Logo
طباعة
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الجيش لا يريد حكومة مدنية وإنما هي إرادة الكافر المستعمر

 

 

أورد موقع جزيرة برس في 2022/11/13 خبرا بعنوان "البرهان: الجيش يريد حكومة مدنية يقف إلى جانبها"، ومما جاء فيه: "قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان إن الجيش يريد حكومة مدنية يحميها ويقف إلى جانبها، وشدد على أنه لن يسمح لأي جهة بتفكيك الجيش. مؤكداً أن أي شخص يحاول التدخل في شؤون الجيش أو تحريض أفراده سيعتبره عدواً، مطالباً في الوقت ذاته هذه الجهات بالابتعاد عن الجيش وعدم تحريض ضباطه. كما أشار إلى العلاقات المتوازنة مع دول الجوار، وقال خلال خطابه أمام جنود وضباط القوات المسلحة بالمرخيات إن قضية الجيش حماية الوطن والشعب بلا مزايدة".

 

إن الجيوش في السودان أو في غيرها من بلاد المسلمين هم مسلمون أبناء مسلمين يحبون الإسلام ومستعدون للدفاع عنه بالغالي والنفيس، أما قادة الجيش العملاء فلا يمثلون هذه الجيوش بل يمثلون أسيادهم، فالمدنية التي قلت إن الجيش يريدها ويحميها ويقف إلى جانبها هي بضاعة الكافرين التي يروجون لها عبركم.

 

فالجيش بريء مما تقول براءة الذئب من دم ابن يعقوب، ولا يحق لك يا برهان وأمثالك التحدث باسمه لأنكم لستم منهم وهم ليسوا منكم، فالبون شاسع بين من ارتضى أن يرتمي في أحضان الغرب ويأتمر بأمره وبين من نذر حياته للدفاع عن عقيدة الإسلام التي يدينون بها مقتديا بنبي هذه الأمة الكريمة محمد ﷺ.

 

وليعلم البرهان أن هؤلاء الفتية لما التحقوا بالجيش لم يلتحقوا به لحماية الدولة المدنية العلمانية الفاجرة بل لإعلاء كلمة الله تعالى والذود عن حياض الإسلام والمسلمين، التحقوا به لأنهم قرأوا سيرة الأبطال حمزة بن عبد المطلب وخالد بن الوليد والمثنى ومحمد الفاتح، فقد علموا الجزاء الأوفى في عملهم وحراستهم للثغور، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله» رواه الترمذي

 

وعلموا أجر الجهاد والمجاهدين، فالجهاد هو التجارة الرابحة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾. وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إلَّا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ، وتَصْدِيقُ كَلِمَاتِهِ، بِأنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أوْ يُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ مَعْ مَا نَالَ مِنْ أجْرٍ أوْ غَنِيمَةٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! مَا مِنْ كَلْمٍ، يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ، اللَّهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ حِينَ كُلِمَ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ مِسْكٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَوْلَا أَنْ يَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَبَداً، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ، وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً، وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَوَدِدْتُ أَنِّي أَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ».

 

إن هذا الوقت الذي نجد فيه أهل السودان بل الأمة الإسلامية بأكملها تتلمس الخلاص وأنها لن تثق إلا بالإسلام كنظام حياة في زمن أفول مبادئ البشر من مدنية وديمقراطية وغيرها، إنما هو وقت تحرك أهل القوة والمنعة من جيوش المسلمين لنصرة مشروع الأمة الإسلامية المتمثل بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فتنحاز هذه الجيوش إلى أمتها التي هي بمثابة أمّهم، ويعودوا إلى حضنها ويتجنبوا عقوقها، ويتجنبوا سخط الله جراء حمايتهم لأنظمة الكفر والخيانة والعمالة في البلاد الإسلامية التي اتخذت من نفسها وكيلة لمشاريع الغرب الكافر المستعمر، ويعطوا بيعة الحكم لحزب التحرير، الرائد الذي لا يكذب أهله، على إقامة دولة الخلافة الراشدة، والذي يعمل في الأمة ليل نهار دون كلل ولا ملل، واثقا في أمته أنها لن ترضى بغير الإسلام دينا، عاملا جادا في الأمة لإعادة السيادة للشرع من خلال دولة تحكم به، وإعادة سلطان الأمة المغتصب من شرذمة من حكام عملاء للغرب، ليعود الإسلام نظام حياة مطبقا على أرض الواقع، وهو ما تسعى الأمة إليه بمعية حزب التحرير أكثر من أي وقت مضى، بل تتوق هذه الأمة إلى خلافة مثل خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعا، خاصة عندما يستذكر المسلمون العدل والعزة والهيبة الشامخة التي كانوا يتمتعون بها بين الأمم آنذاك.

 

فيا أيتها الجيوش في السودان وفي كل البلاد الإسلامية؛ أجيبوا داعي الله، أجيبوا نداء حزب التحرير ونداء أمتكم لتكونوا أنصار الله كما كان سعد بن معاذ وأسعد بن زرارة من أنصار الله ورسوله. فالأمة تناديكم لنصرة دينها بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة على أنقاض أنظمة الخيانة والعمالة التي لولاها ما استقر للغرب الكافر في بلادنا قرار.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الخالق عبدون علي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.