الأربعاء، 23 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق مؤتمر الحد من الأسلحة المبدئية خوفا من امتلاكها الأسلحة النووية

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 760 مرات


الخبر:


العرب نيوز - لاهاي 25 مارس 2014 (شينخوا) اختتمت قمة الأمن النووي لعام 2014 في لاهاي اليوم (الثلاثاء) بصدور بيان توصل إليه قادة العالم لمنع المواد النووية من السقوط في أيدي الإرهابيين.


التعليق:


إن هذا الاجتماع الدولي الذي ضم 53 حاكما في العالم، من الدول الفاعلة فيه؛ لهو حدث ملفت للنظر لدى القاصي والداني بشكل يؤكد أن التآمر الدولي بلغ مبلغه ليضع الحدود والسدود أمام الخلافة الإسلامية وامتلاكها القوة المادية.


إن دولة الخلافة قائمة حكماً ما دام التآمر عليها وعلى امتلاكها سلاحا نووياً، أصبح يؤرق العالم الكافر اليوم بشكل استنفرت له دول العالم؛ ولم يبقَ إلا قيامها فعلاً على الأرض.


لكن بهذه المناسبة نقول لكل العالم؛ وللبشرية التي تقطنه، إن القوة الأساسية لسعادتكم هي في صحة وقوة المبدأ الذي تعتقدون وتطبقون، وليس بالسلاح الذي تمتلكون. فانظروا إلى واقع البؤس والشقاء الذي أوصلوكم إليه من امتلكوا هذه الأسلحة المدمرة للبشر والشجر والحجر، واقرؤوا تاريخ الخلافة الإسلامية على مر أربعة عشر قرنا، هل كان عنصر الإبادة هو قوامها أم مبدأ الإسلام الرحمة المنزلة من رب البشرية لصلاح جميع شؤونها أولاً، وهو المرسل من الذي خلقكم، وهو الذي يعلم سركم وعلانيتكم وما يصلح أحوالكم في الحياة الدنيا، وليس في الدنيا وحدها بل وفي آخرتكم.


لهذا نقول: إن الأمن العالمي هو في المبدأ أولاً وليس العكس

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
مدير دائرة الإصدارات والأرشيف في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق أما من هبة جهادية ضد التحدي اليهودي بإقامة كنيس على بعد أمتار من المسجد الأقصى

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 808 مرات


الخبر:


أقرت لجنة متخصصة في "وزارة الداخلية الإسرائيلية" إقامة كنيس يهودي في قلب البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وهو لا يبعد سوى 200 متر عن المسجد الأقصى، من جهة الغرب (حسب وكالة معا).

 

التعليق:


إن اليهود الذين وصفهم القرآن بأنهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا يخوضون ضد المسلمين صراعا عقديا، يركزون فيه على مشروع تهويد القدس، وطمس هويتها الإسلامية، ساعين لتغيير صفة بيت المقدس في عقول وقلوب المسلمين، ليتسنى لهم ترسيخ كيانهم فوق تراب فلسطين.


ولكن هيهات هيهات أن يتمكنوا وآي الكتاب الحكيم تُتلى إلى يوم الساعة: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾، فهو مسجد مرتبط بعقيدة المسلمين، كثابت عقدي لا يتغير مهما تغير المحيط ومهما طمست المعالم العمرانية، وما وقر في القلوب لا تغيره الأحجار.


إن المسلمين الذين يتمسّكون بالكتاب يدركون طبيعة قضية فلسطين بأنها قضية أمة ممتدة على جناحي عقاب من إندونيسيا إلى ما بعد المغرب، وهي أمة حية لا يمكن أن تفرّط بمسرى نبيّها ولا بشبر من أرضه الخراجية. وها هم ثوار الشام الرواد في مشروع التغيير الجذري للأمة يرفعون شعارات: القدس بعد دمشق.


أما المفاوضون ممن اختطفوا قضية فلسطين - ومن خلفهم من حكام العرب المتخاذلين - فإنهم جعلوا القدس وفلسطين عرضة للمساومات، وأخضعوها لمسيرتهم من التنازلات، حتى صار اليهود يستصدرون مثل هذه القرارات دون خشية من ردة فعل المسلمين، وقد عودتهم السلطة أن تحمي أمنهم من غضبة أهل فلسطين، وعودهم الحكام أن يحموا حدودهم من غضبة المسلمين.


إن التحدي اليهودي السافر في هذا القرار يجب أن يوقظ الأمة لهبة جهادية تزلزل الأرض تحت أقدام اليهود، فتهد كيانهم من أساسه قبل أن يتمكنوا من وضع أساسات كنيس الضرار هذا على مقربة من المسجد الأقصى المبارك.


وهذه الجريمة اليهودية جديرة بأن توقظ الضباط المخلصين في الجيوش الإسلامية من وهم الأنظمة العربية - الممانعة منها والمنبطحة - وأن تلهمهم سيرة الفاتحين والمحررين لينهضوا بمسؤولية الجهاد الذي يطهر القدس وكل فلسطين من هذا العدوان اليهودي المتواصل، والمتحدي لمشاعر الأمة ولعقيدتها:


أما لله والإسلام حق يدافع عنه شباب وشيب؟

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور ماهر الجعبري
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق أشكال مختلفة للتعبير عن الاستخفاف بأهلنا في مصر

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1445 مرات


الخبر:


نشر موقع بي بي سي الالكتروني يوم الثلاثاء 2014/4/1 خبراً تحت عنوان: "أشكال مختلفة للتعبير عن الإعجاب بالسيسي في مصر"، جاء فيه: "أخذت شعبية وزير الدفاع المصري السابق والمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي بعض الأشكال غير التقليدية، من بينها انتشار كبير للسلع التي تحمل اسمه أو صورته، وهو ما دفع البعض ليتحدث عنه بشغف وكأنه أصبح شخصا مقدسا.


تنوعت السلع بين قمصان "التي شيرت" والمجوهرات والعطور والشيكولاته وحتى الشطائر التي تعرض صورة أو اسم "البطل القومي الجديد" في مصر، الذي أعلن عن نيته للترشح للانتخابات الرئاسية يوم الأربعاء الماضي.


ووفقا لبعض الروايات، فإن مثل هذه البضائع التي تحمل صورة أو اسم السيسي تباع بكميات كبيرة جدا.


ويرى البعض، من الذين يشعرون بالقلق من أن السيسي سيعيد مصر إلى ما يصفونه بالاستبداد العسكري، أن هذه الأدوات تمثل إشارة مقلقة لشكل من أشكال تأليه مسؤول رسمي جديد.


لكن العديد من المصريين ينظرون إلى السيسي بالفعل على أنه منقذ ساعد في الإطاحة بحكم الرئيس السابق محمد مرسي المدعوم من الإخوان المسلمين العام الماضي، ويبشر بإنهاء حالة الفوضى التي تحاصر مصر منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011.


لكن المنتقدين تساءلوا إذا كانت شعبية السيسي هي فقط فرصة تستغل لتحقيق أهداف خاصة.


وهناك أيضا شكوك في أن انتشار الهدايا التذكارية التي تحمل اسم السيسي يأتي في إطار جهد منسق من قبل قسم الشؤون المعنوية بالجيش".


التعليق:


ترى من الذي يقف وراء هذه التقليعات المبتذلة في الترويج للزعيم، أهي حقاً من قبل الشؤون المعنوية بالجيش؟ أم أنها من تفتقات أفكار بعض التجار الذين يحسنون استغلال الظروف للكسب الواسع السريع.


فإن كانت من أفكار التجار فلا غرابة في ظل النظام الرأسمالي أن يستغل الرأسمالي كل شيء، ظرفًا كان أم حادثًا أم شخصًا ما دام يمكن أن يزيد في أرباحه وترويج بضاعته حتى لو كانت على حساب استغباء أمته وتضليلها فالمال هو الأساس، والربح هو الهدف... و(أنا ومن بعدي الطوفان) هي الفكر القائد.


