السبت، 11 شوال 1445هـ| 2024/04/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
الهجمة الغربية على مناهج التعليم في بلاد المسلمين "على نفسها جنت براقش"

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الهجمة الغربية على مناهج التعليم في بلاد المسلمين


"على نفسها جنت براقش"

 


طالعتنا وسائل الإعلام عن تصريحات سياسيين غربيين حول ضرورة تغيير المناهج التعليمية في البلاد الإسلامية بحيث تتماشى مع الحداثة والتقدم العام وتواكب تطورات العصر، وبحيث تخلو من التحريض على الآخر والتزمّت الديني. هذه التصريحات من الغرب الكافر يريد من خلالها إيصال رسالتين: أنه حريص علينا وحريص على إخراجنا مما نحن فيه - حسب زعمه - من جهل وتخلف، ورفعنا بالتالي إلى مستواه "المنخفض" فكريًا، الخالي من أية قيمة إنسانية! وأن الغرب بعد طول تفكير وإمعان وتحري واستخدام لكل الوسائل الخبيثة الموجودة في مجتمعنا من مؤسسات استطلاع للرأي والمؤسسات البحثية في المشكلات الاجتماعية أسبابها وطريقة التعامل معها، توصل إلى نتيجة أن تخلف الأمة - وهو يقصد وعيها - تساهم فيه المناهج التعليمية في المدراس الحكومية التابعة لعملائهم المخلصين في بلادنا العربية والإسلامية!


هنا نعلنها في وجوهكم أيها الغرب: إن الأمة مجتمعة وكلها على رأي واحد، تعي أنكم لا تسعون ولا تريدون منا سوى البقاء أتباعًا لكم وأن تظلوا أنتم أسياد الأرض تحكمونها وتصولون فيها عرضًا وطولًا، وتصريحكم بأنكم تريدون رفعنا وإنهاضنا وتنميتنا ما هو إلا السم الذي تدسونه في الدسم، والحقيقة هي أنكم تريدوننا بعد أن هدانا الله إلى الطريق السليم للنهضة أن نعود إلى ما كنا عليه نحو قرن من الزمان وإلى مص دمائنا ونحن أحياء، وليس هذا فحسب، بل الأمة تعي أنه لا يوجد عندكم ما يمكن أن يُؤخذ أو يُحاكى من فكركم، الذي أخرج من خلال مراكزكم التعليمية المدارس والجامعات كل أنواع الشذوذ الفكري والسلوكي، وجمعتم بين النقيضين في مناهجكم وأنتجتم أجيالًا لا تعلم أية جهة تسلك وعلى أي مقياس تقيس أعمالها، أجيالًا غير مرتبطة بمجتمعاتها ولا حتى بأنفسها، وهذا تشهد به تقاريركم التي تصدرونها عن مناهجكم الهابطة والمنحطة وطلابكم المنفصلين عن الواقع التائهين عن الطريق السليم، وهذه حقيقة وليست افتراضات كما تتوقعون عن مجتمعاتنا في البلاد العربية والإسلامية. أفبعد هذا كله تريدون منا أن نقلد مناهجكم وننقلها إلى أبنائنا في مدارسنا حتى نقع في مصائبكم؟! أليس الكيّس من تعلم من أخطاء غيره؟ أم أنكم تظنون فينا الظنون في مستوانا الفكري وتقيسون قدرات عملائكم وأعوانهم الفكرية على من يحكمونهم؟ ألا تعلمون أن الشعوب بوعيها وفكرها فاقت حكامها وأعوانهم في مجتمعاتنا، وقد سبقت ثقافتهم توقعاتكم وأحلام حكامكم؟


إن ما توصل الغرب إليه من أن وعي الأمة وثقافتها أصله مناهج العملاء وأعوانهم، أليس في هذا تناقض، أم أن عنده نوع من فقدان الذاكرة؟! إن الأمة الإسلامية منذ أن أُسقطت خلافتها، منذ ما يقرب القرن من الزمان، وعملاء الغرب وأعوانهم عملوا على مراحل متعددة لمنع عودة الخلافة، وكان أولها استحداث مناهج تعليمية تحتوي أفكارًا قومية نتنة منفصلة عن الماضي القريب للأمة، وزوّروا تاريخ المسلمين المجيد وأعطوه صورة مظلمة خالية من البطولات والأعمال العظام، ونقلوا لنا ثقافة الغرب الخالية من الروح والحقائق على أنها واقع وحقيقة، ولم يقفوا عند هذا الحد، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك، حيث نقلوا كل مناهج الغرب بما فيها من عفن وفساد، ثم سمحوا بل وجلبوا إلى مدارسنا "مثقفين" غربيين وفتحوا لهم الأبواب من أجل تخريج جيل يشبه الجيل الفاسد في مجتمعات الغرب. ثم أخيرًا خرج الغرب يقول إن المناهج التي وضعها هو وأعوانه هي من أخرجت المتشددين والمتزمتين لدينهم! أليس هذا مما يثير السخرية أنكم أنتم من صنعتم أعداءكم بأيديكم؟ أم كمثل موسى عليه الصلاة والسلام في عين فرعون طاغية ذلك العصر!


إن العاقل يدرك أن الأمة الإسلامية وما وصلت إليه من وعي وإدراك على أعدائها وكيف السبيل للتخلص منهم لم يكن بصنيعة مناهج الغرب أو حتى كان لها أثرٌ في تكوين هذا الوعي؛ بل كان بعوامل كثيرة منها الأحزاب، وعلى رأسها حزب التحرير، الذي عمل على رفع الوعي العام عند الأمة وتثقيفها ونفخ روح العزة في نفوس شبابها، والغرب منع الهواء الذي يحتاج إليه الشباب لإقناع عقلهم وهو الإسلام، فانكبوا يغرفونه من كل باب إلا أبوابكم الفاسدة لعلمهم بمصدر فكركم. أتظنون حقًا أن وعي الأمة كان بسبب مناهج أنتم وضعتموها؟! والآن تريدون تغييرها إلى الأسوأ طبعًا وليس للأحسن.


إن الإسلام ليس بكتاب تضعونه وتصورونه لأولادنا في مناهجكم الفاسدة كيفما شئتم، بل هو الهواء الذي تتنفسه الأمة والدماء التي تسير في عروقها، وليس سهلًا أن تمنعوا الهواء وتمتصوا الدماء من أمة تعيش على هذين المصدرين.
أخيرًا: إن صنيعكم وما تفعلونه لن يعود عليكم بالخير، بل سيعود على الإسلام وأهله فقط، احجبوا وضللوا وغيّروا وحتى استبدلوا كل ما تستطيعونه، فقريش قبلكم بعلو معرفتها في اللغة العربية والححج المنطقية والدهاء منقطع النظير لم تستطع أن تقف أمام الموج القادم من الفكر الإسلامي، وذاك فرعون مع حذره وقتله الأطفال لم يمنع أن يتربى عنده من هدم عرشه وجعله عبرة إلى يوم الدين (موسى عليه الصلاة والسلام). أفلا تعون وتدركون أن القطار قد فاتكم وسبقت الشعوب عملاءكم وسبقتكم معهم في وعيها وعلمها يا من صدق عليكم القول "على نفسها جنت براقش"؟ أما الآن فإن الأمة تأخذ الفكر والثقافة الصحيحة من المخلص والرائد الذي لا يكذب أهله (حزب التحرير) وليس من مناهجكم. فماذا أنتم فاعلون؟!.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع