الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أعمال السعودية الأخيرة في اليمن

 

أطلقت السعودية يوم الأحد 2020/12/27م حزمة من المشاريع في اليمن، بحضور عدد من وزراء الحكومة الجديدة التي تم تشكيلها مؤخراً في الرياض. ووقع عقودها سفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر، وأشاد وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني، حيث قال: "إن توقيع عقود ثلاثة من أضخم المشاريع التنموية بين الحكومة والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بمحافظات "عدن، المهرة، مأرب" تشمل قطاعات الصحة والتعليم والنقل بتكلفة 500 مليون ريال سعودي، أحد بشائر الخير بعد اتفاق الرياض وتدشين لمرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية في المناطق المحررة" (مأرب برس 2020/12/28م)، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما وراء هذه المشاريع؟ ولماذا تقوم مملكة آل سعود بهذه المشاريع؟ أسئلة نحاول الإجابة:

 

لقد جاء إطلاق هذه المشاريع استمراراً للأعمال التي تقوم بها السعودية في اليمن وتأتي هذه المشاريع من الرياض بالتزامن مع:

 

1-   التحركات الأمريكية والبريطانية في المحافظات الشرقية

 

إن هذه التحركات تسعى أمريكا من خلالها منذ العام 2018م وخاصة في المهرة لتتسلل في نفوذها إلى المهرة ليحل محل النفوذ البريطاني حيث كانت هناك لقاءات في الرياض بين السفير الأمريكي السابق مع محافظ المهرة السابق. ومن التحركات الأخيرة التي قامت بها أمريكا وصول سفيرها لدى اليمن كريستوفر هنزل في 2020/11/30م إلى محافظة المهرة (شرقي البلاد) قادماً من الرياض في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها. (المهرة بوست 2020/11/30م)، وكما يبدو فإن هذه الزيارة تحمل دلالات عدة منها أن يعطي الوجود الأمريكي تغطية على الوجود السعودي هناك، ويمنحه أريحية في التحرك، ويقيه من أي موقف دولي أو إقليمي أو محلي، هذه تحركات أمريكا المباشرة من سفرائها وتوجد تحركات جدية أخرى للسعودية بشكل سافر في المهرة بالذات عن طريق وجود قوات سعودية في المهرة وتقديم المساعدات لأهل المهرة.

 

أما التحركات البريطانية فهي تسعى لبقاء نفوذها وقد حركت كثيراً من القيادات في المحافظة للمطالبة بخروج القوات السعودية وكان على رأس المطالبين أسرة آل عفرار الذين كانوا يحكمون (سلاطين) المهرة وسقطرة إبان الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، فهم مربوطون بالإنجليز منذ زمن، وأيضاً فإن السفير البريطاني التقى هو الآخر بالمحافظ السابق للمهرة راجح باكريت في الرياض في الـ15 من آب/أغسطس 2018.

 

2-   السعي الحثيث لإنجاح اتفاق الرياض

 

إن اتفاق الرياض الذي اشتمل على ثلاثة جوانب هي: الجانب الأمني ومضمونه أن تتجمع جميع القوات الأمنية لحكومة هادي والمجلس الانتقالي وبقية المكونات الجنوبية تحت قيادة وزارة الداخلية وتشرف عليها قيادة التحالف (السعودية)، وكذلك الجانب العسكري، والجانب السياسي عن طريق تشكيل حكومة تمثل هادي وأحزابه والانتقالي، وكما يبدو الأمر من خلال تتبع مجريات اتفاق الرياض وتداعياته، فإن السعودية تسعى للهيمنة على عملاء بريطانيا وضمهم تحت جناحيها وإن كان هذا صعب المنال، فقد أصبح مؤتمر الرياض الذي انعقد في تشرين الثاني/نوفمبر 2019م شبيهاً بعاصفة الحزم من حيث الهدف والغاية التي يُراد تحقيقها، وهي ترسيخ نفوذ أمريكا وحماية مصالحها في اليمن.

 

3-   تشكيل ما تسمى بالحكومة الشرعية

 

وقد تزامن إطلاق هذه المشاريع مع تشكيل الحكومة وأدائها اليمين الدستورية في العاصمة السعودية الرياض في أواخر كانون الأول/ديسمبر 2020م، وذلك من أجل أن تنال القبول والترحيب في مناطق سيطرتها، مع أنها حكومة عرجاء مسلوبة الإرادة قرارها ليس بيدها ولا تستطيع حتى تأمين نفسها.

 

وأخيراً إن هذه الأعمال التي تقوم بها مملكة آل سعود في اليمن ما هي إلا كسراب بقيعة يحسبها أهل اليمن منجزات وما هي إلا مهلكات أهلكت الأخضر واليابس، فهي ليست دولة رعاية، بل دولة تابعة وعميلة لسيدتها أمريكا وراعية لمصالحها.

 

وهكذا يستمر صراع الكافر المستعمر على ثروات اليمن وموانئها وسواحلها بأيد محلية وإقليمية ولهذا وجب على أهل اليمن أن يغيروا هذه الأنظمة العميلة للغرب الكافر المستعمر التي أورثتهم الشقاء والشقاق، وأن يعملوا مع حزب التحرير لإقامة نظام الحكم في الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي سبيل الخلاص من الاستعمار بكافة أشكاله فينالوا عز الدارين الدنيا والآخرة.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ سليمان المهاجري – ولاية اليمن

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع