Logo
طباعة
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

نظرة على الأخبار: قرغيزستان – ناغورنو كاراباخ – فرنسا

 

(مترجمة)

 

قرغيزستان

 

إن استقالة رئيس قرغيزستان سورونباي جينبيكوف هذا الأسبوع، على الرغم من الانتقادات الغربية، تظهر جوهر النظام الديمقراطي الغربي. وفي خضم أعمال الشغب العامة بسبب الانتخابات البرلمانية المزورة في 4 تشرين الأول/أكتوبر، تمكن زعيم المعارضة المسجون سادر جباروف من الخروج من السجن، حيث كان يقضي حكماً بالسجن لمدة 11 عاماً بالإضافة إلى عقوبته بتهمة اختطاف حاكم إقليمي في عام 2013. ومع تصاعد الغضب ضد الرئيس جينبيكوف، أصبح جباروف الذي أطلق سراحه مؤخرا يوم الأربعاء رئيسا للوزراء، مما أدى إلى استقالة جينبيكوف فى اليوم التالي. وينظر إلى قرغيزستان عموماً على أنها الأكثر "ديمقراطية" في دول آسيا الوسطى، حيث تؤدي الانتخابات إلى تغيير حكومي منتظم، حيث يعد جينبيكوف الرئيس السادس منذ تفكك الاتحاد السوفيتي. ولكن السبب الحقيقي لذلك هو ظاهرة "الدولة العازلة". قرغيزستان دولة صغيرة مجاورة لمنطقة الإيغور في الصين، وبالتالي فهي مُمسكة مباشرة بالتوازن بين روسيا والصين. وفي مثل هذه الحالات، تميل القوى الكبرى إلى التحرك بحذر، وبالتالي فإن الحكم عادة ما يكون شأناً محلياً. ولكن من الخطأ أن نفكر في الأمر على أنه "ديمقراطية حقيقية"، لأن الديمقراطية فكرة خيالية لم يتبنّها الغرب إلا بشكل سطحي تحت ضغط من الحركة الجماهيرية اليسارية. إن الديمقراطية الغربية هي في الواقع احتكار النخبة المبنية على مصالح راسخة تتنازع فصائلها على السلطة. إن "الديمقراطية الحقيقية" تتطلب من جميع السكان الانخراط في تشريعات قوانينها، وهي مهمة لا يقوم بها حتى الخبراء، لمجرد أن الإنسان لا يمكن أن يضع نظاماً يحكم نفسه، لا يمكن إلا أن يكون إلا نظام الله سبحانه وتعالى. وبإذن الله، سيطرد مسلمو آسيا الوسطى قريبا هذه النظم الأجنبية التي صنعها الإنسان ويعودون إلى الحكم وفقا للشريعة الإسلامية.

 

ناغورنو كاراباخ

 

تظهر التطورات في القوقاز مرة أخرى العجز السياسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يقدم نفسه علناً على أنه رئيس عظيم، لكنه التزم سراً بحزم بكونه عميلاً لأمريكا. فوفقا لتقارير إعلامية متعددة، فإن تركيا هي التي أشعلت الاشتباكات الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا بشأن ناغورني كاراباخ. لكن أردوغان ليس لديه مصلحة في المساعدة الحقيقية لفض هذه القضية. وفي هذا الصدد، فإن دور أردوغان مماثل لدور حكام المسلمين الآخرين الذين يستغلون قضايا مثل فلسطين أو كشمير فقط لتعزيز أهداف أسيادهم. وقد تدخلت روسيا الآن بشكل مباشر فى الصراع حيث رعت مفاوضات وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان بيد أن تركيا غائبة تماما عن الميدان سياسيا بالرغم من تورطها على الأرض عسكريا. وفي يوم الخميس، اختار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إذلال تركيا علناً بشأن هذه القضية، قائلاً: "لدينا الآن الأتراك، الذين تدخلوا وقدموا الموارد لأذربيجان، مما زاد من المخاطر، ويزيد من القوة النارية التي تجري في هذه المعركة التاريخية"، على الرغم من أنه من الواضح تماماً أن ذلك تم تحت تعليمات أمريكية. لكن عملاء مثل أردوغان ينظرون إلى هذا الإذلال على أنه شرف عظيم، مفتخرين بذكر أسيادهم لهم.

 

فرنسا

 

بعد أسبوعين فقط من الخطاب الرئيسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي حدد فيه تدابير لهزيمة ما أسماه "الانفصالية الإسلامية"، أدى استخدام معلم مدرسة في باريس للرسوم الكاريكاتيرية المعادية للإسلام في الفصول الدراسية التي ضمت طلبة مسلمين إلى وفاته في وقت لاحق على يد مسلم يبلغ من العمر 18 عاماً حيث أطلقت الشرطة الفرنسية النار عليه في الشارع. واستخدم مدرس المدرسة الرسوم الكاريكاتيرية التي نشرتها مجلة شارلي إيبدو الفرنسية لشرح قيم حرية المعتقد والتعبير كجزء من تعليمه للمقررات الإلزامية في "التربية الأخلاقية والمدنية". إن صدام القيم ممكن أن يؤدي إلى الموت وهي مسألة يدعي الغرب أنها مثيرة للدهشة، على الرغم من أن صدام القيم نفسه هو الذي يستخدمه الغرب لتبرير احتلاله للبلاد الإسلامية، مما أسفر عن مقتل الملايين. وعلى غرار الديمقراطية، اعتمد الغرب أفكار حرية المعتقد والتعبير تحت ضغط الحركات اليسارية التي حرض عليها مفكرون ونشطاء ماديون. في التفكير المادي البحت، الحرية ضرورية للإنسان لإظهار طبيعته المادية الداخلية على الرغم من أن التسوية الغربية بين الدين والمادية أدت إلى إعادة توجيه الغرب للحرية والديمقراطية وفقا لفهم أكثر تدينا للإرادة الحرة. هذا الاختلاف في فهم الحرية لا يزال قائماً في الغرب مع الحتمية المادية حيث تكتسب جمهورا أكبر من أي وقت مضى مع كل جيل عابر، ببساطة لأن الغرب اختار التنازل مع التهديد المادي بدلاً من هزيمته. الحرية فكرة خاطئة، مهما تم إعادة استخدامها للموافقة على الإرادة الحرة. إن العيش في المجتمع مع الآخرين يتطلب التصرف بمسؤولية تجاههم، وهو ما يشمل احترام المعتقدات الدينية المختلفة. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾.

 

وبدلاً من اعتماد الحرية، كان على الغرب النصراني أن يبقى حازماً في فهم التسامح والاختلاف في الرأي، اللذين تبناهما من المسلمين. لكن التهديد المادي كان أكثر من أن يواجهه، لا سيما بعد سقوط الدولة العثمانية من موقعها كقوة رائدة في العالم. فقد كانت المنح الدراسية الإسلامية قد هزمت بالطبع التفكير المادي بشكل سليم قبل ألف عام، ولكن الكتابات المهملة للفلاسفة من بلاد المسلمين عادت إلى الظهور في الغرب بسبب الهوس النصراني في غير محله بالفلسفة اليونانية، وكان هذا هو الذي حرض على تجديد التفكير المادي في الغرب. ولكن بإذن الله، سرعان ما ستعيد الأمة الإسلامية دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وتحمل الإسلام قيادة فكرية إلى العالم أجمع، وتنقذ البشرية من عبادة المادة وتعيد الدين إلى مكانه الصحيح في صميم شؤون الإنسان.

 

 

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.