Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حذار من الروايات المضللة

التي تحجب الإرهابيين الحقيقيين داخل أزمة الروهينجا!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في الآونة الأخيرة، وضعت بعض الروايات المضللة بشأن أزمة الروهينجا التي حاولت إلقاء اللوم على ما يسمى بالجماعة (الإرهابية) الإسلامية، أي الجماعة المسلحة الناشئة المعروفة باسم جيش إنقاذ روهينجا أراكان (أرسا). ويعزى في ذلك السبب في أن رئيس الشرطة الإندونيسية الجنرال تيتو كارانافان كان قد قدم لنظيره الميانماري تعاونا في مجال حقوق الإنسان والتدريب على مكافحة (الإرهاب) خلال الدورة الـ37 لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) في سنغافورة خلال الفترة ما بين 12-14 أيلول/سبتمبر لبحث الأزمة الإنسانية في ولاية راخين الميانمارية.

 

كما حاول آخرون التحذير من شبكة (إرهابية)، كما قال وزير الدفاع الماليزي في خطابه أن أنصار تنظيم الدولة الإسلامية يسعون إلى استغلال اضطهاد مسلمي الروهينجا. وحذر الوزير الماليزي داتوك سري هشام الدين من أن تنظيم الدولة الإسلامية يسعى إلى إقامة موطئ قدم أكبر في المنطقة. ومن الممكن استخدام الأزمة الحالية لتجنيد أفراد من الروهينجا الذين تُركوا "ضعفاء دون خيار". (نيو ستريتس تايم 2017/9/12).

 

وأوضح بيتر ممفورد رئيس جنوب شرق آسيا في الاستشارات السياسية لمجموعة أوراسيا، أن المتشددين في إندونيسيا والتي تعد موطن إقامة أكبر عدد من المسلمين في العالم، يستخدمون أزمة ميانمار للتأثير والقيام بدور في التوترات الدينية المحلية. وأن ذات الجماعات الإسلامية السياسية التي نظمت مظاهرات حاشدة ضد حاكم جاكرتا السابق باسوكي تشاجا بورناما في وقت سابق من العام الحالي، تقوم حاليا بمسيرات مؤيدة للروهينجا وذلك مع احتجاجات 7 أيلول/سبتمبر والتي تدعو فيها إلى الجهاد ضد البوذيين في ميانمار. وكما قال ممفورد في أخبار - سي إن بي سي - فإن هنالك مخاوف من أن الوضع في ولاية راخين "سيجذب المزيد من (المتطرفين) الإسلاميين من أماكن أخرى في جنوب شرق آسيا وما وراءها لدعم قضيتهم".

 

التعليق:

 

لقد أظهرت الروايات المضللة الأخيرة اللوم على ردود فعل الأمة وكما أظهرت الجماعات الإسلامية المسلحة الذعر إزاء ردود فعل هذه الأمة وعدم الوضوح في تاريخ وجذور الصراع في أراكان. ومن الواضح أنه أخفى الإرهابي الحقيقي لأزمة الروهينجا. من هو الإرهابي؟

من الواضح أن ميانمار هي الإرهاب الحقيقي وأنها هي دولة إرهابية استولت على أرض أراكان الإسلامية الغنية، بالتعاون مع القوات البوذية الراديكالية والدعم الصامت الذي قدمته أونغ سان سو كيي داخل البلاد والتآمر مع الصين وكيان يهود في الخارج. إضافة الى علاقاتها مع الشركات الرأسمالية، كل ذلك من أجل نهب ثروة ولاية راخين. نعم، ميانمار والتشكيلة الكاملة من القوى الكامنة وراءها هي البلدان المستعمرة وهم الإرهابيون الحقيقيون.

 

والإرهاب الذي ترتكبه ميانمار إرهاب دستوري، وينبع من قانون الجنسية الصادر في 1982، حيث يحرم القانون حقوق التابعية لشعب الروهينجا. وكانت هذه هي الجريمة الدستورية في ميانمار التي أيدها عدوان المجلس العسكري التابع لها، وهي الجماعة البوذية الراديكالية التي تنشر رهاب الأجانب، وحاكمها الديمقراطي أونغ سان سو كيي الصماء والبكماء بما يتعلق بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي للروهينجا.

 

من الغريب أنه لا يوجد أي من حكام المسلمين شجاعاً بما فيه الكفاية لتسميه ميانمار دولة إرهابية، أو لجرّها إلى محكمة العدل الدولية، ناهيك عن إرسال قوات عسكريه لمواجهتها. وفي الواقع، فإن هذا هو السبب الجذري للمشكلة. وعلى العكس من ذلك، فإن كبار الشخصيات في هذه الأنظمة يتهمون الجماعات الجهادية الدفاعية بسهولة، مثل جيش إنقاذ روهينجا أراكان (أرسا) الذي يقاتل للدفاع عن دمائهم وأرضهم وشرفهم كمسلمين، كما وربط هؤلاء القادة بين أزمة الروهينجا والمشاركة المحتملة لتنظيم الدولة.

 

لقد ظل النظام الاقتصادي لرابطة أمم جنوب شرق آسيا (الآسيان) صامتا لفترة طويلة؛ بسبب مبدأ عدم التدخل، الذي يمنع بلدان الرابطة من التدخل في الشؤون الداخلية. وحكام المسلمين في إندونيسيا وماليزيا عاجزون عن تقديم المساعدة باستثناء تقديم المعونات الإنسانية وتوفير مخيمات مؤقتة لإيواء اللاجئين ولكنهم أيضا يرفضون منح الجنسية الكاملة للاجئي الروهينجا. والسبب الوحيد في بقائهم على قيد الحياة هو صدق وإخلاص المسلمين في إندونيسيا وماليزيا الذين يقدمون المساعدات بحسب قدراتهم.

 

فما الذي يمكن توقعه من نظام الدولة القومية الذي يمنع مئات الملايين من المسلمين من مساعدة إخوتهم وأخواتهم؟ وما الذي يمكن أن نتوقعه من نظام الآسيان الذي وضع الحسابات والأعباء الاقتصادية على البشرية؟ وما الذي يمكن توقعه من نظام عالمي مزدوج المعايير ضد المسلمين؟ ما الذي يمكن أن نتوقعه من النظام العالمي الذي لا يزال يحمي نظام ميانمار المفترس؟

 

وبدلا من مواجهه ميانمار، يبدو من الأسهل على الأنظمة العلمانية أن تلوم غضب الأمة المسلمة. وبدلا من معارضة قيم عدم التدخل من قبل (الآسيان)، فإنه من الأسهل بالنسبة لهم دثر موجة الصحوة الإسلامية. من الأسهل عليهم تسمية المسلمين بأنهم (إرهابيون) بدلا من مواجهة مرتكب الإرهاب الحقيقي!

 

أيها المسلمون المخلصون، إننا بحاجة لإنهاء الأزمة بشكل فوري لمساعدة أخواتنا وإخوتنا الروهينجا، لقد آن الأوان بالنسبة لنا لنزع الثقة بهذا النوع من حكام الأنظمة العلمانية. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [آل عمران: 118].

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فيكا قمارة

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالثلاثاء, 19 أيلول/سبتمبر 2017

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.