Logo
طباعة
افتراء رابطة العالم الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

افتراء رابطة العالم الإسلامي

 

 

الخبر:

 

أعربت رابطة العالم الإسلامي عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم "الإرهابي" الذي شهدته مدينة سيدني الأسترالية، مؤكدةً في بيان رسمي صادر عن أمانتها العامة موقفها الثابت والراسخ في رفض كافة أشكال العنف والإرهاب والتطرف، مهما كانت الدوافع والمبررات. (المصدر).

 

التعليق:

 

سعى البيان المشار إليه إلى التدليس على القارئ عبر استخدام أسلوب خطاب الحكمة والاتزان في الحكم على الحادث، متجاهلاً الحقائق الشرعية التي يعلمها كل شيخ في الرابطة، ومنكراً الحقائق السياسية الواضحة الملابِسة للحادث، وكلا الأمرين ضروريان لتحقيق مناط الحكم الشرعي عليه، وهما الأساس الذي يبني عليه المسلم موقفه تجاهه. فحين شددت الرابطة في بيانها على أن "هذه الأعمال إجرامية استهدفت الأبرياء وروّعت الآمنين، وبالتالي تتنافى مع كافة القيم الدينية والأعراف الإنسانية والقوانين الدولية"، تجاهلت أن المستهدفين يهود، ممن ينتسبون إلى كيان يهود ويدينون بدينه، وأكثرهم من علوجه ويحملون جنسيته ويدعمونه بالمال والسلاح والجنود. فهم ممن يَقتلون المسلمين صباح مساء في الأرض المباركة فلسطين بدم بارد، وقد امتدت أيديهم إلى كثير من البلاد الإسلامية قتلاً وقصفاً ودماراً؛ في سوريا ولبنان وإيران واليمن، إضافةً إلى الاغتيالات التي لم تتوقف دولتهم عنها في مختلف بلاد العالم، وآخرها اغتيال مهندس مصري في مصر الكنانة. فهل ذهاب هؤلاء المجرمين للاحتفال بعيداً عن أماكن القصف الذي يقوم به كيانهم ليستجمّوا على شواطئ سيدني ويؤدّوا طقوسهم الشركية يجعلهم أبرياء وآمنين كما ادّعى البيان؟!

 

يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ﴾، ويقول أيضاً: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا﴾، ويقول أيضاً: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ﴾. وجميع هذه النصوص وغيرها تؤكد أن الأصل في المسلم ألا يبيت على ضيم، وأن له كامل الحق في الثأر لدمه وماله وعِرضه، وله الحق في معاملة الأعداء بالمثل، أي كما يُعاملون المسلمين؛ فإن قتلوا منا النساء قَتَلْنا نساءهم، وإن قتلوا الأطفال قتلنا أطفالهم. فنساؤهم وأطفالهم ليسوا معصومي الدم إنْ قتلوا نساءنا وأطفالنا. وهذه قاعدة فقهية يعلمها كل طالب علم شرعي، علاوةً على أنها معلومة بداهة لكل من يدّعي العلم من مشايخ الرابطة وغيرهم، إضافة إلى أنها عرف دولي وأممي أيضا، بما أن الرابطة استشهدت بالعرف الدولي.

 

إنّ علماء السلاطين الذين يُلبسون على الناس دينهم هم سواءٌ مع حكام المسلمين العملاء الذين يسهرون على أمن وأمان المجتمعات الغربية، ومنهم يهود. وقد انبرى هؤلاء العلماء لإصدار الفتاوى التي تُخالف الشرع، واتخذوا موقفا مخزيا يجعل للكافرين سبيلاً على المسلمين، ويجعل دماءهم أغلى وأعظم من دم المسلم، وجعلوا أمن وأمان الكفار مقدساً، وهم من حرموا أطفالنا ونساءنا منها، فأصبح حالهم كحال هامان من فرعون! فهم لم يكتفوا بخذلانهم المسلمين المضطهدين في الأرض المباركة فلسطين، كما خذلهم أسيادهم الحكام وقادة جيوشهم الجبناء، بل راحوا يفترون على دين الله بإصدار فتاوى لحفظ أمن وأمان الدول الصليبية وجنودها، متجاهلين أن هذه الدول التي تُشكّل الحلف الصليبي هي من يقتل ويحرق ويدمر وينهب المسلمين في مختلف بلدان المعمورة. فهل كل هذه الجرائم جائز القيام بها في بلاد المسلمين ومحرّم القيام بها في بلادهم؟! إن كان الأمن والأمان من مقاصد الشريعة، وهو كذلك، فليكن للجميع، وإن كان القتل والدمار دين الحلف الصليبي، فليذوقوا منه بعض ما يصنعون، لعلهم يرتدعون.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال المهاجر – ولاية باكستان

 

 

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.