Logo
طباعة
ليس الانقلاب وحده الفاشل بل الديمقراطية أيضاً نظام فاشل

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ليس الانقلاب وحده الفاشل بل الديمقراطية أيضاً نظام فاشل

 

 

الخبر:

 

قال نائب رئيس مجلس السيادة حميدتي "إن الإجراءات التي اتخذها الجيش في 25 تشرين أول/أكتوبر الماضي قد فشلت تماماً". قال ذلك في مقابلة مع بي بي سي، وأضاف "أن الأوضاع الاقتصادية والأمنية في السودان باتت أسوأ مما كانت عليه قبل إجراءات 25 تشرين الأول/أكتوبر"، وشدد على أن الإجراءات لم تحقق أهدافها لأسباب رفض الإفصاح عنها، بينما قال حميدتي إنه "لا يملك طموحاً سياسياً" إلا أنه استدرك بالقول "إنه سيتدخل فقط لإنقاذ السودان!" مشيراً إلى أن السودان يمر حالياً بأزمة كبيرة، وإذا تم تجاوزها فإنه لن يتعاطى العمل السياسي. (بي بي سي، الاثنين 2022/08/01).

 

التعليق:

 

إن هذه التصريحات عندما تأتي من رجل يشغل موقع الرجل الثاني في الدولة، يجب الوقوف عندها وتحليل مضامينها، فهل فعلاً التدهور الذي وصل إليه البلد نتيجة لانقلاب البرهان؟ أم هو بسبب فشل المنظومة المطبقة في السودان منذ الاستقلال إلى الآن؟ فعند الحديث عن منظومة الحكم، فإننا نعني نظام الحكم المطبق. فأنظمة الحكم في العالم كله هي ثلاثة: الديمقراطية والشيوعية ونظام الإسلام، وكل نظام له أركانه ومنطلقاته الفكرية، وأسسه التي يقوم عليها، والنظام المطبق في السودان هو النظام الديمقراطي العلماني ومصدر تشريعاته هو دستور مستر بيكر الإنجليزي الذي وضعه سنة 1953م، فلم يخرج مَنْ تعاقب على حكم السودان من عسكر أو مدنيين قيد شعرة عن هذا الدستور، وما تفرع عنه من تشريعات وقوانين، فالسودان محكوم بالعلمانية إلى يومنا هذا.

 

أما الفشل السياسي الاقتصادي فهو ناتج عن صراع داخل أجهزة الدولة بين أدوات أمريكا وأوروبا، من العسكر والمدنيين؛ فقد ضيق العسكر، عملاء أمريكا، الخناق على عملاء بريطانيا المدنيين اقتصادياً، وحميدتي نفسه قد ترأس اللجنة الاقتصادية التي شُكلت لمعالجة التدهور الاقتصادي، لكنه فشل فتململ الشارع من جديد وخرج ضد حكم المدنيين وكان مبرراً لانقلاب البرهان في 2021/10/25م.

 

أما قوله بخروج العسكر عن المشهد السياسي فهو مجرد لعبة أريد بها جمع شتات المدنيين، وإعطاؤهم حكما صورياً كما كان في الحكومة الانتقالية، حيث احتفظ المكون العسكري بالحقائب الوزارية ذات الأهمية وترك الفتات للمكون المدني. فالعسكر يدركون أطماع المدنيين، وضعفهم السياسي، وهرولتهم على قسمة الكيكة فيما بينهم، وأن المدنيين لا يبالون بما يجري لأهل السودان، وما يعانونه من آلام، فحملة الجوازات الأجنبية يعيشون في بروج عاجية بعيدة عن حياة الناس.

 

أما احتفاء البي بي سي باعتراف حميدتي بفشل الانقلاب، فهو نابع من أنها تعمل على تحقيق أجندة بريطانيا التي تسعى من أجل إيجاد موطئ قدم لعملائها من المدنيين، ومزاحمة قادة العسكر الموالين لأمريكا من جديد ومشاركتهم الحكم، أو طردهم من الحكم إن استطاعوا.

 

يا أهل السودان، أدركوا هذه المخططات واكشفوا كذب هؤلاء الحكام فهم أدوات يتلاعب بهم الغرب المستعمر، ليحققوا بهم تدمير البلاد، بتغيير هويتكم النابعة من مبدأ الإسلام العظيم.

 

ويا فريق أول حميدتي: إن كنت جاداً في العمل لاستقرار البلاد، فانبذ فوراً فكرة الديمقراطية المستمدة من عقيدة الغرب المستعمر، وأعلن انحيازك لمشروع الإسلام العظيم، المتثمل في دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وضعه موضع التطبيق لينعم الناس أجمعين بالأمن والأمان والاطمئنان والاستقرار.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد السلام إسحاق

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

آخر تعديل علىالسبت, 06 آب/أغسطس 2022

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.