الخميس، 09 شوال 1445هـ| 2024/04/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الرعاية الصحية في الدولة الإسلامية – الحلقة السادسة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الرعاية الصحية في الدولة الإسلامية – الحلقة السادسة

 

 

 

تركّز الرعاية الصحية العامة في الغالب على الوقاية من الأمراض أكثر من العلاج، ولذلك فالوقاية من أهمّ أقسام الرعاية الصحية وأعمّها نفعاً وأكثرها إنتاجاً.

 

تتعلق الرعاية الصحية العامة بالعوامل التي تؤثّر على صحة الجماعة ككل، كصلاحية مياه الشرب والغذاء ونقاء الهواء ونظافة البيئة والتطعيم وغيرها من المجالات. وتهدف الرعايةُالصحية العامةإلى تعزيز الصحةعن طريق سياسات على مستوى الدولة كلها، وهذهالسياسات تشمل إجراءاتٍ ومشاريع تقوم بها الدولة، كمدّ شبكات الصّرف الصحي وإقامة المحميات الطبيعية، وتشمل أيضاً قوانين يتبناها الخليفة ويلزم الرعية بها كقوانين السير ومنع الضجيج أْ تلويث البيئة.

 

ومن مجالات الرعاية الصحية العامة في الدولة الإسلامية:

 

1-    حماية البيئة:

 

ينظر الإسلام إلى علاقة الإنسان بالبيئة أنها علاقة تكاملفالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من الأرض، واستعمره فيها، وسخر له كل ما في الكون لينتفع به ويستفيد منه، فقال سبحانه وتعالى: (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل 14]


ولا قيام للإنسان بغير الوسط والبيئة التي خلق فيها وسخرت له، وصلاح الإنسان وصحته من صلاح هذه البيئة واستمرارها على طبيعتها. قال سبحانه وتعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ) [الملك 30]،

 

وتشتمل البيئة على عوامل فيزيائية وكيميائية وبيولوجية تؤثر على الصحة بشكل مباشر، بل إن تأْثيرها على الصحة يأْتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد أنماط الحياة والسلوك الذي يتّبعه الفرد.

 

وبنظرة سريعة إلى الانتهاكات المتتالية للبيئة وحدوث المشاكل البيئية والتي ليست إلا ثمرة لتطبيق النظام الرأسمالي وأوضاعه المزرية الناتجة عن تحكم الحضارة الغربية بالعالم نرى كيف أن الدول والشركات الغربية أتلفت بشكل مباشر وغير مباشر الغابات الكبرى والتي تسهم في خفض كمية ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، كما ولوثت الأراضي الزراعية والأنهار وقضت على كثير من الحيوانات والأسماك في دول (العالم الثالث) نتيجة إرسالها ملايين الأطنان من النفايات الصناعية السامة مثل البطاريات والرصاص الثقيل والتي تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي للإنسان وقد أدى ذلك الى وفاة كثير من العمال وإلحاق الضرر بآلاف آخرين. وهناك أطفال صاروا يولدون مشوهين خلقيا 

 

فمثلا المركبات العضوية المذابة والناتجة عن التصنيع والزراعة والصرف الصحي التي تصب في نهر النيل تبقى ملوثة حتى بعد علاج الماء بالكلور في محطات معالجة المياه الصالحة للشرب. ووفق منظمة الصحة العالمية فإنه من الممكن إنقاذ أربعة ملايين من الأطفال دون سن الخامسة كل عام -في البلدان النامية بالدرجة الأُولى- بتوقّي المخاطر البيئية مثل المياه غير النقية وتلوّث الهواء.


والإسلام وهو يقدم للبشرية حلا يؤدي إلى استقرار وتنمية البشرية دون أن يكون على حساب البيئة فقد حرم الإضرار بالبيئة، لأن بها قوام الإنسان، وتوعد الله سبحانه وتعالى المفسد للطبيعة والبيئة بالعقاب، فقال سبحانه وتعالى: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) [البقرة 205].


من هنا فإن الحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوّث والآفات يعتبر من أهمّ ركائز الرِعاية الصحية.

 

 

 

جمع وإعداد: راضية عبد الله

آخر تعديل علىالإثنين, 02 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع