Logo
طباعة
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام  (ح188) سياسة جهاز الإعـلام تهدف إلى خدمة مصلحة الإسلام والمسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام

(ح188) سياسة جهاز الإعـلام تهدف إلى خدمة مصلحة الإسلام والمسلمين

 

 

 

الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنْعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ. 

 

أيها المؤمنون:

 

 

السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا: "بُلُوغُ المَرَامِ مِنْ كِتَابِ نِظَامِ الِإسْلَامِ"وَمَعَ الحَلْقَةِ الثَّامِنَةِ وَالثَّمَانِينَ بَعدَ المِائَةِ, وَعُنوَانُهَا:"سِيَاسَةُ جِهَازِ الإِعلَامِ تَهدِفُ إِلَى خِدْمَةِ مَصْلَحَةِ الإِسلَامِ وَالمُسلِمِينَ". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ السَّادِسَةَ عَشْرَةَ بَعْدَ المِائَةِ مِنْ كِتَابِ "نظامُ الإسلام" لِلعَالِمِ والمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ. يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ:

 

المادة 103: جِهَازُ الإِعْلَامِ دَائِرَةٌ تَتَوَلَّى وَضْعَ السِّيَاسَةَ الإِعلَامِيَّةَ لِلدَّولَةِ لِخِدْمَةِ مَصْلَحَةِ الإِسلَامِ وَالمُسلِمِينَ وَتَنفِيذِهَا، فِي الدَّاخِلِ: لِبِنَاءِ مُجْتَمَعٍ إِسلَامِيٍّ قَوِيٍّ مُتَمَاسِكٍ، يَنْفِي خَبَثَهُ, وَيَنْصَعُ طِيبُهُ، وَفِي الخَارِجِ: لِعَرْضِ الإِسلَامِ فِي السِّلْمِ وَالحَرْبِ عَرْضاً يُبَيِّنُ عَظَمَةَ الإِسْلَامِ وَعَدْلَهُ وَقُوَّةَ جُنْدِهِ، وَيُبَيِّنُ فَسَادَ النِّظَامِ الوَضْعِيِّ وَظُلْمَهُ وَهُزَالَ جُنْدِهِ.

 

المادة 104: لَا تَحْتَاجُ وَسَائِلُ الإِعْلَامِ الَّتِي يَحْمِلُ أَصْحَابُهَا تَابِعِيَّةَ الدَّولَةِ إِلَى تَرْخِيصٍ، بَلْ فَقَطْ إِلَى (عِلْمٍ وَخَبَرٍ) يُرْسَلُ إِلَى دَائِرَةِ الإِعْلَامِ، يُعْلِمُ الدَّائِرَةَ عَنْ وَسِيلَةِ الإِعْلَامِ الَّتِي أُنْشِئَتْ. وَيَكُونُ صَاحِبُ وَسِيلَةِ الإِعْلَامِ وَمُحَرِّرُوهَا مَسئُولِينَ عَنْ كُلِّ مَادَّةٍ إِعْلَامِيَّةٍ يَنشُرُونَهَا وَيُحَاسَبُونَ عَلَى أَيَّةِ مُخَالَفَةٍ شَرْعِيَّةٍ كَأَيِّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ الرَّعِيَّةِ.

 

وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: يَا أُمَّةَ الإِيمَانْ, يَا أُمَّةَ القُرآنْ, يَا أُمَّةَ الإِسلَامْ, يَا أُمَّةَ التَّوحِيدْ, يَا مَنْ آمَنتُمْ بِاللهِ رَبّاً, وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّاً وَرَسُولاً, وَبِالقُرآنِ الكَرِيمِ مِنهَاجاً وَدُستُوراً, وَبِالإسلَامِ عَقِيدَةً وَنِظَاماً لِلْحَياَة,ِ أَيُّهَا المُسلِمُون فِي كُلِّ مَكَانْ, فَوقَ كُلِّ أَرضٍ, وَتَحتَ كُلِّ سَمَاءْ, يَا خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَتْ لِلنَّاسِ, أَيُّهَا المُؤمِنُونَ الغَيُورُونَ عَلَى دِينِكُمْ وَأُمَّتِكُمْ. أعَدَّ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ هُوَ وَإِخوَانُهُ العُلَمَاءُ فِي حِزْبِ التَّحرِيرِ دُستُورَ الدَوْلَةِ الإِسْلامِيَّةِ, وَهَا هُوَ يُوَاصِلُ عَرْضَهُ عَلَيكُمْ حَتَّى تدرُسُوهُ وَأنتمْ تَعْمَلُونَ مَعَنَا لإِقَامَتِهَا, وَهَاتَانِ هُمَا المَادَّتَانِ: الثَّالِثَةُ وَالرَّابِعَةُ بَعْدَ المِائَةِ. وَإِلَيكُمْ بَيَانَ أَدِلَّةِ هَاتَينِ المَادَّتَينِ مِنْ كِتَابِ مَقَدِّمَةِ الدُّستُورِ:

 

أولا: المادة 103: الإِعْلَامُ مِنَ الأُمُورِ المُهِمَّةِ لِلدَّعْوَةِ وَالدَّولَةِ، فَهُوَ لَيسَ مَصْلَحَةً مِنْ مَصَالِحِ النَّاسِ تَتَبَعُ إِدَارَةَ مَصَالِحِ النَّاسِ، بَلْ إِنَّ مَوقِعَهَا مُرتَبِطٌ مُبَاشَرَةً مَعَ الخَلِيفَةِ كَجِهَازٍ مُسْتَقِلٍّ، شَأْنُهُ شَأْنُ أَيِّ جِهَازٍ آخَرَ مِنْ أَجْهِزَةِ الدَّولَةِ. إِنَّ وُجُودَ سِيَاسَةٍ إِعْلَامِيَّةٍ مُتَمَيِّزَةٍ تَعْرِضُ الإِسْلَامَ عَرْضاً قَوِيّاً مُؤَثِّراً، مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُحَرِّكَ عُقُولَ النَّاسِ لِلإِقْبَالِ عَلَى الإِسْلَامِ, وَدِرَاسَتِهِ, وَالتَّفَكُّرِ فِيهِ، وَكَذَلِكَ يُسَهِّلُ ضَمَّ البِلَادِ الإِسْلَامِيَّةِ لِدَولَةِ الخِلَافَةِ. هَذَا فَضْلاً عَنْ أَنَّ كَثِيراً مِنْ أُمُورِ الإِعْلَامِ مُرتَبِطٌ بِالدَّولَةِ ارتِبَاطاً وَثِيقاً، وَلَا يَجُوزُ نَشْرُهُ دُونَ أَمْرِ الخَلِيفَةِ. وَيَتَّضِحُ ذَلِكَ فِي كُلِّ مَا يَتَعَلَّقُ بِالأُمُورِ العَسْكَرِيَّةِ، وَمَا يَلْحَقُ بِهَا، كَتَحَركَاتِ الجُيُوشِ، وَأَخْبَارِ النَّصْرِ أَوِ الهَزِيمَةِ، وَالصِّنَاعَاتِ العَسْكَرِيَّةِ. وَهَذَا الضَّرْبُ مِنَ الأَخْبَارِ يَجِبُ رَبْطُهُ بِالإِمَامِ مُبَاشَرَةً لِيُقَرِّرَ مَا يَجِبُ كِتْمَانُهُ، وَمَا يَجِبُ بَثَّهُ وَإِعْلَانُهُ. وَدَلِيلُهُ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ. أَمَّا الكِتَابُ فَقَولُهُ تَعَالَى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَو رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَستَنبِطُونَهُ مِنهُمْ).(النِّسَاء 83) وَمَوضُوعُ الآيَةِ الأَخْبَارُ.

 

وَأَمَّا السُّنَّةُ فَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي فَتْحِ مَكَّةَ عِندَ الحَاكِمِ فِي المُسْتَدْرَكِ, وَقَالَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمْ, وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ وَفِيهِ: «وَقَدْ عَمِيَتِ الأَخْـبَارُ عَلَى قُرَيْشٍ، فَلاَ يَأْتِيهِمْ خَبَرُ رَسُولِ اللهِ e وَلاَ يَدْرُونَ مَا هُوَ صَانِعٌ». وَمُرْسَلُ أَبِي سَلَمَةَ عِنْدَ ابْنِ أَبِي شَيبَةَ وَفِيهِ: «ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ e لِعَائِشَةَ: جَهِّزِينِي وَلاَ تُعْلِمِي بِذَلِكَ أَحَداً، ... ثُمَّ أَمَرَ بِالطُّرُقِ فَحُبِسَتْ، فَعَمَّى عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ لاَ يَأْتِيهِمْ خَبَرٌ». وحديث كعب المتفق عليه في غزوة العسرة وفيه: «وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ e يُرِيدُ غَزْوَةً إِلا وَرَّى بِغَيْرِهَا، حَتَّى كَانَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ e فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، وَاسْـتَقْبَلَ سَفَراً بَعِيداً وَمَفَازاً وَعَدُوّاً كَثِيراً، فَجَلَّى لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ لِيَتَأَهَّـبُوا أُهْـبَةَ غَزْوِهِمْ، فَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُ». وَحَدِيثُ أَنَسٍ عِندَ البُخَارِيِّ «أَنَّ النَّبِيَّ e نَعَى زَيْداً وَجَعْفَراً وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ فَقَالَ: أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ، حَتَّى أَخَذَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ». وَمِنْ تَطْبِيقَاتِ الرَّاشِدِينَ لِهَذَا الحُكْمِ مَا رَوَاهُ ابْنُ المُبَارَكِ فِي الجِهَادِ، وَالحَاكِمُ فِي المُسْتَدْرَكِ وَقَالَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمْ, وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ «أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا عُبَيدَةَ حُصِرَ بِالشَّامِ، وَقَدْ تَأَلَّبَ عَلَيهِ القَومُ، فَكَتَبَ إِلَيهِ عُمَرُ: سَلَامٌ عَلَيكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ مَا يَنزِلُ بِعَبْدٍ مُؤْمِنٍ مِنْ مَنْزِلَةِ شِدَّةٍ إِلَّا جَعَلَ اللهُ لَهُ بَعْدَهَا فَرَجاً، وَلَنْ يَغْلِبُ عُسْرٌ يُسْرَينِ، وَ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).(آل عمران 200) قَالَ فَكَتَبَ إِلَيهِ أَبُو عُبَيدَةَ: سَلَامٌ عَلَيكَ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ). (الحديد 20) الآيَةُ، قَالَ فَخَرَجَ عُمَرُ بِكِتَابِهِ، فَقَعَدَ عَلَى المِنْبَرِ، فَقَرَأَهُ عَلَى أَهْلِ المَدِينَةِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَهْلَ المَدِينَةِ، إِنَّمَا يُعرِّضُ بِكُمْ أَبُو عُبَيدَةُ أَنِ ارْغَبُوا فِي الجِهَادِ». وَمِمَّا يَلْحَقُ بِالأَخْبَارِ العَسْكَرِيَّةِ أَخْبَارُ المُفَاوَضَاتُ وَالمُوَادَعَاتُ وَالمُنَاظَرَاتُ الَّتِي تَجْرِي بَينَ الخَلِيفَةِ أَوْ مَنْ يَسْتَنِيبُهُ وَمُمَثِّلِي دُوَلِ الكُفْرِ. وَمِنْ أَمْثِلَةِ المُفَاوَضَاتِ مَا جَرَى بَينَهُ e وَبَينَ مَندُوبَي قُرَيِشٍ فِي الحُدَيبِيَةِ، حَتَّى استَقَرَّ الاتِّفَاقُ عَلَى بُنُودِ الصُّلْحِ. وَمِنَ المُنَاظَرَاتِ المُبَاشِرَةِ مُنَاظَرَتُهُ e لِوَفْدِ نَجْرَانَ وَالدَّعْوَةُ إِلَى المُبَاهَلَةِ. وَمُنَاظَرَةُ ثَابِتِ بْنِ قَيسٍ وَحَسَّانَ لِوَفْدِ تَمِيمٍ بِنَاءً عَلَى أَمْرِهِ e، وَغَيرُهَا. وَكُلُّ هَذَا كَانَ عَلَنِيّاً, وَلَمْ يَكُنْ مِنهُ بَنْدٌ سِرِّيٌّ. وَإِنَّهُ وَإِنْ كَانَتِ الأَنوَاعُ الأُخْرَى مِنَ الأَخْبَارِ لَيْسَتْ ذَاتَ مَسَاسٍ مُبَاشَرٍ بِالدَّولَةِ، وَلَيْسَتْ مِمَّا يَتَطَلَّبُ رَأْيَ الخَلِيفَةِ المُبَاشَرِ بِهَا، مِثْلُ الأَخْبَارِ اليَومِيَّةِ، وَالبَرَامِجِ السِّيَاسِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ وَالعِلْمِيَّةِ، وَالحَوَادِثِ العَالَمِيَّةِ، إِلَّا أَنَّهَا تَتَدَاخَلُ مَعَ وُجْهَةِ النَّظَرِ فِي الحَيَاةِ فِي بَعْضِ أَجْزَائِهَا، وَمَعَ نَظْرَةِ الدَّولَةِ لِلعَلَاقَاتِ الدَّولِيَّةِ؛ وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ إِشْرَافَ الدَّولَةِ عَلَيهَا يَختَلِفُ عَنِ النَّوعِ الأَوَّلِ مِنَ الأَخْبَارِ.

 

1 188

 

 

وَعَلَيهِ فَإِنَّ جِهَازَ الإِعْلَامِ يَجِبُ أَنْ يَحْوِي دَائِرَتَينِ رَئِيسَتَينِ:

 

الأولى: عَمَلُهَا فِي الأَخْبَارِ ذَاتِ المَسَاسِ بِالدَّولَةِ، كَالأُمُورِ العَسْكَرِيَّةِ وَالصِّنَاعَةِ الحَربِيَّةِ، وَالعَلَاقَاتِ الدَّولِيَّةِ الخ. وَيَكُونُ عَمَلُ هَذِهِ الدَّائِرَةِ المُرَاقَبَةُ المُبَاشَرَةُ لِمِثْلِ هَذِهِ الأَخْبَارِ، فَلَا تُذَاعُ فِي وَسَائِلِ إِعْلَامِ الدَّولَةِ أَوِ الخَاصَّةِ إِلَّا بَعْدَ عَرْضِهَا عَلَى جِهَازِ الإِعْلَامِ.

 

والثانية: مُخْتَصَّةٌ بِالأَخْبَارِ الأُخْرَى، وَتَكُونُ مُرَاقَبَتُهَا لَهَا غَيرُ مُبَاشَرَةٍ، وَلَا تَحتَاجُ وَسَائِلُ إِعْلَامِ الدَّولَةِ، أَوْ وَسَائِلُ الإِعْلَامِ الخَاصَّةِ، أَيَّ إِذْنٍ فِي عَرْضِهَا.

 

ثانيا: المادة 104: يَحْتَاجُ صَاحِبُ وَسِيلَةِ الإِعْلَامِ كَمَا بَيَّنَّا، إِلَى إِذْنٍ فِي نَشْرِ الأَخْبَارِ ذَاتِ المَسَاسِ بِالدَّولَةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا سَابِقاً. وَأَمَّا الأَخْبَارُ الأُخْرَى فَيَنْشُرُهَا دُونَ إِذْنٍ مُسْبَقٍ بِهَا. وَفِي جَمِيعِ الحَالَاتِ يَكُونُ صَاحِبُ وَسِيلَةِ الإِعْلَامِ مَسْئُولاً عَنْ كُلِّ مَادَّةٍ إِعْلَامِيَّةٍ يَنشُرُهَا، وَيُحَاسَبُ عَلَى أَيَّةِ مُخَالَفَةٍ شَرْعِيَّةٍ كَأَيِّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ الرَّعِيَّةِ.

 

2 188

 

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, وَلِلحَدِيثِ بَقِيَّةٌ, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

 

 

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.