السبت، 18 شوال 1445هـ| 2024/04/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
النساء المسلمات بحاجة إلى حقوق الإسلام لا إلى حريات العلمانية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

النساء المسلمات بحاجة إلى حقوق الإسلام لا إلى حريات العلمانية

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في 8 آذار/مارس 2024، أصدر الموقع الرسمي للبيت الأبيض "بياناً من الرئيس جو بايدن بمناسبة اليوم العالمي للمرأة"، حيث أعلن الرئيس الأمريكي: "تقف الولايات المتحدة إلى جانب النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم في العمل الحرج لحماية وتعزيز حقوق الإنسان".

 

التعليق:

 

في 8 آذار/مارس، احتفل العالم باليوم العالمي للمرأة. فوفقاً لموقع الأمم المتحدة، "يحتفل باليوم العالمي للمرأة في العديد من البلدان حول العالم... قامت الحركة النسائية الدولية المتنامية، التي تم تعزيزها بواسطة أربع مؤتمرات نسائية عالمية تابعة للأمم المتحدة، بمساعدة جعل الاحتفال نقطة تجمع لبناء الدعم لحقوق النساء ومشاركتهن في الساحتين السياسية والاقتصادية". إنه يوم تخبر فيه الأمم المتحدة والقادة الغربيون النساء في جميع أنحاء العالم أن الحلول الوحيدة لمشاكلهن هي الحريات والمساواة بين الجنسين، ويمجدون "النضال" من أجل المساواة في الحقوق.

 

على أرض الواقع، هو مفهوم يُضخ إلى شبابنا المسلم من كل الزوايا. حيث تُعلمنا وسائل التواصل الإلكتروني أن الحرية هي الأكثر عرضة للجلد. وتُعلمنا أن الحجاب ليس اختياراً، بل هو قمع. وتقول لنا المدارس إذا لم نفعل كل شيء يستطيع الصبي فعله، فإننا نقيد أنفسنا وندعـ"هم" يفوزون. أما بالنسبة للفتيات الصغيرات، اللواتي لا تزال عقولهن في طور التطور، فإنهن يتأثرن بتأثير سلبي مستمر من المجتمع من خلال تفاعلاتهن اليومية.

 

نتأثر بأصدقائنا الذين يقولون لنا إننا لا ينبغي أن نتراجع وندع الرجال يفوزون. نتأثر بالشخصيات الرسمية التي تقول لنا إننا لا ينبغي أن نتحجج (في جميع الحالات) ونتجنب النمو الشخصي. نتأثر بوسائل التواصل الإلكتروني التي تقول لنا إذا لم نفعل كل ما يفعله الذكور، فنحن أضعف بسبب ذلك. ونتلقى معرفة إسلامية ضئيلة جداً، ونحصل على تأكيد ضئيل جداً أن اتباع أحكام الإسلام يجعلنا قويات، لا ضعيفات. وفي المقابل، على سبيل المثال ما يتم ترسيخه في عقولنا من خلال البرامج التلفزيونية، أن "قوة" النساء المسلمات تأتي من خلع الحجاب.

 

ولكن لنسأل أنفسنا؛ أين أوصلتنا فكرة الحرية الغربية الآن في العالم؟ النساء في الرياضة يتعرضن للتحرش والاعتداء من قبل المتحولين في غرف الغيار، ويتعرضن للهجوم في الشوارع، ويتعرضن للتحرش في أماكن عملهن، ويتعرضن للضرب في منازلهن. إلى أين أوصلت الحرية الغربية النساء المسلمات اللواتي يعشن حالياً تحت نظام عالمي علماني؟ انظروا إلى النساء في شينجيانغ اللواتي يُجبرن على الزواج من رجال صينيين والتخلي عن دينهن. يتم تمزيق جلابيبهن أثناء ارتدائهن، من قبل المسؤولين الصينيين. تُحظر النساء في باريس من ارتداء الحجاب. وتتعرض نساؤنا في فلسطين للاعتداء الجنسي، والاغتصاب، والتجويع، والضرب، والقتل تحت أعين الإعلام الدولي. وفي باكستان نفسها لدينا أمثلة فظيعة للنساء اللواتي تعرضن للهجوم والقتل.

 

هل نحن في الواقع أفضل حالاً من عهد الخلافة، عندما ازدهر الإسلام كنظام سياسي؟ عندما كانت حقوقنا ليست فقط محمية ولكن محترمة. يمنحنا الإسلام حقوقاً. يمنحنا الإسلام أماناً. يمنحنا الإسلام القدرة على متابعة حياتنا اليومية بشعور بالأمان. على الرغم من كيفية محاولة الغرب تصوير الإسلام، كدين يحجب نساءه ويحتجزهن، انظروا إلى نماذج في ظل الدولة الخلافة كدليل على أن هذا لم يكن الحال وقتها.

 

أسواق للنساء فقط، حتى نتمكن من مزاولة أعمالنا دون أن يتعرض لنا أحد. القدرة على المحاسبة على أية محاولات لانتقاص الحقوق التي أعطاها الله لنا، حيث حاسبت امرأة الخليفة بذاته في شأن المهور. لذا قال الخليفة عمر الفاروق رضي الله عنه، "إِنَّ امْرَأَةً خَاصَمَتْ عُمَرَ فَخَصَمَتْهُ". تجيش الجيوش من فورها في حال أي انتهاك لشرفنا أو أماننا. في ظل الإسلام، مُنحت النساء الفرصة لحياة آمنة ومحمية بموجب الشريعة الإسلامية، بطريقة لا تقودنا إلى الخطيئة.

 

لذلك آن أوان التوقف عن مطاردة هذا المفهوم الغربي المعيب للحرية، الذي أظهر لنا في أمثلة لا تعد ولا تحصى أنه ضار بأمننا، آن أوان الثبات في اتباع نظام الحياة الوحيد الحقيقي، الإسلام. قال النبي ﷺ: «نَعَمْ إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ» [أبو داود] وقال النبي ﷺ في خطبة الوداع الأخيرة: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً» [ابن ماجه]. في ظل الخلافة على الأرض، ستتم حماية النساء إن شاء الله من ظلم الإنسان في زمن أوجب على جحافل من الأمهات العازبات ألا يُسمح لهن بتوفير معيشة لأنفسهن فحسب، بل أن يلدن الأطفال وينشئنهم بمفردهن. هذا هو الوقت الذي فيه، تُحرم النساء في الشرق من الحقوق الأساسية التي شرعها الإسلام لهن قبل أربعة عشر قرناً هجرياً فيما يتعلق بالموافقة على الزواج، والملكية الخاصة، ومحاسبة الحكام. حقوق المرأة في الإسلام واجبة من الله سبحانه وتعالى، بحكم أنها إنسان، وأمَة مخلصة لله. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّه وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نور مصعب

آخر تعديل علىالأربعاء, 13 آذار/مارس 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع