الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بلاغات العنف الأسري

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بلاغات العنف الأسري

 

 

 

الخبر:

 

قال رئيس المجلس الوطني لشؤون الأسرة محمد مقدادي، الاثنين، إن عدد البلاغات المقدمة لإدارة حماية الأسرة تتراوح بين 12 ألفا و14 ألف شكوى سنويا، مشيراً إلى وجود أرقام "خفية" لوجود حوادث لا تخضع للتبليغ بسبب الوصمة الاجتماعية أو عدم قدرة أشخاص من ذوي الإعاقة والأطفال على التبليغ... (البوصلة).

 

التعليق:

 

يتكوّن المجتمع من الناس ومجموعة الأفكار والمشاعر والأنظمة فيه، والأصل في المجتمع الإسلامي أن تكون العقيدة الإسلامية أساساً لأفكاره ومشاعره وأنظمته. ولكن بعد زوال دولة المسلمين؛ دولة الخلافة، أصبحت المجتمعات في بلاد المسلمين خليطاً من أفكار إسلامية وغير إسلامية، وأصبحت المشاعر فيها بين قومية ووطنية وغيرها، وأصبحت أنظمتها غير إسلامية.

 

ونتج عن كل ذلك ضياع وتشتت على مستوى الأفراد والأسر والأنظمة، ولم تعد مفاهيم الرعاية مسيطرة على أذهان الناس والمسؤولين والحكام كما كانت في زمن الحكم بالإسلام، وغابت الأحكام الشرعية المتعلقة برعاية الشؤون، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، متفق عليه. فالأصل الإحسان إلى الأولاد والبنات والأزواج، وبر الآباء والأمهات والأجداد، لما لذلك من أجر عظيم عند الله تعالى، وهذا يعني عدم إساءة الراعي لمن هو مسؤول عنهم، ويعني استخدام أرقى أساليب التعامل مع المحيط الأسري، فهو حكم شرعي واجب الالتزام، يحاسب عليه الله سبحانه وتعالى في الآخرة، وتحاسب عليه الدولة في الدنيا.

 

ولو نظرنا إلى مناهج التعليم في بلاد المسلمين لوجدنا أنها لا تسعى لإيجاد الشخصية الإسلامية، التي تتخذ العقيدة الإسلامية أساساً لتفكيرها وأساساً لميولها ومشاعرها، فليس غريباً أن نجد كثيراً من الآباء والأمهات لا يحسنون رعاية شؤون أبنائهم.

 

أما الدول في بلاد المسلمين فليست راعية لشؤونهم، ولا يعنيها إحسان تربية الآباء والأمهات لأبنائهم، ولا يتدخلون إلا حين وصول شكوى أو بلاغ، أو حين حصول جريمة، وكان الأولى بها أن تضع الآليات المناسبة لمتابعة حسن تربية الأطفال، فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتجول على قدميه بين بيوت المسلمين ويتفقد حاجاتهم بنفسه، ويسنّ القوانين المناسبة لرعاية الشؤون، فلما وجد امرأة فطمت رضيعها وهو ابن ستة أشهر بسبب أن عمر بن الخطاب لا يفرض نفقة للطفل إلا بعد الفطام، أمر منادياً فنادى أن لا تعجلوا صبيانكم على الفطام فإنا نفرض لكل مولود في الإسلام، وكتب بذلك إلى الآفاق أن يفرض لكل مولود في الإسلام.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

خليفة محمد – ولاية الأردن

آخر تعديل علىالأربعاء, 30 حزيران/يونيو 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع