- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مناقب ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
(ح1) بين يدي الكتاب
الحَمْدُ للهِ مُنْزِلِ الكِتَابْ، وَمُجْرِي السَّحَابْ، وَهَازِمِ الأَحْزَابِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا محمد، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الأَلْبَابْ، وَعَلَى وَزِيرَيهِ: أَبِي بَكْرِ الصِّدِّيقْ، مَنْ لِدَعْوَةِ الحَقِّ استَجَابْ، وَالفَارُوقِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابْ، الحَاكِمِ بِالعَدْلِ، وَالنَّاطِقِ بِالصَّوَابْ، ارزُقنَا الَّلهُمَّ خَلِيفَةً مِثْلَهُ، يَخَافُكَ وَيَتَّقِيكَ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَتَرْضَى عَنْهُ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابْ، وَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمرَتِهِمْ، بِرَحْمَتِكَ يَا كَرِيمُ يَا وَهَابْ... آمِينَ.
أيها المؤمنون:
مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير:
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: سَنَكُونُ مَعَكُمْ عَلَى مَدَارِ حَلْقَاتٍ عِدَّة، بِقَدْرِ مَا يَفْتَحِ اللهُ بِهِ عَلَينَا، نَعْرِضُ عَلَيكُمْ فِي كُلِّ حَلْقَةٍ مَنْقِبًا وَاحِدًا مِنْ مَنَاقِبِ ثَانِي الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، فَسِيرَةُ الفَارُوقِ رضي الله عنه حَافِلَةٌ بِالـمَنَاقِبِ الـمَلِيئَةِ بِالدُّرُوسِ وَالعِبَرِ، كَيفَ لَا، وَقَدْ نَهَلَ العِلْمَ مِنْ مَدْرَسَةِ النُّبُوَّةِ، وَكَمَا يَقُولُ عَبَّاسْ مَحمُود العَقَّاد فِي كِتَابِهِ: "عَبْقَرِيَّةِ عُمَر": "وَإِنَّهُ لَـجهَادٌ جَدِيدٌ لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابْ، يَطِيبُ لَنَا أَنْ نُوجِزَهُ فِي كِتَابْ". وَمَعَ الحَلْقَةِ الأُولَى، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "بَينَ يَدَيِ الكِتَاب". نَقُولُ وَبِاللهِ التَّوفِيقُ:
كِتَابُنَا:"مَنَاقِبُ ثَانِي الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه". دَعَانِي إِلَى تَأْلِيفِهِ دَاعِيَانِ: الأَوَّلُ إِعْجَابِي الشَّدِيدُ بِشَخْصِيَّةِ الفَارُوقِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه، وَالثَّانِي: رَغْبَتِي الشَّدِيدَةُ فِي عَرْضِ مَنَاقِبِهِ الـمُسْتَنِيرَةِ الـمُتَمَيِّزَةِ فِي هَذَا الظَّرْفِ العَصِيبِ الَّذِي نَعِيشْ، وَالحيَاةِ الضَّنْكِ الَّتِي نَحْيَا، وَنَحْنُ نَشْهَدُ مَخَاضَ مِيلَادِ دَوْلَةِ الخِلَافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، وَبُزُوغَ فَجْرٍ جَدِيدٍ يُبَشِّرُ بِالخَيرِ وَالبَرَكَةِ، وَالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ لِأُمَّةِ الإِسْلَامِ، أُمَّةِ النَّبِيِّ محمد عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَشَجَّعَنِي عَلَى الـمُضِيِّ فِي تَأْلِيفِهِ، وَفِي عَرْضِهِ مَا أَسْمَعُهُ مِنْ أَصْوَاتٍ، وَأُشَاهِدُهُ مِنْ مَشَاهِدَ تُنَادِي بِعَوْدَةِ دَوْلَةِ الخِلَافَةِ، وَتُطَالِبُ بِتَحْكِيمِ شَرِيعَةِ الإِسْلَامِ فِي جَمِيعِ نَوَاحِي الحَيَاةِ، عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الـمَوَاقِفُ حَافِزًا لِلأُمَّةِ عَامَّةً، وَلِلشَّبَابِ حَامِلِي الدَّعْوَةِ خَاصَّةً لِلْمُضِيِّ قُدُمًا نَحْوَ تَحْقِيقِ الهَدَفِ الـمَنشُودِ، وَلِيَغُذُّوا السَّيرَ فِي العَمَلِ مَعَ العَامِلِينَ الـمُخْلِصِينَ لِإِقَامَةِ دَوْلَةِ العِزَّةِ وَالكَرَامَةِ، وَالنَّصْرِ وَالفَتْحِ الـمُبِينِ، وَمَعَ الحَلْقَةِ الأُولَى مِنْهُ، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "بَينَ يَدَيِ الكِتَابِ". نَقُولُ وَبِاللهِ التَّوفِيقُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَو كَانَ مِنْ بَعدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ». قَالَ ابنُ حَجَر: "خُصَّ عُمَرُ بِالذِّكْرِ؛ لِكَثْرَةِ مَا وَقَعَ لَهُ فِي زَمَنِ الـمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مِنَ الوَاقِعَاتِ الَّتِي نَزَلَ القُرآنُ بِهَا، وَوَقَعَ لَهُ بَعْدَهُ عِدَّةُ إِصَابَاتٍ". وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ بِأَحَدِ العُمَرَينِ: عَمْرِو بْنِ هِشَام وَعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ». رَوَى مُسْلِمُ فِي صَحِيحِهِ فِي فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ فِي بَابِ فَضَائِلِ عُمَرَرضي الله عنه: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُرِيتُ كَأَنِّي أَنْزِعُ بِدَلْوِ بَكَرَةٍ عَلَى قُلَيبٍ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَو ذَنُوبَينِ، فَنَزَعَ نَزْعًا ضَعِيفًا، وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَاسْتَقَى فَاسْتَحَالَتْ غِرَبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرْيَهُ حَتَّى رَوِيَ النَّاسُ، وَضَرَبُوا العَطَنَ».
قَولُهُ صلى الله عليه وسلم: «فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرْيَهُ». أَمَّا (يَفْرِي) فَبِفَتْحِ اليَاءِ، وَإِسْكَانِ الفَاءِ، وَكَسْرِ الرَّاءِ، وأما (فَرْيَهُ) فَرُوِيَ بِوَجْهَينِ: أَحَدِهِمَا (فَرْيَهُ) بِإِسْكَانِ الرَّاءِ، وَتَخْفِيفِ اليَاءِ، وَالثَّانِيَةِ: (فَرِيَّهُ) بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَتَشْدِيدِ اليَاءِ، وَهُمَا لُغَتَانِ صَحِيحَتَانِ، وَأَنْكَرَ الخَلِيلُ التَّشْدِيدَ وَقَالَ: "هُوَ غَلَطٌ". وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ مَعْنَاهُ لَـمْ أَرَ سَيِّدًا يَعْمَلُ عَمَلَهُ، وَيَقْطَعَ قَطْعَهُ، وَأَصْلُ الفَرْيِ بِالإِسْكَانِ القَطْعُ. يُقَالُ: فَرَيتُ الشَّيءَ أَفْرِيهِ فَرْيًا قَطَعْتُهُ لِلإِصْلَاحِ، فَهُوَ مَفْرِيٌّ، وَأَفرَيتُهُ إِذَا شَقَقْتُهُ عَلَى جَهْةِ الإِفْسَادِ، وَتَقُولُ العَرَبُ: تَركْتُهُ يَفْرِي الفَرْيَ إِذَا عَمِلَ العَمَلَ بِإِجَادَةٍ، وَمِنهُ حَدِيثُ حَسَّانَ: "لأَفرِيَنَّهُمْ فَرْيَ الأَدِيمِ": أَيْ أُقَطِّعُهُمْ بِالهِجَاءِ كَمَا يُقَطَّعُ الأَدِيمُ. وَ(العَبْقَرِيُّ) هُوَ مَنْ يَأْتِي بِالغَرَائِبِ وَالعَجَائِبِ، نِسْبَتْهُ العَرَبُ إِلَى (وَادِيْ عَبْقَر)، وَهُوَ وَادٍ فِي الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ مَلِيءٌ بِالغَرَائِبِ وَالعَجَائِبِ. فَقَولُهُ صلى الله عليه وسلم عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه: «فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرْيَهُ». أَيْ: لَـمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِثْلَ عُمَرَ يَصْنَعُ مِثْلَ صَنِيعِهِ! فِإِعْجَابِي بِشَخْصِيَّةِ عُمَرَ رضي الله عنه مُسْتَمَدٌّ مِنْ إِعْجَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
هَذَا، وَقَدْ سَبَقَ لِي أَنْ دَرَسْتُ دِرَاسَةً عَمِيقَةً وَأَنَا فِي الثَّانَوِيَّةِ العَامَّةِ فِي سَبْعِينَاتِ القَرْنِ الـمَاضِي مَا كَتَبَهُ "عَبَّاس مَحْمُود العَقَّاد" فِي كَتَابِه: "عَبقَرِيَّةُ عُمَر" وَكُنْتُ أَسْأَلُ أُسْتَاذِي أُسْتَاذَ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ عَنْ مَعَانِي بَعْضِ الفَقْرَاتِ الَّتِي أَحْفَظُهَا عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ، فَكَانَ - رَحِمَهُ اللهُ - يُفَاجَأُ بِسُؤَالِي، وَلَا يَستَطِيعُ جَوَابًا؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ عِبَارَاتِ العَقَّادِ كَانَتْ عَسِيرَةَ الفَهْمِ، يَحْتَاجُ فَهْمُهَا لِإِعَادَةِ القِرَاءَةِ مَرَّتَينِ، أَوْ ثَلَاثَ أَوْ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، وَرُبَّمَا أَكْثَر مِنْ تِلْكَ. وَأَذْكُرُ لَكُمْ على ذَلِكَ مِثَالَينِ اثْنَينِ مِنْ كِتَابِ "عَبْقَرِيَّةِ عُمَرَ" نَفْسِهِ:
الـمثال الأول: نَصُّ الفَقْرَةِ الَّتِي سَأَلْتُ عَنْهَا أُسْتَاذِي أُسْتَاذَ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ: يَقُولُ عَبَّاسْ مَحْمُود العَقَّاد فِي مُقَدِّمَةِ كِتَابِهِ "عَبْقَرِيَّةِ عُمَر": "وَعُمَرُ بَعدُ رَجُلُ الـمُنَاسَبِةِ الحَاضِرَةِ فِي العَصْرِ الَّذي شَاعَتْ فِيهِ عِبَادَةُ القُوَّةِ الطَّاغِيَةِ، وَزَعَمَ الهَاتِفُونَ بِدِينِهَا أَنَّ "البَأْسَ" وَ"الحَقَّ" نَقِيضَانِ. فَإِذَا فَهِمْنَا عَظِيمًا وَاحِدًا كَعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، فَقَدْ هَدَمْنَا دِينَ القُوَّةِ الطَّاغِيَةِ مِنْ أَسَاسِهِ؛ لِأَنَّنَا سَنَفْهَمُ رَجُلًا كَانَ غَايَةً فِي "البَأْسِ"، وَغَايَةً فِي "العَدْلِ" وَغَايَةً فِي "الرَّحْمَةِ". وَفِي هَذَا الفَهْمِ تِرْيَاقٌ مِنْ دَاءِ العَصْرِ يُشْفَى بِهِ مَنْ لَيسَ مَيئُوسَ الشِّفَاءِ".
الـمثال الثاني: نَصُّ السُّؤَالِ الَّذِي جَاءَنَا فِي امتِحَانِ الثَّانَوِيَّةِ العَامَّةِ عَامَ 1975م حَيثُ جَاءَ بِالصِّيغَةِ الآتِيَةِ: يَقُولُ عَبَّاس مَحْمُود العَقَّاد فِي كِتَابِهِ: "عَبْقَرِيَّةُ عُمَرَ": "لَـمْ يَكُنْ عُمَرُ عَادِلًا لِسَبَبٍ وَاحِدٍ، بَلْ لِـجُمَلَةِ أَسْبَابٍ". نَاقِشْ هَذَا القَولَ. وَقَدْ قَرَأَ الطُّلابُ جُمْلَةَ: "لَـمْ يَكُنْ عُمَرُ عَادِلًا"، وَتَوَقَّفُوا عِندَهَا، فَفَهِمُوا عَكْسَ الـمُرَادِ الـمَطْلُوبِ مِنَ السُّؤَالِ، وَهُوَ ذِكْرُ الأَسْبَابِ الَّتِي لِأَجْلِهَا كَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه عَادَلًا، وَرَاحُوا يُفَكِّرُونَ فِي أَسْبَابِ عَدَمِ عَدْلِ عُمَرَ، فَقَدْ كَانَ رضي الله عنه عَادِلًا لِعِدَّةِ أَسْبَابٍ، وَلَـمْ يَكُنْ عَادِلًا لِسَبَبٍ وَاحِدٍ، وَسِرُّ فَهْمِ السُّؤَالِ يَكْمُنُ فِي حَرْفِ (بَلْ) الَّذِي يُفِيدُ الإِضْرَابَ، وَيُلْغِي حُكْمَ مَا قَبْلَهُ؛ فَيُصْبِحُ الـمَعْنَى: لَم يَكُنْ عُمَرُ عَادِلًا لِسَبَبٍ وَاحِدٍ، بَلْ كَانَ عَادِلًا لِـجُمْلَةِ أَسْبَابٍ.
وَقَدْ ضَجَّ الطُّلَّابُ فِي قَاعَةِ الامتِحَانِ، وَعَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ مُعْلِنِينَ أَنَّ هَذَا السُّؤَالَ خَطَأٌ، وَطَالَبُوا مُدِيرَ وَرَئِيسَ القَاعَةِ أَنْ يَحْضُرَ، ويُجْرِيَ اتِّصَالًا مَعَ وَزَارَةِ التَّربِيَةِ وَالتَّعلِيمِ يُخْبِرُهُمْ فِيهَا بِاعْتِرَاضِ الطُّلَّابِ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ. وَفِعْلًا استَجَابَ الـمُدِيرُ لِرَغْبَتِهِمْ، فَجَاءَ الرَّدُّ أَنَّ السُّؤَالَ صَحِيحٌ، وَلَيسَ فِيهِ أيُّ خَطَأ. وَبَدَأَ الطُّلَابُ يُجِيبُونَ عَنِ السُّؤَالِ كُلٌّ حَسَبَ فَهْمِهِ!
نَسْأَلُ اللهَ جَلَّ وَعَلَا أَنْ يَرْزُقَنَا وَإِيَّاكُمُ الفَهْمَ الصَّحِيحَ، وَأَنْ يُعَلِّمَنَا مَا يَنْفَعُنَا، وَأَنْ يَنْفَعَنَا بِمَا عَلَّمَنَا، وَأَنْ يَزِيدَنَا عِلْمًا نَافِعًا، وَأَنْ يَجْعَلَ مَا تَعَلَّمْنَا شَاهِدًا لَنَا لَا عَلَينَا. وَأَنْ يَجْعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَسْتَمِعُونَ القَولَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ، إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ ... آمِينَ يَا رَبَّ العَالَـمِينَ!
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.
كتبها لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ: محمد أحمد النادي