين!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

خطة أمريكية واحتلال أممي عساكره من المسلمين!

 

 

الخبر:

 

منذ بضعة أيام نقلت العديد من القنوات الإعلامية عن روبيو وزير الخارجية الأمريكي قوله "إن عدة دول مهتمة بالانضمام إلى قوة استقرار دولية قد تنتشر في غزة لكنها تحتاج إلى مزيد من التفاصيل حول المهمة وقواعد الاشتباك"، مضيفا "أن الولايات المتحدة بإمكانها الدعوة إلى قرار من الأمم المتحدة يدعم القوة حتى تتمكن المزيد من الدول من المشاركة"، مشيرا إلى "أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع قطر ومصر وتركيا في هذا الصدد، مؤكدا وجود اهتمام من إندونيسيا وأذربيجان".

 

التعليق:

 

أخيرا، يدور الحديث عن دخول قوات عسكرية إلى غزة من بلدان إسلامية عدة؛ جيش وعساكر، ولكن ليس وقت الحرب، ولا في شدة الكرب، بل بعد انتهائها، وقد أمعن المجرمون فيها دمارا وتجويعا وتقتيلا!

 

في حال دخولها، لن تدخل هذه القوات استجابة لأمر الله بالنفير في سبيل الله وقد خاطبتهم الآيات، بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ﴾ وقوله سبحانه: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ﴾! كما أنها لن تدخل إلى قطاع غزة نصرة لمن يستنصرهم من إخوانهم في الدين، ويستغيث بهم منذ عامين، وهي لا تدخل كذلك تحت راية الأمة، ولا بقيادة أركان الحرب والتحرير، ولا بصيحات التكبير، فليس دخولها بأي عنوان مما سبق.

 

إن دخول تلك القوات هو استجابة لأوامر أمريكا، والقرار الأممي، وتحت قيادة ترامب وراية أمريكا، تلك التي رعت الإبادة، وهو دخول لأجل المهمات القذرة والخطة الآثمة، لا لتأمين غزة وأهلها، بل لتأمين الكيان المجرم الغاصب وقطعان مستوطنيه، ونزعاً للسلاح الذي توسل فيه المجاهدون مناجزة الكيان المعتدي اللئيم، والذي لم يستطع نتنياهو وجيشه الجبان نزعه.

 

هذه هي حقيقة الأنظمة، التي وضعت نفسها تحت إمرة ترامب، فلا تحرك جيوشها إلا في حروب أمريكا، ولا ترى نفسها إلا أدوات تنفيذية لخططها، ولو كانت تلك الخطط كخطة ترامب الحالية تقتضي أن يكونوا بمواجهة المجاهدين الأبطال في غزة نيابة عن أعدائهم، ولو كانت تلك الخطط التي تستجلب القوات الأممية بقرارات أممية تقتضي أن يكون السعي للتحرير يوما ما مواجهة مع القوى الدولية بثمن باهظ.

 

إن حقيقة تلك القوات الدولية هي أنها احتلال أمريكي بأدوات خادعة ناعمة إن طال بها الأمد، أو أنها مرحلة لإعداد ما هو أسوأ منها من قوات مدربة للمهمة ذاتها إن كانت كما يزعمون مؤقتة.

 

وإنه لمن العار والشنار، أن تكون جاهزية القوات في بلاد المسلمين فقط لأوامر أمريكا، وأن يكون موقعها في المعركة حيث تريدها أمريكا لا حيث أرادها الله، وأية جريمة أكبر من أن تكون مقدرات الأمة مسخرة لأعدائها؟ وإلى متى سيستمر سكوت الأمة على تلك المهزلة التي تحياها في ظل حكام فقدوا الحياء ومردوا على النفاق وأوردوا أمتهم وشعوبهم موارد الهلاك؟

 

أما آن لأمة الإسلام أن تحيا كريمة في ظل خلافتها عزيزة في ظل دينها ناصرة منصورة بكتاب ربها؟

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الرحمن اللداوي

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.