Logo
طباعة
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

نظرة على الأخبار: مناظرة نائب الرئيس الأمريكي – أفغانستان

 

(مترجمة)

 

مناظرة نائب الرئيس الأمريكي تُسلط الضوء على عدم التوافق بين ترامب وإدارته

 

من السّمات الأساسية للنظام الغربي الحاكم أن السلطة ليست في يد الحاكم المنتخب، وبدلاً من ذلك، تتبع الحكومة سياسات الدولة العميقة التي تظل إلى حد كبير دون تغيير من إدارة إلى أخرى، على الرّغم من أن كل حاكم يستخدم نهجاً فريداً في متابعة تلك السياسات. وفي حالة الرئيس الأمريكي ترامب، يظهر اختلاف واضح بين مواقفه السياسية ومواقف إدارته، المرتبطة بالدولة العميقة التي تقف وراءها النخبة الرأسمالية الأمريكية.

 

ظهرت التعليقات على مناظرة نائب الرئيس الأمريكي هذا الأسبوع على موقع سليت. كوم، وسلّطت التعليقات الضوء على كيفية اختلاف الموقف السياسي لنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، بل وموقف إدارة ترامب بشكل عام، وبشكل كبير عن الرئيس ترامب نفسه. على الرغم من أن بنس أشاد بترامب في قضايا متعددة مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وفرضه زيادة الإنفاق الدفاعي على حلفاء الناتو، وتعزيز التحالفات الأمريكية في آسيا والمحيط الهادئ ضد الصين، وتدمير تنظيم الدولة الإسلامية، وهو من شنّ الضربة التي قتلت قاسم سليماني، ولم يذكر العديد من المواقف الرئيسية الأخرى في السياسة الخارجية لترامب مثل دبلوماسيته النووية مع كيم جونغ أون، أو اتفاق التجارة مع الصين، أو تأمين النفط السوري لأمريكا، أو الأهم من ذلك سحب القوات الأمريكية من الالتزامات الخارجية. في الواقع، تبنّى ترامب هذه المواقف الأخيرة للاستهلاك العام فقط وهي لا تمثل أهدافاً فعلية للسياسة الأمريكية.

 

ترامب يُغرّد قائلاً إنّ الانسحاب الكامل من أفغانستان يتعارض مع سياسة الإدارة

 

تمت الإشارة إلى مثال آخر على هذا الاختلاف في صحيفة الغارديان. فبعد ساعات من المناقشة، أعلن ترامب على تويتر أنه يرغب في إعادة جميع القوات الأمريكية من أفغانستان قبل نهاية العام، في حين لم يكن المسؤولون في إدارته على علم مُسبق بذلك فحسب، بل في الواقع قالوا إن القيام بذلك سيكون مستحيلاً. وكما أوضحت صحيفة الغارديان، فإن ترامب قدم مثل هذه المزاعم مراراً وتكراراً في الماضي ليقنعه البنتاغون بترك بعض القوات وراءه. هذه المرة، لن يضطر ترامب إلى تقديم مثل هذا التنازل إلا بعد انتخابات 3 تشرين الثاني/نوفمبر؛ وإعلانه هو مجرد كذبة سياسية أخرى لتقوية قاعدة تصويته.

 

تستند السياسة الخارجية الأمريكية في المقام الأول إلى الليبرالية العلمانية، وضرورة توظيف هذا الاستعمار في نظرها تجاه البلدان الأخرى؛ لأنه عندما يتم تطبيق الليبرالية العلمانية على مستوى الدولة القومية، فإنها تدفع البلدان إلى السعي وراء مصالح مادية في الخارج، وهو موقف ينتج عنه حتماً الاستعمار، سواء بشكل رسمي، كما هو الحال مع بناء الإمبراطورية في الماضي، أو بشكل غير رسمي، مثل ما يحدث اليوم تحت شعارات مثل "العولمة" أو "بناء الأمة" في الممارسة العملية، يتم تحديد السياسة الخارجية الغربية في المقام الأول من خلال هذه الأيديولوجية، ثم من خلال سياسات التأسيس طويلة الأجل، وفي النهاية فقط من خلال خيارات الحاكم الحالي. إنّ أمريكا ليس لديها نية لترك أفغانستان بعد أن بذلت الكثير من الدماء والأموال في تأمينها. وكل ما تتمناه أمريكا هو نقل المسؤولية عن الشؤون الداخلية الأفغانية إلى حكومة عميلة محلية، وترك الولايات المتحدة حرّة في استغلال موقعها في قلعة جبلية منيعة في أفغانستان للسيطرة على المنطقة بأكملها وتوفير قاعدة أمامية مهمة ضد التوسع الروسي والصيني.

 

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.