Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مسلمو الرّوهينجا:

 

بين مكر زعماء الغرب وتخاذل حكّام المسلمين!!

 

الخبر:

 

وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مقتل مئات من أقلية الروهينغا في ميانمار على مدى الأسبوع الماضي، بـ"الإبادة الجماعية التي تستهدف الطوائف المسلمة في المنطقة". وقال أردوغان خلال احتفالات عيد الأضحى في إسطنبول: "توجد إبادة جماعية هناك. هم يبقون صامتين على هذا. كلّ أولئك الذين يصرفون أنظارهم عن هذه الإبادة التي تشنّ تحت ستار الدّيمقراطية هم أيضا جزء من هذه المذبحة". واعتبر الرّئيس التّركي أنّ أنقرة "عليها مسؤوليّة أخلاقيّة لاتّخاذ موقف مناهض للأحداث في ميانمار".

 

وأظهرت بيانات رسميّة جديدة أنّ حوالي 400 شخص قتلوا في أسبوع من القتال شمال غربي ميانمار، فيما قد تكون موجة العنف الأكثر دمويّة التي تتعرّض لها (الأقليّة) المسلمة خلال عقود. ويقول الجيش في ميانمار إنّه ينفّذ عمليّات تطهير ضدّ "إرهابيّين متطرّفين" لحماية المدنيّين.

 

 وذكرت مصادر بالأمم المتّحدة أن نحو 38 ألفا من مسلمي الروهينغا عبروا الحدود من ميانمار إلى بنغلادش، بعد أسبوع من المواجهات مع قوات الأمن. وقال أردوغان إنّ المسألة سيجري مناقشتها باستفاضة، عندما يتجمّع زعماء العالم لحضور دورة الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة في نيويورك في الثاني عشر من أيلول/سبتمبر الجاري. (أخبار سكاي نيوز عربية)

 

التّعليق:

 

 اللّه أكبر على من طغى وتجبّر: في تقرير لها ذكرت الأمم المتّحدة أنّ حوالي 40 ألف شخص من مسلمي الرّوهينجا في ميانمار فرّوا إلى بنغلاديش الأسبوع الماضي. وأكّد التقرير العثور على جثامين 26 شخصا لمسلمي الرّوهينجا، بينهم 11 طفلا، يوم الجمعة، بعد غرقهم أثناء محاولة عبور النّهر بين البلدين على متن قارب صغير. الله أكبر على أولئك البوذيين المجرمين الذين تمادوا في سفك دماء هؤلاء المستضعفين وزعماء هذا العالم يرقبونهم بدم بارد لتنكشف حقيقة هذا النّظام الرّأسماليّ المتوحّش تستر عوراته تقارير منظّماته التي أحدثها للغرض كما هو حال هذا المنظّمة المتباكية المخادعة الكاذبة.

يصمّ أصحاب القرار الآذان ويغضّون الأبصار وفي أفضل الأحوال يوكلون الأمر لمثل هذه المنظّمات والهيئات لتندّد ولتحصي وتقدّم الأرقام، فالله أكبر عليهم اجتمعوا على قتل هؤلاء الأبرياء وشهدوا مذابحهم ومجازرهم في تشفّ ولا مبالاة!

 

الله أكبر على من تجبر وتكبّر: فرّ هؤلاء المستضعفون من الموت واتّجهوا إلى بنغلاديش طالبين الحماية مستنصرين فخذلتهم حكومتها ونصرت عليهم أعداءهم وردّتهم إليهم ليلقوا منهم ألوانا من التعذيب ويشهدوا ما تقشعر لهوله الأبدان من التقتيل والمجازر، خذلتهم حكومة حسينة العميلة التي أغلقت دونهم الأبواب ولم تفتحها إلّا لانتشالهم موتى.

 

الله أكبر على من جاءه الحقّ ولم يتدبّر: ما يعانيه مسلمو الرّوهينجا من تنكيل وتقتيل وإبادة خاصّة في هذه الأيّام المباركة تجعل المسؤوليّة أكبر على كلّ من تولّى حكما على المسلمين فواجب عليه أن ينصرهم ولا يخذلهم. ولكن ما يحدث مخالف ومناقض تماما لما يجب أن يكون. وحكّام المسلمين يعملون فقط لنصرة "دينهم الجديد: الدّيمقراطيّة" الذي ابتدعه الغرب لهم ليجروا في ركابه موحّدين ومهلّلين.

