السبت، 18 شوال 1445هـ| 2024/04/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 2 تعليقات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

لمن جادل عن أردوغان ردحا من الدهر!

 

﴿هَا أَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً﴾

 

ما ابتليت هذه الأمة في عداد مصائبها بلاء أشد وأنكى من بلائها بحكامها، يناقضونها الرأي في دينها ودنياها وتاريخها ولغتها، انتعلهم الغرب وضربها بهم طغيانا وجورا، وقذف بها في مستنقع حمقهم وسفاهتهم... فأصبح دين هذه الأمة ودنياها على قدر ضحالة عقولهم، وما يعقلون إلا زيغا وسفها، وأصبح الرأي حماقة والسياسة سفاهة وعمالة، ومن حر المصيبة أن للرويبضة الحاكم أن يزيغ قدر ما يستطيع، لأن في مذهب الرويبضة الحاكم لا خطأ ولا صواب، فهو متحرر من قيود السماء والأرض لا يُساءَل ولا يحاسب، متحرر من أعباء السؤال بل قل من المسؤولية نفسها... فهو الدولة والأرض والعباد، فهو هو وهم دونه وأسفل منه، فما الحكم في دين الرويبضة إلا تفلت من عقال وتسلط وتجبر لا قيد ولا حسيب!!

 

وإنما المصيبة كل المصيبة هي في افتتان أقوام بهم، فما كفتهم مصيبة البلية حتى ألبسوا مصيبة الفتنة، فجادلوا ونافحوا عنهم وقالوا أولياء أمور وطاعتهم هي الطاعة، وما لبثوا أن أتوا بثالثة الأثافي أن جعلوا من رأس البلية والفتنة حاكم تركيا أردوغان إماما يحتذى به ويقتفى أثره وتعدد مناقبه، ويجافى من يزهد في حبه ويعادى ويشد النكير على من يحاسبه أو ينكر عليه قبيح صنيعه!

 

يا معشر قوم! ما عسى أن تفعل فيكم الحجج، أمام هذا البلاء الداهم والفتنة السوداء الآكلة وقد انفجرت وانبثق منها هذا الشر المستطير؟ ما عساها أن تفعل فيكم الحجج وقد أشربتم في قلوبكم حبه، فلا علمانيته أفلحت فيكم، ولا عهوده وعقوده ومواثيقه مع يهود أوفت كيل إنصافكم، ولا هدم وخسف عمرانكم وقتل أبنائكم وذويكم من تحالفه مع حلف الصليب الأطلسي وقواعده على أرض جمهوريته قض مضاجعكم!

 

لعمري كأن عقولكم مأخوذة لا تعي ومسحورة لا تفهم، وعواطفكم مضللة لا تسلم! هو هو ما كذبكم في علمانيته ولكنكم أنتم أنتم ما عرفتم حقيقة الإسلام وإن كنتم تدعون معرفته. ما خرج صاحبكم قيد أنملة عن علمانية جمهورية مصطفى كمال اللعين، بل أقسم يمينا على ذلك: "أقسم بشرفي ونزاهتي... أن أعمل كل ما بوسعي لحماية وتمجيد وتكريم الجمهورية والحفاظ على المبادئ العلمانية لتركيا...". (من يمينه الدستورية لرئاسة 2018)

 

صدقكم الرجل في علمانيته، فأقسم يمينا علمانية خالصة ليس فيها من الإسلام حبة خردل ولا ذرة إيمان، أقسم بشرفه ونزاهته وما أقسم برب العزة والملكوت، فعلمانية جمهوريته الكافرة لا تقبل معها شريكا، والقسم أوثق المواثيق وأغلظ الأيمان وأعمق القناعات. ويحكم ما قبلت علمانيته الكافرة أن يشرك بها وقبلتم أنتم في غوى هواكم وزيغ عقولكم أن يُشرك مع ملك الملوك رب الخلائق كلها مخلوق من خلقه هان في ضعفه حتى كان مدخله ومخرجه مجرى البول، تعالى جل في علاه عن ذلك علوا كبيرا، فهو أغنى الشركاء عن الشرك.

 

تالله ما تاب صاحبكم وما رشد، ولكنه قبض قبضة من أثر العلمانية فرماكم بها، فإن تحامقتم كأصحاب العجل واستغباكم بخواره فأتبعتم أنفسكم هواها، وتقاذفتكم أمانيكم، وحزبكم تذاكيكم، فتارة تدرجا وتارة مقاصد شريعة وفقه واقع، وتارة مناورة وتكتيكا سياسيا... ها أنتم تراقصتم على حبال الهوى دهرا، وأوهمتم أنفسكم حتى زاغت أبصاركم فتراءت لكم حبال الشياطين صراطا مستقيما، فناديتم في صاحبكم وا إسلاماه، ها قد ردها عليكم فصيحا صريحا يمينا مغلظة وا علمانيتاه!

 

وزعمتم في تهافت فلسفتكم أن مقدمة التمكين تبدأ بتمزيق الدين، وذاك هو تدرجكم بل تدرككم، فلا تمكينا أدركتم ولا دينا أبقيتم... والمصيبة كل المصيبة في إصراركم المقيت على تضليل أفهامكم ومسخ عواطفكم في حبكم الأعمى لمن اتخذ علمانية الغرب الكافرة دينا بها يحل ويحرم ويقضي ويحكم.

 

أوحسبتم ألا تكون فتنة؟! بلى ويكأن أردوغان هو عجل الفتنة، والله لا يكابر في علمانيته إلا من قلع مخه من رأسه، ما كان أردوغان مدفع فتح ولكنه مدفع استعمار، ما كان حسنة من حسنات الفاتح ولكنه من شؤم تركة المأفون اللعين مصطفى كمال، وما كان سهما في كنانة الإسلام ولكنه سهم مسموم قذفنا به الغرب الكافر.

 

ألم يأن لكم أن تعلموا أن أول الفتنة خطل الرأي وكذب الأفهام؟! فما كانت العلمانية وديمقراطيتها إلا كفرا محضا حتى ولو تعسفتم وانتحلتم لها من الشورى مرادفا، كذاك المرابي الذي أسمى رباه فائدة، فما يبدئ الباطل وما يعيد...

 

ولكم علينا حق النصح «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، ذاك ما وصانا به سيدنا وإمامنا ﷺ، ونخلصها لكم نصيحة فصلا وكفى بها: ﴿لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾. في أسباب نزولها قال ابن جريح: حُدثت أن أبا قحافة سب النبي ﷺ فصكه أبو بكر صكة شديدة سقط منها، ثم ذكر ذلك للنبي ﷺ فقال: أوفعلته؟ قال: نعم، قال: فلا تعد إليه، فقال أبو بكر: والله لو كان السيف قريبا مني لقتلته، فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية. وروي عن ابن مسعود، أنه قال: نزلت هذه الآية في أبي عبيدة بن الجراح، قتل أباه عبد الله بن الجراح يوم أحد.

 

هو الإسلام العظيم يعلو ولا يعلى عليه، فوالله العظيم لو كان أردوغان أباً لرجالكم ما شفعت لكم أرحامكم في مودته على علمانيته، فكونوا أهل رشد وتوبوا إلى بارئكم واستغفروه يرحمنا ويرحمكم الله.

 

وختاما اللهم أعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أعذنا من مضلات الفتن، وأبرم اللهم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك، خلافة راشدة على منهاج النبوة.

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مناجي محمد

 

 

وسائط

2 تعليقات

  • عثمان بخاش
    عثمان بخاش الأربعاء، 26 آب/أغسطس 2020م 12:10 تعليق

    بعض الناس يفضلون تغليب الهوى، والأماني على الوقائع:فيقولون لم تتعجلون باتهام اردوغان بالفظائع وانتم تعلمون ان العلمانيين يحيطون به احاطة السوار بالمعصم؟ هلا خففتم قليلا و دعوتم الى تأييده وهو يعمل على التخلص من القبضة العلمانية المتحكمة في تركيا، وها هو قد قطع أشواطا في ذلك فكبح جماح العسكر المتربصين وتخلص من السيئين منهم؟؟ فنقول : نحن لا نتقول على الرجل بل هو أقسم بعظمة لسانه ان يحافظ على الجمهورية العلمانية التي أسسها الهالك اتاتورك على أنقاض دولة الخلافة. لا بل حتى حين تم إعادة آيا صوفيا جامعا كما كانت، أبى الرئيس المؤمن إلا أن يسجد لصنم اتاتورك مقسما الايمان المغلظة بأنه سيبقى مخلصا وفيا لارثه العلماني..و لكن المتوهمين، وهم ينظرو في البلاد العربية فلا يجدون الا حاكما مجرما وآخر أكثر إجراما، تتغلب عليهم عاطفتهم فيصرون على ان اردوغان يريد تطبيق الشريعة كما نريد وأكثر، ولكنه مضطر بحكم الواقع الى التذاكي والتشاطر كي يتمكن من التفلت من قبضة العلمانيين..سبحان الله فنقول: وكم احتاج الهالك اتاتورك من زمن في "التدرج" حتى الغى الشريعة التي عاش المسلمون في ظلالها 13 قرنا؟؟ اختم بالقول: لئن قام اردوغان، أو غيره من الحكام، بتطبيق الشريعة فنحن جنوده اليوم قبل الغد، وهذا هو الفيصل بيننا وبينكم...لا أن يقول البعض ممن ترحم على الملك فيصل في السعودية بعد قتله بانه "قتل لأنه كان يريد الصلاة في المسجد الأقصى" دون ان يجيب ومن منعه من اعلان الجهاد وعدم الركون الى اعداء الدين والملة من دول الغرب الصليبي؟ والأمر نفسه نقوله لاردوغان من يمنعه من خشية الله؟ غدا، بعد سنوات، سيأتي من يترحم على اردوغان ويقول اخرجوه من السلطة لانه كان يريد تطبيق الشريعة...أي شريعة الله اعلم...فلا نجده يطبق او يدعو الا الى شريعة اتاتورك العلمانية. على كل هذا واجب النصيحة لمن أحب أن يعمل فكره، ويحكم شرع الله لا الأهواء والعواطف.

  • عثمان بخاش
    عثمان بخاش الأربعاء، 26 آب/أغسطس 2020م 12:08 تعليق

    بعض الناس يفضلون تغليب الهوى، والأماني على الوقائع:فيقولون لم تتعجلون باتهام اردوغان بالفظائع وانتم تعلمون ان العلمانيين يحيطون به احاطة السوار بالمعصم؟ هلا خففتم قليلا و دعوتم الى تأييده وهو يعمل على التخلص من القبضة العلمانية المتحكمة في تركيا، وها هو قد قطع أشواطا في ذلك فكبح جماح العسكر المتربصين وتخلص من السيئين منهم؟؟ فنقول : نحن لا نتقول على الرجل بل هو أقسم بعظمة لسانه ان يحافظ على الجمهورية العلمانية التي أسسها الهالك اتاتورك على أنقاض دولة الخلافة. لا بل حتى حين تم إعادة آيا صوفيا جامعا كما كانت، أبى الرئيس المؤمن إلا أن يسجد لصنم اتاتورك مقسما الايمان المغلظة بأنه سيبقى مخلصا وفيا لارثه العلماني..و لكن المتوهمين، وهم ينظرو في البلاد العربية فلا يجدون الا حاكما مجرما وآخر أكثر إجراما، تتغلب عليهم عاطفتهم فيصرون على ان اردوغان يريد تطبيق الشريعة كما نريد وأكثر، ولكنه مضطر بحكم الواقع الى التذاكي والتشاطر كي يتمكن من التفلت من قبضة العلمانيين..سبحان الله فنقول: وكم احتاج الهالك اتاتورك من زمن في "التدرج" حتى الغى الشريعة التي عاش المسلمون في ظلالها 13 قرنا؟؟ اختم بالقول: لئن قام اردوغان، أو غيره من الحكام، بتطبيق الشريعة فنحن جنوده اليوم قبل الغد، وهذا هو الفيصل بيننا وبينكم...لا أن يقول البعض ممن ترحم على الملك فيصل في السعودية بعد قتله بانه "قتل لأنه كان يريد الصلاة في المسجد الأقصى" دون ان يجيب ومن منعه من اعلان الجهاد وعدم الركون الى اعداء الدين والملة من دول الغرب الصليبي؟ والأمر نفسه نقوله لاردوغان من يمنعه من خشية الله؟ غدا، بعد سنوات، سيأتي من يترحم على اردوغان ويقول اخرجوه من السلطة لانه كان يريد تطبيق الشريعة...أي شريعة الله اعلم...فلا نجده يطبق او يدعو الا الى شريعة اتاتورك العلمانية. على كل هذا واجب النصيحة لمن أحب أن يعمل فكره، ويحكم شرع الله لا الأهواء والعواطف.

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع