Logo
طباعة

عدن حرة: رئيس حزب التحرير: هذا ما يجري في اليمن

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

2015-02-01

 

 

 

قال امير حزب التحرير الاسلامي العالم والسياسي عطا بن خليل ابو الرشتة ان المتدبر لما يجري في اليمن يجده تماماً كما قلنا سابقاً في 1/10/2014 ، فإن أمريكا تتصرف في اليمن بعنجهيتها المعروفة، أي بالقوة المسلحة والبطش، .


واضاف ابو الرشتة بالقول ان الحوثيون احتلوا صنعاء وغير صنعاء ويعتقلون ويقتلون بحجة "الثورة الشعبية واللجان الشعبية..."، والإنجليز يعملون في اليمن عن طريق الدهاء السياسي في خطين: الأول استغلال هادي لسلطاته كرئيس جمهورية بمناورة محسوبة، فكلما أحاطه الحوثيون من جميع جوانبه وَعَدَهم ومنّاهم باتفاقيات ثم ماطل في تنفيذها... واستمر على ذلك حتى أصبحت تصرفاته مكشوفة للحوثيين، فأحاطوه من كل جانب، وأصروا على تنفيذ كل الاتفاقيات، ففاجأهم بالاستقالة! فاهتزوا من جديد بعد أن كادوا يستقرون...



وتابع بالقول : أما الخط الثاني فعن طريق الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حيث جعلوه يفرض وجوده على الحوثيين، فدخل فيهم وأصبح صديقهم بعد أن كان عدوهم، فساعدهم بقواه حتى أصبح من الصعب عليهم الانفكاك منه، وهذا الخط الثاني مقصود منه أنه إذا لم تنجح مناورات الرئيس هادي في مضايقة الحوثيين وأصبحوا قريبين من السلطة، فإن علي عبد الله صالح وجماعته يتقاسمون السلطة مع الحوثيين، فيكون للإنجليز نصيب ولأمريكا نصيب.



واشار ابو الرشتة بإن بريطانيا لم يعد بمقدورها كما كان سابقاً الهيمنة على اليمن، وفي الوقت نفسه فلا تستطيع المجابهة العسكرية لأمريكا وعملائها، فعمدت إلى الدهاء السياسي عن طريق عميليها هادي وعلي صالح، وقد أتقنا دورهما ، فهادي سار في شوط مناوراته ومماطلاته إلى مداه ثم استقال وانتشرت المظاهرات في البلاد وأصبح الحوثيون في مأزق، فبعد أن كانوا يريدون تحقيق هيمنتهم عن طريق قرارات رئاسية تكسبهم شرعية دون التعرض للوصف الانقلابي، أصبحوا يوصفونبذلك، ويعانون من معالجة وضع متوتر ساخن، وبخاصة مركز الدولة صنعاء، بالإضافة إلى شغور مركز الرئاسة...


وتابع : أما علي صالح فإن تداخله مع الحوثيين قد أصبح واضحاً لكل ذي عينين، وساهمت بريطانيا وعملاؤها وقنواتها في إبراز تسريبات لعلي صالح مع الحوثيين لإحراجهم أمام الناس، فقد ثار الناس على صالح لمساوئه والآن هو والحوثيون في كفة واحدة تجعل من الصعب على الحوثيين الانفكاك منها! والمتتبع لهذه القنوات وبخاصة الجزيرة يتبين له ذلك، فقد ركزوا في مقابلاتهم على أن الحوثيين يقولون بالحرب على المفسدين وهم يتعاملون مع صالح كبير الفاسدين، ثم ينشرون تسريبات وراءها أتباعهم تبين علاقة الحوثيين بصالح.



وبشأن ما بثته قناة الجزيرة في 21/1/2015 من تسجيل صوتي بين صالح وبين القيادي الحوثي عبد الواحد أبو راس والتي قالت إنها حصلت عليه! قال ابو الرشتة : أظهر التسجيل الصوتي الذي يعود تاريخه إلى أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي بعد وقوع صنعاء في قبضة الحوثيين في نهاية أيلول/سبتمبر، أظهر تنسيقاً بين صالح وبين الحوثيين. وفي بعض مقابلاتها كانت الجزيرة تتساءل عن تصريحات الحوثيين بأنهم ضد الفساد في حين أنهم تحالفوا مع رأس الفساد علي صالح!.

وحول ما يتوقع ان يحصل في اليمن اوضح إنه يصعب على أي من الطرفين أن يحسم الأمر لصالحه بحيث يصبح مهيمناً وحده على اليمن، بل إن الأرجح هو الحل الوسط على الطريقة الرأسمالية، وهي لا تنهي الأزمة، بل تكون استراحة محارب حتى يتمكن أحد الطرفين من حسم الأمر لصالحه...

مضحاً بأن لا ينهي الأزمة بالعدل والإحسان إلا الخلافة، فيعز بها الإسلام والمسلمون ويذل بها الكفر والكافرون، وما ذلك على الله بعزيز ،

 

واختتم ابو الرشتة بالقول : هذا ما يجري في اليمن باختصار وهذا ماذكرناه في رأينا السياسي ضمن جواب السؤال المؤرخ 1/10/2014م، وأنقل لك بعض ما جاء فيه لترى صحة رأينا الذي أصدرناه قبل أكثر من ثلاثة أشهر: (( لقد أدركت بريطانيا أن أمريكا جادة باستعمال القوة للوصول إلى مكاسب ذات شأن في حكم اليمن، وأن للحوثيين قوة مؤثرة من سلاح وعتاد زودت به عن طريق إيران... وإدراك بريطانيا لهذا الأمر جعلها تسير في مقاومة ذلك بخطين: الأول: أن يبذل هادي الوسع في استغلال منصبه كرئيس لعدم تمكين الحوثيين من السلطة الفاعلة، والخط الثاني إدخال علي صالح كشريك للحوثيين وكأنه يعارض حكم هادي،والبعض من أنصاره انضموا للحوثيين وهم يحملون راية المؤتمر الشعبي العام "حزب الرئيس اليمني السابق".

 

وعندما سئلت السفيرة البريطانية عما إذا كانت تتواصل مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح قالت: "ليس لدي علاقة مباشرة مع علي عبد الله صالح، ولكن لدي تواصل مع حزبالمؤتمر الشعبي العام بما في ذلك مع أطراف مقربة منه". "2014/9/27 الشرق الأوسط" فيفهم من ذلك أن بريطانيا هي التي أوعزت لعميلها علي صالح أن يتعاون هو أيضا مع الحوثيين حيث اعترفت السفيرة البريطانية بتواصلها مع حزب علي صالح وهو الذي يدير الحزب ويتحكم فيه ولا منافس ولا معارض له فيه... وهذه الإجراءات من بريطانيا لزج علي صالح معالحوثيين هي حتى إذا لم يتمكن هادي من استغلال منصبه كرئيس في منع أمريكا وأشياعها من الوصول الفعلي للحكم فإن علي صالح يكون شريكاً فاعلاً مع الحوثيين ومن ثم يبقى نفوذ الإنجليز موجوداً في اليمن وبخاصة وأن الحوثيين لا تأييد شعبياً لهم يجعلهم حكاماً منفردين لليمن...( انتهىثم ختمنا الجواب الذي يصف مقدمات ما يجري ونتائجه والحل الصحيح فقلنا:)- إن هذا يعني أن الحل المتوقع في اليمن هو الحل الوسط بين أمريكا وبريطانيا على طريقة الرأسماليين، فيكون الحكم مشتركاً بين الأطراف... والحل الوسط عادة لا يدومعندهم إلا كاستراحة محارب إلى أن تستطيعأمريكا أو بريطانيا أن تحسم الموضوع إلى جانبها، أي أن الأحداث في اليمن ستستمر متقلبة، تهدأ حيناً، ثم تشتد حيناً آخر وفق ميزان القوى السياسية والعسكرية عند المتصارعين.د- بناء على ما سبق فيمكن الاستنتاج بأن الأمور في اليمن هي في تصاعد دون أن تستقر على نحو حاسم إلا في حالتين: الأولى: أن تتمكن أمريكا أو بريطانيا من حسم الأمور لصالحها، ومن ثم تهيمن على النفوذ الفعلي في اليمن.

 

وليس هذا الأمرسهلاً كما بيَّنا آنفاً، والثانية: أن يكرم الله هذه الأمة بالخلافة،فتدوس نفوذ الكفار المستعمرين وتقلع جذورهم من البلاد وتقضيعلى شرورهم بين العباد، فيذل الكفر وأهله،ويعز الإسلام وأهله، ويفرح المؤمنون بنصر الله ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾... وحقيقٌ بأهل اليمن أهل الإيمان والحكمة، أن يقيمواهذا الأمر فيفوزوا في الدارين، والله يتولى الصالحين)) .


المصدر: عدن حرة

 

 

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.