بيان صحفي

تم دفع الوجود الأمريكي المدمر حتى وصل إلى باب منطقتنا، لذا لا تسمحوا له بالعودة من خلال تسهيل المحادثات الأفغانية

(مترجم)

بعد أن أشاد مبعوث ترامب زلماي خليل زاد بباكستان لتسهيل المحادثات بين أمريكا وحركة طالبان الأفغانية في 17 كانون الثاني/يناير 2019، أكد له الجنرال قمر جاويد باجوا بكل فخر "مواصلة الجهود لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة". لقد تراجعت أمريكا المتعجرفة عن مطالبها واحتقارها وتوبيخها وأصبحت تتبنى الثناء والابتسام والمصافحة لأنها في انسحاب كامل ومهين من أفغانستان. لقد تم دفع الوجود الأمريكي المدمر في منطقتنا إلى الباب من خلال مقاومة أفغانية ضعيفة ولكنها شديدة العزم. لذا لا يوجد بالتأكيد أي فخر في منح أمريكا طريقا للعودة إلى أفغانستان، من خلال تسهيل محادثات السلام الأفغانية. إن توفير ملاذ دائم للقوات الخاصة والجيش الأمريكي على أبوابنا أبعد ما يكون عن صيغة السلام والاستقرار في المنطقة. لقد كان الوجود الأمريكي هو رأس أفعى الإرهاب في المنطقة وسيظل كذلك دائماً. إن الوجود الإقليمي لأمريكا هو الذي سمح بتأسيس شبكة ريموند ديفيس التي قصفت واغتالت الكثيرين، حتى تتمكن أمريكا من تلطيخ دمنا بزعمها الباطل بأن حربها على الإرهاب هي حربنا. إن الوجود الإقليمي لأمريكا هو الذي كفل إنشاء شبكة خلبشان ياديف داخل أفغانستان حتى يمكن للهند أن تظهر أذاها الإقليمي. وإن استمرار الوجود الإقليمي لأمريكا هو الذي سيسمح لها بالإشراف المباشر على مواصلة صعود الهند باعتبارها المهيمن الإقليمي غير المستحق.

أيها المسلمون في باكستان! إن الوضع مهيأ بقوة لإبعاد أمريكا المدمَّرة وغير المستقرة خارج الباب، لكن القيادة العسكرية والسياسية الحالية لباكستان تسعى إلى تحويل تراجع معين إلى مكان إقامة دائم لأمريكا. لقد تم تحطيم أسطورة أمريكا التي لا تقهر، على أيدي رجال يعيشون في الجبال ويرون أن الكرامة هي في الإسلام، ويحاربون المعتدين ويتوكلون على الله وحده. أمريكا المترنحة وقعت وهي تنزف جريحة في نظر العالم، وإن رائحة دمائها النتنة بكل تأكيد ستجذب الكثيرين للانقضاض عليها. فبدلاً من السماح بعلاج جراحها ومساعدتها للوقوف على قدميها، علينا أن نضمن خروجها السريع والكامل. دعونا نطالب بإنهاء تسهيل محادثات السلام الأفغانية حتى تموت أمريكا في مقبرة الإمبراطوريات. طالبوا بقطع تقاسم المعلومات الاستخباراتية مع أمريكا بحيث تكون عمياء بينما تواجه المقاومة الأفغانية المتقدمة والمتواصلة. طالبوا بقطع خطوط الإمداد الجوي والبري حتى تجوع أمريكا إلى درجة أن تصرخ قواتها من أجل الانسحاب. ودعونا نطالب أولا بما سيجعل كل ما سبق ممكنا، وهو نصرة قواتنا المسلحة للعاملين لإقامة الخلافة على منهاج النبوة. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً﴾ [سورة النحل: 92]

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية باكستان