Logo
طباعة
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
يا أردوغان! إن كنت فرداً من الأمة الإسلامية حقاً  فلماذا لا تهبّ لنجدة الأمة التي تكتوي بنار الآلام وتستغيث في كل مكان؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

يا أردوغان! إن كنت فرداً من الأمة الإسلامية حقاً

فلماذا لا تهبّ لنجدة الأمة التي تكتوي بنار الآلام وتستغيث في كل مكان؟!

 

 

الخبر:

 

في كلمته التي ألقاها في مركز مؤتمرات حزب العدالة والتنمية بمناسبة "اليوم العالمي للمعاقين" في 3 كانون الأول/ديسمبر، قال أردوغان: "بلا شك نحن أمة نبي يقول: "يسروا ولا تعسروا..."، مؤكداً أنهم كادر يطبق ويسعى لتطبيق ما يقدمه للأمة من أعمال وخدمات بهذا المفهوم. (مليت، 2025/12/04م)

 

التعليق:

 

يا أردوغان: بطبيعة الحال، لأنك تعيش في القصر وتُفتح لك الأبواب على مصاريعها في أي دائرة حكومية حللت بها، فلا تدري أَتُيسَّر أمور الأمة أم تُعسَّر! ولذلك يسهل عليك إطلاق الأحكام من برجك العاجي! والحقيقة أن الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية كافة، وعلى رأسها تركيا، هي أنظمة قائمة على تعسير أمور الأمة لا تيسيرها. فمؤسساتها جميعاً، من محاكم وغيرها، وُجدت لتعقيد حياة الناس لا لتسهيلها، ولتكريس الظلم لا لرفعه؛ بل هي وُجدت لإيقاع الظلم والجور بذاته.

 

لذلك يا أردوغان لا واقع ولا رصيد لما تقول في الميدان. حتى الحضور في القاعة لا يصدقون ما تقول، لأنهم أدرى الناس بما يلاقونه من عنت في دوائر الدولة، وما يقاسونه من أذى، ومن حجج واهية يسوقها الموظفون لتعطيل مصالحهم. وإن لم تصدق فتنكّر بزي عامة الناس واذهب لدوائر الدولة لترى بنفسك ما يقاسيه أبناء الأمة!

 

وما دمت تدعي العمل وفق مفهوم استنبطته من حديث النبي ﷺ، فلماذا لا تأخذ بأفعاله (أحاديثه) التي حكم فيها بما أنزل الله؟! أيليق بمسلم أن يأخذ بحديث ويعرض عن غيره أو يتجاهله عمداً؟! لو كنت حقاً تعمل بحديثه هذا، لما ساد التخبط والفوضى دوائر الدولة، ولما تعرضت الأمة للظلم والإبادة في مشارق الأرض ومغاربها! ما دمت تتبنى وتطبق نظام حكم هو منبع الظلم والتخبط وانعدام العدالة والفردية، فستظل تعسر على الأمة أمورها ولن تيسرها أبداً يا أردوغان.

 

ثم إن كنت فرداً من الأمة الإسلامية، فلماذا تقيم علاقات تجارية ودبلوماسية - ولو بطرق ملتوية وسرية - مع كيان يهود الجزار الذي يذبح أبناء الأمة في غزة؟! ألست أنت من واصل العلاقات معه في بداية إبادة غزة؟ وهل قطعتها (بزعمك) التزاماً بالعقيدة أم خضوعاً لردة فعل الرأي العام؟ إن كنت من الأمة، فلماذا تبيع ليهود الماء والنفط وغيرهما من المنتجات التي تعينهم على قتل أبناء الأمة؟ ولماذا تبيع المسيّرات لجيش السودان؟

 

ألست أنت من استقبل رئيس كيان يهود الغاصب للأرض المباركة في القصر؟! ألم تلهث خلف لقاء رئيس أمريكا، الداعم والراعي والممول الأول ليهود في إبادة غزة؟ ألا تصف جلاد الأمة بالصديق؟ أي جرائمك نَعُدّ يا أردوغان؟!

 

إن كنت تريد تيسير أمور الأمة، من معاقين وأصحاء، فالطريق والنهج واضح؛ وهو أخذ الإسلام ككل لا يتجزأ، وأخذ الأحاديث كلها لا بعضها.

 

أما أن تأخذ فرعاً (حديثاً) وتحاول تطعيمه في شجرة أخرى ليست من جنسه (نظام الكفر)، فلن يثمر التطعيم يا أردوغان! لكي يثمر الغرس لا بد أن يكون في شجرته الأصلية، وهي شجرة الإسلام كما في الآية الكريمة: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّٰهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أرجان تكين باش

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.