أما إن كانت التقليعة من الجيش فهي أسلوب مبتذل لم يعد ينطلي على الشعوب التي استفاقت من غفلتها وباتت تسمع بآذانها وترى بعيونها ولا تركن إلى ما يصل إليها من الأصوات والصور التي خضعت للمونتاج من القص واللصق، بدعوى أنها قاصرة عن فهم ما يدور حولها أو يُفعل بها، وتحتاج إلى الشرح والتحليل والتقديم لما تسمعه وتراه حتى يمكنها فهمه، نعم لقد شبت الشعوب عن الطوق لسوء طالعكم أيها الجالسون في عليائكم لا ترون ما يجري على الأرض، أو لعلكم ترون ولكن هول الصدمة جعلكم تتخبطون، لأن عقولكم الباطنة ترفض تصديق الواقع، فراحت تحاول إرجاع الزمان إلى الوراء، لعل الواقع يختفي وتعود الحياة إلى الوراء من جديد، حيث الشعوب قطعان تسيرونها كيف تشاؤون... عبثاً تحاولون أيها البؤساء... فقد صحت الشعوب، وذهب زمان الزعماء الملهمين بعد أن فاحت روائحهم وأزكمت الأنوف، فداست الشعوب بعضهم وتجاوزت البعض، في حين يقاتل الباقون في آخر خنادقهم في انتظار المنايا أو ساعة الحساب، ولا أظن أحداً منهم يطمح للنجاة، فما صمودهم إلا توسلا لعرقلة مسيرة النهضة في الأمة وإعاقتها بعض الوقت ليس إلا.

 

فمَن الغبي الذي يحاول نفخ الروح في جسد ميت أعني فكر ميت، فحتى لو كان هذا الميت يرقد على سرير التعافي وموصولاً بأفضل أنواع الأجهزة الصناعية التي تمده بالأكسجين والغذاء والعلاج فإنه لن يعود للحياة، بعد أن فارقت الروح جسده، وما لم تعودوا إلى رشدكم أيها الضباط في جيوش الأمة فإن الزمان سيتجاوزكم أنتم أيضاً كما تجاوز زعماءكم، وسيقيض الله لهذه الأمة ضباطاً أخياراً، يسحبون البساط من تحت أقدامكم ويسلمون الحكم لأبناء الأمة الأتقياء الأنقياء، ليعيدوا سيرة الصحابة والخلفاء العظماء من أمثال معاوية والرشيد والمعتصم وعبد الحميد، يخدمون الأمة لا يستخدمونها، وينصحون لها لا يستغفلونها... وقد أُعذر من أَنذر.


﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾



كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم جعفر

 

 

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات ويحك يا يزيد

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1080 مرات


كان يزيد الرقاشي يقول لنفسه: ويحك يا يزيد! من ذا يصلي عنك بعد الموت؟ من ذا يصوم عنك بعد الموت؟ من ذا يترضى ربك عنك بعد الموت؟ ثم يقول: أيها الناس! ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم؟ مَن الموت طالبه، والقبر بيته، والتراب فراشه، والدود أنيسه، وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر.كيف يكون حاله؟ ) ثم يبكي رحمه الله.

 

فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب الجزء الثاني

 

 


وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف منع إجارة الأرض للزراعة

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 436 مرات

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان في حلقة جديدة من برنامجكم مع الحديث الشريف ونبدأ بخير تحية فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا أَوْ لِيَمْنَحْهَا أَخَاهُ فَإِنْ أَبَى فَلْيُمْسِكْ أَرْضَهُ"، رواه البخاري


وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُؤْخَذَ لِلْأَرْضِ أَجْرٌ أَوْ حَظٌّ"، رواه مسلم


جاءَ فِيْ شَرْحِ النَّوَوِيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِيرٍ {...وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي كِرَاءِ الْأَرْضِ فَقَالَ طَاوُسُ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : لَا يَجُوزُ بِكُلِّ حَالٍ سَوَاءٌ أَكْرَاهَا بِطَعَامٍ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أَوْ بِجُزْءٍ مِنْ زَرْعِهَا لِإِطْلَاقِ حَدِيثِ النَّهْيِ عَنْ كِرَاءِ الْأَرْض. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَكَثِيرُونَ: تَجُوزُ إِجَارَتُهَا بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَبِالطَّعَامِ وَالثِّيَابِ وَسَائِرِ الْأَشْيَاءِ سَوَاءٌ كَانَ مِنْ جِنْسِ مَا يَزْرَعُ فِيهَا أَمْ مِنْ غَيْرِهِ وَلَكِنْ لَا تَجُوزُ إِجَارَتُهَا بِجُزْءِ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا كَالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ وَهِيَ الْمُخَابَرَة. وَلَا يَجُوزُ أَيْضًا أَنْ يُشْتَرَطَ لَهُ زَرْعُ قِطْعَةٍ مُعَيَّنَةٍ وَقَالَ رَبِيعَةُ : يَجُوزُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ فَقَطْ، وَقَالَ مَالِك: يَجُوزُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَغَيْرِهِمَا إِلَّا الطَّعَام، وَقَالَ أَحْمَدُ وَأَبُو يُوسُفَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَجَمَاعَةٌ مِنْ الْمَالِكِيَّةِ وَآخَرُونَ: تَجُوزُ إِجَارَتُهَا بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَتَجُوزُ الْمُزَارَعَةُ بِالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ وَغَيْرِهِمَا، وَبِهَذَا قَالَ اِبْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَالْخَطَّابِيُّ...}.


ما نراهُ أنّهُ لا يجوزُ لِمالِكِ الأرضِ أنْ يؤجِّرَ أرضَهُ للزراعةِ مُطلَقاً سواءٌ أكانَ مالكاً لِرَقَبَتِها ومنْفَعَتِها معاً أم مالكاً لمنفعتِها فقطْ، أيْ سواءٌ أكانت الأرضُ عُشْريَّةً أمْ خَراجيّة، وسواءٌ أكانَ الأجرُ نُقوداً أم غيرَها، كما أنه لا يجوزُ أنْ يؤجِّرَ الأرضَ للزِّراعةِ بشيءٍ ممّا تُنْبِتُهُ من الطعامِ أو غيرِه، ولا بشيءٍ ممّا يَخْرُجُ منها مطلقاً، لأنه كُلُّه إجارة، وإجارةُ الأرضِ للزراعةِ غيرُ جائزةٍ مُطلقاً. فقد جاء في صحيحِ البخاريِّ أنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: {مَنْ كانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْها أوْ لِيَمْنَحْها أخاهُ فَإِنْ أَبَىْ فَلْيُمْسِكْ أَرْضَهُ}، وجاء في صحيحِ مُسلمٍ {نهى رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ أنْ يُؤْخَذَ لِلأَرْضِ أَجْرٌ وَحَظٌّ}، وجاء في سُنَنِ النَّسائيِّ {نهى رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ عنْ كِراءِ الأَرْضِ، قُلْنا: يا رسولَ اللهِ إِذَنْ نُكْرِيها بِشَيْءٍ مِنَ الْحَبِّ. قالَ: لا. قال:وكُنّا نُكْرِيها بالتَّبِنِ. فقالَ: لا. قال: وكُنّا نُكْرِيها بِمَا على الرَّبِيعِ السّاقِي. قال: لا. ازْرَعْها أَوِ امْنَحْها أَخاكَ}، والرَّبِيعُ النَّهْرُ الصّغيرُ أي الوادي، أي كُنّا نُكْرِيها على زِراعةِ الْقِسْمِ الذي على الرَّبِيعِ أيْ على جانِبِ الماء. وروى البخاريُّ عن نافعٍ أنَّ عبدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ حدَّثَ عن رافعِ بْنِ خُدَيْجٍ: {أنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم نهى عن كِراءِ الأَرْض} فذهَبَ ابْنُ عُمَرَ إلى رافعٍ فذَهَبْتُ معهُ نَسْأَلُهُ فقال: {نهى النبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ عنْ كِراءِ الْمَزارِع} وروى البخاريُّ عن سالمٍ أنَّ عبدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ تَرَكَ كِراءَ الأرْضِ.


فهذه الأحاديثُ صريحةٌ في نَهْيِ الرَّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ عن تأجيرِ الأرض. والنَّهْيُ وإنْ كانَ يَدُلُّ على مجرَّدِ طَلَبِ التّركِ غيرَ أنَّ القرينةَ هنا تدلُّ على أنّ الطلبَ لِلْجَزْم، فقد قالوا للرّسول: نُكْرِيها بشيءٍ من الْحَبِّ، قال: لا. ثم قالوا له: نُكْرِيها بالتَّبِنِ، فقال: لا. ثم قالوا: كُنّا نُكْرِيها على الرَّبِيع، فقال: لا. ثم أكَّدَ ذلك بقولِهِ: {ازْرَعْها أوِ امْنَحْها أخَاكَ}. وهذا واضحٌ فيه الإصرارُ على النّهيِ وهو للتّأكيد. عَلاوةً على أنّ التوكيدَ في العربيّةِ إمّا لَفْظِيٌّ بِتِكْرارِ اللّفظِ وإمّا معنويّ، وهنا قد تكرَّرَ لفظُ النهيِ فدلَّ على التأكيد. وأمّا تأجيرُ الرّسولِ لأرْضِ خَيْبَرَ على النِّصْفِ فليس من هذا الباب، لأنّ أرضَ خيبرَ كانتْ شَجراً وليستْ أرْضاً مَلْساء، بدليلِ ما رَوى ابنُ إسحاقَ في السّيرةِ عن عبدِ اللهِ بنِ أبي بكرٍ {أنّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ كان يبعثُ إلى أهْلِ خيبرَ عبدَ اللهِ بْنَ رَواحَةَ خارِصاً بين المسلمينَ ويهودَ فَيَخْرُصُ عليهم}، ثم أُصيبَ عبدُ اللهِ بنُ رَواحةَ بمؤْتَةَ يَرْحَمُهُ اللهُ فكانَ جبّارُ بنُ صَخْرِ بنِ أُميَّةَ بنِ خَنْساءَ أخُو بني سَلَمَةَ هو الذي يَخْرُصُ عليهم بعدَ عبدِ اللهِ بنِ رَواحة، والخارِصُ هو الذي يُقَدِّرُ الثَّمَرَ وهو على أُصولِهِ قبلَ أَنْ يَجِدَّ. فهذا صريحٌ بأنّ أرضَ خيبرَ شَجَرٌ وليستْ أرْضاً ملساء. وأمّا ما فيها مِنْ زَرْعٍ فهو أقلُّ من مَساحةِ الشّجرِ فيكونُ تابعاً له. وعليهِ فليستْ أرضُ خيبرَ من بابِ تأجيرِ الأرض، بل هي من بابِ المُساقاة، والمُساقاةُ جائزة. وفوقَ ذلك فإنهُ بعدَ نَهْيِ الرسولِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ امتنَعَ الصحابةُ عن تأجيرِ الأرضِ ومنهم عبدُ اللهِ بنُ عُمَر، فدلَّ على أنّهمْ فَهِمُوا تحريمَ إجارةِ الأرض. غيرَ أنّ تحريمَ إجارةِ الأرضِ إنّما هو إذا كانتْ إِجارتُها للزّراعة، أمّا إن كانتْ إِجارتُها لِغَيْرِ الزراعةِ فَيَجُوز، إذْ يجوزُ أَنْ يستأجِرَ المَرْءُ الأرضَ لتكونَ مَراحاً أو مَقِيلاً أو مَخْزَناً لِبِضاعَتِهِ أو لِلانْتِفاعِ بها بشيءٍ معيَّنٍ غيرِ الزراعة، لأنّ النّهيَ عن تأجيرِ الأرضِ مُنْصَبٌّ على تأجيرِها للزراعةِ كما يؤخَذُ من الأحاديثِ الصحيحة. فهذه الأحكامُ للأراضي وما يتعلّقُ بها تُبيِّنُ الكيفيّةَ التي قَيّدَ بها الشارِعُ المسلمَ حينَ يعمَلُ لِتَنْمِيةِ مِلْكِيَّتِهِ عن طريقِ الزراعة.


احبتنا الكرام والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع