الجمعة، 17 شوال 1445هـ| 2024/04/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير

على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فقهي"

جواب سؤال

شرح حديث «وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً»

إلى عبد الله عمر

السؤال:

 

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عبد الله من أفغانستان حفظكم الله يا شيخنا

قال رسول ﷺ: «ستنقسم أمتي إلى ثلاثة وسبعين فرقة وكلها في النار ما عدا واحدا»

أرجو من سماحتكم شرح هذا الحديث؟؟

الجواب:

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

 

أولاً: إن الحديث الذي تسأل عنه ليس بالصيغة التي وردت في سؤالك، وقد تعرضنا في جواب سؤال أصدرناه في 24 ربيع الآخر 1439هـ الموافق 11/01/2018م لهذا الحديث الشريف بروايات متعددة في بعضها زيادات مختلفة، وخلصنا في نهاية الجواب إلى أن (الحديث بافتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة دون الزيادات هو صحيح... وأن الزيادة الأولى "كلها في النار إلا واحدة" حسنها كثيرون... وأما الزيادة الثانية "كلها في الجنة إلا واحدة" فقد ضعفها كثيرون والذين صححوها أو حسنوها قلة... وعليه فالذي أرجحه هو أن الزيادة التي يؤخذ بها هي "كلها في النار إلا واحدة"، أما الزيادة الأخرى "كلها في الجنة إلا واحدة" فلا يؤخذ بها، وذلك وفق ما ذكرناه من روايات للزيادتين...)، وبناء على ما أوردناه في جواب السؤال المشار إليه فإن من الروايات التي يمكن الاعتماد عليها والاستدلال بها الروايات التالية:

 

- أخرج الترمذي في سننه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «تَفَرَّقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ أَوْ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَالنَّصَارَى مِثْلَ ذَلِكَ وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً»، وَفِي الْبَاب عَنْ سَعْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وفي رواية أخرى للترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «... وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً قَالُوا وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»، قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ...

 

- وأخرج الحاكم في المستدرك على الصحيحين عَنْ أَبِي عَامِرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لُحَيٍّ، قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ... ثُمَّ قَامَ حِينَ صَلَّى الظُّهْرَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ تَفَرَّقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ...» قال الحاكم هَذِهِ أَسَانِيدُ تُقَامُ بِهَا الْحُجَّةُ فِي تَصْحِيحِ هَذَا الْحَدِيثِ... ووافقه الذهبي.

 

- وأخرج نحوه أبو داود في سننه، وابن ماجه.

 

ثانياً: أما المعنى الذي نرجحه لهذا الحديث فكما يلي:

 

1- الفُرقة والتفرق كثر استعمالها في الشرع بمعنى الاختلاف في العقيدة وأصل الدين والاختلاف في القواطع والبينات:

 

- قال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.

- قال تعالى: ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾.

- قال تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾.

 

- قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾.

 

2- الجماعة هنا في هذه الأحاديث تطلق في الشرع على جماعة المسلمين المجتمعة على العقيدة الإسلامية، وقد وردت نصوص شرعية تبين هذا المعنى ومن ذلك الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن مسعود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ الثَّيِّبُ الزَّانِي وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ»، وهذه رواية مسلم. ففي هذا الحديث الشريف بين النبي ﷺ أن ترك الجماعة هو الخروج عن الدين وتركه لأنه جعل التارك لدينه مفارقاً للجماعة فعُلم من ذلك أن مفارقة الجماعة بهذا المعنى هي الكفر والخروج عن الدين والملة...

 

-    جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر ما يلي:

 

[... قَوْلُهُ وَالْمُفَارِقُ لِدِينِهِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ كَذَا فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ عَنِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَلِلْبَاقِينَ وَالْمَارِقُ مِنَ الدِّينِ لَكِنْ عِنْدَ النَّسَفِيِّ وَالسَّرَخْسِيِّ وَالْمُسْتَمْلِي وَالْمَارِقُ لِدِينِهِ قَالَ الطِّيبِيُّ الْمَارِقُ لِدِينِهِ هُوَ التَّارِكُ لَهُ مِنَ الْمُرُوقِ وَهُوَ الْخُرُوجُ وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ وَلَهُ فِي رِوَايَةِ الثَّوْرِيِّ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ... وَالْمُرَادُ بِالْجَمَاعَةِ جَمَاعَةُ الْمُسْلِمِينَ أَيْ فَارَقَهُمْ أَوْ تَرَكَهُمْ بِالِارْتِدَادِ فَهِيَ صِفَةٌ لِلتَّارِكِ أَوِ الْمُفَارِقِ... وَقَالَ الْبَيْضَاوِيُّ التَّارِكُ لِدِينِهِ صِفَةٌ مُؤَكِّدَةٌ لِلْمَارِقِ أَيِ الَّذِي تَرَكَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَخَرَجَ مِنْ جُمْلَتِهِمْ...] انتهى.

 

3- قوله ﷺ في الروايات المختلفة للحديث: «وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي»، «وَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الْأُمَّةُ»، «وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ»، واضح منه أن الأمة أو الملة هنا هي أمة الإسلام التي آمنت بدين الإسلام فقد أضاف الرسول ﷺ في روايةٍ الأمة إلى نفسه «أُمَّتِي» وعرفها ﷺ في روايات أخرى بأنها «هَذِهِ الْأُمَّةُ»، «وهَذِهِ الْمِلَّةَ»، وواضح أن الحديث عن أمة محددة وعن ملة محددة، وهي أمة الإسلام...

 

4- الاختلاف في الإسلام كما هو معلوم، منه ما هو مذموم ومنه ما هو ممدوح، فأما الاختلاف الممدوح فهو الاختلاف في المسائل الاجتهادية بناء على الاختلاف في فهم النصوص، وللمصيب فيه أجران وللمخطئ أجر كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ»، وأما الاختلاف المذموم فمنه الاختلاف في العقيدة والبينات والقواطع وهو اختلاف يخرج صاحبه عن الإسلام، ومنه اختلاف بناء على الأهواء كاختلاف أهل البدع الذين لا يكفرون ببدعتهم، ومنه اختلاف على الإمام وطاعته إلى غير ذلك من الاختلاف المذموم الذي لا يخرج به صاحبه عن الإسلام...

 

ثالثاً: بناء على الملاحظات المذكورة في الأعلى وبأخذها في الحسبان يمكننا فهم الحديث الشريف حول افتراق اليهود والنصارى وافتراق أمة الإسلام... ويكون شرحه على النحو التالي:

 

1- أرسل الله سبحانه موسى عليه السلام بدين الحق إلى بني إسرائيل فآمن به من آمن واجتمعوا معه على عقيدة الحق والتوحيد فصاروا بذلك ملة واحدة مؤمنة... ولكن خرج مع الوقت عن هذه الملة جموع من الناس اختلفوا معها في الدين «إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ تَفَرَّقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً»، ففارقوها في عقيدتها وفي البينات وقواطع دين موسى عليه السلام فخرجوا عن دينه وأصبحوا كفاراً، وقد بلغت هذه الفرق التي خرجت عن دين موسى وأصبحت مللاً أخرى باختلاف آرائها في أصل الدين «إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ تَفَرَّقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً»، بلغت سبعين أو إحدى وسبعين فرقة، وهي كلها ملل كفر ومن أهل النار، وأما الملة التي بقيت على دين موسى أي على ملة موسى عليه السلام وهي الملة الواحدة والسبعون أو الثانية والسبعون فهي من أهل الحق ومن أهل الجنة وهي التي كانت الفرقة الناجية من أتباع نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام...

 

2- وكذلك أرسل الله سبحانه عيسى عليه السلام بدين الحق إلى بني إسرائيل فآمن به من آمن واجتمعوا معه على عقيدة الحق والتوحيد فصاروا بذلك ملة واحدة مؤمنة... ولكن خرج مع الوقت عن هذه الملة جموع من الناس اختلفوا معها في الدين، ففارقوها في عقيدتها وفي البينات وقواطع دين عيسى عليه السلام فخرجوا عن دينه وأصبحوا كفاراً، وقد بلغت هذه الفرق التي خرجت عن دين عيسى عليه السلام وأصبحت مللاً أخرى باختلاف آرائها في أصل الدين، بلغت إحدى وسبعين فرقة، وهي كلها ملل كفر ومن أهل النار، وأما الملة التي بقيت على دين عيسى أي على ملة عيسى عليه السلام وهي الملة الثانية والسبعون فهي من أهل الحق ومن أهل الجنة وهي التي كانت الفرقة الناجية من أتباع عيسى عليه السلام...

 

