إن حزب التحرير، وهو حزب سياسي، مبدؤه الإسلام، يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية، وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم بالجهاد، عن طريق إقامة دولة الخلافة، ويتخذ العمل السياسي طريقاً له. ولما كانت محاسبة الحكام من ضمن الأعمال السياسية التي يقوم بها حزب التحرير، فإن الحزب كان يريد إصدار نشرة رداً على خطابكم الذي ألقيتموه في مساء الثالث من شهر تموز الماضي في جامع مولاي محمد في طرابلس، بمناسبة الختمة المائة للمصحف المرتل، والذي أعلنتم فيه أن الأحاديث التي وردت على لسان الرسول هي أحاديث مشكوك بصحتها، لأنها دونت بعد مائتي سنة من وفاة الرسول. وأنه قد حصلت صراعات بين المسلمين، وأنه في فترة هذه الصراعات ظهرت أحاديث مزيفة ومزورة منسوبة إلى الرسول، لا أول لها ولا آخر، حتى يدلل كل حزب من هذه الأحزاب الإسلامية المتصارعة على أن موقفه صحيح من الإسلام. وهكذا ظهر ستون نوعاً من الأحاديث المتناقضة المتضاربة، وضربت مثلاً على تضارب الحديث، بأن علي بن أبي طالب من المبشرين بالجنة، وعلي بن أبي طالب ينطبق عليه حديث «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ» وهذا تناقض، وذلك لأن علياً رفع سيفه في وجه مسلم، فكيف يكون علي داخل الجنة بحسب حديث، وداخل النار بحسب حديث آخر.
الخاتمة
لذلك فإننا ندعوك إلى نبذ دعوتك، والتخلي عن خط سيرك، وترك "أخضرك"، كما ندعوك لأن تُسلمنا الحكم لنعلن إقامة خلافة الإسلام، وتنصيب خليفة نبايعه على السمع والطاعة، على كتاب الله وسنة رسوله.
ثم ننطلق لنقضي على هذه الكيانات الكرتونية لتصبح جزءاً من دولة الخلافة، ونعلن الجهاد على كيان يهود ونجتثه من جذوره، ونعمل لأخذ زمام المبادرة من أمريكا ومن روسيا، لنعيد دولة الخلافة إلى أن تصبح هي الدولة الأولى في العالم.
