- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفة مع آية
﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾
آية عظيمة، وكل كتاب الله عظيم، تحمل قاعدة شرعية قاطعة، ومبدأ من مبادئ السيادة في الإسلام: أن لا يكون للكافر هيمنة على المسلم، لا في حكم ولا اقتصاد ولا فكر ولا أمن...
هي آية تحسم المسألة: السيادة للمؤمنين، والقيادة لهم، لأنهم يحملون الوحي الذي يهدي للتي هي أقوم.
نعم هذه الآية الكريمة قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، تقرر مبدأً حاسماً لا لبس فيه: أن لا سلطان للكافر على المسلمين، ولا ولاية له عليهم، ولا سبيل له إلى التحكم في شؤونهم. فالسيادة والقيادة حق خالص لأمة الإسلام، لأنها الأمة التي أنزل الله لها كتاباً فيه تبيان كل شيء.
لكن واقع المسلمين اليوم يفضح حجم الانقلاب الذي أصابهم، فقد صار للكافر عليهم سُبُل كثيرة، والسبب ليس أن الله خلف وعده - حاشاه سبحانه - بل لأننا نحن من خالفنا أمره وتركنا شرعه. فحكام البلدان الإسلامية جعلوا للكافرين عليهم سبيلاً من كل اتجاه:
- سلّطنا الكافر علينا سياسياً يوم رضي حكامنا أن يكونوا خدماً لمشاريعه، يحكموننا بغير ما أنزل الله.
- وسلّطناه علينا اقتصادياً حين ربطنا اقتصادنا بدولارهم، ومددنا أيدينا لصندوق نقدهم وبنكهم الدوليين، وقبلنا الفقر بإرادتهم.
- وسلّطناه علينا فكرياً لما فتحنا مدارسنا وجامعاتنا وإعلامنا لثقافته، فزرع فينا قيَمه، وطمس مفاهيم الإسلام.
- وسلّطناه عسكرياً يوم أصبحت جيوشنا أدوات بيده، لا تتحرك لنصرة الإسلام والمسلمين، بل لحماية نفوذه، وأصبحت بلادنا مقراً لقواعده العسكرية وأساطيله البحرية.
فهل هذه السبل قدر محتوم؟ كلا، بل هي نتيجة لغياب الخلافة التي تطبق الإسلام وتقطع يد الكافر المستعمر وتنشر الخير في ربوع الدنيا.
نعم إن هذه الحال ليست قدراً محتوما، وإنما هي نتيجة لتخلّي المسلمين عن حكم الله، وعن إقامة دولته التي تطبّق الإسلام في الداخل وتحمله رسالة نور وهدى للعالم.
فالله تعالى حكم في كتابه الكريم: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾، وهذه ليست مجرد جملة تقرأ لنتبرك بها، بل هي وعد وتحذير:
وعدٌ بأن الكافر لا سبيل له علينا إن نحن نصرنا الله والتزمنا شرعه.
وتحذيرٌ بأن الكافر سيتسلط علينا إن خالفنا أمر الله، وأعرضنا عن دينه.
وما نراه اليوم من واقع مذلّ؛ من أنظمة علمانية، وقوانين وضعية، وتحالفات مع العدو، إنما هو ثمرة مرّة لتخلينا عن الخلافة، واستبدالنا بها أنظمة سايكس بيكو.
أيها المسلمون:
إن طريق الخلاص ليس في الترقيع، ولا في تبديل حاكم بحاكم على القاعدة نفسها، بل الخلاص في اقتلاع النظام الفاسد من جذوره، ورفع سلطان الكافر عن رقابنا وأن نعود إلى الإسلام كله، إلى الحكم بما أنزل الله، إلى مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة الذي يعمل له حزب التحرير بجد وإخلاص. حينها فقط يصدق فينا وعد الله سبحانه، فذلك هو السبيل الوحيد لرفع سبل الكافر، واستعادة عز الأمة، وتحقيق وعد الله سبحانه: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مؤيد الراجحي – ولاية اليمن