Logo
طباعة
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

أمريكا تجعل نفسها الوصيّ على غزة

 

 

منذ شن عدوان يهود على غزة، تسعى أمريكا إلى رسم ملامح ما تسمّيه "اليوم التالي للحرب" عبر إنشاء مجلسٍ يبدو في الظاهر مشروعاً لإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار، لكنه في جوهره وصايةٌ أمريكية بغطاءٍ شكليّ. تطرح أمريكا هذا المجلس بحجة منع عودة حركة حماس وضمان ما تسمّيه الأمن والاستقرار، بينما تعمل في الواقع على إعادة هندسة الواقع السياسي الفلسطيني بما يخدم رؤيتها هي وكيان يهود. فالأدوار موزّعةٌ بدقّة؛ كيان يهود يفرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية، وأمريكا تتولى صياغة الغطاء السياسي والإداري بما يضمن استمرار السيطرة بأدواتٍ محلية.

 

إنّ هذا المجلس ليس إلّا وسيلةً لتكريس نفوذ أمريكا عبر فرض قيادةٍ فلسطينيةٍ بديلةٍ ومطواعةٍ تنفّذ التعليمات الواردة من واشنطن وتل أبيب، وتهمّش المقاومة، وتضمن بقاء غزة تحت رقابةٍ أمنيةٍ مشدّدةٍ دون أن يظهر الاحتلال في المواجهة المباشرة.

 

وهكذا تحاول أمريكا أن تبدو وصيّاً عادلاً يُنقذ غزة، بينما في الحقيقة تُبقي الاحتلال قائماً. إنّ ما يجري في غزة ليس حدثاً معزولاً، بل هو حلقةٌ من مشروعٍ أمريكيٍّ أوسع يهدف إلى إعادة تشكيل خريطة المنطقة بما يضمن بقاء الهيمنة واستمرار نفوذ كيان يهود.

 

على الأمّة أن تُدرك أنَّ أمريكا لا تعمل لمصلحتها، بل لمصلحة مشاريعها الاستراتيجية التي تُبقي المنطقة في حالة تبعيّةٍ سياسيةٍ وأمنيةٍ واقتصادية، وتحمل في طيّاتها خيوطَ السيطرةِ والابتزاز. إنّ الوعي على هذه المخططات هو سلاحٌ في وجهها، وإنّ التمسّك بالهوية والسيادة هو الطريق لقطع يد الوصاية عن منطقتنا.

 

فغزةُ اليوم تختبر، وغداً ربما تمتدّ التجربة إلى غيرها. لذلك فإنّ التصدّي لهذه المشاريع هو دفاعٌ عن كرامةِ الأمّة، وعن حقّها في تقرير مصيرها بعيداً عن هيمنة الطغاة المستعمرين.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مؤنس حميد – ولاية العراق

 

 

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.