- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير
على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فكري"
جواب سؤال
المَعاهد في بلاد المسلمين
إلى Jumah Alsaad
السؤال:
الأخ الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سؤال: في صفحة 80 من كتاب مفاهيم حزب التحرير - السطر العاشر من أعلى، جاء ما نصه: (بل يعمل لاقتلاع الأوضاع التي أقامها الكافر المستعمر من جذورها، بتحرير البلاد، والمعاهد والأفكار، من الاحتلال،). إ.هـ.
ما المقصود من كلمة (والمعاهد)؟
وفقكم الله لما يحب ويرضى
أخوك/ راضي
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
إن الموضع الذي تسأل عنه جاء في آخر كتاب مفاهيم حزب التحرير صفحة 83 ملف الوورد، وهذا نصه:
[ولهذا فإن حزب التحرير يعمل لتحرير الأقاليم الإسلامية من الاستعمار كله. فهو يحارب الاستعمار حرباً لا هوادة فيها، ولكن لا يطلب الجلاء فقط، ولا يطلب الاستقلال المزيف، بل يعمل لاقتلاع الأوضاع التي أقامها الكافر المستعمر من جذورها، بتحرير البلاد، والمعاهد والأفكار، من الاحتلال، سواء أكان هذا الاحتلال عسكرياً، أم فكرياً، أم ثقافياً، أم اقتصادياً، أم غير ذلك. ويحارب كل من يدافع عن أية ناحية من نواحي الاستعمار حتى تستأنف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية التي تحمل رسالة الإسلام للعالم كافة، والله نسأل، وإليه نبتهل، أن يمدنا بعون من عنده، للقيام بهذه التبعات الجسام، إنّه سميع مجيب.] انتهى.
والمقصود بكلمة "المعاهد" في هذا السياق المؤسسات التعليمية، سواء أكانت مدارس أم كليات أم جامعات... إلخ، فالمؤسسات التعليمية كلها يشملها لفظ "المعاهد" في هذا السياق، وذلك أن الكافر المستعمر وضع السياسات التعليمية في بلاد المسلمين على أساس أفكاره ونظرته للحياة، فسمم بذلك أفكار المتعلمين وأبعدهم عن أفكار الإسلام ونظرته للحياة، فكان لا بد في عملية التحرير من شمولها المعاهد الموجودة في بلاد المسلمين لتصبح سياسات التعليم فيها وفق الإسلام... وقد ذكرنا في كتاب الدولة كلاماً يوضح هذا المعنى صفحة 224-226 ملف الوورد فقلنا فيه:
[وما إن احتل الكافر المستعمر البلاد حتى قام بتطبيق سائر القوانين الغربية مباشرة باعتبارها قوانين مدنية لا علاقـة لها بالإسـلام، وتركت الأحكام الـشـرعية، فـثبت ذلك حكم الكـفـر وأبعد حكم الإسلام، وقد ساعده على ذلك أنه ثبت أركانه وأقام جميع شؤونه على أساس سياسة التعليم التي رسمها، والمناهج التربوية التي وضعها، والتي ظلت تطبق حتى اليوم في جميع البلاد الإسلامية، وأنتجت ما أنتجته من هذه الجيوش الجرارة من المعلمين الذين يقوم أكثرهم على حراسة هذه البرامج وحمايتها، والذين يتولى الكثيرون منهم زمام الأمور، ويسيرون وفق ما يريد الكافر المستعمر. وقد قامت سياسة التعليم ووضعت مناهجه على أساسين اثنين: أحدهما فصل الدين عن الحياة، وينتج عنها طبيعياً فصل الدين عن الدولة، وذلك يحتم أن يقوم أبناء المسلمين بمحاربة قيام دولة إسلامية، لأنها تتناقض مع الأساس الذي تعلموا على سياسته، أما الأساس الثاني فهو جعل شخصية الكافر المستعمر المصدر الرئيسي لما تحشى به العقول الناشئة من معارف ومعلومات. وذلك يوجب احترام هذا الكافر المستعمر وتعظيمه، ومحاولة محاكاته وتقليده، ولو كان كافراً مستعمراً، ويوجب احتقار المسلم والابتعاد عنه والاشمئزاز منه والاستنكاف عن الأخذ منه. وهذا يقضي بمحاربة قيام دولة إسلامية واعتبارها رجعية. ولم يكتف الاستعمار بمناهج المدارس التي يشرف عليها أو تشرف عليها الحكومات التي أقامها مقامه. بل جعل إلى جانبها المدارس التبشيرية التي تقوم على أساس استعماري محض، والمعاهد الثقافية التي تأخذ على عاتقها التوجيه السياسي الخطأ، والتوجيه الثقافي المغلوط. وبذلك صار الجو الفكري في المدارس على اختلافها والمعاهد الثقافية على تنوعها يثقف الأمة ثقافة تبعدها عن التفكير في الدولة الإسلامية، وتحول بينها وبين العمل من أجلها.
وقامت إلى جانب ذلك المناهج السياسية في جميع البلاد الإسلامية على أساس فصل الدين عن الحياة، وصار العرف العام عند المثقفين هو فصل الدين عن الدولة، وعند عامة الشعب فصل الدين عن السياسة، وكان من جراء ذلك أن وجدت فئات من المثقفين تزعم أن سبب تأخر المسلمين هو تمسكهم بالدين، وأن الطريق الوحيد للنهضة هو القومية والعمل لها...] انتهى.
وعليه فلا بد من تحرير البلاد الإسلامية والمعاهد في بلاد المسلمين وأفكار المسلمين من أية شائبة من شوائب المستعمرين بحيث يقطع دابره وتصبح الأمة صافية في فكرها.
أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة
21 محرم 1447هـ
الموافق 16/07/2025م
رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على:الفيسبوك