- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
دارفور على فوهة صراعٍ دولي لإعادة رسم المنطقة
الخبر:
حمَّل حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، قوات الدعم السريع ومن وصفه بـ"راعيها الخارجي" مسؤولية سقوط مدينة الفاشر وإراقة الدماء فيها لـ"محاولة لتغيير خارطة السودان بالقوة". (الجزيرة نت)
التعليق:
منذ انطلاق الحراك كان هناك صراع دولي، حيث كاد أن يُطاح بالعسكر ويفقدون السيطرة لصالح الحراك الثوري التابع لأوروبا وخاصة بريطانيا. ومن أجل الحفاظ على فعالية السّيرة العسكرية للسيطرة على السودان، وتنفيذ المخطط الأمريكي بإطالة أمد الصراع باستمرار الانقسام، أوعزت أمريكا لعملائها البرهان وحميدتي لإيجاد صراع عسكري مدبر، فبعد أن كانوا في خندق واحد أصبحوا في ليلة واحدة بعد لقاء السفير الأمريكي أعداء، واندلعت الحرب بينهما وأخذت الحالة السودانية منحى آخر كانت السمة الغالبة فيه الانقسام بين الفريقين، واستجلاب مرتزقة من خارج السودان.
أما مدينة الفاشر فهي تعتبر إحدى المدن الرئيسية في غرب ووسط دارفور، وسيطرة قوات الدعم السريع عليها تسهل انفصال إقليم دارفور عن السودان، وهذا هو هدف أمريكا، فقد أوجدت بعد سقوط الفاشر فراغا سياديا يجعل دارفور أقرب إلى كيان سياسي بحكم الأمر الواقع، وهذا مشابه لحالة جنوب السودان قبل الانفصال عام 2011. وموقع دارفور مهم جدا فهي تقع بين تشاد الموالية لفرنسا وأفريقيا الوسطى التي يوجد فيها الروس عبر مرتزقة فاغنر سابقا.
ودارفور هي منبع الثروات المعدنية النادرة التي تطمع أمريكا أن تحكم سيطرتها عليها.
فالصراع ليس بين البرهان وحميدتي، بل هو بين الإسلام والكفر، بين مشروع الأمة للتحرر ومشاريع الغرب للتقسيم والتبعية.
وما لم تنهض الأمة على أساسٍ مبدئيّ وسياسيٍّ، يقوده وعيٌ شرعيٌّ صافٍ، فستبقى دارفور وغيرها ساحةً مفتوحةً للدمار والفوضى بإرادة أعدائها.
إن ما يجري في السودان هو حلقةٌ من مشروعٍ أوسع لإعادة رسم خريطة المنطقة، وهو ما يتّسق تماماً مع ما يجري في اليمن وسوريا وليبيا وسائر بلاد المسلمين.
إنّ ما يحدث في السودان ليس سوى فصلٍ من فصول الصراع الدولي على أفريقيا، حيث تتنازع القوى الاستعمارية؛ أمريكا وبريطانيا عبر أذرعهما الإقليمية، للسيطرة على موقعٍ استراتيجي يربط البحر الأحمر بعمق القارة الأفريقية.
فلا خلاص للسودان، وسائر بلاد المسلمين، من هذا الجحيم المستمر، إلا بقطع يد المستعمرين، وخلع أنظمتهم العميلة، وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي توحّد المسلمين في دولةٍ واحدةٍ، تحكم بشرع الله، وتعيد رسم خريطة العالم على أساسٍ من العدل والسيادة الحقيقية.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دارين الشنطي