Logo
طباعة
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
الأزمة الاقتصادية في العالم أزمة نظام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الأزمة الاقتصادية في العالم أزمة نظام

 

 

الخبر:

 

قال عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار في الإمارات وضاح الطه إن مستويات الديون الحكومية والسيادية ارتفعت بصورة ملحوظة خلال السنوات الماضية، لا سيما أثناء جائحة كورونا وبعدها، حين أدى الركود وتراجع الإيرادات إلى قفزة غير مسبوقة في حجم الديون حول العالم. وأضاف أن صندوق النقد الدولي قدر عام 2020 ارتفاع الدين العالمي بنحو 28 نقطة مئوية ليصل إلى 256 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وفقاً لقاعدة بيانات الدين العالمي التابعة للصندوق. (إندبندنت عربية)

 

التعليق:

 

على الرغم من تراجع المديونية الخاصة خلال العام الماضي، لا يخفي الخبراء قلقهم من التداعيات طويلة المدى لهذه المستويات المرتفعة من الديون على الاستدامة المالية، في ظل أجواء جيوسياسية واقتصادية تتسم بالتوتر وعدم اليقين.

 

والغريب أن بعض الخبراء يرون أن معالجة المشكلة تتطلب حلولاً هيكلية تزيد الإنتاجية، من بينها الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاية الاقتصادات وتعزيز النمو. في حين إن المشكلة الاقتصادية أصلا لا تتمثل في ندرة السلع، حتى إن العديد من الشركات تتلف سلعها غير المباعة سنويا، ففي تقريرها السنوي لسنة 2018، أشارت ماركة بوربري البريطانية للسلع الفاخرة أنها أتلفت ماديا العام الماضي بضائع بقيمة 28.6 مليون جنيه إسترليني، أي حوالى 31 مليون يورو.

 

إن عدم القدرة على معرفة أصل الداء يفسر عجز الدول عن إيجاد حلول فعالة للخروج من الأزمة الاقتصادية العالمية أو حتى الحد من تفاقمها. إن الأصل في المشكلة الاقتصادية هو البحث عن كيفية توزيع الثروة، الأمر الذي يهمله النظام الرأسمالي تماما، وهذا ما يفسر وجود الأزمات ويفسر العجز عن الخروج من هذه الأزمات بشكل كلي والاكتفاء بترقيعات من حين إلى آخر. وبالتالي فإن تطبيق النظام الرأسمالي في حد ذاته هو السبب الحقيقي للأزمات الاقتصادية.

 

أما القول بأن الحروب الحالية في العالم وتغيرات المناخ الحاصلة من جفاف أو فيضانات أو غيره هي التي تسببت في الأزمة الاقتصادية، فهذا القول مجانب للصواب، لأنه إذا ما دققنا في الأمر فسنجد أن الديون التي على عاتق الدول، مثلا، تتفاقم منذ عشرات السنين ولا يوجد رابط وجودي مع ما يحصل في العالم، كما أنه، وإن كان من المعلوم، أن تؤثر الكوارث الطبيعية وعدم الاستقرار في الوضع الاقتصادي ولكن التعامل مع هذه الوضعيات لا يكون بالبحث عن كيفية استغلالها لتنمية الثروة كما يحصل الآن في العالم، ونضرب هنا مثالا شركات الأدوية وكيفية تعاملها مع أزمة كورونا. ولهذا فإن النظام الرأسمالي يعجز أيضا عن تخفيف أو إيجاد حل حينما تحصل كوارث طبيعية.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نذير بن صالح – ولاية تونس

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.