3- ثم أرسل الله سبحانه نبيه محمداً ﷺ بدين الحق وعقيدة التوحيد فآمن به المسلمون واجتمعوا على العقيدة التي آمن بها النبي ﷺ وصحابته الكرام فصاروا باجتماعهم هذا أمة الإسلام وملة الإسلام والجماعة... ولكن خرج (وسيخرج) أقوام من هؤلاء المسلمين عن دين محمد ﷺ وفارقوا (وسيفارقون) ما كان عليه النبي ﷺ وصحابته وجماعة المسلمين من إيمان بعقيدة الإسلام وأخذ بقواطع الإسلام وبيناته... وصار كل قوم من هؤلاء الخارجين عن الإسلام فرقة وملة مختلفة عن ملة الإسلام لأنهم آمنوا بعقائد تخالف عقيدة الإسلام... وقد بلغت أو ستبلغ تلك الفرق التي كان أتباعها من أهل الإسلام ثم خرجوا عن الإسلام، بلغت أو ستبلغ اثنتين وسبعين فرقة/ملة، وهي كلها فرق كفار وهم من أهل النار... وبقيت الفرقة/الملة الثالثة والسبعون وهي الفرقة الأم التي هي الجماعة وملة الإسلام المؤمنة بما كان عليه النبي ﷺ وصحابته الكرام، المتمسكة بقواطع الإسلام وبيناته، وهي أمة الإسلام المؤمنة بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيرهما وشرهما من الله تبارك وتعالى... وهي الأمة الإسلامية بعمومها، وهي الفرقة الناجية وهي من أهل الجنة، فهي الفرقة والملة المجتمعة على ما عليه النبي ﷺ وأصحابه، وهي الجماعة.

 

رابعاً: بناء على هذا الشرح لمعنى الحديث وواقعه يمكن أن نخلص إلى ما يلي:

 

1- الفرقة الناجية هي أمة الإسلام بمفهومها العام وهي التي اجتمعت على عقيدة الإسلام وقواطع الدين وبيناته مهما اختلفت بأصحابها الآراء والأفكار والمذاهب في سائر المسائل من فروع العقيدة وأحكام الشريعة... إلخ، وسبب نجاتها وكونها من أهل الجنة هو إيمانها بعقيدة الإسلام وقواطعه وبيناته... وعليه:

 

أ- فأهل السنة والجماعة من أهل الكلام كالأشعرية والماتريدية وسائر المذاهب الكلامية، وكذلك من يطلق عليهم لفظ "السلفية"، وأهل الحديث، وغيرهم من أصحاب المقالات والمذاهب الفكرية الإسلامية...

 

كلهم من أهل الفرقة الناجية بإذن الله لأنهم من أتباع محمد ﷺ المؤمنين بعقيدة الإسلام وقواطعه وبيناته... والخلافات التي بينهم لا تخرجهم عن الإسلام.

 

ب- والمذاهب الفقهية المختلفة من أحناف ومالكية وشافعية وحنابلة وغيرهم من المذاهب الفقهية، وأتباع المجتهدين المختلفين... كلهم من أهل الفرقة الناجية بإذن الله لأنهم من أتباع محمد ﷺ المؤمنين بعقيدة الإسلام وقواطعه وبيناته... والخلافات التي بينهم لا تخرجهم عن الإسلام.

 

ج- والجماعات الإسلامية والحركات الإسلامية العاملة في الساحة في عصرنا هذا كحزب التحرير والإخوان المسلمين وجماعة التبليغ والجماعات الجهادية، والجماعات السلفية وغيرها... كلهم من أهل الفرقة الناجية بإذن الله لأنهم من أتباع محمد ﷺ المؤمنين بعقيدة الإسلام وقواطعه وبيناته...

 

والخلافات التي بينهم لا تخرجهم عن الإسلام.

 

ولذلك لا يصح لأية مجموعة من أمة الإسلام أن تدعي بناء على هذا الحديث الشريف أنها هي الفرقة الناجية والطائفة الناجية لأن معنى ذلك أن تُخرج من خالفها من المسلمين من دائرة الإسلام إلى دائرة الكفر وهذا لا يصح بحال، فجميع المسلمين المؤمنين بعقيدة الإسلام المتمسكين بقواطعه وبيناته هم من أهل الفرقة الناجية بإذن الله.

 

4- إن الفرق التي خرجت عن الإسلام فأصبحت كافرة واستحقت بذلك أن تكون فرقاً هالكة من أهل النار هي الفرق التي خالفت الدين وشذت عن عقيدة المسلمين وتجاوزت الإسلام وقواطعه وبيناته فأشركت مع الله غيره أو اتخذت نبياً بعد محمد ﷺ أو أنكرت سنة رسول الله ﷺ أو نحو ذلك... كالدروز والنصيريين والبهائيين والقاديانيين وغيرهم من الفرق الكافرة الخارجة عن الإسلام... ونظائرها من اليهود الذين خرجوا عن دين موسى عليه السلام القوم الذي جعلوا عزيراً عليه السلام ابن الله، ومن أتباع عيسى عليه السلام الذين جعلوه ابن الله... فهؤلاء شذوا في عقيدتهم عن عقيدة هذين النبيين الكريمين ودينهما فأصبحوا بذلك من الكافرين.

 

آمل أن يكون معنى الحديث قد أصبح بهذا الشرح واضحاً، والله أعلم وأحكم

 

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة

16 جمادى الآخرة 1442هـ

الموافق 2021/01/29م

رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على الفيسبوك

رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) ويب

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع