مراسلات English البث الاذاعي
بحث في الموقع

هنا إذاعة المكتب الإعلامي
إعـــلان
...والمزيد
مواقع أخرى
 

آخر الإضافات

 

بسم الله الرحمن الرحيم


جريمة سامِرّاء صناعة أمريكية
لإذكاء الوقيعة بين المسلمين

أيها المسلمون
أيها الأهل في العراق

ألَم يَأْنِ لكم أن تدركوا أنَّ قوات الاحتلال في العراق بزعامة أمريكا هي أُمُّ المصائب والشر المستطير؟ ألَم يَأْنِ لكم أن تدركوا أن متفجرات المساجد والأسواق، وقتل المدنيين، واغتيال العلماء المسلمين واختطافهم، سُنَّةً وشيعةً، تقف من ورائها قوات الاحتلال؟ ألَم يَأْنِ لكم أن تدركوا أنَّ الركون إلى قوات الاحتلال أو موالاتها أو تبرير بقائها إنْ هو إلا طريق إلى زيادة الجريمة والإجرام؟

إنَّ قوات الاحتلال في مأزق في العراق، تكاد تغرق في هزائمها وقتلى جنودها، وهي كلما اشتد مأزقها قامت بجريمة هنا وأخرى هناك، بعد أن تُعِدَّ مسرح الجريمة ليبدو وكأن السُّنَّة من وراء ما يصيب الشيعة، والشيعة من وراء ما يصيب السُّنَّة، وبذلك تضرب الطرفين ببعضهما، وتبقى هي سالمةً آمنةً ترقب الموقف من بعيد. وليس صدفةً أن تتم جريمة سامراء بعد تصريح السفير الأمريكي عن الطائفية في وزارة الدفاع والداخلية.

أيها المسلمون

إنَّ المتتبع لتفجير مقام الإمامين رضي الله عنهما في سامراء ليرى بوضوح أنَّ هذا العمل ليس بفعل أفراد عاديين، بل بفعل أجهزة دولة محترفة، فالدمار الكبير الحادث يدل على متفجرات مصممة تصميماً محكَماً متقَناً من حيث الكمية والنوعية، بل ودقة المكان الذي وضعت فيه بحيث لا تخطئ هدفها. فإذا أُضيف لكل ذلك أن المقام ليس مكاناً عادياً مهمَلاً بل مطروقاً ومحروساً أمنياً، فكيف أمكن تنفيذ ذلك بهذا الإحكام، ثم الانسحاب بأمن وأمان لولا إشراف أجهزة مسئولة ذات سلطة وهيمنة في البلد؟!

إنَّ ما حدث في سامراء هو من تخطيط قوات الاحتلال ومن تنفيذها وأعوانها، وهو فاجعة، ولكنَّ الأشد والأفظع هو أن تحقق قوات الاحتلال هدفها، فتضرب المسلمين سُنَّةً وشيعةً ببعضهما. ولقد تناقلت الأخبار، بعد تلك الجريمة، وقوعَ حوادث خطف وقتل في علماء من السُّنَّة وإلحاق أضرار بمساجدهم، ثم ما سُمع عن قتل بعض السجناء والصحفيين، ما يجعل قوات الاحتلال وبخاصة أمريكا تحقق أغراضها في إحداث الفتنة.

إنَّ أمريكا وبريطانيا وكل قوات الاحتلال، لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمّةً، وكما نراهم وأعوانَهم وراء تفجير المقام، فإننا لا نستبعد أن تكون لهم يد بل أيادٍ في ما حدث من أعمال لاحقة، وذلك ليجعلوا الأحداث تبدو ضرباً من الاقتتال المذهبي بين المسلمين.

أيها المسلمون
أيها الأهل في العراق

إنَّ حزب التحرير يؤكد لكم حقائق ثلاثاً لتكونوا على بصيرة من أمركم:

الأولى: إنَّ أحداث القتل في المدنيين، وتفجير الأسواق والمساجد، وخطف العلماء، وقتل المخلصين لدينهم وأمتهم، كل ذلك وراءه قوات الاحتلال وعلى رأسها أمريكا. أما المسلم فهو يقاوم المحتل ولا يؤذي أهله وسوقه ومسجده، فقتل المسلم دون حق أعظم عند الله من هدم الكعبة ومن زوال الدنيا، بل إنَّ المسلم في حروبه مع أعدائه لا يقتل شيخاً ولا طفلاً ولا امرأةً، ولا يهدم صومعةً ولا يقتل عابداً فيها.
يقول رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ» رواه ابن ماجه.
ويقول صلوات الله وسلامه عليه: «انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَلاَ تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا وَلاَ طِفْلاً وَلاَ صَغِيرًا وَلاَ امْرَأَةً وَلاَ تَغُلُّوا وَضُمُّوا غَنَائِمَكُمْ وَأَصْلِحُوا وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» رواه أبو داود

الثانية: إنَّ المسلمين، وإن اختلفوا في موضوع الإمامة، فإنهم لا يختلفون في حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا في حب آل بيته الأطهار، فإنَّ هذه في أعلى الدرجات عند كل المسلمين، ومن عادى رسول الله وآل بيته فإنَّ عاقبته وخيمة مظلمة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. كما أنهم لا يكفِّرون بعضهم، فتكفير المسلم للمسلم أمر كبير عند الله ورسوله والمؤمنين.
يقول الله سبحانه: {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.
ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» رواه البخاري.
ويقول صلوات الله وسلامه عليه: «مَنْ كَفَّرَ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا» رواه أحمد.

الثالثة: إنَّ حقد الكفار المستعمرين المحتلين، وبخاصة أمريكا وبريطانيا، على الإسلام والمسلمين، وكيدَهم لهم، ومؤامراتهم عليهم لهي أمور مشهورة عن أولئك المحتلين، تنطق بها ألسنتهم في تصريحاتهم، وتشهد عليها أفعالهم في أبي غريب وغوانتانامو وقلعة جانجي، وما تخفي صدورهم أكبر. وهم لا يفرِّقون في شرورهم بين مسلم ومسلم أنّى كان مذهبه، وحيثما كان موطنه. {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً}.

هذه الأمور الثلاثة توجب عليكم، أيها المسلمون، عند كل جريمة تقع في أسواقكم ومساجدكم، وكل خطف وقتل لعلمائكم، أن تتوجه أنظاركم إلى قوات الاحتلال وعملائها باعتبارها وراء تلك الجرائم، وفي الوقت الذي تصرفون فيه أنظاركم عن قوات الاحتلال وتتوجهون بها إلى بعضكم تكونون قد قدَّمتم خدمةً جُلّى لقوات الاحتلال، وجرَّأتموها على السير قُدُماً في إذكاء الفتنة بينكم {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}.

أيها المسلمون
أيها الأهل في العراق

إنَّ حزب التحرير يدعوكم لتردُّوا كيد المحتلين وعملائهم إلى نحورهم، وأنْ لا تمكِّنوهم من إحداث الفتنة بينكم بالوقوع في حرب أهلية تصيبكم بسخط الله ورسوله والمؤمنين. إننا نستصرخكم أن تكون فاجعة سامراء دافعاً لشديد النقمة على المحتلين، وأن تتخذوهم عدواً {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} فلا يصح لمسلم أن يواليهم أو يتعاون معهم أو يبرر لهم بقاءً، ولا أن يجعل لهم مستقراً أو يسهِّل لهم أمراً، فهم أُسُّ الداء ورأسُ البلاد ووراء كل مصيبة تصيب المسلمين {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ}.

24 من محرم الحرام 1427هـ   حزب التحرير
23/02/2006م  

استماع إرسال لصديق تعليق أو سؤال عودة إلى القسم

إقرأ أيضا:
  • الفِتْنَةُ نائِمَةٌ مَلْعُونٌُ مَنْ أيْقَظَهَا
  • جامعة الدول العربية تنجح في ما فشل به دهاقنة أميركا في العراق
  • يا أهْلَ العرَاق: أَتَاكُمْ رَمَضَانُ .. فأَقْبلُوا عَليْه
  • نعي إثنين من شباب حزب التحرير- ولاية العراق
  • يجب شرعاً أن ننـزع أيدينا من مشاركة أميركا جريمتها في العراق، بإلغاء الاتفاقية الأمنية وإنهاء تواجده
  • النظام في الأردن ينحاز إلى الكفار في حربهم ضد المسلمين – حزب التحرير ولاية الأردن
  • الكافر الصليبي تشيني في تركيا – مكتب الناطق الرسمي في تركيا
  • الإنجـاز الحقيقي في مكافحة الإرهاب لا يكون إلا في مكافحة الدول الكافرة المستعمرة- مكتب تركيا
  • اتْفاقيةُ تسْليم العراق للكافر المحتل خِيانةٌ عُظْمَى-حزب التحرير ولايـة العراق
  •