- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نظرة على الأخبار 2025/11/27م
البرهان يهاجم الإمارات صنيعة بريطانيا ويؤكد ارتباطه بأمريكا
ألقى رئيس المجلس السيادي وقائد الجيش في السودان عبد الفتاح البرهان خطابا مدته 21 دقيقة يوم 23/11/2025 هاجم فيه الرباعية الدولية لوقف إطلاق النار في السودان قائلا: "إن السودان يرى أن هذه الرباعية ليست مبرئة للذمة خاصة وأن كل العالم شهد بأن دولة الإمارات هي التي تدعم المتمردين ضد الدولة السودانية"، وقال "إذا واصلت السير بهذا المنحى فهي وساطة غير محايدة"، واعتبر ما طرحه المبعوث الأمريكي مسعد بولس هو "أسوأ ورقة يتم تقديمها باعتبار أنها تلغي وجود القوات المسلحة وتطالب بحل جميع الأجهزة الأمنية وتبقى المليشيا المتمردة في مناطقها.. نحن نقول له إن ورقتك هذه غير مقبولة".
وقد أعلن المبعوث الأمريكي عن ورقته نيابة عن الرباعية الدولية التي تضم بلاده أمريكا والسعودية ومصر والإمارات حيث يجعلهم شهود زور على المشاريع الأمريكية وأدوات تنفيذ لها. وأعلن يوم 25/11/2025 أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لم يوافقا على مقترح لوقف إطلاق النار.
إن أمريكا هي التي تملي على الدول الأخرى المشتركة في الرباعية، ومبعوثها مسعد بولس هو الذي يقرر، ولهذا أشار البرهان إلى أنه يرفض ورقته. لأنه كما يظهر فإن أمريكا تريد أن تطيل أمد الصراع بين عمليها البرهان قائد الجيش ودقلو قائد قوات الدعم السريع وليس حله سريعا، لأن هدفها في النهاية فصل دارفور عن السودان وهذا لا يتحقق سريعا.
ولذلك تطرح أشياء لا يستطيع أن يقبلها الجيش وتعترف ضمنيا بقوات الدعم السريع عندما تطالب بوقف إطلاق النار بين الطرفين ولا تطالب بحل هذه القوات ومحاسبة قادتها على جرائمهم. وفي الوقت نفسه يتصرف المبعوث الأمريكي بولس على شاكلة أقرانه المبعوثين الأمريكيين برّاك في سوريا ولبنان وويتكوف في فلسطين وما يتعلق بها بغطرسة وعنجهية ضاربين بآراء الآخرين عُرض الحائط.
ويظهر أن البرهان بهجومه على الرباعية وعلى الإمارات يريد أن يبعدها ويبعد من يوجهها وهي بريطانيا، ولكنه لا يهاجم مصر والسعودية أدوات أمريكا في السودان والمنطقة، حيث إن الصراع في السودان بين المستعمر القديم بريطانيا والمستعمر الجديد أمريكا.
ويؤكد البرهان ارتباطه بأمريكا ويتزلف لها ويمتدح رئيسها ترامب على شاكلة الرئيس السوري أحمد الشرع كما ورد في مقاله الذي نشر في صحيفة وول ستريت الأمريكية يوم 26/11/2025 حيث قال "نحن نرحب بالجهود المخلصة لأمريكا والسعودية من أجل سلام عادل ومنصف في السودان" وأكد خيانته لله ولرسوله وللمؤمنين على شاكلة حكام البلاد الإسلامية المطبعين مع كيان يهود بقوله "فقد اتخذ السودان عام 2021 خطوة تاريخية بانضمامه إلى الاتفاقات الإبراهيمية" أي الاعتراف بكيان يهود والتطبيع معه.
------------
ترامب يعرض خطته لوقف الحرب في أوكرانيا
قال الرئيس الأمريكي ترامب يوم 26/11/2025 "إن روسيا وافقت على بعض الخطوات الأولى. حسناً، إنهم يقدمون تنازلات، وتنازلهم الكبير هو التوقف عن القتال وعدم الاستيلاء على أي أراضٍ أخرى". وهذا شيء مستغرب حيث اعتبر مجرد توقف روسيا عن القتال وعدم احتلال أراض أخرى عبارة عن تنازل، بل تنازل كبير! بينما روسيا تحتل نحو خمس أوكرانيا.
وقد أخرج خطة مكونة من 28 نقطة تلزم أوكرانيا التنازل عن أراضيها التي احتلتها روسيا عام 2022 في شرق أوكرانيا والتي احتلتها عام 2014 في شبه جزيرة القرم، وتخفيض عدد الجيش الأوكراني إلى 400 ألف جندي، مقابل ضمانات أمنية أمريكية وأوروبية لأوكرانيا بصد أي هجوم روسي مستقبلي.
وهو يتكلم باسم أوروبا ولم يشركها في وضع الخطة ولم يعطها ترامب أي اعتبار. ولهذا لم توافق أوروبا على هذه الخطة فقال القادة الأوروبيون في بيان أصدروه يوم 22/11/2025 كما أوردته يورو نيوز "إن الخطة الأمريكية المكونة من 28 نقطة بشأن أوكرانيا مجرد مسودة وتحتاج إلى تعديلات لتلبية مطالبهم"، وشددوا على أن أي "نقاط تتعلق بالأمن الأوروبي وأمن الناتو يجب أن تحظى بموافقة أوروبا وحلفائها أولا".
وكذلك يتكلم باسم أوكرانيا ويملي عليها ما يشاء دون أي اعتبار لها، فأصبح رئيسها زيلينسكي عاجزا مُظهرا أن "بلاده أصبحت مخيرة بين نارين إما أن تحافظ على كرامتها أو تخاطر بفقدان حليفها الأهم"، أي أمريكا التي ورطته في هذه الحرب وتساوم على أراضيه من أجل أن تحقق مصالحها في كسب روسيا وإبعادها عن الصين وعن أوروبا فتفصل هذه القوى الثلاث عن بعضها لتتفرد بها وتفرض إرادتها عليها.
ولو كانت أمريكا مستعدة للدفاع عن أوكرانيا لما تركت روسيا تواصل هجماتها عليها منذ عام 2022 ولما سمحت لها باحتلال القرم عام 2014. فأمريكا تستخدم أوكرانيا كوقود للحرب وتتاجر بها لتحقيق مصالحها في روسيا وفي أوروبا.
وحكام البلاد الإسلامية يثقون بأمريكا ويوالونها ويلهثون وراءها ويمتدحون رئيسها ترامب بأنه رجل السلام ويتوسلون إليها لتحل لهم مشاكلهم ويقدمون لها كل التنازلات كما قبلوا بخطة ترامب في غزة فسلموها لأمريكا تفعل بها كيف تشاء.
------------
أوروبا تستعد للحرب مع روسيا
قال رئيس الأركان الفرنسي الجنرال ماندون يوم 24/11/2025 حسبما أوردته فرانس24 "إنه من الضروري أن تستعيد البلاد قوتها المعنوية لتقبل أننا سنعاني من أجل حماية هويتنا وأن تكون مستعدة لقبول فقدان أبنائها"، وذكر أن "تحليل الخطر الذي تمثله روسيا أمر يشترك فيه جميع حلفائنا في أوروبا وتم ترسيخه في وثيقة"، في إشارة إلى المراجعة الاستراتيجية الوطنية لعام 2025، وهي خارطة طريق الحكومات التي تنص على "الاستعداد لاحتمال انخراط كبير وكثيف في جوار أوروبا بحلول 2027-2030، تزامنا مع زيادة في الهجمات الهجينة على أراضيها".
ومثل ذلك ذكر رئيس الأركان الألماني كارسن بروير في تاريخ سابق حيث صرح في 11/2/2024 قائلا: "ليس لدينا وقت إلى ما لا نهاية، لأنه لأول مرة منذ نهاية الحرب الباردة تفرض علينا حرب محتملة من الخارج. عندما أتابع المحللين وأرى احتمال وجود تهديد عسكري من روسيا، فهذا يعني بالنسبة لنا وقت استعداد من 5 إلى 8 سنوات".
فبدأت أوروبا تستعد للحرب مع روسيا التي يظهر أنه لا مفر منها، رغم المبادرات الأمريكية لوقفها والتي لا تبدو أنها ناجحة حتى الآن، لأنها على حساب أوكرانيا وأوروبا حيث تبقيهما تحت التهديدات الروسية ومحتاجتين للحماية الأمريكية.