هؤلاء الحكّام لا يحيدون قيد أنملة عمّا هو مرسوم لهم. ينتظرون ما يجتمع عليه "الأسياد" لينفّذوه صاغرين.

 

ماذا قدّم أردوغان الذي يدّعي نصرته للإسلام والمسلمين لهذه الطائفة التي تستصرخ العالم والمسلمين خاصّة لنصرتها؟ ماذا قدّم أردوغان لأبناء الروهينجا الذين يقتّلون ويبادون في هذه الأيّام الحرم: قدّم لهم خطابا ندّد فيه بهذه الممارسات ووصفها بالإبادة الجماعيّة مصرّحا بأنّه يجب على دولته أن تضطلع بمسؤوليّة أخلاقيّة مفادها ضرورة اتّخاذ موقف مناهض لما يحدث في ميانمار... تمخّض الجبل فأنجب فأرا!! مسؤوليّة أخلاقيّة!؟؟ ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ حريّ بك أن تكون مسؤوليتك تجاه مسلمين مستضعفين مسؤوليّة حاكم يذود عن المسلمين، أولست كما تدّعي ترعى الإسلام والمسلمين؟ فأين جيوشك لترسلها تحمي هؤلاء وتنصرهم على المجرمين؟!

 

حذّر الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة من وقوع "كارثة إنسانيّة" في غرب ميانمار، داعيا حكومة هذا البلد إلى "ضبط النّفس" بعد مقتل نحو 400 شخص معظمهم من الرّوهينجا إثر تجدّد أعمال العنف. وقالت الأمم المتّحدة إنّ ردّ قوّات الأمن على هجمات متمرّدي الرّوهينجا بلغ حدّ ارتكاب جريمة ضدّ الإنسانيّة (بي بي سي. عربي). تنديد بما يحدث للروهينجا واتّهام لها في آن، وحكم صادر من محكمة ظالمة تدور حيث دارت المصالح...

 

الله أكبر الله أكبر الله أكبر على من خذل هؤلاء الأبرياء ونعتهم "بالمتمرّدين" ينساق وراء أسياده ويعينهم على إخوانه. الله أكبر على من وظّف إعلامه ليضلّل ويخفي حقائق الأمور. ولكن يجعل الله كيدهم في نحورهم ويكشفهم ويعرّي خبثهم وخداعهم. صحيفة عكاظ السعوديّة لم تلق ما تستحقّ وهي التي تتآمر على هؤلاء المظلومين المنكوبين وتصفهم بـ"المتمرّدين" ممّا أثار غضب ناشطين على موقع التّواصل «تويتر»، والذين قالوا إنّ هذا الوصف كشف المواقف الحقيقيّة للإعلام السّعوديّ تجاه قضايا المسلمين ما دفعها لسحب ما نشرت.

 

غريب أمر حكّام تولّوا أمر المسلمين ينبطحون ويتملّقون لأسيادهم بكلّ الوسائل والطّرق ولو بالأكاذيب والأباطيل وبتزييف الوقائع والأحداث رغم أنّ أسيادهم هؤلاء الذين يتلاعبون وتتلوّن تصريحاتهم بحسب مصالحهم لا ينكرون أنّ ما يقع في ميانمار كارثة إنسانيّة!!!

 

إنّ هؤلاء المسلمين وغيرهم من المسلمين المضطهدين في العالم سيشكون الله تخاذل حكّامهم وتقاعسهم عن نصرتهم وسيكونون خصماء لهم يوم القيامة يوم لا ينفع ملك ولا ولاء إلاّ من أتى الله بقلب سليم وكان ولاؤه لله وللرّسول وللمؤمنين.

 

﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [المائدة: 55-56]

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التّحرير

 

زينة الصّامت

 

 

آخر تعديل علىالإثنين, 04 أيلول/سبتمبر 2017

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.