الثلاثاء، 13 ذو القعدة 1445هـ| 2024/05/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بابا الفاتيكان ينادي الشّباب لتبنّي النصرانيّة "الإنسانيّة الجديدة"

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

بابا الفاتيكان ينادي الشّباب لتبنّي النصرانيّة "الإنسانيّة الجديدة"

 

الخبر:

 

أفادت إذاعة الفاتيكان يوم 2016/08/01 أنه بعد ظهر الأحد توجه البابا فرنسيس إلى القصر الرياضي في كرا كوفيا حيث كان له لقاء مع متطوّعي اليوم العالمي الـ31 للشباب ويُقدّر عددهم بعشرين ألف شابّ وشابّة ساهموا في التّحضير لهذا الحدث الكنسي المهم وتنظيمه. ألقى البابا خطابا شَكَر في مستهلّه الشّبّان والشّابّات على عملهم التطوّعي وعلى شهادة الإيمان التي قدّموها، وعلى الوحدة بين العديد من الأشخاص القادمين من مختلف أنحاء العالم. وأكّد أنّه يدرك الكمّ الهائل من التّحضيرات التي يتطلّبها هذا الحدث وعبّر عن امتنانه لكلّ من رفعوا الصّلوات على نيّة نجاح اليوم العالمي للشّباب، خاصّا بالذّكر أيضا الكهنة والرّهبان والرّاهبات الذين رافقوا هؤلاء المتطوّعين. ووصف الشّبّان والشّابات بـ"أمل المستقبل"، مشدّدا في هذا السياق على ضرورة عدم التّخلّي عن الذّاكرة وهذا يتطلّب تعزيز الرّوابط مع الوالدين والأجداد كي نأخذ منهم الشعلة لأنّهم يشكّلون حكمة الشّعوب.

 

وقد سلّم البابا المتطوّعين خطابا كان قد أعدّه للمناسبة وأكّد فيه أنّه شعر بالرّغبة في اللّقاء مع المتطوّعين قبل عودته إلى روما كي يوجّه كلمة شكر إلى كلّ فرد منهم. وشكرهم أيضا على شهادة الإيمان التي قدّموها وعلامة الوحدة التي جمعت بين متطوّعين قدموا من مختلف أنحاء العالم لافتا إلى أنّها علامة رجاء بالنسبة للكنيسة والعالم.

 

التعليق:

 

تناقلت الخبر العديد من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام وكأنّه السبق الصّحفي الذي ستفوز به هذه الوكالة أو تلك الصحيفة!!

 

اليوم العالمي الـ31 للشّباب تحت إشراف الكنيسة وتحت إملاءاتها وتوجيهاتها. اهتمام بالغ بالشباب وتركيز على ضرورة العمل على احتوائه فهو عصب الأمم ورائد تغييرها والعامل على نهضتها: كان هذا هو الهدف الذي توجّه إليه بابا الفاتيكان من وراء زيارته هذه والتي امتدت لمدّة 5 أيام في بولندا، جُنِّد لها آلاف من الشّباب لتحضيرها والقيام عليها، وقد سلّم البابا خطابا إلى الشباب المتطوّعين لإحياء هذه المناسبة ودغدغ مشاعرهم وأطفأ لهيب حماسهم بعبارات رنّانة عاطفية... "يريدنا الربّ اليوم أن نختبر بشكل أعمق رحمته اللامتناهية. لا نبتعدنَّ إذًا أبدًا عن يسوع! حتّى وإن كنّا نعتقد أنّه بسبب خطايانا ونواقصنا نحن أسوأ الأشخاص... هو يفضّلنا هكذا كما نحن ليتمكّن من أن يفيض علينا رحمته".

 

كلمات نعتتها إذاعة الفاتيكان بـ"العفوية" وهي على النقيض من ذلك تحمل في طيّاتها لؤما وخبثا لتستقطب هؤلاء الشباب وليُحكم البابا قبضته عليهم... ففيها دعوة صريحة إلى التمسّك بالنصرانيّة والتّغاضي عن نقائص معتنقيها وخطاياهم.

 

يقول الأب فديريكو لومباردي المتحدّث باسم الفاتيكان: "لقد كانت الزّيارة ناجحة جدًّا لأنّ اليوم العالمي للشباب كان ناجحًا إذ أجاب بالكامل على الانتظارات إن كان من حيث عدد المشاركين أو من حيث الجوّ الذي تمّ فيه والرّسالة التي حملها، رسالة ثقة كبيرة ورجاء للمستقبل في زمن نحتاج فيه لهذه الرسائل. لقد كان هذا البعد الأساسي لزيارة البابا وهدفه أيضًا".

 

عن أيّ نجاح يتحدّث؟ هل هو نجاحه في تركيز مفاهيم النصرانية في هؤلاء الشباب ومنحه بعضهم سرّ الاعتراف؟ أم في إحيائه لذكرى المعتقلين الذين كان معظمهم يهودا ووقوفه دقيقة صمت على أرواحهم، أم نجاحه في إظهار أن النصرانية متسامحة مع الإسلام الذي اتّهم بالإرهاب فاعتبره دينا كبقية الأديان فلا خصوصيّة له ولا تميّز؟...

 

يدّعون التسامح والسّعي لنشر السّلام وهم يعملون ليل نهار على النيل من العقيدة التي ينبثق عنها نظام حياة يسيّرها حسب أوامر الله ونواهيه لتسعد الإنسانية جمعاء: الإسلام تلك الرحمة التي أنزلها ربّ السماوات والأرض ليحيا بها الإنسان حياة هنيئة رضيّة... يعملون لتكون هناك "ديانة إنسانية" تقوم عليها الكنيسة فتتعامل مع كلّ الديانات ولا تفرّق بينها، يجمعها البعد الإنساني وأعمالهم تناقض أقوالهم... يتحدّث لومباردي عن زيارة البابا إلى معتقلي أوشفيتز وبيركناو النّازيين "إنه يصعب تصوّر ما شهده هذان المعسكران من أحداث لذا قرّر البابا أن يتوقّف لدقيقة صمت لأنّ الكلمات تعجز عن وصف ما يشعر به الإنسان!".

 

فأين إنسانيّة بابا الفاتيكان ليذكر ما قام به أبناء كنيسته والذي تحدّث عنه المستشرق غوستاف لوبون وهو طبيب ومؤرخ فرنسي في كتابه "حضارة العرب" حيث يقول عن محاكم التفتيش: "يستحيل علينا أن نقرأ دون أن ترتعد فرائصنا من قصص التعذيب والاضطهاد التي قام بها المسيحيون المنتصرون على المسلمين المنهزمين، فلقد عمدوهم عنوة، وسلموهم لدواوين التفتيش التي أحرقت منهم ما استطاعت من الجموع. واقترح القس "بليدا" قطع رؤوس كل العرب دون أي استثناء ممن لم يعتنقوا المسيحية بعد، بما في ذلك النساء والأطفال، وهكذا تم قتل أو طرد ثلاثة ملايين عربي".

 

أين هو هذا البابا ذو القلب "الرقيق" ممّا حدث ويحدث للمسلمين نساء وأطفالا في فلسطين وسوريا والعراق واليمن وبورما وما حدث من مجازر يعجز اللسان حتّى عن ذكرها؟

 

ألا يستحق منه هؤلاء دقيقة صمت أم إنّ الكيل بالمكيالين ديدنه، يقول "حين أتحدث عن الحرب فإنّني أتحدث عن حروب من أجل المصالح والمال والموارد وليس (عن حرب) أديان. كافة الأديان تريد السلام، الآخرون هم الذين يسعون للحرب".

 

فمن هم الآخرون أيّها البابا؟ وإن لم تكن حرب أديان فلم تصرّ على أن يتبنّى الشباب "إنسانية جديدة" تحت إشراف كنائسي؟!!!

 

لا نظام للحياة في النصرانيّة فهي عقيدة روحية وهي عاجزة عن حلّ مشاكل الإنسانية، وإنما يأخذ النصارى نظامهم من المبدأ الرأسمالي الوضعي...

 

لم ولن تسعد الإنسانية إلاّ بالنظام الربّاني الذي أنزله خالقها، النّظام الوحيد الفريد الذي انبثق عن عقيدة الإسلام لينظّم الحياة فينشر الأمن والطّمأنينة والسّلام.

 

﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ﴾ صدق الله العظيم

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

زينة الصّامت

 

 

آخر تعديل علىالأحد, 07 آب/أغسطس 2016

وسائط

1 تعليق

  • Khadija
    Khadija الخميس، 04 آب/أغسطس 2016م 11:15 تعليق

    اللهم سدد خطى حزب التحرير واجعل اللهم أفئدة الناس تهوي إليه ولين اللهم قلوب من بيدهم القوة لنصرة دعوته.

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع