- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
زيارة إسماعيل هنية إلى لبنان
الخبر:
أوردت الوكالة الوطنية للإعلام في 2021/6/27 نبأ وصول رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية مع وفد من القيادة إلى بيروت، في زيارة رسمية إلى القيادات اللبنانية الرسمية ضمن سلسلة الزيارات التي شرعت بها قيادة الحركة في بداية الشهر الحالي:
"... وفور وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي، عقد هنية مؤتمراً صحافياً..."، ومما صرح به: "سيكون بحث أيضاً في الإجراءات (الإسرائيلية) التي ما زالت متواصلة في القدس والأراضي المحتلة والتأكيد على ثوابت الشعب الفلسطيني، وبشكل خاص حق العودة، رفض التوطين ورفض الوطن البديل"، موضحاً أن "هذه الثوابت السياسية راسخة في أدبيات الحركة والشعب الفلسطيني والمقاومة، ومتقاطعة بالشكل الكامل مع أدبيات لبنان رسمياً وشعبياً".
التعليق:
لا تزال فصائل منظمة التحرير، وما يسمى بـ"فصائل التحالف" والتي منها حركة حماس مع كل زيارة لهم إلى لبنان أو لقاء بالمسؤولين في الدولة اللبنانية أو أي إطلالة على الإعلام اللبناني، لا يزالون يكررون الأسطوانة نفسها فيما يخص اللاجئين الفلسطينيين على أرض لبنان، وهو "رفض التوطين والوطن البديل"!
إنَّ الأسئلة المطروحة كثيرة:
أين رؤية هذه الفصائل لواقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في ظل تضييق الدولة الخناق عليهم إنسانياً وما يسمى بـ"الحقوق المدنية" من حق تملك وعمل، وأمنياً لجهة التضييق الأمني على المخيمات الذي وصل إلى حد بناء أسوار على المخيمات تشبه جدار الفصل الذي اصطنعه يهود على أهلنا في فلسطين، ناهيك عن الواقع اللبناني المأزوم سياسياً واقتصادياً والذي ينعكس مضاعفاً على أهل فلسطين في لبنان؟! أين هذه الرؤية؟!
أين هذه الفصائل التي لا تريد ما تسميه "التوطين والوطن البديل" من هذه القضايا التي استنزفت وجود اللاجئين ليتفرقوا في أصقاع الأرض، بعدما كانوا يقطنون في بلاد الطوق على بعد أمتار من قراهم؟!
وهل مِنْ رفض ما تسمونه "التوطين والوطن البديل" أن يُمنع أهل فلسطين في لبنان من العمل فيما يزيد على ستين مهنة ووظيفة بحجة أنهم غير مواطنين؟!
وهل مِنْ رفض ما تسمونه "التوطين والوطن البديل" حرمانُهم من العلاج إلا القليل الذي يتسولونه من وكالة الغوث المخزية؟!
وهل من الحقيقة أنَّ حمل الفلسطيني لجواز سفر غير مكتوب عليه لاجئ ينسيه فلسطين؟!
وهل فلسطين فقط قضية الفلسطينين أم هي جزء من عقيدة المسلم وواجب تحريرها على كل فرد من المسلمين، مهما كانت الأوراق التي يحملها؟! ألم يقتل في سبيل هذه القضية غير الفلسطينين من أبناء الأمة؟!
ثم من قال إنَّ "أدبيات الفلسطيني" تمنعه من نيل الحقوق الآدمية أو ما يُعرف بحقوق (المواطنة) التي تنتهك في مخيمات اللجوء؟! لا سيما أنكم تدخلون المخيمات من الحواجز التي وضعتها السلطة اللبنانية، وترون بأم أعينكم الحالة المزرية وغير الإنسانية التي يعانيها اللاجئون.
أم أن المطلوب أن يبقى اللاجئون الفلسطينيون تحت الذل والهوان وتعلو فوق رؤوسهم الشعارات؟! ألا يمكن أن يحملوا هذه الشعارات - إن صَدَقت - وهم ينالون أقل حقوق الآدمية؟!
وعليه: لماذا لا يكون ضمن أجندة الزائرين وملفاتهم التي يبحثونها مع السياسيين اللبنانيين على أعلى مستوى - كما يقولون - ملف تحسين ظروف أهل فلسطين في لبنان المدنية منها والأمنية والإنسانية، وحالة الذل التي يعيشها أبناء فلسطين على حواجز القهر والتدقيق والتفتيش المخزي والمقيت الذي لا يستثني حتى الحرائر منهم؟!
ومرةً أخرى أين هي رؤيتكم لكل هذه القضايا التي تثقل كاهل أهل فلسطين في لبنان؟!
وختاماً، إنَّ أهل فلسطين والمسلمين في لبنان، بل المسلمين في كل العالم لا تنسيهم فلسطين، تلك الأوراقُ المسماة الجنسية، ولا تلك القطع المسماة أعلاماً، ولا تلك الجغرافيا المسماة حدوداً، وليست قضيتهم وُطّنوا أم لم يوطنوا، وليس في ثقافة وأدبيات المسلم من أهل فلسطين وغيرها كلمة الوطن البديل، فكل أرض الله تعالى مسجدٌ للمسلم وطهور، أينما ولوا وجوههم تجمعهم قبلة ربهم مسجدهم الحرام، وتُذكرهم آيات ربهم عز وجل بأقصاهم والأرض المباركة حوله ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾.
هذه هي الثمار الناضجة التي تُقطف من كل عمل ضد كيان يهود الغاصب المحتل، لكن لا ثمرة يقطفها أهل فلسطين في لبنان وغيره من استثمارات الصراعات السياسية والسلطوية التي تملأ المنطقة، بل البلاد الإسلامية، من شرقها إلى غربها، ومنها الأرض المحتلة المباركة فلسطين، كل فلسطين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان