السبت، 24 محرّم 1447هـ| 2025/07/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق دي ميستورا يروج لسم الحل الأمريكي

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 737 مرات


الخبر:


نفى مبعوث الأمم المتحدة لدى سوريا ستيفان دي ميستورا الثلاثاء 2014/12/9 إمكانية أن يستفيد الرئيس السوري بشار الأسد من الهدنة المقترحة في مدينة حلب في شمال البلاد، قائلاً إنها انطلاقة نحو عملية سياسية وحيوية من أجل السماح بدخول المساعدات .وقال دي ميستورا لوكالة "رويترز": "إنّه ليس وقفاً لإطلاق النار مثلما هي الحال في حمص (...) تحتاج المعارضة إلى أن تشعر بالراحة تجاه خطة للأمم المتحدة التي لها هدف واحد هو وقف القتال وجلب المساعدات ووقف هذا الصراع، وذلك يبدأ من حلب".


التعليق:


يسعى المبعوث الأمريكي، الذي يرتدي قبعة الأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، للترويج لخطته التي عرضها في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي أمام مجلس الأمن، تلك الخطة التي تدعو إلى "تجميد القتال" في مناطق الصراع الساخنة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية لتحسين أوضاع المدنيين بزعمهم، تمهيدا لإجراء تسويات مناطقية للنزاع تكون نواة لترتيبات أوسع وأشمل لكافة مناطق المواجهات المسلحة، وتجميد الحرب بشكل تدريجي في أماكن أخرى. وقد حدد دي ميستورا محافظة حلب لتكون هي بداية الانطلاق لخطته تحت اسم "حلب أولا". كما تستهدف الخطة التمهيد لعمليات مصالحة بين الثوار والنظام وتشكيل إدارات محلية تتولى إدارة المناطق التي سيتم تجميد القتال فيها. وخطته هذه لا تشتمل على ذكر أي مراحل انتقالية، ولا تبحث في مصير الأسد، بل ولا تبحث في تشكيل حكومة انتقالية كما جاء في اتفاق جنيف1، وهذا كله يعد قفزاً فوق بنود جنيف-1.


وكان فريق دي ميستورا قد رتب جدولا لعقد لقاءات عدة يوم الاثنين 2014/12/8 مع عدد من فصائل الثوار في مدينة غازي عنتاب التركية، إلا أن الفصائل فوضت مجلس قيادة الثورة بلقاء المبعوث الدولي نيابة عنهم. وقال رئيس مجلس قيادة الثورة قيس الشيخ بعد لقائه دي ميستورا "إن المبعوث الدولي شرح خلال اللقاء مبادرته، والنقاط التي تتضمنها، بينما طلب المجلس وقتاً لدراستها والرد عليها بعد التشاور حولها داخل المجلس، ومع كافة القوى الثورية والشخصيات المعارضة قبل إعلان موقف نهائي منها". بينما اكتفى موقع الحكومة المؤقتة على شبكة الإنترنت، بإيراد خبر مختصر عن الاجتماع بين أحمد طعمة رئيس الحكومة المؤقتة ودي ميستورا، جاء فيه أن المبعوث الدولي "عرض خلاله خطته المتعلقة بتجميد القتال في مناطق سورية، وأكد على وجوب البدء بها من حلب. بينما أكد الدكتور طعمة من جانبه على ضرورة ربط المبادرة بحل سياسي شامل للأزمة السورية".


يأتي مسعى دي ميستورا، المبعوث الأمريكي، في محاولة أخرى من قبل أمريكا، للترويج لسم الحل الأمريكي ولو بسياسة خطوة - خطوة. فأمريكا، التي تتخبط في أزماتها الداخلية والخارجية، وتكسرت مؤامراتها وأدواتها على صخرة الصمود البطولي لأهلنا في الشام، وعجزت عن كسر إرادتهم وتركيعهم لمخططاتها الشيطانية، وفشلت في التغلب على إرادة الإيمان عندهم وتوكلهم على رب العالمين برغم ما أصابهم من ضر ومن محن تزلزل الجبال الراسيات، فهي ترسل المبعوث تلو المبعوث، يروحون ويجيئون، إلى أن تتمكن من صناعة أدوات من العملاء الذين يمثلون "على" المسلمين، ولا يمثلون المسلمين، فتكوِّن منهم العميل اللاحق مكان العميل السابق، وذلك بوجه أقل سواداً لخداع الناس في محاولة يائسة لفرض سموم حلها الذي تسميه "حلا سياسياً" ولو أنه معمَّد بدماء وأشلاء الشهداء الذين قضوا على أيدي عميلها طاغية الشام تحت مرأى ومسمع من العالم كله جهاراً نهاراً.


إننا نحذر أولئك المتاجرين بدم الشهداء من أن ادعاءهم الجهل تبريراً لفعلتهم ليس عذرا لهم، ونهيب بأهلنا جميعا الصامدين الذين قدموا الغالي والنفيس لا ليتخلصوا من بشار وعصابته فقط بل لينصروا دين الله ويفوزوا برضوانه، نهيب بهم أن يأخذوا على أيدي هؤلاء السفهاء الذين يروجون للسم الأمريكي تحت مسميات شتى وعبر مبعوثين يدّعون لباس الطهر وهم رسل الشيطان الأمريكي.


وإننا في حزب التحرير نحذر من يضع يده بيد الأمريكان وأشياعهم المجرمين (حكام المسلمين) من غضب المنتقم الجبار، ثم من غضبة أهل الشام الثائرين الذين قدموا التضحيات الجسام لنُحْكَمَ على أنقاض الطاغية بعدل الإسلام لا بظلم من تعمل أمريكا على إعدادهم ليكونوا مطية لها وأدوات رخيصة تستغلها بعد إزالة رأس النظام والإبقاء على جذوره الآسنة متحكمة بكافة الفروع الأمنية والعسكرية المجرمة.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق تشكيل تحالف إقليمي لمواجهة الحركات التكفيرية والمتطرفة خدمة لأمريكا

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 548 مرات

 

الخبر:


عقد وزراء خارجية إيران والعراق وسوريا اجتماعاً في طهران ووصل وزير الدفاع الأميركي المستقيل هيغل إلى بغداد للبحث في ترتيبات انتشار 1600 عسكري أميركي يتوقع وصولهم إلى العراق قريباً، وقالت مصادر إيرانية أن اللقاء الثلاثي في طهران بحث في تشكيل تحالف إقليمي لمواجهة الحركات التكفيرية والمتطرفة، مشيرة إلى أن مندوبين عن فصائل عراقية وفلسطينية ولبنانية قريبة من إيران وصلوا طهران لتنسيق المواقف، وأن وفداً من عشائر العراق وصل إلى إيران للقاء كبار المسؤولين فيها.


وأكدت المصادر المطلعة على نشاط الوفود أن الجانب الأميركي لا يعارض التوجه الإيراني، خصوصاً بعد عمليات جس النبض التي نفذتها إيران من خلال قصف طائراتها لمواقع داعش.


التعليق:


قبل التعليق على خبر اجتماع وزراء خارجية إيران وسوريا والعراق أقول بأن البعض ظن بأن مثل هذا الاجتماع سيكون للرد على العدو المغتصب لفلسطين على غاراته المستمرة على مراكز عسكرية في سوريا لتدمير سلاح يرسل لحزب الله.


كان هذا البعض يظن أن إيران ستبدأ باستعمال السلاح الذي يدمر نصف كيان يهود حسب زعمهم، ولكنها لم تفعل بل دعت ونسقت وجهزت للقتال بين المسلمين، مهما كان التوصيف للآخر بأنه تكفيري أو متطرف.


وهل الشرع يسمح للمسلمين بقتل بعضهم البعض لمجرد غلو أحدهم في فهمه للإسلام؟ وهل تعاطى الخلفاء الراشدون مع مثل هذه الحالات بالدعوة إلى القتل وإقامة أحلاف مع الكفار لمقاتلة إخوانهم المسلمين بحجة التطرف والتكفير والإرهاب تلبية لأوامر السيد الأميركي الذي لا يجوز رد طلب له عندهم، أو طمعاً في نفوذ عسكري وسياسي لن يدوم، حتى لو كان ثمن ذلك دماء المسلمين التي كان الأجدر أن تراق في مواجهة عدو الله ورسوله وعدو الأمة الإسلامية، أميركا وكيان يهود والغرب الكافر المستعمر؟


إن حلفاً كهذا لا يمكن أن نسميه إلا حلف أميركا لتجعل المسلمين يقاتل بعضهم بعضاً لحماية مصالحها مع كيان يهود من جهة ولتمنع أو تؤخر تحرك أبناء الأمة المخلصين الواعين من إقامة دولة الخلافة الحقيقية على منهاج النبوة التي تقضي على مصالح أميركا والغرب. لذلك تلعب الورقة الأخيرة بإحراق البلدان الإسلامية بأيدي المسلمين وبأموالهم وبتخطيط منها وتنفيذ الدول القائمة في عالمنا الإسلامي مثل إيران والعراق وسوريا وتركيا والسعودية وقطر والأردن ومصر وليبيا وتونس.


أما الفصائل العراقية والفلسطينية واللبنانية فلا نقول لها سوى أن تتقي الله في مقاتليها الذين انضموا إليها بهدف تحرير بلاد المسلمين المغتصبة، وليس لقتال أبناء الأمة مهما كان الاختلاف معهم، فاتقوا الله في دماء المسلمين واتقوا الله في تمزيق الأمة إلى مذاهب وفرق يكفّر بعضهم بعضاً، وقِفوا في وجه كل دولة تريد جرَّكم إلى معارك تريقون فيها دماء مسلمين دون أن يكون في ذلك رضاً لله وتطبيقٌ لشرعه بل خدمة للكافر المستعمر وعلى رأسه أميركا، الشيطان الأكبر الذي لا يمكن أن يرضى عن أي مسلم إن لم يركن إليه ويتبعه، وتذكروا قوله تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾.


وهذا التحذير موجّه لنا بصفتنا مسلمين أيضاً، لذلك ارفضوا قتال أي مسلم خدمة لأميركا، بل قاتلوا أميركا واعملوا لدولة قوية تجمع المسلمين كلهم لمحاربتها تحت راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ألا وهي دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وهذا هو الفوز في الدنيا والآخرة.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور محمد جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق تجميد القتال مصطلح تضليلي جديد

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 794 مرات


الخبر:


ذكرت العربية نت أن المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، يتوجه اليوم السبت، إلى بروكسل للقاء وزراء الخارجية الأوروبيين، غداً الأحد، في محاولة لحشد الدعم لخطته بشأن وقف إطلاق النار في مدينة حلب.


وخلال لقاء مختصر مع عدد من الصحافيين في لندن، شرح دي ميستورا تفاصيل خطته لوقف العنف في سوريا عبر تجميد القتال في بعض المناطق بدءا من حلب، وذلك بعد أسابيع من الغموض حول هذه الخطة.


وأوضح المبعوث أن خطته التي سيستند إليها قرار مجلس الأمن المقبل حول سوريا، ستتضمن وقف جميع العمليات العسكرية في حلب، وبنودا رادعة لمنع النظام السوري من تصعيدها في أماكن أخرى من سوريا، مطمئناً بذلك المعارضة المتخوفة من استغلال الأسد لتجميد القتال لتحقيق تقدم على الأرض.


وشرح الفرق بين تسمية "وقف إطلاق النار" و"تجميد القتال"، حيث رأى أن "وقف إطلاق النار" يمكن أن ينهار بطلقة واحدة، حسب تعبيره، ولا يضمن بالضرورة فك الحصار، بينما من شأن "تجميد القتال" أن يفضي بصورة تدريجية إلى وقف كلي للأعمال العسكرية وبصورة مستدامة.


التعليق:


لم يعد خافياً على أي مراقب أو متابعٍ للأحداث أن خطة ميستورا ما هي إلا حلقة في مسلسل الخداع الأمريكي، والغرض من هذه الحلقة لا يختلف عن الهدف الأمريكي من الحلقات السابقة لهذا المسلسل؛ إطالة عمر نظام المجرم بشار، وإغلاق الأبواب في وجه المخلصين من الثائرين في سوريا، العاملين لإقامة الخلافة الحقيقية على منهاج النبوة، وتفويت الفرصة عليهم.


وخطة ميستورا - الحلقة الأمريكية الجديدة في مسلسل الخداع - تضمنت مصطلحاً تضليلياً جديداً، وهو مصطلح "التجميد"، وهو نفسه - ميستورا - فرّق بينه وبين "الوقف" لإطلاق النار، مبرراً أن "الوقف" قد يُخرَق برصاصة واحدة، لكن أمريكا أرادت بالتجميد الوقف التدريجي للقتال، ولكن السؤال من الذي سيبدأ وقف القتال؟ ثم لو قامت قوات المجرم بشار بإلقاء بعض البراميل المتفجرة في أماكن متفرقة، فمعنى هذا أنه لن يعدَّ خرقاً للتجميد، والسبب أنه تجميد، وليس وقفاً تامّاً للقتال، وسيدّعي ميستورا أن هذه البراميل لا تشكل خرقاً للتجميد، فهو تدريجي..


هذه رسالة أوجهها للفصائل والمجاميع المقاتلة في سوريا ولقادتها، لا تخدعَنْكم أمريكا بمصطلحاتها ومخططاتها ومؤامراتها، فأمريكا لا تريد لشعوب هذه المنطقة شيئاً من الخير، بل هي تمكر بها، وإياكم أن ينطلي عليكم المكر الأمريكي بتغيير المصطلحات، واختراع كلمات ومصطلحات براقة، تحمل في ثناياها سموم الحقد الأمريكي على الأمة الإسلامية، وسموم المكر بالثورة المخلصة في سوريا.


توجّهوا نحو مشروع الأمة الكبير، مشروع الخلافة الحقيقية على منهاج النبوة، التي ينادي بها حزب التحرير، ولديه البناء الحقيقي المُحْكَم لهذه الدولة، ولديه الوعي على الواقع بمختلف أطرافه الفاعلة فيه، ولديه الإخلاص الخالص - ولا نزكي على الله أحداً -، فالرائد لا يكذبُ أهله.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو محمد خليفة

إقرأ المزيد...

مع الحديث لو كنتم كما تكونون عندي

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1000 مرات


نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان في حلقة جديدة من برنامجكم مع الحديث الشريف ونبدأ بخير تحية فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



عَنْ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ التَّمِيمِيِّ الْأُسَيِّدِيِّ قَالَ:


"كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْنَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيَ الْعَيْنِ، فَقُمْتُ إِلَى أَهْلِي وَوَلَدِي فَضَحِكْتُ وَلَعِبْتُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ الَّذِي كُنَّا فِيهِ فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ: نَافَقْتُ نَافَقْتُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّا لَنَفْعَلُهُ، فَذَهَبَ حَنْظَلَةُ فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا حَنْظَلَةُ، لَوْ كُنْتُمْ كَمَا تَكُونُونَ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ أَوْ عَلَى طُرُقِكُمْ، يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً"


جاء في شرح سنن ابنِ ماجَه للسِّنْدِيّ:


قَوْلُهُ (نَافَقْتُ): أَيْ تَغَيَّرَ حَالِي بِحَيْثُ لَا يَنْبَغِي الْغَفْلَةُ عَنْهُمَا لِمَنْ آمَنَ بِهِمَا، فَالْغَفْلَةُ عَنْهُمَا تُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْإِنْكَارِ الْبَاطِنِيِّ لِوُجُودِهَا، وَبِالْجُمْلَةِ فَقَدْ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ وُجُودُ الْإِيمَانِ بِهِمَا فِي قَلْبِهِ بِلَا شَكٍّ وَعَدَّهُ نِفَاقًا وَبِهَذَا ظَهَرَ أَنَّ الشَّكَّ فِي الْإِيمَانِ لَيْسَ بِمُكَفِّرٍ وَإِنَّمَا الشَّكُّ فِي الْمُؤْمِنِ بِهِ هُوَ الْمُكَفِّرُ


قَوْلُهُ (لَوْ كُنْتُمْ كَمَا تَكُونُونَ):


نَبَّهَهُمْ عَلَى أَنَّ الْحُضُورَ لَا يَدُومُ عَادَةً وَعَدَمُهُ لَا يَضُرُّ فِي وُجُودِ الْإِيمَانِ فِي الْقَلْبِ، وَالْغَفْلَةُ إِنَّمَا تُنَافِي الْحُضُورَ فَلَا يَلْزَمُ مِنْهَا عَدَمُ الْإِيمَان؛ سَاعَةً يَكُونُ الْحُضُورُ لِيَنْتَظِمَ بِهِ أَمْرُ الدِّينِ وَسَاعَةً تَكُونُ الْغَفْلَةُ لِيَنْتَظِمَ بِهَا أَمْرُ الدِّينِ وَالْمَعَاشِ وَفِي كُلٍّ مِنْهُمَا رَحْمَةٌ عَلَى الْعِبَاد .


يُؤكِّدُ الحديثُ الشريفُ الذي بين أيدينا أموراً عِدّةً، منها:


أولاً: أنَّ مفهومَ (ساعةً وساعةً) لا علاقةَ له لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ بما يفهَمُهُ البعضُ بأنّهُ ساعةٌ لكَ وساعةٌ لربِّكَ. فمن المفروغِ منه أنَّ حياةَ المسلمِ كلَّها للهِ عزَّ وجلّ، كما قال تعالى مُعلِّماً عبادَهُ أنْ يقولوا: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)


فليس في حياةِ المسلمِ شيءٌ لغيرِ اللهِ لأنَّ اللهَ (اشْتَرَىْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) فباعَ المسلمونَ جميعاً ما يَمْلِكُونَ ثَمناً للجنّة، نعمْ قد تكونُ في حياةِ المسلمِ ساعةُ يَقْظَةٍ وساعةُ غَفْلَةٍ، وساعةُ قوّةٍ وساعةُ ضَعْف، وساعةُ قُرْبٍ وساعةُ بُعد، ولكنْ سُرعانَ ما يتذكَّرُ ويتبصَّر؛ فيدفعَ الغفلةَ ويُقوِّيَ الضّعف، ويفِرَّ إلى الله، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)


وجاء في الحديثِ الشريف: (كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ)


ثانيا: أنّ الوعظَ والإرشادَ لا يكفي لوحدهِ لأنْ يكونَ طريقاً في بناءِ الشخصياتِ وتغييرِ السلوك. فالجنةُ والنارُ والتّرهيبُ والتّرغيبُ كلٌّ من الإسلام. ولكن يجبُ أنْ لا يَغْفَلَ عُلماؤُنا وحملةُ الدعوةِ أنْ لا غِنىً أيضاً عن الأفكارِ والمفاهيمِ الإسلاميّةِ التي يحتاجُ لها كلُّ مسلمٍ في حياتِهِ اليوميّةِ والتي تؤثِّرُ في سلوكِهِ تأثيراً مُنتِجاً ومُركَّزا. فعلى المسلمِ بالإضافةِ إلى وَعيِهِ على نعيمِ الجنّةِ وعذابِ الآخرة، أن يَعِيَ مثلاً حقيقةَ الصِّراعِ بين الإسلامِ والكُفرِ ويَعِيَ حقيقةَ الدّيمقراطيةِ والعَلمانيّةِ والرأسماليّةِ ويَعِيَ حقيقةَ العقيدةِ الإسلاميّةِ من كونِها عقيدةً رُوحِيَّةً وسياسيّةً ويَعِيَ أنَّ الإسلامَ جاءَ لِيُطَبَّقَ ويَعِيَ أنْ لا تطبيقَ للإسلامِ إلاّ بدولةٍ ويَعِيَ أسبابَ تأخُّرِنا وسبيلَ نهضَتِنا.


قال تعالى:


(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)


وقال تعالى: (كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ)

 

احبتنا الكرام وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

إقرأ المزيد...

لن تُغني مؤتمراتكم عنكم من الله شيئاً

  • نشر في سياسي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 815 مرات

 

يجتاح مصر هذه الأيام هوس المؤتمرات التي تبحث في موضوع واحد؛ هو الخلافة والحاكمية ونظام الحكم... ومن ثم الإرهاب، ومعروف لنا وللجميع ماذا يعني الإرهاب في عُرفهم؟! فهو ولا شك يعني كل حركة أو تنظيم يجعل من الحكم بالإسلام قضية مصيرية له، يعني محاولة الأمة استعادة زمام المبادرة لتعود كما كانت خير أمة أخرجت للناس، يعني حمل الإسلام باعتباره نظاما شاملا للدولة والحياة والمجتمع. لقد عقد الأزهر مؤتمرا أوليا لمحاربة الإرهاب يوم الثلاثاء 2014/12/2م، تناول فيه شيخ الأزهر في كلمته الافتتاحية مسألتين مهمتين هما اللتان ترعبان الغرب الكافر ويحسب لهما ألف حساب، ألا وهما الجهاد والخلافة. فقال "إن الجهاد لم يُشرَع في الإسلام إلا للدِّفاع عن النفسِ والدِّينِ والوطَنِ،... وأنَّ علةَ القتالِ العدوانُ لا الكُفرُ.. وإن إعلانَ الجهادِ ومُباشرتَه لا يجوزُ أن يتَولَّاه أحدٌ إلا وليّ الأمرِ"، لتبدأ من بعد هذا المؤتمر هوجة المؤتمرات التي تصب في الاتجاه نفسه، إذ عُقد في القاهرة الأربعاء 12/10 مؤتمر للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة برئاسة الأزهر أيضا "لمواجهة مخاطر المرحلة الراهنة حيث تواجه الأمة الإسلامية تحديات كبيرة ترتبط بالإرهاب والتطرف" كما يقول منظمو المؤتمر، في حين عقدت وزارة الأوقاف يوم السبت 12/13 صالونا ثقافيا تزمع الوزارة جعله أسبوعيا، لتتناول في أسبوعه الأول ما تعتبره قضايا شائكة كالجهاد والحاكمية والخلافة بين الماضي والحاضر وقضايا نظام الحكم، كما تعتزم الوزارة نفسها إقامة دورات عدة تحت عنوان: "معا لمواجهة الإرهاب" للأئمة والخطباء المصريين والعرب والأفارقة وغيرهم، ليأتي بعد ذلك مؤتمر دار التحرير للطباعة والنشر "التي تصدر عنها جريدة "الجمهورية" الحكومية الذي يُعقد في فندق الماسة يومي 14 و 15 ديسمبر الحالي تحت عنوان "ضد الإرهاب".


قد يستطيع المرء أن يستوعب أن تكون الخلافة وسعي الأمة لإقامتها همّاً يؤرق الغرب الكافر صباح مساء، فيتداعى على الأمة بقضه وقضيضه، وبوارجه وطائراته، ويطلق كلابه من المبشرين والمستشرقين لينهشوا في لحم الأمة وإسلامها وتاريخها وحضارتها، قد يستوعب المرء كل ذلك إدراكا منه للحقد الصليبي الموروث لديه والذي ما زال ظاهرا في كل تصرفاته تجاه الإسلام والمسلمين، ولتخوف الغرب الكافر من زوال هيمنته ونهبه لثروات الأمة ومقدراتها، ذلك أن الخلافة وحدها هي من ستقطع دابرهم وتقضي على هيمنتهم وتعيد للأمة ثرواتها المنهوبة، وهو أي الغرب لن ينسى أبدا كيف حمل المسلمون الإسلام رسالة هدى ورحمة للعالمين فاجتاحت خيول المسلمين أطراف أوروبا وكادوا أن يقضوا عليها قضاءً مبرماً.


وقد يمكن للمرء أن يستوعب أن ينساق حكام الأمة الرويبضات وراء دول الغرب الكافر، فما هم سوى أدوات رخيصة في يده يحركها كيفما يشاء، ما هم سوى أشباه رجال باعوا دينهم بثمن بخس أن يرضى عنهم أعداء الأمة الذين صنعوهم على عين بصيرة، ليكونوا كالميت بين يدي الغسَّال، أو كالخشبة تتقاذفها الأمواج لا حول لهم ولا قوة، يُنفذون كل ما يملى عليهم ولو كان ضد دينهم ومصلحة أمتهم، فلقد نسوا الله فأنساهم أنفسهم. وهم ولا شك عقبة كأْدَاء أمام الأمة في سعيها نحو التغيير، ولقد أدركت الأمة ذلك وأبغضتهم وكرهتهم وكرهت أفعالهم فثارت عليهم وألقت ببعضهم في واد سحيق، وهي بإذن الله ستظل تناضل من أجل كنس أنظمتهم الفاسدة البغيضة لتقيم دولتها دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.


كما قد يمكن للمرء أن يستوعب أن يناهض فكرة الخلافة ويقوم بتشويهها ويشن حرباً شعواءَ على الإسلام وأحكامه ومفاهيمه، جماعةٌ من العلمانيين الذين انضبعوا بحضارة الغرب وثقافته، فيخرج أحدهم علينا ليقول عن القرآن بأنه كتاب تاريخي يجوز نقده، وأن فيه ما هو صالح لكل زمان ومكان كالصلاة والصيام، وفيه ما ليس بصالح لكل زمان ومكان كالجهاد، ويخرج علينا مخرف آخر ليقول أن الخلافة بدعة والجهاد همجية، وآخر وكلته الدولة ليشرف على تعديل المناهج التعليمية يخرج علينا ليقول إفكاً وبهتاناً عظيما؛ أن القرآن كان منحازا لموسى وبني إسرائيل تجاه فرعون المصري. وما كان لهؤلاء أن يلتفت إليهم أحد لولا أن النظام الساقط أفرد لهم مساحات كبيرة في إعلامه الخبيث ليطلوا على الناس كل يوم بوجوههم القبيحة ليبثوا سمومهم للناس.


أما أن ينضم لتلك الفئة المنحطة قوم سُمّوا بالعلماء، من مشايخ ورجالات الأزهر ليجاروهم في عداوتهم للأمة وتاريخها ونظام حكمها وأحكام شريعتها، ويؤصلوا انحرافاتهم وبهتانهم بليّ أعناق النصوص، فهذا والله لهو المصاب الجلل والخطب العظيم، وكأني بهؤلاء القوم قد ضلوا الطريق وأضلوا مَن خلفهم من أبناء الأمة الذين تربوا على توقير العلماء وتقديرهم وإنزالهم منازلهم، لقد أبوا أن يكونوا صوتاً ناطقاً بالحق لا يخاف في الله لومة لائم، ورضوا أن يكونوا أبواقاً للباطل يطبّلون له ويزمرون، بل ويحرفون الكلم عن مواضعه وما خافوا يوما تشخص فيه الأبصار، وما كانوا بحق ورثة الأنبياء كما ينبغي لهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَعْنِي رِيحَهَا».


قد يظن الغرب أنه قادر على الانتصار في معركة محاربة الإسلام التي يخوضها تحت شعار مضلل، وهو "الحرب على الإرهاب"، عندما يرى حكام الأمة وهم منبطحون لا يردّون يدَ لامس، ويرى أبواقه في الصحافة والإعلام يرددون ما يُملى عليهم كالببغاوات، يسيرون خلف الغرب معصوبي الأعين لا يرون إلا ما يريهم إياه، وعندما يرى علماء الأمة وقد نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون، ليبطلوا الحق، ويحقوا الباطل، ويحرموا ما أحل الله ويبيحوا ما حرم. قد يفرح الغرب بهؤلاء ويظن أنه منتصر في معركته تلك، ولكنه نسي أن في الأمة رجالاً وعلماء ربانيين آلوا على أنفسهم أن يصلوا ليلهم بنهارهم ليقودوا أمتهم في معركتها الأخيرة مع الغرب الكافر وعملائه وأدواته ليعيدوا للأمة عزتها ومجدها في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة.


وفي النهاية نقول لكم لن تفلح مؤتمراتكم وندواتكم تلك في قتل روح الجهاد في الأمة، أو القضاء على تشوقها لليوم الذي تُحكم فيه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم  في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، كما لن تغني مؤتمراتكم تلك عنكم من الله شيئا يوم تقفون بين يديه وقد ألجمكم العرق إلجاماً إلى أفواهكم، وقبل ذلك ستكون عليكم وبالاً في الدنيا يوم تقفون أمام قاضي المظالم في دولة الخلافة القادمة فتحلفون بالله كذبا وزورا إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقا.


﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

إقرأ المزيد...

التعليم في تونس

  • نشر في ثقافي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1168 مرات


إن الأمم والشعوب ترتقي بنهضتها الفكرية التي تنتج عنها النهضة العلمية والتطور التكنولوجي. والمجتمع الغربي يقوم على أساس نهضة فكرية وإن كانت فاسدة وخاطئة، إلا أنها أنتجت نهضة علمية تقوم على مقياس نظرتهم للحياة.


ولأن الأمة الإسلامية اليوم تفتقر إلى النهضة الفكرية أساسا، فإن نظام حياتها من سياسة دولية واقتصادية وتعليم يعتمد على تبعية الغرب وإملاءاته وليس لها الخيار في ذلك؛ فهي قوانين وبرامج ومناهج تُفرض عليه فرضاً وتُسقط عليه إسقاطا، ولم يكن هذا ممكناً ولا متاحاً لو لم تتوفر نخبة عميلة استلمت مقاليد الحكم ورسمت مصائر العباد.


هذا هو حال بلاد الإسلام بأكملها، وسنبين واقع تونس على سبيل المثال لا الحصر، فنجد أن النخب التي تدرس ثقافة الغرب تتشبع بها وتتربع على ازدراء كل ما يمثل ثقافة المسلمين، حتى نصل إلى السوربون الذي هو نموذج لصناعة نخبة تشرف على تربية أبنائنا وتلقنهم دروساً في الولاء للغرب والبراء من عقيدتهم الإسلامية، تلك النخبة تشرف على إدارة التعليم وصياغة البرامج التي ضربت كل المجالات والقطاعات.


فجامعة جامع الزيتونة المعمور التي لم يجرؤ الاستعمار على المساس بها خلال 75 عاماً من الوصاية على البلاد تم إلغاؤها بجرة قلم في كنف ما يسمى بدولة الاستقلال.


ولم يسؤهم أن يأتي خبراء غربيون يسطرون برامج التعليم وقوانينه ورتبه وكل ما يتعلق به على أساس ضرب القاعدة الفكرية؛ فإن أول ما قاموا به هو تهميش اللغة العربية وإقصاؤها عن كونها وعاء يضخ مناهل العلم الثابت والنافع. وفَصَلوا العلوم الشرعية عن باقي المعارف؛ فكانت مادة التربية الإسلامية تدرّس فقط بعض الدقائق من كل أسبوع لسرد آيات من القرآن يستظهر بها الطفل يوم الامتحان، أو لقيمة أخلاقية لا عقيدة عقلية ينبثق عنها نظام حكم واقتصاد واجتماع وتعليم وتصنيع. ومقابل التربية الإسلامية نجد التربية المدنية؛ فأي تخطيط سياسي ماكر يسلط على رقابنا فصل الدين عن الحياة، مادة يدعى فيها إلى فهم النظام الديمقراطي وأشكاله بل إلى تبنيه بشكل مُسقَط لا يفكَّر في أساسه بل يتم تصويره بالمثالية وجعل نظام الإسلام الذي يضادّه في دائرة الدكتاتورية. مادة يتعلم فيها الطفل القوانين الوضعية والروابط الفاسدة كالوطنية والقومية ومعاهدات غربية تصور على أنها اتفاقات على مستوى حضاري تقدمي. ناهيك عن مادة التاريخ الذي لا مصدر له إلا المستشرقون والمعادون للحضارة الإسلامية، تاريخ جعل من دولة الخلافة دولة احتلال وامبراطورية ومن فرنسا دولة حماية!


وبذلك تمكنوا من بعث جيل مذبذب لا يملك مقاييس ثابتة ولا مبدأ واضحا، لم يستطع يوما أن يحل عقدته الكبرى فيعرف حياته وما قبلها وما بعدها وعلاقتها بما قبلها وما بعدها.


إن المنظومة التعليمية لا يستقيم وصفها بالهشة أو الخطأ، ولا الدعوة إلى إصلاحها بين الحين والآخر حسب أوضاع وظروف سياسية موقوتة؛ فهي فاسدة في أساسها. وهنا يحق لنا أن نتساءل: لو لم يكن هذا الأمر لغايات مقصودة ولتمريرات سياسية معينة فما الداعي للمراجعة؟ أليس الغرب هو من أنتجها وهو الذي سيعيد رسكلتها؟ أليسوا هم من تسببوا في حشو الأدمغة بمعلومات وثقافات لا صلة لها بعقيدتنا وبواقعنا واحتياجاتنا وخصائصنا وإرادتنا؟ بل أصبح الأصل الذي كان علينا أن نستمد منه ثقافتنا يحرَّف ليطوعوه حسب نظرتهم للحياة وحسب مصالحهم.


أليسوا هم بمعية عملائهم من جعلوا أبناءنا خير مستهلك لما يروجونه من منتوج فكري؟ فأصبح كم هائل من العلوم والمعارف يسلَّط على التلميذ والطالب، ولا يحق لهم حتى السؤال لماذا يهدر الوقت والجهد في التعلم الذي لا ولن يصلح لشيء.


أليس من الغريب أن يدرس أبناؤنا مواد ومعارف دون أن يتسنى لهم ممارسة ما يدرسون، بل يقتصر على القصف العشوائي والمكثف لمعلومات لا أحد يفسر كيف نشأت أو طورت أو كيف يتم تنزيلها في الواقع المعاش أو كيف يستفاد منها؟


نحن الآن في ذمة ثورة الأصل أن يقول الناس فيها كلمتهم:


لا لنظام جثم على صدورنا أكثر من 70 عاما.


لا لنظام جعل الكافر ومفاهيمه هي الأساس بدلا عن العقيدة الإسلامية.


لا لإفراغ الشريعة الإسلامية من مضمونها في المدارس والجامعات وجعلها تخصصا لمن يرغب فيها مما أدى إلى علمنة التعليم وفصله عن العقيدة الإسلامية.


لا لسلب العلم والمعرفة قيمتهما حيث تحول إلى مجرد سبيل للحياة الوظيفية.


لا لهيمنة اللغات الأجنبية على حساب اللغة العربية.


وأخيراً لا تجعلوا أبناءنا ورقة مقايضة تتلاعب بها الأحزاب حسب محسوبيات ومصالح آنية أنانية.


لقد أدرك الغرب أن أغلى ما نملك هو ثروتنا التشريعية فخطط ليضربها ضربا مفصليا، فآن لنا أن ننهض النهضة الصحيحة وتكون لنا القيادة الفكرية للمسلمين قاطبة ثم حملها إلى العالم.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أ. شادية الصيادي - تونس

 

 

 

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع