السبت، 10 ذو القعدة 1445هـ| 2024/05/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
انقلاب أم توطيد والغنوشي مستعد لتقديم المزيد من التنازلات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

انقلاب أم توطيد
والغنوشي مستعد لتقديم المزيد من التنازلات

 


الخبر:


نواب في حركة النهضة دعوا إلى ضرورة الاعتراف بارتكاب قيادتها أخطاء ساهمت في تراجع شعبيتها وتآكل رصيدها الانتخابي.

 

التعليق:


منذ إعلان الرئيس التونسي قيس سعيّد تعطيل البرلمان وصرف النواب وحل الحكومة، ونحن نشهد التجاذبات الكلامية بين الأحزاب والخطابات الشعبية والتظاهرات التي تندد بإجراءات قيس سعيد واعتبارها تجاوزا للدستور وهدما للديمقراطية وتخليا عن الحريات وتهديدا لإنجازات الثورة من حريات وتفريق السلطات وغيرها مما يعتبر إنجازات الثورة.


يعلم المتابع للأحداث في تونس منذ بداية الثورة وانتهاء حكم بن علي الاستبدادي وتمكين الشعب من انتخاب الممثلين عنه وحتى اختيار رئيس الجمهورية، يعلم بأن الأحزاب المتعددة بكل أطيافها والحكومات المتلاحقة بكل أشكالها ومسمياتها، أنهم جميعا باؤوا بالفشل الذريع الذي ظهر للشعب مما دعاه للبحث عن البدائل لهذا النظام، وتغيير هذه الوجوه وتعديل هذه التوجهات.


بلغ عدد الأحزاب في تونس بعد الثورة أكثر من 240 حزبا، وتعاقبت تسع حكومات خلال عشر سنوات وما زادت البلاد إلا فقرا وإرهاقا وأثقلتها بالديون والتبعية، وهذا ما عبر عنه الشعب من جديد حين خرج للشارع مجددا للمطالبة بتحسين الأحوال المعيشية، ولم تستطع الحكومات إخفاء فشلها بالاختباء وراء جائحة كورونا، وقد استفرغت تلك الحكومات كل ما لديها فكشفت عن فشل المنظومة البرلمانية الدستورية والتعددية الحزبية وكل ما أتت به الديمقراطية بغض النظر عن مسمياته أو إفرازاته.


سواء أكثرت الأحزاب أم قلت، وسواء أدعمت الأحزاب هذه الحكومات أم عطلتها فإنه ينبغي أن نعلم أن ما بني على فاسد لا يَصلح ولا يُصلح ولا ينتج إلا الفساد. ﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.


من الواضح مدى الهبوط الذي وصلت له حركة النهضة، حيث يصرح زعيمها الغنوشي بأنه مستعد للمزيد من التنازلات للحفاظ على الديمقراطية والدفاع عن مكتسبات الحريات. وتصريح مسؤول الإعلام في حركة النهضة خليل البرعومي أن "ما أتى به الرئيس التونسي يمثل فرصة للنهضة من أجل القيام بمراجعات عميقة على المستويين السياسي والقيادي، وبشكل عاجل". وقد يفهم هنا أن هذه هي فرصة جديدة لحركة النهضة لاستدراك أخطائها واستعادة شعبيتها. وهذا ما أيده نائب رئيس الحركة علي العريّض بقوله إن النهضة "تلقت الرسائل التي عبر عنها الشعب ومطالبه المشروعة، وهي بصدد استخلاص الدروس والعبر من كل تلك الأحداث، وستراجع وتصوّب أخطاءها، وتعالجها بصدق وأمانة".


ونحن شباب حزب التحرير لا نكل ولا نمل من دعوتكم إلى الحل الجذري بالعودة إلى الله والعمل على تطبيق شريعته ونكرر على مسامعكم ما قاله عز وجل على لسان سيدنا نوح عليه السلام الذي لم ييأس في دعوة قومه وترشيدهم: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً * مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً﴾.


وقد أرشد نوح عليه السلام قومه إلى أصل الفساد الذي هم فيه حين قال: ﴿قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً﴾.


اعلموا أن ارتماءكم في أحضان الدول الغربية وقبولكم بالديمقراطية وتمسككم بمبادئ الرأسمالية وجريكم وراء البنك الدولي وطلب المعونة من صندوق النقد الدولي، كل هذا ما زادكم إلا خسارا.


آنَ لأبناء الأمة الإسلامية في تونس وحالهم كحال غيرهم في كافة أنحاء البلاد الإسلامية، آن لهم أن يدركوا أن لا خلاص لهم مما هم فيه من بلاء وعناء وشقاء إلا بالعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله، ونبذ كافة أشكال الاحتكام لغير ما أنزل الله، ولا يكون هذا إلا بدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوّة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة

 

آخر تعديل علىالسبت, 31 تموز/يوليو 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع