الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

دعوا بضاعتكم الفاسدة وثوبوا إلى رشدكم

 

نفت الحركة الشعبية قطاع الشمال جناح عبد العزيز الحلو اتفاقها مع الوساطة الجنوبية على تأجيل مناقشة (العلمانية وحق تقرير المصير) إلى الجولات النهائية من التفاوض، وأكدت أنها اتفقت مع الوساطة على استئناف التفاوض دون الاتفاق معها على أي مواضيع للنقاش عند استئناف التفاوض، وأوضحت الحركة الشعبية في بيان لها مساء الاثنين 2020/6/8م باسم السكرتير العام للحركة عمار أمون دلدوم أنها وقعت على اتفاق حول ملفات التفاوض وترتيبها بتاريخ 18 تشرين الأول/أكتوبر 2019م مبينة أنها ملتزمة بذلك الاتفاق دون تغيير، وجددت الحركة موقفها وقالت إنه في حال عدم تحقيق العلمانية وفصل الدين عن الدولة فإنها تتمسك بحق تقرير المصير وأن ذلك يمثل موقفها المبدئي ولا تتنازل عنه، وكانت قد وافقت الحركة الشعبية جناح الحلو على استئناف التفاوض. (مواقع إخبارية سودانية).

 

وجدت قضية العلمانية ردود أفعال عنيفة ورفضاً تاماً من أهل السودان عندما تعمّد إثارتها بعض الفئات في الفترة الفائتة، والحكام الجدد يدركون أن بضاعتهم الفاسدة لن تجد رواجاً وقبولاً في السودان ما لم يتم تغليفها بغلاف جذاب خداع ولكن سرعان ما تنقشع السحابة الفاسدة وتصبح الأمور على حقيقتها.

 

هذه الحركة الشعبية التي جنت على السودان البلد الكبير الشاسع بلد المليون ميل مربع قبل الانفصال التي حباها الله خيرات وموارد طبيعية في ظاهر الأرض وباطنها، أقدمت الحركة وشريكتها آنذاك حكومة البشير فقسموا السودان إلى جنوب وشمال تحت إملاءات وضغوط أمريكية كما صرح البشير بذلك.

 

وبعد الانفصال واستلام الحركة الشعبية لزمام السلطة والاستحواذ على الجنوب لم تكتف بهذا بل استنسخت حركة شعبية أخرى باسم الحركة الشعبية قطاع الشمال التي انشطرت فيما بعد إلى حركتين الأولى تحت قيادة عبد العزيز الحلو وتتمركز في منطقة جبال النوبة (جنوب كردفان)، والثانية جناح مالك عقار وتتمركز في جنوب ولاية النيل الأزرق، وعرفت الحركة منذ ولادتها الأولى بزعامة جون قرنق على طرح شروط سافرة مثل إلغاء الشريعة الإسلامية واللغة العربية وتبني العلمانية أو الانفصال والحكم الذاتي، فالحركة هي أداة أمريكية لتنفيذ أجندتها لتمزيق رقعة أخرى وفق المخطط الأمريكي لتمزيق السودان، وهكذا بدأت الحركة في جنوب كردفان منطقة كاودا التي أصبحت خارج نطاق السلطة السودانية وظهر جلياً عند زيارة حمدوك للمنطقة في 2020/1/8م وتداعيات الزيارة حيث سافر بطائرة أممية ولم يصطحب حراسه الشخصيين ولا حتى والي الولاية المسؤول الأول عن الولاية، وكان العلم الرسمي المرفوع هو علم الحركة الشعبية لا علم السودان!

 

وبدأت الحركة بتنفيذ مخططها الرامي لتقسيم السودان بعد إطلاق حكومة الثورة بداية مفاوضات السلام مع الحركات المسلحة بجوبا عاصمة جنوب السودان، فقد أوردت العربي عدد الخميس 2020/3/19م خبراً عن تقديم جناح الحلو مقترحين إلى وفد الوساطة تضمنا المطالبة بإقامة دولة علمانية ديمقراطية وضمان حرية المعتقد والتزام الحكومة بمبدأ فصل الدين عن الدولة أو اللجوء إلى حق تقرير المصير، ما يعني إمكانية انفصال جديد. وهنا يرد سؤال: هل نظام الحكم في السودان كان قائماً على أساس الإسلام حتى تطالب بالعلمانية؟!

 

وبعده أصبح حديث الساسة المنتفعين البوح صراحة بضرورة أن تصبح العلمانية خيار أهل السودان، وهذا ما قاله القيادي بقوى الحرية والتغيير خالد عمر وتأييده القاطع لعلمانية الدولة، وقال في مقابلة مع "إذاعة هلا 96" إن موقف المؤتمر السوداني وقوى كثيرة على علمنة الدولة. وكذلك تجمع المهنيين الذي سرق ثورة الشباب أكد دعمه خيار فصل الدين عن الدولة!!

 

وفي حوار لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك على التلفزيون القومي في 2020/6/4م دعا لمناقشة علاقة الدين بالدولة في مباحثات السلام.

 

إذاً الحكومة والوسط السياسي والحركات والأحزاب تتآمر ضد أهل السودان الطيبين وتدلس عليهم بأن الشريعة الإسلامية كانت مطبقة في عهد البشير.

 

منذ استقلال السودان المزعوم إلى يومنا هذا والإسلام لم يطبق يوماً واحداً، والنظام البائد لم يطبق الإسلام بل رفع شعاراته وكان مجاهراً بعدائه للإسلام وإجحافه في حق المسلمين وكذبه عليهم بأنه يحكم بالإسلام، كان النظام المطبق هو النظام العلماني الملتحي، نظام يزج بحملة دعوة الإسلام في المعتقلات ويمنع الخطاب الديني في الأسواق... بل بدّل أحكاماً شرعية مثل حد الرجم للزاني المحصن إرضاءً للكفار للمستعمرين! إذاً عن أي إسلام يتحدثون؟! نظام الحكم كان جمهورياً والتشريعات تسن داخل البرلمان، وهذا غيض من فيض، فضلاً عن أن نظام الحكم في الإسلام هو (الخلافة) ليس غير، قال ﷺ: «كَانَتْ بَنُو إسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأنْبِيَاءُ، كُلَّما هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وإنَّه لا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَتَكُونُ خُلَفَاءُ فَتَكْثُرُ»، قالوا: فَما تَأْمُرُنَا؟ قالَ: «فُوا ببَيْعَةِ الأوَّلِ، فَالأوَّلِ، وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، فإنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ».

 

نقول للحلو وغيره من دعاة العلمانية: إن الأمة قد لفظت الأفكار الدخيلة المستوردة من الغرب الكافر، وإن تمسكها بالإسلام فقط، ولن تقبل المساس بدينها أبداً، وهي تتحسس طريق الخلاص من الحكام العملاء أصحاب الجوازات الأجنبية وزوار السفارات الغربية... وخيار العلمانية ما هو إلا فصل من فصول مؤامرات أمريكا لإقصاء ما تبقى من أحكام الإسلام، فانحازوا لأمتكم وارجعوا عن وساوس وأفكار الشيطان، وسخروا قوتكم ضد عدوكم الأول الذي يؤجج الصراع بين أبناء الأمة الواحدة، فندعوكم لخيري الدنيا والآخرة بالعمل معاً لإقامة صرح الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد السلام إسحاق

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع