Logo
طباعة
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
العدو يرى في الشام كلها جبهة حربه، وأهلها أولى في اعتبار ذلك منه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

العدو يرى في الشام كلها جبهة حربه، وأهلها أولى في اعتبار ذلك منه

 

 

الخبر:

 

ثلاثة عشر شهيدا وعشرات من الإصابات، تلك التي أسفرت عنها الاشتباكات في بلدة بيت جن في ريف دمشق، مقابل تسعة من الجرحى من جنود كيان يهود، وذلك أثناء اقتحامه لتنفيذ اعتقالات بالبلدة وتصدي شبابها له، حسب ما ذكرت عدة من وسائل الأخبار.

 

التعليق:

 

لم يعد هناك فرق بين طوباس وبيت جن، ولم يعد هناك فرق بين جنوب سوريا وجنوب لبنان وجنوب الضفة الغربية، فقد صرنا نسمع عن الحواجز والتوغل في العجرف وصيدا الحانوت وجباتا الخشب وخان أرنبة، وعن اقتحام معربة في ريف درعا وغيرها، تماما كما نسمعها في قرى الضفة الغربية، وحيث الاعتقالات والاقتحامات وتجريف الأراضي الزراعية، فكيان يهود يعلن عمليا أن أرض الشام كلها باتت جبهته المفتوحة.

 

لم يكن هناك فرق كذلك في صور الوجوه ممن يرتقون من شباب الشام، لا في ملامحهم الجميلة ولا في بطولاتهم أيضا، سواء في بيت جن أم في قرى الضفة ومخيمات غزة.

 

إن الأحداث كلها على أرض الشام، سواء ما كان منها في فلسطين أم في سوريا أم في لبنان إنما تشير إلى:
  • أنه لا عبرة مع كيان يهود بالضمانات والاتفاقات، فهو كيان أثيم لئيم، غادر معتد، لا عهد له ولا ميثاق، فاتفاق أمريكا ومؤتمرها الاحتفالي الشهر الماضي في شرم الشيخ لم يوقفه عن الاستمرار في سفك الدماء في غزة، كما لم يوقفه عن قصف لبنان رغم الاتفاق معها في العام الماضي، وكما لم يوقفه اتفاق أوسلو قبل ثلاثين عاما من أن يبطش بالضفة الغربية ويعلن الحرب على أهلها لقتلهم وترحيلهم وتهجيرهم.
  • أن هذا الكيان لن يكف عن عدوانه حتى لو تم الكف عنه، فهو يتخذ من الأمور كلها ذرائع لاستمرار أذاه وبطشه، وكما اتخذ من سكوت القيادة السورية الجديدة عنه باباً لاستمرار هجماته وتوغله في سوريا، فقد اتخذ من صد عدوانه في بيت جن مدخلا للقول بوجود التهديدات وأنه لن ينسحب، فهو إذن لا يتعامل مع الأحداث إلا لتبرير عدوانه، وليس له حل إلا استئصاله والخلاص من شره.
  • أن من ظن أن الحرب معه قد انتهت مع اتفاق غزة فهو واهم، فهو قد أعلنها حربا على الشام كلها، وها هو ينتقل فيها من جبهة إلى جبهة، ومن ظن أنه سيحصل بموادعته على هدنة فهو واهم، بل سيشتد تسلطه عليه وتعزيز هيمنته أكثر وأكثر، ولعل للجميع في السلطة الفلسطينية عبرة، والتي كلما استخذت كان يطلب منها المزيد، حتى لم يعد قتلها لشعبها يكفيه.

 

والخلاصة، إن الشام كلها، بل والأمة الإسلامية كلها، جبهة واحدة، وإن معركتها واحدة، وخلاصها واحد، فالعدو يعتبرها كذلك، ونحن أولى منه بهذا الاعتبار.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الرحمن اللداوي

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.