Logo
طباعة
دمار الشعب

بسم الله الرحمن الرحيم

دمار الشعب

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في افتتاح المؤتمر الدولي السنوي العشرين للدراسات الإسلامية (AICIS) في سوراكارتا، جاوة الوسطى، إندونيسيا 2021/10/25، أكد وزير الأديان ياقوت شليل قماس على أهمية إعادة صياغة عدد من مفاهيم الفقه أو العقيدة الإسلامية استجابة لتحديات العصر. مصطلح آخر استخدمه وزير الدين لإعادة صياغة سياق المفاهيم الإسلامية هو الوسطية الإسلامية. من ناحية أخرى، ترتبط الأنشطة المجتمعية لبعض المسلمين بأنشطة إرهابية. وأفاد موقع تيمبو 2021/11/9 بمصادرة الأجهزة الأمنية لمئات الصناديق الخيرية. وقال النائب الثاني للجهاز الوطني لمكافحة الإرهاب العميد ابن سهندرا: "البحث هو معرفة مقدار القيمة التي يتم الحصول عليها من جمع التبرعات للجماعات الإرهابية بالتفصيل". وقد صُدم الجمهور في 2021/11/17 بخبر اعتقال الأجهزة الأمنية لثلاثة أشخاص معروفين بالمبلغين (العلماء) للاشتباه في ضلوعهم في أعمال إرهابية. أحدهم عضو في لجنة الفتوى التابعة لمجلس العلماء الإندونيسي. وليس من المستغرب، بذريعة هذه الحادثة، أن الناس الذين يكرهون الإسلام طالبوا بحل مجلس العلماء الإندونيسي. في خضم هذه الظروف، في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، ظهرت لائحة وزير التعليم والثقافة والبحث والتكنولوجيا رقم 30 لعام 2021 بشأن منع العنف الجنسي والتعامل معه في الجامعات. والفكر الأساسي فيها هو تحريم الأمور الجنسية دون موافقة الضحية. أي، إذا كانت تلك الأمور عن تراض من الطرفين فإن ممارسة الزنا أمر قانوني. وقال رئيس عام جمعية المحمدية حيدر الناصر: "أعتقد أن آخر قضية في إندونيسيا بخصوص تنظيم وزير التربية والتعليم رقم 30 لعام 2021 هو جزء من التطرف الديمقراطي وحقوق الإنسان" (2021/11/15).

 

التعليق:

 

توضح الحقائق المذكورة أعلاه نمطاً واضحاً:

 

أولاً: تغيير الأحكام الإسلامية لتناسب القيم الغربية بحجة إعادة صياغة أو تعديل الأحكام الإسلامية أو توسيط الإسلام. من بين مؤيدي توسيط الإسلام هو بويا سياكور، ومن قوله إن لا إله إلا الله تعني دعم الوحدة وليس التوحيد. وقال إن الإسلام ليس كاملاً بزعم أنه لا يوجد شيء كامل في هذا العالم. كما شدد على عدم الخوف من الردة لأن الإسلام لا يضمن دخول الجنة. هذه هي صورة لما يسمونه بتوسيط الإسلام أو تعديل أحكام الإسلام. كل هذه الأفكار تتعارض تماماً مع الأحكام الإسلامية. أي شخص يفهم اللغة العربية يعرف أن لا إله إلا الله تعني أنه لا معبود إلا الله. قال رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صِدْقاً مِنْ قَلْبِهِ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ» رواه البخاري. وقال الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً...﴾ [المائدة: 3]. كما أوضح الرسول أن المؤمن يكره حقاً العودة إلى الكفر والردة حيث قال ﷺ: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ؛ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ» رواه البخاري ومسلم.

 

ثانياً: ربط حملة الدعوة الإسلامية والمؤسسات الإسلامية بالتطرف والإرهاب. وهكذا، يُحاول المسلمون الابتعاد ليس فقط عن أحكام الإسلام ولكن عن حملة دعوته وحتى عن المؤسسات الإسلامية. ومن الناحية النفسية، يشك المسلمون في الأشخاص أو المؤسسات التي تلتزم بالإسلام.

 

ثالثاً: غرس تعاليم العلمانية الراديكالية. توجه هذا النمط هو إزالة الثقة بالأحكام الإسلامية، والتدمير النفسي للمسلمين، وإضعاف الفكر الإسلامي من خلال شعارات الوسطية، وزرع التعاليم العلمانية الراديكالية على بقايا الإيمان بهذه الأحكام الإسلامية. مصب هذا النمط هو ترسيخ العلمانية الراديكالية واستبعاد الإسلام من الحياة. إذا سمح بحدوث ذلك، فلن يكون من المستحيل على أجيال من المسلمين في إندونيسيا الهروب من إسلامهم. وهذا يعنى دمار الشعب!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد رحمة كورنيا – إندونيسيا

 

آخر تعديل علىالأربعاء, 01 كانون الأول/ديسمبر 2021

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.