السبت، 18 شوال 1445هـ| 2024/04/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مأساة قبيلة أسمات مع النظام القضية التي من "الحساسية" نقدها (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مأساة قبيلة أسمات مع النظام

القضية التي من "الحساسية" نقدها

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

حصلت حالة استثنائية في أسمات، بابوا، حيث بلغ عدد الأطفال الذين ماتوا بسبب الحصبة وسوء التغذية 61 طفلا في الفترة ما بين أيلول/سبتمبر 2017 وكانون الثاني/يناير 2018. وفي الوقت نفسه، واستنادا إلى بيانات من مكتب الصحة في أسمات ريجنسي، فإنه ما بين تشرين الأول/أكتوبر 2017 وكانون الثاني/يناير 2018، تم تسجيل 171 طفلا في العيادات الخارجية و393 طفلا تم نقلهم إلى مستشفى أغاتس بسبب الحصبة.

 

وردا على قضية أسمات هذه، فقد اتخذ إجراء مثير للجدل من قبل رئيس المجلس التنفيذي للطلاب في جامعة إندونيسيا (بيم أوي)، عندما حضر جوكوي الذكرى الـ 68 لجامعة أوي في بداية شباط/ فبراير. أعطى زاديت تقوى، رئيس مجلس إدارة بيم، بطاقة صفراء للرئيس جوكوي كشكل من أشكال التحذير للمشاكل الكثيرة التي تحدث في البلاد، والتي واحدة منها، مأساة أسمات. جوكوي رد على الانتقاد على الفور من خلال دعوة بيم أوي لمراجعة أسمات ريجنسي، بابوا، فيما يتعلق بهؤلاء الطلاب لمعرفة الحالة الخطيرة الموجودة على الساحة. وقال ناشط السلام الأخضر بابوا تشارلز تاورو بأن جوكوي كان مخطئا في الرد على ما قام به زاديت. وقد صرح تشارلز لتيمبو، في 5 شباط/فبراير 2018 قائلا: "من وجهة نظري، فإن السيد جوكوي مخطئ للرد، فمن الأفضل حل مشكلة بابوا أكثر من مطالبة الطلاب (بالقيام بذلك)". وناقش في أنه يعتبر الانتقاد من قبل الطلاب بناء. وأضاف بأن المشكلة في بابوا لا تتعلق بسوء التغذية ووباء الحصبة فحسب. وأضاف بأن توسع الشركات في بابوا قد أدى إلى الأضرار البيئية ما شوش على سبل العيش في بابوا وتسبب بآثار مباشرة على رفاهيتهم وما فيه صلاح أمرهم.

 

التعليق:

 

إن أطفال بابوا هم ضحايا أخطاء الطبقية. أولا، إن الخطأ الذي ارتكبته الدولة لإنفاذ السياسات الاقتصادية الرأسمالية المعيبة عن طريق تسليم ثروة بابوا الطبيعية إلى الاستثمار الأجنبي، قد أدى إلى انتشار الفقر على نطاق واسع في بابوا. وثانيا، إن جشع الشركات الأجنبية في امتصاص الثروة الطبيعية أدى إلى الأضرار البيئية وانتشار الأوبئة والأمراض. وما فاقم الأمر فوق كلا هذين العاملين عامل ثالث وهو الاهتمام الجيوسياسي الأجنبي الذي يسعى إلى فصل بابوا عن إندونيسيا عن طريق ركوب موجة الحركات الانفصالية في بابوا.

 

ولذلك، فإن الاستماع إلى الانتقادات من الناس العاديين أو بعض الشباب الناقد أمر ضروري بالتأكيد للحاكم، نظرا للتعقيد الحاصل في مشاكل بابوا، بغض النظر عن البيانات غير الدقيقة أو الأقل مهنية. وكما كتبت إحدى الشخصيات السياسية، فقد نشر بريانتوس، في رأيه الصادر في راكيات مرديكا أون لاين ما يُذكرنا برد فعل الخليفة عمر بن الخطاب عندما حاسبه الصحابة. "إن الانتقادات المتعلقة ببطاقة زاديت الصفراء تذكرني بتاريخ الخليفة عمر بن الخطاب، الذي أحب الناس وأحبه الناس الذين يحكمهم أيضا، وبمجرد أن أنّبته امرأة فقيرة عندما قالت: "قصر بنا الليل والبرد وهؤلاء الصبية يبكون من الجوع وعلى النار ماء أعللهم به حتى يناموا، الله بيننا وبين عمر" فاهتز قلب عمر من الحزن، وسالت منه الدموع غزيرة، ثم ودعها بلطف ليعود لها وهو يحمل كيسا من القمح على ظهره ويطعم الأطفال الجياع.

 

لو كان زاديت حيا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وقدم له زاديت بطاقة صفراء، لما كان من عمر بن الخطاب إلا أن يعتذر ويشكره على تحذيره. هكذا تكون قيم القيادة القائمة على المفاهيم الإسلامية.

 

ومن ناحية أخرى، فإن انتقاد الحكام ونصحهم هو في الواقع أيضا جزء من أحكام الإسلام، وبالتالي فإن "سفينة" البلاد لن تغرق. وأي شخص يصبح سيد سفينة، فإن على ركابها نصحه إذا ما انحرف عن الطريق. وعلى ربانها ألا يشعر بأن السفينة ملك خاص له. وإذا ما صاح راكب بأن هناك تسربا في السفينة، فإن الواجب وقف التسرب لا إسكات الراكب.

 

إن الإسلام ينص بوضوح على تعريف السلطة والحاكم، بما في ذلك شروط كونه حاكما. فالحاكم هو الحامي، والوصي، والقائد الذي يتم اختياره لاستلام قيادته على أساس شريعة الله، وهو المسؤول عن مصلحة شعبه. فالحاكم ليس مسؤولا أو ممثلا للحزب ولا منظما لأعمال تمكنه من إدارة الثروة بصورة عرضية وفقا لمصلحته الشخصية، فضلا عن مصالح حزبه وزملائه. وينص الإسلام على أن الوفرة الوفيرة للثروة الطبيعية كمناجم النحاس والذهب في بابوا، التي تسيطر عليها حاليا فريبورت، هي ملكيات عامة ترجع ملكيتها للناس جميعا دون استثناء. وينبغي ألا يسمح بمنح الثروة للقطاع الخاص، علاوة على القطاع الخاص الأجنبي. ويجب أن تدير الدولة الثروة كممثلة للأمة، وأن تكون العوائد كاملة للرعية، على شكل خدمات مختلفة للناس مثلا، بما في ذلك الأطفال والنساء.

 

إن مأساة أسمات في بابوا لن تحل إلا من قبل حاكم يفهم الإسلام ويدافع عنه ويطبقه كحزمة من قواعد الحياة بطريقة كفاحية. حاكم يستمع حقا لشكوى أمته، وفي الوقت نفسه يتسع قلبه لنقد الرعية، حتى لو كان قاسيا. وهو حاكم يسعى، مع تقوى يحملها في قلبه، إلى إيجاد دولة مستقلة ومتقدمة ورائدة ذات سيادة ترفض أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي الذي يهدد سيادة الدولة. كل هذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التطبيق الانقلابي الشامل للنظام الإسلامي في إطار نظام الحكم الإسلامي، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

يقول رسول الله r: «مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيَمُوتُ وَهْوَ غَاشٌّ لَهُمْ، إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» (رواه البخاري)

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فيكا قمارة

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالأربعاء, 21 شباط/فبراير 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع