بيان صحفي القضاء على الوجود الأمريكي في باكستان يعني نهاية الإرهاب طلب المساعدة من الولايات المتحدة للقضاء على الإرهاب هو خيانة لشهداء بيشاور (مترجم)
- نشر في باكستان
- قيم الموضوع
- قراءة: 394 مرات
وَاعْلَمْ أَنَّ لِلْكَلاَمِ شرُوطًا لاَ يَسْلَمُ الْمتَكَلِّمُ مِنْ الزَّلَلِ إلا بِهَا، وَلاَ يَعْرَى مِنْ النَّقْصِ إلا بَعْدَ أَنْ يَسْتَوْفِيَهَا وَهِيَ أَرْبَعَةٌ: فَالشَّرْطُ الأوَّلُ: أَنْ يَكُونَ الْكَلاَمُ لِدَاعٍ يَدْعُو إلَيْهِ إمَّا فِي اجْتِلاَبِ نَفْعٍ أَوْ دَفْعِ ضَرَرٍ. وَالشَّرْطُ الثَّانِي: أَنْ يَأْتِيَ بِهِ فِي مَوْضِعِهِ، وَيَتَوَخَّى بِهِ إصَابَةَ فُرْصَتِهِ. وَالشَّرْطُ الثَّالِثُ: أَنْ يَقْتَصِرَ مِنْهُ عَلَى قَدْرِ حَاجَتِهِ. وَالشَّرْطُ الرَّابِعُ: أَنْ يَتَخَيَّرَ اللَّفْظَ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ. فَهَذِهِ أَرْبَعَةُ شرُوطٍ مَتَى أَخَلَّ الْمُتَكَلِّمُ بِشَرْطٍ مِنْهَا فَقَدْ أَوْهَنَ فَضِيلَةَ بَاقِيهَا.
أدب الدنيا والدين للماوردي
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخبر:
تواجه بلدان إسلامية في جنوب شرق آسيا كإندونيسيا وماليزيا تطبيق خطة المجموعة الاقتصادية للآسيان (AEC) في 31 كانون الأول 2015 كشكل من أشكال التكامل الاقتصادي الإقليمي في المنطقة. ومن خلال هذا التكامل الإقليمي، ستتحول الآسيان إلى قاعدة سوق وإنتاج واحدة ومن ثمَّ تُصبح مصدر تدفق حر للسلع والخدمات والاستثمار والعمل ورأس المال. القادة في إندونيسيا وماليزيا متحمسون ويعدون أنفسهم للترحيب بتطبيق خطة AEC بل ويبنون آمالا كبيرة عليه. لقد عُزِّز اتفاق الآسيان والذي يقضي بأن تكون منظمة للسوق الحرة عبر مفهوم عام للمنظمة مرتبط بشعارها المعتمد: رؤية واحدة، هوية واحدة، مجتمع واحد.
وهكذا فقط أصبحت المجموعة الاقتصادية للآسيان (AEC) واحدة من الركائز التي قامت على أساسها منظمة الآسيان إلى جانب المجموعة السياسية الأمنية للآسيان (APSC) والمجموعة الثقافية الاجتماعية للآسيان(ASCC).
التعليق:
إنه لمن الحماقة والتضليل أن يظن قادة إندونيسيا وماليزيا بالمجموعة الاقتصادية لآسيان خيرا فضلا عن أن تحقق لبلادهم مكاسب اقتصادية، هذا إن صدقت الوعود وطُبقت المخططات على الأرض أصلا. ويؤكد سلوكهم هذا ضعف دورهم كقادة ورجال دولة، كيف لا وهم لا يألون جهدا في تسهيل أمور التجارة الدولية والاستثمار الأجنبي في البلاد على حساب توفير احتياجات شعوبهم ورفاهيتها. فعوضا عن المساهمة في رفعة شعوبهم نراهم يُقرون حرية الاستثمار ويشجعون الهيمنة الأجنبية على الأسواق المحلية ما كرس الإمبريالية في البلاد وعرض النشاط الاقتصادي لعامة الناس للخطر. لقد ثبت ومنذ فترة طويلة بأن سياسة التجارة الحرة هي أداة بيد دول الغرب الإمبريالية تنتهجها ضد بلاد الإسلام، فكما في هذا الاقتباس والذي أشار فيه هنري كلاي أحد رجال الدولة في أمريكا إلى ضرورة تطوير قدرات الولايات المتحدة الدفاعية نقلا عن أحد الساسة البريطانيين "تعرف الدول، كما نعرف نحن، بأن ما أردناه من وراء "التجارة الحرة" لم يكن لا أكثر ولا أقل (وبما لدينا من امتيازات) من أن نحتكر الأسواق جميعها ونسخرها لإنتاجنا، وبالمقابل منعهم جميعا من أن يصبحوا في أي وقت من الأوقات دولا قادرة على التصنيع" وهذا يعني بأن حجم السوق المحتمل والاستثمار الاقتصادي في جنوب شرق آسيا سيتم استغلاله من قبل الدول الاقتصادية العملاقة، وذلك بقيام الأخيرة بتصدير أزماتها المالية التي تعاني منها إلى تلك البلاد؛ فإن دولاً كالولايات المتحدة والصين تحتاجان سوقا حقيقية لمنتجاتهما.
أما الجانب الثاني الذي يجب أن نقف عنده فهو آثار هذه السياسة المدمرة على المدى البعيد. فليس الفقر واستغلال الثروات فقط ما ستعاني منه البلاد، بل سيكون لهذا النظام السرطاني تأثير كبير في هدم القيم الإسلامية والأسر المسلمة. فهذا النظام معجب حقا بالعلمانية والنماء الاقتصادي القائم على أساس النظرة لبلاد المسلمين على أنها ليست أكثر من محرك اقتصادي ذي أيد عاملة رخيصة. وفي الوقت ذاته نجده نظاما متجاهلا تماما لقضايا الدين والأخلاق والكرامة وإيجاد الانسجام بين مكونات المجتمع المختلفة. دعونا نتعلم مما يعانيه أصحاب هذه الأنظمة في بلادهم، صحيح أنهم يعيشون تقدما اقتصاديا لكن ذلك كله هو على حساب حضارتهم. فغالبا ما يصاحب التطور السريع أزمات اجتماعية وانهيار للأسر وانتشار للجرائم وتزايد للعنف ضد النساء والأطفال مع ارتفاع في معدلات الانتحار هذا غير الانخفاض الذي يطرأ على معدلات الولادة والتي يكون سببها عادة مشاركة أعداد كبيرة من النساء في سوق العمل.
إن الأعراض ذاتها ستعاني منها البلاد الإسلامية في جنوب شرق آسيا إن ليس عاجلا فآجلا، إذا ما استمر قادتهم باتباع الغرب وطبقوا اتفاقية التجارة الحرة في بلادهم والتي هي جزء من النظام الإمبريالي فضلا عن كونها سرطاناً يتغلغل بل ويفتك بجسد الأمة. يا حكام المسلمين تذكروا قول الله تعالى:
﴿قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّـهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [يونس: 35]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فيكا قمارة
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الخبر:
نشرت صحيفة القدس العربي الأسبوع الماضي خبر مقتل 130 شخصا بمجزرة ارتكبتها حركة طالبان الباكستانية في مدرسة للجيش الباكستاني، فقالت الصحيفة:
شنت حركة طالبان الباكستانية الثلاثاء واحدا من أكثر هجوماتها دموية على مدرسة يؤمها أبناء الجنود، فقتلت 130 شخصا على الأقل منهم حوالي مائة تلميذ.
كما تناولت مواقع أخرى على الإنترنت تنديدات دولية بهذه العملية التي قامت بها حركة طالبان، ف بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وصف العملية بـ"العمل الفظيع الجبان الذي استهدف طلابا عزلا بينما كانوا يتلقون العلم"، وقال: "إن المدارس يجب أن تكون مكانا آمنا لتلقي العلم، فالحصول على التعليم هو حق كل طفل، والذهاب إلى المدرسة يجب أن يكون عملا من أعمال الشجاعة". أما الرئيس الأمريكي باراك أوباما فقد رأى أنه باستهدافهم الطلاب والمدرسين في هذا الهجوم الفظيع، أظهر الإرهابيون مرة أخرى درجة سوئهم. وأما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فقد عبر عن "صدمته وذهوله لرؤية أولاد يقتلون لمجرد أنهم ذهبوا إلى المدرسة". وأما الرئيس الفرنسي هولاند فقد وصف ما حصل بأنه "مروع". نقلا عن صحيفة النهار.
التعليق:
بداية لا بد من التذكير بحرمة قتل الأطفال حتى ولو كانوا أبناء كفار، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي قادة جيوشه أن لا يقتلوا طفلا أو شيخا فانيا أو امرأة، وهؤلاء الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بعدم قتلهم هم كفار أبناء كفار، فكيف تستبيح بعض الجماعات دماء بعض المسلمين رجالا ونساء وأطفالا؟! كيف يقتلون من عصم الله دماءهم إلا بالحق؟ ألا يتقون الله في دماء المسلمين، ألم يقرأوا قول الله عز وجل وهو يتوعد القتلة بقوله: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾؟ ألم يسمعوا ويقرأوا قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدماء: «لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا»؟
أما وكالات الأنباء التي نقلت الخبر فقد ذكرت أن حركة طالبان وعلى لسان الناطق باسمها قد بررت قتل هؤلاء الأطفال بأنهم "أولاد ضباط في الجيش الباكستاني الذي يقوم بقصف ساحاتنا العامة ونسائنا وأطفالنا، والآلاف من المقاتلين وأفراد عائلاتهم وأقربائهم"... "لذلك اضطررنا إلى شن هذا الهجوم بعدما تحققنا من أن أولاد مسؤولين كبار في الجيش يتلقون تعليمهم في هذه المدرسة"! ونحن نقول لحركة طالبان أين أنتم من قول الله سبحانه وتعالى ﴿وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾؟
وما ذنب هؤلاء الأطفال حتى يقتلوا بجريرة ذنب اقترفه آباؤهم؟! وهل قتلكم لهؤلاء الأطفال يرضي الله سبحانه وتعالى عنكم، أم أنكم بعملكم هذا تغضبونه سبحانه؟
أما بالنسبة لتنديد رؤساء العالم بهذه العملية، فقد صدق فيهم ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا ونيف: «إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ». فهؤلاء الرؤساء الذين يذرفون دموع التماسيح على أطفال المسلمين هم مدرسة في الإرهاب والقتل والإجرام، وهؤلاء الذين نددوا بهذه المجزرة، هم أنفسهم من يرتكبون المجازر في بلاد المسلمين بشكل شبه يومي، ولم نسمع منهم أو من غيرهم تنديدا، ولم نرَ الدموع الكاذبة تذرف على قتل المسلمين، فالطائرات بدون طيار الأمريكية تحلق على مدار الساعة في سماء باكستان، تقصف وتقتل وتدمر ولا تأبه سواء أقتلت مسلحين أم أطفالا أم شيوخا أم نساء، فالكل عندهم سواء، وجيوش هؤلاء الرؤساء الذين يذرفون دموع التماسيح على أطفال المسلمين ما زالت تحتل أفغانستان جارة باكستان، فقتلت الآلاف من المسلمين وشردت الآلاف منهم ودمرت البلد عن بكرة أبيه، وهم الذين قتلوا ما يزيد عن مليون طفل في العراق، وهم الذين يقومون الآن بحملة صليبية جديدة ضد الشام وأهله وثورته للقضاء عليها، فجيشوا الجيوش لمواجهة هذه الثورة، خوفا من أن تسفر عن قيام دولة عملاقة، فتقلب الطاولة على رؤوسهم ورؤوس عملائهم في المنطقة ثم تلاحقهم إلى عقر دارهم.
وأخيرا نوجه نصيحة إلى الحركات المسلحة في سائر بلاد المسلمين، فنقول لهم: إن الجيوش في بلاد المسلمين لا ينبغي أن تجعلوا منها عدوة لكم، فأبناء الجيوش هم إخوانكم وأبناؤكم وجيرانكم وأصدقاؤكم، فلماذا تستعدونهم؟ ولماذا تكون حربكم معهم؟ إن عدوكم الأول والأخير هو الغرب الكافر وعملاؤه من الحكام الذين يسخرون هذه الجيوش لخدمتهم وحماية مصالحهم لا لحمايتكم، ولذلك كان من المفترض بكم أن تحسنوا مخاطبة هذه الجيوش لتكون في صف الأمة لا في صف أعدائها، ولتكون عونا لكم في التخلص من العملاء وأسيادهم، لا أن تجعلوا منها عدوا لكم، فتستنزفوا قواها في حرب لا طائل منها، واعلموا أن حربكم معها لن يستفيد منها إلا عدوكم الذي يتربص بها وبكم، والذي يرى في هذه الجيوش مقتلا له إن قادها من يتقي الله ويوجهها الوجهة الصحيحة. فاتقوا الله في المسلمين وفي جيوش المسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
الخبر:
أورد موقع المختصر بتاريخ 2014/12/20 تقريرا عن صحيفة معاريف العبرية حول فشل استخباراتي تواجهه قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ انسحابها من القطاع عام 2005، وخاصةً ضد حركة حماس.
وحسب التقرير الذي أعده المحلل العسكري "عمير رابابورت"، فإن الفشل يعود في الأساس للخلافات والتنافس الكبير بين أجهزة الأمن المختلفة مثل الشاباك والاستخبارات وحتى الموساد، مبينا أن هذا الفشل والتوتر بين تلك الأجهزة بدأ منذ عملية أسر الجندي "جلعاد شاليط" في شهر حزيران 2006.
وجاء في التقرير، أنه بعد الانسحاب من غزة وخلق وضع جديد هناك؛ كان السؤال الذي يدور في أروقة الأجهزة الأمنية، هل يتم اعتبار القطاع منطقة "ليست محتلة" وتنقل صلاحيات العمل فيها للموساد، لكنه تقرر فيما بعد عدم القيام بذلك نظرا للعلاقة الوثيقة بين ما يحدث في غزة والضفة التي تقع المسؤولية الأمنية فيها بالدرجة الأولى على المخابرات والشاباك، وتم استبعاد الموساد من الصورة، وعمل جيش الاحتلال في قطاع غزة على جمع المعلومات الاستخبارية اللازمة عبر جواسيسها.
التعليق:
هذا الكيان المسخ الذي يحيط نفسه بسياج كثيف من الأجهزة الأمنية، والذي لم يبسط نفوذه على دول المنطقة إلا بسبب تخاذل حكامنا وتآمرهم على الأمة الإسلامية، ها هو هذا الكيان الهش تتكشف عيوبه وتعترف أجهزته الاستخباراتية والعسكرية من قبل بالفشل تلو الفشل، ففي حرب 2006 على جنوب لبنان اعترف جيشه المدحور بخسائره الفادحة. وبعدها حرب 2009 وأيضا الحرب الأخيرة على غزة لم يحقق أهدافه التي أعلنها في كلا الحربين، فضلا عن الخسائر الفادحة التي وقعت في صفوفه، ثم ها هو يعترف بالفشل الأمني والاستخباراتي وكل جهاز من أجهزته الأمنية يحمل المسؤولية عن ذلك للآخر، وصدق الله العظيم حيث يقول في كتابه العزيز: ﴿لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ﴾.
ومن هنا نقول إن الفشل الذي منيت به الأجهزة الاستخباراتية والعسكرية لكيان يهود إنما يعود لأمر واحد وهو أننا أمة الإسلام نحب الموت كما هم يحبون الحياة وأن الشهادة التي يحبها كل مسلم ويتمناها هي التي قهرت هذا الكيان وحققت الفشل الذريع لدى أجهزته.
أين المفر وماذا ستصنع أجهزتهم عندما يتحقق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ وَالشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو جلاء
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى الترمذي في سننه:
قَالَ: قُلْتُ لِقُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ الْمَأْرِبِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ ثُمَأمة بْنِ شَرَاحِيلَ عَنْ سُمَيِّ بْنِ قَيْسٍ عَنْ سُمَيْرٍ عَنْ أَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ:
"أَنَّهُ وَفَدَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَقْطَعَهُ الْمِلْحَ فَقَطَعَ لَهُ فَلَمَّا أَنْ وَلَّى قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمَجْلِسِ أَتَدْرِي مَا قَطَعْتَ لَهُ إِنَّمَا قَطَعْتَ لَهُ الْمَاءَ الْعِدَّ قَالَ فَانْتَزَعَهُ مِنْهُ"
قَوْلُهُ: (قُلْت لِقُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ قَيْسٍ)
قَرَأَ التِّرْمِذِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى شَيْخِهِ قُتَيْبَةَ بِالْقِرَاءَةِ عَلَيْهِ وَهَذَا أحد وُجُوهِ التَّحَمُّلِ. قَالَ السُّيُوطِيُّ فِي تَدْرِيبِ الرَّاوِي: وَإِذَا قَرَأَ عَلَى الشَّيْخِ قَائِلًا أَخْبَرَك فُلَانٌ أو نَحْوُهُ كَمَا قُلْت أَخْبَرَنَا فُلَانٌ وَالشَّيْخُ مُصْغٍ إِلَيْهِ فَاهِمٌ لَهُ غَيْرُ مُنْكِرٍ وَلَا مُقِرِّ لَفْظٍ صَحَّ السَّمَاعُ، وَجَازَتْ الرِّوَايَةُ بِهِ اِكْتِفَاءً بِالْقَرَائِنِ الظَّاهِرَةِ
(الْمَأْرِبِيُّ): مَنْسُوبٌ إلى مَأْرِبَ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الرَّاءِ وَقِيلَ بِفَتْحِهَا مَوْضِعٌ بِالْيَمِينِ
(وَفَدَ): أي قَدِمَ. (اِسْتَقْطَعَهُ): أي سَأَلَهُ أَنْ يُقْطِعَ إِيَّاهُ
(الْمِلْحَ): أي مَعْدِنَ الْمِلْحِ.
(فَقَطَعَ لَهُ): لِظَنِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يُخْرِجَ مِنْهُ الْمِلْحَ بِعَمَلٍ وَكَدٍّ
(فَلَمَّا أَنْ وَلَّى): أي أَدْبَرَ
(قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمَجْلِسِ): هُوَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ عَلَى مَا ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ، وَقِيلَ إِنَّهُ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ
(الْمَاءَ الْعِدَّ): بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ ، أي الدَّائِمُ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ وَالْعِدُّ الْمُهَيَّأُ
قَوْلُهُ: (فَأَقَرَّ بِهِ وَقَالَ نَعَمْ)
هَذَا مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ: قُلْت لِقُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى إِلَخْ، أي:قَالَ التِّرْمِذِيُّ لِشَيْخِهِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى إِلَخْ فَأَقَرَّ بِهِ قُتَيْبَةُ، وَقَالَ: نَعَمْ.
في هذا الحديث دليل على إباحة إعطاء الدولة من أموالها للرعية, فأبيض بن حمال قد طلب من الرسول صلى الله عليه وسلمأن يقطعه أرضاً من أملاك الدولة فأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الأرض....ولولا أن الأرض كانت تحوي الملح بكميات كبيرة غير منقطعة لما تراجع الرسول صلى الله عليه وسلم عن عطائه ....فالمعدن غير المنقطع لا يصح أن يملك ملكية فردية بل تكون ملكيته ملكية عامة .....لذا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم امتنع عن إقطاعأرض الملح لأنها ملكية عامة.
أما حين كانت الأرض للدولة فقدأقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة أبا بكر وعمر كما أقطع الزبيرَأرضاً واسعة.
إن إعطاء الدولة من أموالها للرعية سواء أكان المال نقداً أو أرضاً أو سلعاً أو أي شكل آخر من أشكال المال هو مباح بدلالة هذا الحديث, وهذا العطاء هو سبب من أسباب التملك الشرعية للمال.
فللخليفة أو من ينوب عنه من معاونين أو ولاة أو عمالٍ، أن يعطوا من أموال الدولة لأفراد الرعية لسد حاجاتهم أو للانتفاع بملكيتهم.
ومن الأمثلة على سد الحاجات: أن تعطي الدولة للأفرادأموالا لسد ديونهم ... أو تعطي المزارعين أموالا لزراعة أراضيهم.
أما الأمثلةعلى الانتفاع بملكيتهم: فأن تُمَلِّكَ الدولةُأفراداً من الأمة من أملاكها وأموالها المعطلة المنفعة,كأن تقطعَهم بعضَ الأرض ليعملوا فيها فيكسبون المال الحلال ويفيدون المجتمع بإنتاجهم,فهذا الذي تقطعه الدولة للفرد يصبح ملكا له بهذا الإقطاع.
أما نتائج إعطاء الدولة من أموالها للرعية فإنه تنشيط الحركة الاقتصادية وتوفير المواد الزراعية والصناعية اللازمة للمجتمع .....فالأرض المُقْطَعَة تكون معطلة لا فائدة منها لكن حين تُعْطَى لأحدهم فإنه سيعمل فيها ويحولها إلىأرض منتجة صالحة فيخدم نفسه بأن يجد مصدراً للكسب ويخدمَ المجتمع بإنتاج بعض ما يحتاجه من السلع أو الطعام ....وهي من طرق القضاء على البطالة, واستثمار الأرض, واستصلاحها وفوق ذلك فإنها تقوي العلاقة بين الدولة والرعية اذ يُظهِر متابعة الدولة لرعاياها وحرصها على مصالحهم وتوفيرها لاحتياجاتهم مما يعود بالفائدة والمصلحة على المجتمع عامته.
ويلحق بما تعطيه الدولة للأفراد ما توزعه على المحاربين من غنائم وما يأذن به الإمام بالاستيلاء عليه من الأسلاب فكلها أموال مباحة وملكها شرعي. وهي وإن كان ليس لها واقع الآن إلا أن المستقبل القريب سيعيد واقعها إلى حياة الأمة ....فحين قيام دولة الخلافة قريبا باذن الله من جديد ستعيد سيرة الخلافة الماضية تحمل مشعل الجهاد وتفتح البلاد وتوزع الغنائم على المجاهدين في سبيل الله.
اللهم اجعل هذا اليوم قريباً ......اللهم آمين
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
-الحلقة الأولى-
لفضيلة الشيخ سعيد رضوان (أبو عماد)
الثلاثاء، 17 صفر 1436هـ الموافق 09 كانون الأول/ديسمبر 2014م
-الحلقة الثانية-
لفضيلة الشيخ سعيد رضوان (أبو عماد)
الثلاثاء، 24 صفر 1436هـ الموافق 16 كانون الأول/ديسمبر 2014م
-الحلقة الثالثة-
لفضيلة الشيخ سعيد رضوان (أبو عماد)
الثلاثاء، 01 ربيع الأول 1436هـ الموافق 23 كانون الأول/ديسمبر 2014م
- الحلقة الرابعة -
لفضيلة الشيخ سعيد رضوان (أبو عماد)
الثلاثاء، 08 ربيع الأول 1436هـ الموافق 30 كانون الأول/ديسمبر 2014م
- الحلقة الخامسة -
لفضيلة الشيخ سعيد رضوان (أبو عماد)
الثلاثاء، 15 ربيع الأول 1436هـ الموافق 06 كانون الثاني/يناير 2015م
كتبت إحسان الفقيه في موقع عربي 21، مقالا بعنوان (دعوهم للأيام يموتوا) تساءلت فيه: ماذا يريد "حزب التحرير"؟ وما هو برنامجه لتحقيق الخلافة؟ وهل لديه أصلا برنامج؟...
أول ما قرأت المقال قفز إلى ذهني صورة الرجل الكبير الطاعن في السن الذي يمسك يد ابنه ويشير إلى سيدنا نوح عليه السلام قائلا لابنه: خذ حذرك من هذا المجنون لا تسمع له ولا تتبعه، يتوارثون العداوة الجيل بعد الجيل، على مدى ستين عاما كلما انقضى جيل جاء آخر يحذر الآخرين من السماع لهذا المجنون الحالم الساذج واتباع رأيه، علما بأن المجنون لا أحد يحذر أحدا من سماع رأيه لأنه لا يوجد إنسان عاقل يستمع لمجنون، ولكنهم يدركون في قرارة أنفسهم أن هذا الحزب العظيم يحمل فكرا عظيما مبدعا كيف لا وهو يحمل إسلاما نقيا صافيا مبلورا واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار، يبدو أنهم غيروا التهمة إلى تهمة جديدة تروق لجيل الطنطات أكثر، حزب افتراضي تنظيري، متأثرين بعالم النت الافتراضي.
فإذا كان حزب التحرير كائنا افتراضيا يثرثر ويثرثر وليس لديه مشروع فلماذا تشنون عليه الحرب الشعواء، ولماذا تضيعون أوقاتكم وجهودكم في محاربة كائن افتراضي تنظيري ثرثرته لا تسمن ولا تغني من جوع؟!
تتهم الكاتبة حزب التحرير بالحقد على الجميع، فهو يتهم مرسي وأردوغان ولا يعجبه حماس ولا طالبان ولا القاعدة.
أقول ردا: لم تؤلف كتب ولم تكتب مقالات ولم تلق خطب ولم تبذل مؤسسات قصارى جهدها للطعن في حزب أو حركة إسلامية كما طعن في حزب التحرير، لم يحقد حزب التحرير على أحد ولم يلوث يديه بدماء أحد من المسلمين رغم قيام بعض المشايخ بتسليم شبابه للمخابرات، لم يساوم ولم يداهن أبدا على حساب عقيدته ومبدئه... عملا بقوله تعالى ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ وقوله تعالى ﴿وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ﴾، لم يشارك الأنظمة الطاغوتية الكافرة في مصلحة من المصالح، ولم يعقد صفقات قذرة مع الأنظمة، ولم يتلق دعما من أي جهة كانت، لا دعما سياسيا ولا إعلاميا ولا اقتصاديا، محارب من أهل الباطل، ولكن أهل الحق معه في كل مكان، له وجود في كثير من دول العالم.
ورغم كل المؤلفات التي ألفت في الطعن به إلا أنه لم يؤلف كتابا واحدا في الطعن في الحركات الإسلامية، لأنه يعتبرهم إخوة في الدين لا يجوز خوض معارك معهم، لأن المعركة يجب أن تبقى مشتعلة مع العدو الغربي الكافر، مع الرأسمالية والاشتراكية والعلمانية، فهم العدو الحقيقي وليسوا إخوة العقيدة.
أما انتقاده لحماس ومرسي وأردوغان باعتبارهم حكاما وليسوا أحزابا أو حركات، فقد أخذ الحزب على عاتقه كشف الحكام وأعمالهم المخالفة للإسلام، وأما طالبان والقاعدة والجيش الحر وجبهة النصرة فلم يصدر عن الحزب هجوم عليهم، بل يقدم لهم النصيحة تلو النصيحة مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «الدين النصيحة».
ثم تتهم الكاتبة أن الحزب يناقض منهجه القائم على الخلافة لأنه حارب تنظيم الدولة، الحزب لم يحشد طاقاته لمحاربة تنظيم الدولة، وإنما بذل جهده في الحفاظ على صورة الخلافة نقية بعيدة عن التشويه الذي نتجت عن تصرفات تنظيم الدولة من قتل للناس بالشبهة وتكفير لهم واستحلال لدمائهم وأموالهم.
تتهم الكاتبة تقي الدين النبهاني أنه أنشأ حزب التحرير عام 1952 في توقيت مشبوه وظروف مريبة لإقامة الخلافة الإسلامية، وتلمح إلى أن إصدارات الحزب قديما وحديثا تشعر بأنها كتبت من قبل مستشرق غربي يريد تخدير الأمة بالأحلام الوردية والوعود التي بلا تخطيط، ولا إنجازات ملموسة.
وتتهم الحزب بأنه يقوم بإلهاء وتضليل لصالح جهة ما، وربما دون علمه.
أقول لأختنا الكاتبة قام حزب التحرير سنة 1953 أي بعد نكبة فلسطين بخمس سنين فكانت الهزة الثانية التي هزت الأمة وقد سبقها هزة أعنف منها هزة زلزلت كيانهم وقسمت بلادهم وقضت على دولة الخلافة، وترتب على ذلك تمزيق العالم الإسلامي ووقوعه تحت الاستعمار.
فقام تقي الدين النبهاني ومن معه من العلماء (وهم خريجو الأزهر) فدرسوا واقع الأمة الإسلامية حاضرا وماضيا وما مر بها وأسباب ذلك، ودرسوا واقع المسلمين وواقع المجتمع في البلاد الإسلامية وعلاقة الأمة بالحكام وما يطبق عليها من أنظمة وقوانين، كما درسوا الأفكار والمشاعر التي تسيطر على المسلمين في مجتمعهم ثم عرضوا ذلك على أحكام الإسلام فخرجوا من كل هذه الدراسة بفكرة معينة واضحة وأقاموا عليها حزب التحرير.
فقد توصلوا إلى أن القضية المصيرية للأمة هي إعادة تطبيق الإسلام في الحياة والدولة والمجتمع وحمل الإسلام رسالة إلى العالم، كما توصل حزب التحرير إلى الطريقة التي يجب أن يسلكها لتحقيق الغاية وهي طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي سار بها في مكة.
تتحدث الكاتبة عن عدم وجود خطة ولا برنامج لإيجاد الخلافة.
إن الخطة أو البرنامج الذي اتبعه حزب التحرير كان وفق الطريقة التي اتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والصراع الفكري والكفاح السياسي وطلب النصرة وأخذ قيادة الأمة بالأعمال الفكرية التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقام بها الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، أما تجهيز الجيوش وقتال الأعداء فلم يقم بها رسول الله إلا بعد أن استلم الحكم في دولة مستقرة حقيقية فيها سلطان وأمن.
ولم ينفذ أي مشروع اقتصادي أو اجتماعي إلا بعد أن استلم الحكم، عندها قام برعاية شؤون الأمة، أما قبل استلام الحكم فلم يقم بأي عمل وإنما اكتفى بالأقوال والأقوال فقط وهل عمل الرسل إلا القول فقط، فإذا ما تم للرسول استلام الحكم عندها قام بالأعمال المادية من تجهيز للجيوش والقتال وجمع الأموال من الرعية وإنفاقها عليهم وإيجاد فرص العمل والقضاء على الفقر والبطالة والفساد والإشراف على ثروات الأمة وتنميتها وتوزيعها توزيعا عادلا.
هذه هي طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن نتقيد بهذه الطريقة ولا نحيد عنها قيد أنملة حتى لو تعرضنا لحقد الحاقدين وسخرية المستهزئين.
إن حزب التحرير هو الحزب الإسلامي الوحيد الذي لديه مشروع متكامل قابل للتطبيق الفوري بمجرد استلامه للحكم من دستور ونظم اجتماعية واقتصادية وحكم وسياسة تعليم وسياسة خارجية،... وهذا ما يثير عليه أحقاد الغرب الكافر وعملائه من الحكام والمثقفين والإعلامين والسياسيين وغيرهم، أنه يحمل إسلاما نقيا صافيا بعيدا عن وحشية الرأسمالية وقذارة الديمقراطية وظلم الدكتاتورية الاشتراكية.
إذا لم يكن حزب التحرير هو الذي يملك برنامجا لإقامة دولة الخلافة، وبرنامجا كاملا متكاملا لحكم وإدارة هذه الدولة؛ فمن هم الذين عندهم برنامج يا تُرى!!!
ثم تتساءل الكاتبة: هل سمعتم أن حزب التحرير شارك بالقتال في العراق أو سوريا أو فلسطين أو غيرها؟ هل قدموا شهيداً واحداً يحارب في معركة لنصرة الإسلام؟
منذ اليوم الأول عرف حزب التحرير نفسه بأنه حزب سياسي يريد إقامة الخلافة بالطريق السياسي، ولم يقدم نفسه كفصيل عسكري ولم يقدم نفسه كجمعية خيرية، فإذا أنشأ مجموعة من الناس قناة إعلامية هل يقال لهم لماذا لا تنشئون فصيلا عسكريا لكم لتحرروا فلسطين؟!
وإذا أقام بعضهم مدرسة للنهوض بأبناء المسلمين هل يقال لهم لماذا لا ترسلون أولاد المدرسة للعراق ليقاتلوا؟! إن أفراد الحزب يقاتلون المحتل باعتبارهم مسلمين كما يقومون بفرض الصلاة والصيام وغيرها من العبادات.
أما عن الشهداء فقد قدم حزب التحرير المئات من شهداء كلمة الحق في العراق وليبيا والشام وكازاخستان وقرغيزستان وداغستان وروسيا وفلسطين وأوزبكستان، وقضى شبابه زهرة شبابهم في سجون العملاء والخونة، ويكفيهم شرفا أنهم مع سيد الشهداء عند الله مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله...» ويكفي شباب حزب التحرير شرفا أنهم يقومون بأعظم أنواع الجهاد مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «أعظم الجهاد كلمة حق عند ذي سلطان جائر».
أما المؤتمرات التي قام بها حزب التحرير في ذكرى سقوط الخلافة لتذكير الأمة بأهم قضية في حياتهم قضية إقامة الخلافة فهي تاج الفروض بها تقام الفروض وتحد الحدود وتحمى ثغور الإسلام وتفتح البلدان وينشر الإسلام فيها رسالة هدى ونور إلى العالم أجمع.
ولكن الذين يكرهون عز الإسلام والمسلمين والذين هالهم أن يجدوا الملايين المؤيدة لفكرة الخلافة ينظرون إلى تلك المؤتمرات نظرتهم إلى اللطميات.
ثم تتهم الكاتبة الحزب بالجهل الفاضح في علوم الشريعة وفتاويه الشاذة وتقول أنها أثارت حفيظة العلماء، الذين حذروا من جهلهم وتطفُّلهم على العلم الشرعي.
إن العلامة تقي الدين النبهاني رحمه الله خريج الأزهر والشيخ العالم عبد القديم زلوم رحمه الله خريج الأزهر وغيرهما ليسوا متطفلين على العلم الشرعي، تشهد لهم كتبهم وعلومهم وفتاواهم، والخلافات بين العلماء والمجتهدين أمر معروف وقديما قيل اختلاف الأئمة رحمة للأمة، أما الفتاوى الشاذة التي عرضتها الكاتبة، فهذه مواقع حزب التحرير على النت وفتاويه على النت فلتأت بتوثيق للأكاذيب التي ذكرتها.
أما الأسماء التي ذكرتهم أنهم تبرؤوا من الحزب، فلم يحدث ذلك بل ظلوا يحملون أفكار الحزب رغم فصلهم.
أما العبارة التي بدأت الكاتبة مقالتها وأنهتها بها وهي المقولة المنسوبة لأبي الأعلى المودودي -رحمه الله- (لا تجادلوهم دعوهم للأيام يموتوا) فقد أكد الواقع فساد العبارة وأن حزب التحرير ازداد مع الأيام عددا وقويت شوكته ويسير بخطوات ثابتة ومتسارعة نحو تحقيق الهدف واقترب من النصر بإذن الله ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
هذا هو حزب التحرير الذي أقض مضاجع أعدائه فصاروا يضربون خبط عشواء لا يعرفون بماذا يتهمونه؟ وكيف يوقفونه؟
أتوجه بنصيحة المشفقة إلى الساخرين من الحزب أن يكفوا عن سخريتهم حتى لا يكونوا كالكفار الذين صور الله حالهم في الدنيا والآخرة ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [المطففين: 29-36].
وحتى لا يكونوا مثل قوم نوح عندما سخروا منه بعد أن تحول من دعوتهم إلى صنع السفينة التي أمره الله بصنعها ﴿وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ﴾.
لا تجعلوا من أنفسكم أدوات في يد الكفار لمحاربة حزب التحرير، فتخسروا آخرتكم لدنيا غيركم، فإن من يحاربه يحارب فكرة الخلافة ومن يحاربه يحارب أحكام الشرع المتوقف تطبيقها على إقامة الخلافة على منهاج النبوة.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجاح السباتين - أم معاذ