الثلاثاء، 09 رمضان 1445هـ| 2024/03/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية باكستان

التاريخ الهجري    5 من شوال 1441هـ رقم الإصدار: 1441 / 63
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 27 أيار/مايو 2020 م

بيان صحفي


حكومة باكستان أثارت جدلاً حول التزام المسلمين برؤية الهلال
من أجل تنفيذ أجندتها العلمانية

 


أعرب المسلمون في باكستان هذا العام عن سعادتهم في الاحتفال بعيد الفطر في يوم واحد في جميع أنحاء باكستان. ومع ذلك، ظلّت مسألة رؤية الهلال مدار جدل بين الأطراف المتضاربة في الحكومة. ومن خلال تقويض إعلان لجنة الهلال المعينّة من الحكومة نفسها، أكد وزير العلوم والتكنولوجيا الاتحادي، فؤاد شودري، أنّ الانقسام بين المسلمين فيما يتعلق بمشاهدة الهلال هو بسبب الالتزام الصارم بالرؤية بالعين المجردة، مدّعيا أنّه يمكن حلها من خلال اتّباع نهج علمي. لكن هذا الاقتراح أبعد ما يكون عن الحقيقة والواقع، فقد نصّت الأحكام الشرعية أن رؤية الهلال بالعين واجب، فقد أمر رسول الله e بذلك في الأحاديث الشريفة، واستخدام المكبرات البصرية أو المناظير هي من الرؤية بالعين.


لقد كان المسلمون في ظل الخلافة وعلى مدار قرون عديدة، كانوا في طليعة العلم والتكنولوجيا، مخلّفين باقي الأمم خلفهم بأميال. ففي عهد الخلافة العباسية، تم إنشاء مراكز فلكية في بغداد والأندلس وسمرقند وبخارى والقاهرة والإسكندرية. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا التطور في مجال علم الفلك، لم يتبنَّ المسلمون أي طريقة فلكية للتأكد من رؤية الهلال، والتزموا تماما بالرؤية بالعين المجردة، امتثالا لقول رسول الله e، حيث قال: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِه» البخاري ومسلم. وقال رسول الله e «إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ» البخاري ومسلم. وبما أن رسول الله eأمر أصحابه رضي الله عنهم، بكتابة الرسائل والآيات والأحاديث، وقاموا بحساب الزكاة والصدقات، وعليه فإن هذا الحديث لا ينفي قدرة الصحابة على الكتابة والحساب، بل يدل على رفض استخدام الحسابات الفلكية في تحديد رؤية الهلال. وهذا ما كان عليه المسلمون على مر التاريخ، فقد كان خلفاء المسلمين واعين على أحكام الإسلام فيما يتعلق برؤية الهلال بالعين، والتزم الخلفاء بواجبهم دون إهمال أو جدل لقرون عديدة.


لقد كان دور الحكومات الباكستانية المتعاقبة في قضية رؤية الهلال دور صانع المشاكل. فمن ناحية، يرفض النظام شهادة رؤية الهلال من المسلمين الذين يعيشون خارج باكستان، لتعزيز الحدود الفاصلة بين المسلمين. ومن ناحية أخرى، يتم إضافة عمل وضيع آخر إلى قائمته الطويلة من الأعمال الإجرامية عن طريق رد عبادة رؤية الهلال بالعين من خلال إثارة مسألة الحساب الفلكي، وهي مخالفة شرعية لما أمر به رسول الله e، بعد أن ابتعدوا بالفعل عن وحي الله سبحانه وتعالى في مجالات الاقتصاد والسياسة الخارجية والحكم، فإن هؤلاء الحكام عازمون الآن على ضرب عبادة رؤية الهلال، وتعطيل صيام المسلمين وسعيهم لإحياء والتماس ليلة القدر. كما لا يهتم الحكام الرويبضات بوحدة الأمة، فهم الأوصياء الفعليون على الحدود التي وضعها الكافر المستعمر لتقسيم الأمة وإضعافها. وتحت شعار المشروع الاستعماري الخبيث "الإسلام التقدمي والمعتدل" يسعى هؤلاء الحكام إلى إثارة الصراع في البلاد الإسلامية، والتي كانت ذات يوم سمة مميزة لأوروبا منذ قرون، وهو الصراع بين النصرانية والعلم، وهذا الصراع هو الذي أدى في نهاية المطاف إلى فصل المجتمعات الغربية الدين عن الشؤون السياسية، وهذا هو الهدف الحقيقي طويل الأمد لهؤلاء الحكام العلمانيين للمجتمع في باكستان، وهم يسعون جاهدين لتحقيقه، وما قضية رؤية الهلال إلا ستار يختبئون خلفه.


إنّ الإسلام لا يرفض العلم، بل يقصر استخدامه على مجالات البحث الطبي والصناعي وزيادة الإنتاج، وليس للعلم دور في الشؤون التشريعية وفيما يتعلق بإدارة شؤون الناس، باستثناء المساعدة في فهم الواقع لتحقيق مناط الحكم الشرعي. ولا يحتاج الإسلام إلى تفكير تشريعي "تقدمي"، لأن الأحكام الشرعية فوق قيود الزمان والمكان، وهي مثالية في إدارة ورعاية شؤون كل المجتمعات البشرية، وليست بحاجة إلى تغيير أو إصلاح، لأنها من عند الله سبحانه وتعالى، رب العالمين، الحكيم، الذي أنزل الدين الحق على رسول الله e، الذي بلغنا به بدقة ودون تبديل.


لقد عادت الأمة الإسلامية إلى الإسلام، ولن تسمح لأي وزير موالٍ للغرب أو حاكم منافق أن يسخر من دين الله ومن عبادة المسلمين. وقضية وحدة المسلمين مثل القضايا الأخرى التي تواجهها الأمة، وقضية وحدة العيد وصيام رمضان ممكنة فقط من خلال إقامة الخلافة على منهاج النبوة، التي ستوحّد جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم، وسيصومون رمضان في انسجام ويحتفلون بالعيد في اليوم نفسه، وهذه الخلافة هي التي ستحرس عقيدة المسلمين ودينهم، وتعاقب الذين يسخرون من شعائرنا وديننا.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية باكستان

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية باكستان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
Twitter: http://twitter.com/HTmediaPAK
تلفون: 
http://www.hizb-pakistan.com/
E-Mail: HTmediaPAK@gmail.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع