الجمعة، 25 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق أي تقدم وأية إنجازات تلك التي يتحدث عنها كيري (مترجم)

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 820 مرات


الخبر:


صرح ميليباند رئيس لجنة الإغاثة الدولية الخيرية (IRC) ووزير الخارجية البريطاني سابقا بأنه "وفقا للتقرير، فإن خمسة ملايين أفغاني يحتاجون دعما حيويا من حاجات أساسية كالغذاء والمسكن والعناية الطبية العاجلة، في حين يحتاج أربعة ملايين أفغاني إلى عناية على المدى الطويل تشمل حاجتهم للأمن من موجة الصراع القائمة في البلاد وتوفير عمالة طبيعية لهم وكذلك تأمين حصولهم على الرعاية الصحية الملائمة. حوالي 650 ألفا من الأفغان يعدون مشردين داخل بلادهم في حين يعد 2,5 مليونا من الشعب الأفغاني لاجئين خارج بلادهم".


وفي بيان صادر في الثاني من نيسان 2014 قال كيري "إن الانتقال السلمي للسلطة لا يقل أهمية عن التقدم الذي أُحرز خلال العقد الماضي والذي ساهم في بناء أفغانستان أقوى وأكثر أمنا وازدهارا من ذي قبل".

 

التعليق:


على مدى أكثر من عقد من الوجود الأمريكي في أفغانستان والجهود الكبيرة التي تحاول فيها أمريكا فرض نظامها (الديمقراطي الرأسمالي) على أفغانستان وشعبها بمساعدة طائرات B-52 والرشاوى الكبيرة، فإن أيا من هذه الجهود قد أفلحت بل وكانت النتيجة عبارة عن كارثة إنسانية أوصلت أفغانستان إلى حافة هاوية مأساوية ولم يجلب تواجد القوات الغربية من الناتو والولايات المتحدة إلا الفساد والدمار والأزمات.


وفي الخبر أعلاه يظهر تصريحان متناقضان تماما يصدران عن مسؤولين كبيرين. فميليباند يصف إلى حد ما واقعا حقيقيا مجسدا على أرض أفغانستان فيما يحاول كيري كالعادة نشر الأكاذيب ومحاولة إعطاء انطباع بأن الكثير قد تم إنجازه خلال الـ13 سنة الماضية. والواقع الحقيقي الواضح هو أن كلا من ميليباند وكيري مسؤولان عن الفقر والفساد وقتل المسلمين في أفغانستان على يد قوات بلادهما الولايات المتحدة وبريطانيا.


واليوم ها هم يعطون الناس وعودا كاذبة زائفة من جديد، ويُقنعونهم بوضع ثقتهم في الانتخابات التي ستُجرى في الخامس من نيسان 2014 والتي هي في الحقيقة لا تختلف بشيء عن سابقاتها، فقد شهدت الانتخابات السابقة والتي قبلها عمليات احتيال وتزوير كبيرة ولن تختلف الحال هذه المرة، فما من شك بأن الولايات المتحدة ستعمل على جلب عميل يتناسب وجدول أعمالها في أفغانستان والمنطقة. وها هي أمريكا تنفق ملايين الدولارات على حملات انتخابية عبر وسائل الإعلام وغيرها من الوسائل الأخرى في محاولة يائسة منها لجعل هذه الانتخابات انتخابات ناجحة فتجعل لنفسها بذلك بعض المصداقية وتحفظ ماء وجهها بعد عمليات سحب الجنود وتراجع الوجود العسكري لها في أفغانستان.


وها هو كيري يتصرف كما لو كان أعمى متغاضيا عما يواجهه الأفغان من مشاكل في حياتهم اليومية. وكما ذكرت لجنة الإغاثة الدولية فإن ملايين الأفغان محرومون من الحصول على الحاجات الأساسية الضرورية كالمأكل والمشرب والملبس والمأوى هذا مع انعدام تام لما يسمى "الأمن والسلام" في أفغانستان فضلا عن كونها تعاني الفقر والأمية، وفوق هذا كله فإن الفساد المستشري في البلاد قد جعل من أفغانستان دولة ضمن الدول التي احتلت المراكز الأولى كأثر دول يعمها الفساد في العالم. وهنا لا بد فعلا أن نسأل كيري: عن أي تقدم وعن أية إنجازات تتحدث؟!


ولا شك أبدا في أن أفغانستان ستغرق أكثر في ظلام الفقر والفوضى والاضطرابات ما دامت قوات أمريكا وحلف شمال الأطلسي تصول وتجول في أراضيها. وإن استئصال وجودهم كاملا غير منقوص هم ونظامهم الفاشل الذي فرضوه علينا لهو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والأمان والازدهار في أفغانستان.


وستستمر هذه القيادات والشخصيات الغربية بإدلاء التصريحات المتناقضة في محاولة يائسة لإخفاء جرائم بلادهم البشعة لعلهم يستطيعون بذلك خداع الناس في أفغانستان والمنطقة بأسرها لفترة أطول.


وإنه لمن النفاق الواضح أن يحاول ميليباند من موقعه في هذه اللجنة الإغاثية التعبير عن قلقه من المعاناة الإنسانية التي يعيشها الأفغان في حين كان هو بنفسه ممن لعبوا دورا واضحا في جلب هذا الدمار لأفغانستان بل ودعمه أيضا. وإن على ميليباند وكيري وأشباههما أن يعلموا بأن جرائمهم السوداء ضد الإنسانية في أفغانستان لا يمكن غسلها لتعود بيضاء عبر إصدار بيانات فيها تعبير كاذب عن القلق ولا حتى عبر رمي فتات الخبز للناس عبر لجانهم الإغاثية فكل ذلك لم يعد ينطلي علينا.


إن الاستئصال الكامل للوجود الإمبريالي في البلاد يمكن الوصول إليه بسرعة ويسر بإذن الله على يد قيادات مخلصة تعمل لإقامة الخلافة. فالنظام الرأسمالي الحالي الذي يُدير شؤون البلاد يعيش حاليا على أجهزة الإنعاش وبالكاد يعمل. والحاجة اليوم ماسة ضرورية لاستبدال نظام الإسلام بشكل كامل كلي بهذا النظام الرأسمالي القائم. فنظام الحكم في الإسلام وأحكامه وقوانينه (الاقتصادية والقضائية وغيرها) هي ما سيمكن أهل أفغانستان بإذن الله من تحرير أنفسهم بحق من كل هيمنة سواء تلك التي تقودها قوى إمبريالية أو عملاء تلك القوى الذين يسبحون بحمدها.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. نعيم موماند
كابل - ولاية أفغانستان

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق أمريكا تخطط للحدّ من خسائرها بالانسحاب من أفغانستان

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 662 مرات


الخبر:


في 4 من نيسان/أبريل 2014 ذكرت (فوكس نيوز) أنّ الولايات المتحدة - وبعد مُضي 12 عامًا على احتلالها لأفغانستان - ستنسحب أخيرًا وتخلف وراءها ما يقدّر بـ6 مليارات دولار من المعدات العسكرية وغير العسكرية، وتضع هذه الخطوة أمريكا موضع تشكيك في قدرتها على كسب الحروب.


التعليق:


بخصوص المعدات، أفادت بعض التقارير بأن هناك أكثر من 170 مليون رطل من المركبات و"العتاد الأبيض" والمعدات غير العسكرية مثل الأثاث، والمولّدات، والمراحيض الكيميائية، ومكيفات الهواء، والحواسيب، سيتم بيع معظمها كخردة، أو رميها في النفايات. إضافة إلى 850 كاسحة ألغام (استُخدمت سابقًا في إنقاذ حياة عدد لا يُحصى، بإزالة العبوات الناسفة على الطريق) إما ستُعطى الآن لدولة حليفة (طالما أنها تقبل بدفع تكاليف الشحن)، أو ستنتهي كخردة في السوق الأفغانية.


وقد باعت وكالة الدفاع اللوجستية (DLA) في شهر شباط وحده 34,7 مليون رطل من خردة سياراتها الخاصة والمعدات للتجار الأفغانيين المحليين، وذلك وفقًا للأرقام التي نشرها موقع "FoxNews.com". وباعت الوكالة خلال الـ12 شهرًا الماضية 38,7 مليون رطل من الخردة بما عاد على وزارة الخزانة الأمريكية بـ46,5 مليون دولار.


وقال رايت واين هول (المتحدث باسم الجيش الأمريكي) بأن هناك معدات بقيمة 15,5 مليار دولار لا تزال موجودة في أفغانستان، من مجموع المعدات العسكرية التي تبلغ قيمتها 17,6 مليار دولار، يخطط الجيش الأمريكي لاسترجاع 10,2 مليار دولار منها، وبما يتعلق بها من أمور مثل الشاحنات والمقطورات، فضلًا عن حوالي 100,000 حاوية شحن تحمل قطع غيار ومعدات ولوازم صغيرة أخرى. والذي لا تتمكن الولايات المتحدة من أخذه ستتبرع به، أو تبيعه للأفغان الحلفاء، أو تدمره حتى لا يقع في أيادي طالبان.


وبينما يتم البحث في كيفية التخلص من المعدات العسكرية، تأخذ تكلفة المجهود الحربي في التصاعد، فوفقًا لتقرير صدر عن جامعة هارفارد للعلوم الحكومية عام 2013م تشكّل الأعباء العسكرية حوالي 20% من المبلغ الإجمالي للدين القومي للولايات المتحدة لما بين عام 2001م و2012م، وقد ذكر التقرير: "إن الحرب على العراق وأفغانستان كانت أغلى الحروب في تاريخ أمريكا، حيث كلفتها ما بين 4 إلى 6 تريليون دولار، يشمل الرعاية الطبية، وتعويض العجز طويل المدى للجنود والمحاربين القُدامى وعائلاتهم، والتجديدات العسكرية، والتكاليف الاجتماعية والاقتصادية، والجزء الأكبر من هذه الفواتير لم يتم دفعها لغاية الآن"!


لم تذق أمريكا في حربها على أفغانستان والعراق سوى الذل والهزيمة، فكلتاهما غير مستقرة البتة، وقد أصبحت مركزًا للنهضة الإسلامية بدلًا من الديمقراطية، وهذا ما يهدد ليس مصالح أمريكا فقط، بل والشرق الأوسط وأوراسيا أيضًا، وينبئ أيضًا بنهاية عقود الهيمنة الغربية، لذلك فإن أمريكا تجد نفسها مضطرة للانسحاب بعد إنفاقها 6 تريليون دولار في حربها على البلدين. قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو هاشم

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات أَفْضَلُ النَّاسِ مَنْ لَمْ تُفْسِدْ الشَّهْوَةُ دِينَهُ

