مراسلات English البث الاذاعي
بحث في الموقع

هنا إذاعة المكتب الإعلامي
إعـــلان
...والمزيد
مواقع أخرى
 

آخر الإضافات

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قوات الاحتلال تغطِّي مأزقها
بجرائم التفجيرات
تحشـد قـوات الاحتلال في العراق فوق مائة وستين ألفاً من جنودها المدججين بشتى صنوف الأسلحة المتطورة، حتى إن بعضها لَم يُستعمل قبل عدوانها على العراق. وقد بذلت كل ما في حوزتها من (فنون) الجرائم ضد المدن والقـرى، وما لديها من (إبداع) بالفواحش في السجون ومعتقلات الأسرى، كل ذلك لتؤمِّن لها موطئ قدم مستقراً في العراق، وتنقذ نفسها من مأزقها العميق فيه. ومع ذلك فلم تستطع تأمين أي مكان تستقر فيه حتى في صحراء العراق.
ويبدو أن دهاقنة السياسة الأمريكية قد أشاروا عليها للخروج من مأزقها أن تستعين بالأساليب (القذرة) فوق الأساليب التي استعملتها من قبل، فتعمد إلى جرائم التفجيرات في المدن والقرى والأسواق والشوارع والمساجد والكنائس والمستشفيات، وضد العلماء وأهل الفكر، وضد مخافر الشرطة والدفاع المدني. وقد لوحظ في الأيام الأخيرة تكثيف هذه الأعمال، ظناً من أمريكا أن إدارتها لهذه الجرائم ستحقق لها غرضين:
الأول: أن تشغل الناس في الدماء المسفوكة من أطفالهم ونسائهم وشيوخهم، وأن تثير الفتنة بين الناس بتفجير أماكن عبادتهم، وكل ذلك لتصرفهم عن جرائم الاحتلال بإشغالهم في أمور أخرى بعيدة عنه.
والثاني: أن تجعل مقاومة الاحتلال ذات صورة مشوَّهة لدى الناس، فيختلط الحابل بالنابل، ويفقد الناس قدرة التمييز بين من يقاوم الاحتلال، وبين من يسفك دماء النساء والشيوخ والأطفال.
هكذا ظنَّ دهاقنة الاحتلال وساستهم، وقد فاتهم أمران مهمان يحبطان مخططاتهم ويكشفان جرائمهم:
1 - إن المسلم لا تختلط عنده صورة عدوه مع صورة إخوانه وأهل بلده. فبقدر القوة الهائلة لديه في رد عدوان المحتل، كذلك هو يملك القوة الهائلة للوقوف بجانب إخوانه وأهل بلده. وعليه فلن يستطيع المحتل بجرائمه تشويش قدرة المسلم على التمييز بين العدو المحارب وبين أهل بلده.
2 - إن نوعية الجريمة تدل على صاحبها: فمن هو المسلم الذي يضع متفجرةً في سوق أو مسجد أو كنيسة، والإسلام يحرِّم هذا أشد التحريم؟ ومن هو المسلم الذي يتعمد قتل نفس بريئة، وهو يعلم أن قتل النفس بغير حق هو من السبع الموبقات؟
ولذلك فإن نوعية هذه الجرائم تكشف أيدي الاحتلال الصانعة لها. وكما يقال فإن المجرم لا بد أن يترك أثراً يدل عليه مهما بلغ من فطنة. ففي التفجير الذي حدث في 17/6/2004م بسيارة مفخَّخة اقتحمت تجمعاً أمام مركز للمتطوعين في بغداد، فقتلت حينها نحو خمسين وجرحت نحو مائة وخمسين، هذه السيارة المفخَّخة وُجد سائقها مربوطاً بمقودها. فقد صرح الضابط العراقي خالد جمال سعيد الذي شاهد واقع السيارة بعد التفجير، صرح لوسائل الإعلام قائلاً: (إن انتحارياً رُبطت يداه بالمقود اقتحم بسيارته المحشوة بالمتفجرات حشد الناس). لقد كشف الأمريكان المحتلون والإنجليز وأتباعهم، كشفوا أنفسهم بهذه الحادثة في الوقت الذي كانوا يريدون إخفاء أنفسهم. فهل هناك مسلم يقوم بعملية استشهادية يرى أنه ذاهب إلى الجنة بعدها، يخشى أن يفرّ فتُربط يداه على مقود سيارته؟ لقد كنا نراهم في صورهم التي تنقلها الفضائيات وهم ذاهبون لعملياتهم نراهم يقرأون وصيتهم فرحين مستبشرين، أما هذا المزيَّف الذي أرسلته قوات الاحتلال لتفجيرها فيداه مربوطتان إلى مقودها! أليست هذه حجةً دامغةً أن الاحتلال وراء هذه التفجيرات؟
وكذلك فأَنْ يعمد فاعل إلى مسجد فيفجره أو يفجر قريباً منه، ويذهب آخر إلى كنيسة فيفجرها أو يفجر قريباً منها، أليس واضحاً من ذلك أن عدواً للبلد يريد إثارة فتنة في داخله؟ ثم أليس هذا العدو هو قوات الاحتلال؟
أيها الإخوة في العراق
لقد فقد العدو الكافر المحتل توازنه، وفقد القدرة على التفكير. وهو في اضطرابه للخروج من مأزقه الذي وضعه فيه العراقُ المقاومُ الرافضُ للاحتلال، قد أراد خلط الأوراق بجرائم التفجيرات ضد المدنيين ليصرف الأذهان إلى نسبة فاعليها لمن يقاومون المحتل. ولكنه أخطأ التقدير وأساء التدبير، فكشفت نوعيةُ جرائمه فاعلَها، وجعلته مداناً مفضوحاً بجرائمه، يشار إليه بالبنان واللسان.
إنكم تعلمون أن الإسلام يحرِّم تحريماً تاماً أن يتوجه المسلم إلى تفجير أماكن الآمنين، بل إنه يعمد إلى قتال الكفار المحتلين، فلا يخدعنكم العدو الكافر المحتل بتوجيه أذهانكم إلى غيره في جرائم التفجيرات في الأسواق والمساجد والكنائس والطرقات. إنَّ عليكم الوقوف في وجه العدو المحتل وفي وجه عملائه في الحكومة التي نصَّبها، وقفةً صلبةً يحبها الله ورسوله. ولتلفظ العراق كل محتل من أرضها، وتصبح قلعةً من قلاع الإسلام العظيمة التي يتحطم عليها كل كافر محتل مهما استعمل من كيد وبطش وجريمة.
أيها المسلمون
إنَّ العراق وبلاد المسلمين المحتلة كافةً تستصرخكم لإنقاذها بإيجاد الخليفة الذي يُقاتَل من ورائه ويُتقى به، الذي يعلي راية الإسلام، ويستأنف الجهاد، ذروةَ سنام الإسلام، فيقتلع جذور الاحتلال الأمريكي والبريطاني واليهودي وكل محتل لبلاد المسلمين.
إنكم أمة عظيمة جعلها الله خير أمة أخرِجت للناس، ودولتكم عظيمة كانت الدولة الأولى في العالم لقرون عدة، ولَم يطمع بكم عدوكم إلا بعد أن زالت دولتكم فتفرق جمعكم وذهبت ريحكم. فأعيدوا الخـلافة تعزوا في دنياكم وأخراكم، وعندها لن يجـرؤ عدوكم أن يحرك جيشـاً لاحتلال بلادكم، يسـوقه إليكم من آلاف الكيلومترات، بل سيكون ذلك العدو مشغولاً في الدفاع عن مسقط رأسه من جيش الخـلافة الزاحف لنشر الخير في بلده وفي ربوع العالم.
﴿إنا لننصر رسلنا والذين ءامنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد﴾.


16 من جُمادى الثانية 1425هـ   حـزب التحريـر
2/8/2004م  

تحميل و طباعة إرسال لصديق تعليق أو سؤال عودة إلى القسم

إقرأ أيضا: