Logo
طباعة
العملة السورية الجديدة ﴿كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء﴾!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

العملة السورية الجديدة ﴿كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء!

 

الخبر:

 

كشف الرئيس السوري أحمد الشرع، يوم الاثنين، عن تفاصيل العملة السورية الجديدة، في إعلان رسمي وصفه بأنه خطوة محورية ضمن استراتيجية اقتصادية وطنية تهدف إلى تعزيز الاستقرار النقدي، وترسيخ الثقة بالاقتصاد السوري، ودعم مسار التعافي الاقتصادي المستدام.

 

وأشار إلى أن التصميم الجديد للعملة يعكس هوية وطنية جامعة، تقوم على الرمزية المرتبطة بالطبيعة والجغرافيا السورية، والابتعاد عن تقديس الأشخاص، معتبرا أن هذه الخطوة تمثل بداية لمرحلة جديدة من الثقة والنمو الاقتصادي، شريطة الالتزام بثقافة مالية مسؤولة خلال فترة الاستبدال ومنع أي ممارسات مضاربية تضر بالسوق. (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

إن إصدار العملة الجديدة لسوريا الجديدة ما هو إلا دورة فارغة في عالم مشابه وتبنٍّ لنظام اقتصادي يترأسه النظام الرأسمالي العالمي التي يتحكم في مفاصله أعداء الإسلام. فيحدد الملكيات ويتخذ القروض الربوية وفق سياساته، فإن كان يرجى من اقتصاد يقوم على الربا خير إذن فهو الهلاك؛ لما ذكره الله تعالى في كتابه العزيز حيث قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ﴾.

 

فهل نظام قائم على أساس محاربة الله سيكفل حماية الاقتصاد ورعايته ونمائه؟! ألم تر الحكومة السورية الجديدة النظم الاقتصادية التي حولها كيف تغرق في الفقر وضنك العيش بسبب اعتمادها على نظام اقتصادي من عند غير الله؟!

 

إن إصدار عملات لا تستند إلى نظام اقتصادي منبثق من عقيدة المسلمين، يُكرّس التبعية للغرب الكافر، بإلقاء شباكها ما يقيض حركة المسلمين على النهوض وتحقيق سيادتهم بإعادة سلطانهم المغتصب، ولهذا يجب على المسلمين في سوريا أن لا ينسوا الذي خرجوا لأجله "هي لله هي لله" ولا يرضوا بغير الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تجعل النظام الاقتصادي الإسلامي ركيزة لمعاملات الناس المالية فتصلها بخالقها فتحقق العدل بينهم وتنشر الخير في ربوعهم.

 

إن النظام الاقتصادي الإسلامي هو المنجاة الوحيدة من أي أزمات، فكان على الإدارة الجديدة أن تتبناه وتطبقه وهو فرع من أصل، والأصل هنا هو نظام الخلافة إذ يعمد على منع ظهور الأزمات من جذورها عوضاً عن وضع حلول آنية، فجعل الملكيات ثلاثاً بدل حصرها في الدولة والأفراد فجعل أيضاً ملكية عامة. وقد ربط العملة بغطاء قوي ومتين فجعلها مدعومة بأساس ثابت من الذهب والفضة، بدل ربطها بالدولار والعملات الأجنبية، وبالتالي القضاء على السبب الجذري للتضخم، لا كما تفعل الأنظمة الوضعية التي تكتفي بإجراءات لا تسمن ولا تغني من جوع فتهلك الحرث والنسل.

 

فإلى هذا ندعوكم أيها المسلمون في الشام ولا ترضوا بغيره، قال تعالى: ﴿أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله عبد الرحمن

مدير دائرة الإصدارات والأرشيف في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.