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 633 مرات


قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: أَفْضَلُ النَّاسِ مَنْ لَمْ تُفْسِدْ الشَّهْوَةُ دِينَهُ، وَلَمْ تَتْرُكْ الشُّبْهَةُ يَقِينَهُ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: عَجِبْت لِمَنْ يَحْتَمِي مِنْ الأطْعِمَةِ لِمَضَرَّاتِهَا، كَيْفَ لاَ يَحْتَمِي مِنْ الذُّنُوبِ لِمَعَرَّاتِهَا. وَقَالَ بَعْضُ الصُّلَحَاءِ: أَهْلُ الذُّنُوبِ مَرْضَى الْقُلُوبِ وَقِيلَ لِلْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ رحمه الله: مَا أَعْجَبُ الاشْيَاءِ؟ فَقَالَ: قَلْبٌ عَرَفَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ عَصَاهُ. وَقَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَيُّمَا أَحَبُّ إلَيْك رَجُلٌ قَلِيلُ الذُّنُوبِ قَلِيلُ الْعَمَلِ، أَوْ رَجُلٌ كَثِيرُ الذُّنُوبِ كَثِيرُ الْعَمَلِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: لاَ أَعْدِلُ بِالسَّلاَمَةِ شَيْئًا. وَقِيلَ لِبَعْضِ الزُّهَّادِ: مَا تَقُولُ فِي صَلاَةِ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: خَفْ اللَّهَ بِالنَّهَارِ وَنَمْ بِاللَّيْلِ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: أَيَضْمَنُ لِي فَتًى تَرْكَ الْمَعَاصِي وَأَرْهَنُهُ الْكَفَالَةَ بِالْخَلاَصِ أَطَاعَ اللَّهَ قَوْمٌ وَاسْتَرَاحُوا وَلَمْ يَتَجَرَّعُوا غُصَصَ الْمَعَاصِي.

 

أدب الدنيا والدين للماوردي




وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف باب فضل الجهاد والرباط

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 422 مرات


نحييكم جميعا أيها الأحبة ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ورد عند مسلم في صحيحه رحمه الله


حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بَعْجَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "مِنْ خَيْرِ مَعَاشِ النَّاسِ لَهُمْ رَجُلٌ مُمْسِكٌ عِنَانَ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَطِيرُ عَلَى مَتْنِهِ كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً أَوْ فَزْعَةً طَارَ عَلَيْهِ يَبْتَغِي الْقَتْلَ وَالْمَوْتَ مَظَانَّهُ، أَوْ رَجُلٌ فِي غُنَيْمَةٍ فِي رَأْسِ شَعَفَةٍ مِنْ هَذِهِ الشَّعَفِ أَوْ بَطْنِ وَادٍ مِنْ هَذِهِ الْأَوْدِيَةِ يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ وَيَعْبُدُ رَبَّهُ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْيَقِينُ لَيْسَ مِنْ النَّاسِ إِلَّا فِي خَيْرٍ".

 

(الْمَعَاشُ ):- هُوَ الْعَيْشُ، وَهُوَ الْحَيَاةُ، (مَتْنُهُ):- ظَهْرِهِ، (هَيْعَةً):- الصَّوْتُ عِنْدَ حُضُورِ الْعَدُوِّ، (الْفَزْعَةُ):- هي للنُّهُوض إِلَى الْعَدُوِّ، أما معنى (يَبْتَغِي الْقَتْلَ مَظَانَّهُ):- أي يَطْلُبُهُ فِي مَوَاطِنِهِ الَّتِي يُرْجَى فِيهَا لِشِدَّةِ رَغْبَتِهِ فِي الشَّهَادَةِ،، أما معنى (الْغُنَيْمَةُ):- أي: قِطْعَةٌ مِنْهَا، و(الشَّعَفَةُ):- أَعْلَى الْجَبَلِ

 

عرَّف العلماء الرباط بأنه:- الإقامة في الثغر لإعزاز الدين ودفع خطر الأعداء عن المسلمين، والمراد بالثغر:- مكان ليس وراءه إسلام


وقال ابن حجر في (فتح الباري):- الرباط:- ملازمة المكان الذي بين المسلمين والكفار لحراسة المسلمين منهم فالمرابطون بمثابة الحراس لحدود البلاد الإسلامية من هجوم الأعداء، وكلما كان الثغر أشد خوفاً واحتمالا للخطر كانت المرابطة فيه أفضل وأعظم أجرا.


استعداد للنفور والجهاد كلما سمع هيعة ركب فرسه فطار به، أي مشى مشياً مسرعاً.


وكذلك من كان في مكان من الأودية والشعاب منعزلاً عن الناس، يعبد الله عزّ وجلّ، ليس من الناس إلا في خير، فهذا فيه خير.


أحبتي في الله:-


إنه رجل حي نذر نفسه لله تعالى قد هيأها للانطلاق في سبيله لا تحده الحدود، ولا تعوقه العوائق، (يطير على متنه) (طار عليه) دلالة على سرعة المبادرة وحيوية الحركة وهمته العالية.


وعزيمته صادقة يتطلع إلى أفق عال لا يرضى بالقليل من العمل، فارس طيار مستدعى دائما كلما سمع هيعة أو فزعة طار إليها طيرا، لإدراكه طبيعة المرحلة التى تمر بها الأمة وأهمية العمل، يغلب علي ظنه الموت والاستشهاد وهو في مهمته، أيطلبه الموت أم يطلب هو الموت، جندي فارس وطيار أمين، جندي عقيدة، جندي في ميدان العمل والجهاد الحق. هو طيار فى سبيل الله يعلم أن التكليف مغنم لا مغرم، لا ينتظر التكليف وإنما يطلبه ويتمناه لا يفر منه ولا يريد من يدفعه إلى العمل دفعاً، ولا يختفي ولا يتأخر، إنها ذروة سنام الجندية القائمة على السمع والطاعة المبصرة، يفهم معنى هتافه الدائم (الله غايتنا) و (الله أكبر ولله الحمد). هي أقدار الله تعالى يسيرها كيف يشاء يمهد لدعوته ويغرس لها على يد من يشاء من عباده يستعملهم في طاعته، غرس يختارهم الله على عينه ليكونوا سبباً لإعلاء الحق والحقيقة، يقذف بهم ليجري بهم أقداره تعالى، منتظرين إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة، مستعد لكل أمرٍ طارئ في أي لحظة مدركا أن رباطه أن يعلم العدو بأنه مستعد دوما للقائه ليوقع الرهبة في قلب العدو في أي وقت، مدركا أن الرباط أن يعلم العدو أنه لم يغفل وأنه على الاستعداد التام ليس بالخيل فقط بل بالقوة المادية والفكرية .


مسلم عزيز، عزته بإسلامه، منتبه وحريص على الدفاع عن بلاد الإسلام والمسلمين لا يرضى الدنية ولا يقبل الذل، ينشر الأمن والأمان في ربوع العالم كله ممسك بعنان فرسه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبذل روحه وماله ووقته لا يبالي الموت في سبيل الله مدركا أن الدنيا دنية وأن يوما في الرباط خير من الحياة كلها فالله الله في قتال الكفار وغيرهم وزرع الرهبة في قلوبهم والنكاية بهم وتبديد قوتهم وكسر شوكتهم، ومناصرة إخوانهم وصد عدوان الكافرين ودفع بغيهم وظلمهم.

 

عباد الله ، يا خير أمة أخرجت للناس:-


إن الأحداث في العالم الإسلامي تتلاحق، والمتغيرات السياسية تتابع، والصراع بين الإسلام والكفر ينتقل من طور إلى طور، ومن دائرة إلى أخرى، بحاجة لكل الطاقات والجهود يكمل بعضها بعضا، ولا يكفي أن يبقى الإنسان مشاهداً، متابعاً من بعد، لا يتجاوز دوره التشجيع والتعاطف، إن الأمة الإسلامية تملك طاقات هائلة -بحمد الله تعالى- لا بد أن تسخر التسخير الأمثل لخدمة الأمة، إن الثروة الحقيقية التي تملكها الأمة ليست في الأموال أو الأجهزة والمعدات ونحوها، وإنما هي في الإنسان المؤمن بربه والجاد الذي يشعر بالمسؤولية وعظم الأمانة، والثروة الحقيقية؛ في تلك النفوس الحية المتقدة النابضة بروح العطاء والبذل، مدركة أن إنتاج المرء يعتمد على مقدار طموحه وهمته، يجعل أمامه هدفا عاليا وأنه يحرص على الوصول إلى هدفه وغايته،


ومَنْ يتهيَّب صعودَ الجبال *** يعش أبد الدهر بين الحُفَـر


ومما قاله الإمام ابن قيم الجوزية: "من لاح له الأجر هانت عليه التكاليف، ومن لاح له كمال الآخرة هان عليه فراق الدنيا، إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنِسُوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله".


عباد الله:-


قد يفهم بعض الناس أن المسلمين يقاتلوا الأمم حبا لسفك الدماء أو زيادة ثروات البلاد وجباية الأموال؟


لو راجع المنصفون تاريخ المسلمين لوجدوا أمثلة رائعة، فأبو عبيدة قائد جيش المسلمين قبل معركة اليرموك أعاد لأهل حمص جزيتهم التي دفعوها لأنه لم يستطيع الدفاع عنهم أمام جيش الروم. وأن جيوش المسلمين قد خرجوا من سمرقند بعد فتحها لأنهم حاربوا القوم قبل أن يعرضوا عليهم الإسلام. إن الغاية من الجهاد أن تخرج الأمم والشعوب من الظلام الى النور.


يا جند محمد صلى الله عليه وسلم وأحبائه يا أنصار الدين - يا جيوش الأمة الأسلامية:-


إن أعداء المسلمين في كل وقت وحين يتربصون ينتظرون الفرصة المواتية للانقضاض على المسلمين.


إن الهجوم على الإسلام لم ينقطع منذ بعثته صلى الله عليه وآله وسلم وإلى اليوم، وقد كان في مقابل هذا الهجوم ملازمة المسلمين ورباطهم فالجيش المسلم القوي كان أبرز هذه الأمور.


إن العلاقة بين الرباط والصبر علاقة لا يمكن أن تنفصل من ناحية أنها حبس للنفس في جهة الحق لنيل رضوان الله تعالى وأنها صبر على الملازمة في سبيل الله في موطن معين وفي حالة استعداد كامل.


إن أمر الجهاد لا يتم إلا بالصبر وبمصابرة العدو، وهو مقاومته ومنازلته فإذا صابر عدوه احتاج إلى أمرٍ آخر وهي المرابطة وهي لزوم ثغر القلب وحراسته لئلا يدخل منه العدو، فالمرابطة هي لزوم هذه الثغور، فلا يخلى مكانها فيصادف العدو والثغر خالياً فيدخل منها.


ومما ورد في كتاب الموطأ .. فقد روي عن عبد الله بن عمر أنه قال: "فرض الله الجهاد لسفك دماء المشركين والرباط لحقن دماء المسلمين، وحقن دماء المسلمين أحبّ إليّ من سفك دماء المشركين".


يا جند الله ويا حراس العقيدة:-


من هو صاحب الحظ الذي يظفر أن يطير على متن فرسه مستعدا للنفور والجهاد كلما سمع هيعة وفزعة يبتغي القتل مظانه؟ من يعمل لأمر الله لنصرة دينه ببيعة خليفة ليضمن تحقيق طيرانه في سبيل الله؟


ومما قاله أبو هريرة رضي الله عنه فيقول: (لأن أرابط ليلة في سبيل الله أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر عند الحجر الأسود)


وقال عبد الله بن المبارك للفضيل بن عياض - وكان مرابطا في طرسوس


يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك بالعبادة تلعب


من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب


أو كان يتعب خيله في باطل فخيولنا يوم الصبيحة تتعب


ريح العبير لكم ونحن عبيرنا رهج السنابك والغبار الأطيب


فلما قرأها الفضيل ذرفت عيناه وقال: (صدق أبو عبد الرحمن ونصح)


اللهم انصرنا ولا تنصر علينا وأعنا ولا تعن علينا اللهم أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين


وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى أصحابه الطيبين


أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع