الجمعة، 23 محرّم 1447هـ| 2025/07/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مع الحديث الشريف أهل الريب

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 716 مرات

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


روى الترمذي في سننه قال:


حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْأَزْدِيِّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ قَالَ: "غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ مَعَنَا أُنَاسٌ مِنْ الْأَعْرَابِ، فَكُنَّا نَبْتَدِرُ الْمَاءَ وَكَانَ الْأَعْرَابُ يَسْبِقُونَّا إِلَيْهِ، فَسَبَقَ أَعْرَابِيٌّ أَصْحَابَهُ فَيَسْبَقُ الْأَعْرَابِيُّ فَيَمْلَأُ الْحَوْضَ وَيَجْعَلُ حَوْلَهُ حِجَارَةً وَيَجْعَلُ النِّطْعَ عَلَيْهِ حَتَّى يَجِيءَ أَصْحَابُهُ، قَالَ: فَأَتَى رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَعْرَابِيًّا فَأَرْخَى زِمَامَ نَاقَتِهِ لِتَشْرَبَ، فَأَبَى أَنْ يَدَعَهُ فَانْتَزَعَ قِبَاضَ الْمَاءِ فَرَفَعَ الْأَعْرَابِيُّ خَشَبَتَهُ فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَ الْأَنْصَارِيِّ فَشَجَّهُ، فَأَتَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ رَأْسَ الْمُنَافِقِينَ فَأَخْبَرَهُ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَغَضِبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ثُمَّ قَالَ: لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ - يَعْنِي الْأَعْرَابَ - وَكَانُوا يَحْضُرُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الطَّعَامِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِذَا انْفَضُّوا مِنْ عِنْدِ مُحَمَّدٍ فَأْتُوا مُحَمَّدًا بِالطَّعَامِ فَلْيَأْكُلْ هُوَ وَمَنْ عِنْدَهُ، ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، قَالَ زَيْدٌ: وَأَنَا رِدْفُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ فَأَخْبَرْتُ عَمِّي، فَانْطَلَقَ فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَلَفَ وَجَحَدَ، قَالَ فَصَدَّقَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَّبَنِي، قَالَ: فَجَاءَ عَمِّي إِلَيَّ فَقَالَ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا أَنْ مَقَتَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَّبَكَ وَالْمُسْلِمُونَ، قَالَ فَوَقَعَ عَلَيَّ مِنْ الْهَمِّ مَا لَمْ يَقَعْ عَلَى أَحَدٍ، قَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ قَدْ خَفَقْتُ بِرَأْسِي مِنْ الْهَمِّ، إِذْ أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَكَ أُذُنِي وَضَحِكَ فِي وَجْهِي، فَمَا كَانَ يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الْخُلْدَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَحِقَنِي فَقَالَ: مَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: مَا قَالَ لِي شَيْئًا إِلَّا أَنَّهُ عَرَكَ أُذُنِي وَضَحِكَ فِي وَجْهِي، فَقَالَ :أَبْشِرْ، ثُمَّ لَحِقَنِي عُمَرُ فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ قَوْلِي لِأَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ الْمُنَافِقِينَ".


قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ:


جاء في كتاب شرح النووي على مسلم: وَفِي حَدِيث زَيْد بْن أَرْقَمَ هَذَا أَنَّهُ يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَ أَمْرًا يَتَعَلَّق بِالْإِمَامِ أَوْ نَحْوه مِنْ كِبَار وُلَاة الْأُمُور، وَيُخَاف ضَرَره عَلَى الْمُسْلِمِينَ، أَنْ يُبَلِّغهُ إِيَّاهُ لِيَحْتَرِز مِنْهُ.


هذا الحديث يوجب على كل مسلم يطلع على ما يريبه بوقوع الخطر والضرر على الإسلام والمسلمين من قبل من هو من أهل الريب أن يبلغ عنه، كما يوجب على الدولة تتبع مثل هذه الريب والتعامل مع أهلها قبل وقوع ضررها، وأهل الريب هم الأفراد من الرعية الذين يترددون على الدول المحاربة فعلاً أو حكماً تردداً يثير الريبة ويخشى منه الضرر والخطر على الإسلام والمسلمين دولة وجماعة وأفراد، فعبد الله بن أبي كان من أهل الريب معروف عنه تردده على الكفار المحاربين للدولة الإسلامية، وأنه على علاقة مشبوهة معهم، قريش ويهود الذين حول المدينة، فموقفه من يهود بني النضير، ووقوفه إلى جانبهم حين أراد النبي صلى الله عليه وسلم الحكم عليهم بعد نكثهم للعهد الذي كان بينهم وبين المسلمين ومجاهرتهم بالعداء للإسلام، معروف ويشهد عليه أنه كان يوالي يهود من دون المؤمنين، بل لقد فضحه الله تعالى في موقفه ذاك، إذ حرض يهود على عدم النزول على حكم النبي صلى الله عليه وسلم، وألح على النبي أن يمكنه هو من القضاء فيهم، كما فضحه تعالى في موقفه الذي بيته في حديثنا لهذا اليوم حين حرض على الفتنة وبيَّت إثارة الفرقة بين المسلمين أنصار ومهاجرين، فهو إذن كان ممن يخشى منهم على الدولة واستقرارها، وممن يخشى منهم إثارة الفتنة بين الناس وبث الفرقة بينهم والإطاحة بأمنهم وأمانهم، كما ثبت عليه تردده على الكفار المحاربين من أعادء الإسلام، لذا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أقر من تجسس عليه ونقل أخباره، بل إنه بش في وجهه وداعب أذنه تعبيراً عن رضاه بما صنع ، ما يدل على جواز التجسس على أهل الريب من رعايا الدولة ونقل أخبارهم.


قد يقول قائل إن هذا يناقض ما جاء في الآية الكريمة: "ولا تجسسوا". ولهذا نقول: أبداً ليس هناك أي تعارض .....فلا شك في أن الآية تحرم التجسس على رعايا الدولة مسلمين كانوا أو أهل ذمة فلا يجوز التجسس عليهم مطلقاً.....


أما أهل الريب فإن ترددهم على الكفار المحاربين، يجعلهم محل ريبة لاتصالهم بمن يجوز التجسس عليهم من باب السياسة الحربية ومنع الضرر على المسلمين، وللأدلة الشرعية الواردة في ذلك، ومن هذه الأدلة: إرساله صلى الله عليه وسلم لسرية عبد الله بن جحش بقصد ترصد قريش ومعرفة أخبارهم.


وقوفه صلى الله عليه وسلم في معركة بدر على أحد شيوخ العرب وسؤاله عما يعلمه من أخبار قريش وأخبار محمد صلى الله عليه وسلم.


إرساله صلى الله عليه وسلم علياً بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعداً بن أبي وقاص في نفر من أصحابه إلى ماء بدر يلتمسون أخبار قريش ... وغيرها من البعوث التي أرسلها صلى الله عليه وسلم للتجسس على قريش لمعرفة أخبارها.


وهذه الأدلة لا تقتصر على جواز التجسس على الدولة المحاربة فعلاً فقط حتى وإن جاءت كلها في التجسس على قريش المحاربة فعلاً للمسلمين ... بل تشمل كذلك التجسس على الدول المحاربة حكماً لتوقع الحرب معهم في أي وقت.


إلا أن الفرق بين التجسس على كل من الفريقين هو: أن التجسس على الدول المحاربة فعلاً هو واجب على الدولة لأن السياسة الحربية تقتضي ذلك.


أما التجسس على الدول المحاربة حكماً فجائز وليس بواجب إلا أن يخشى منهم الضرر بأن يتوقع مساعدتهم أو انضمامهم للمحاربين فعلاً فإنه في هذه الحالة يصبح التجسس عليهم واجب على الدولة كالمحاربين فعلاً سواء بسواء.


وهكذا فإن التجسس على الدول المحاربة فعلاً جائز للمسلمين واجب على الدولة توفيره للأدلة السابقة، ولقاعدة ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.


ومن هنا فإنه إذا تردد أفراد من الرعية، مسلمون أو ذميون على الكفار المحاربين فعلاً أو حكماً في بلادنا أو في بلادهم فهؤلاء الأفراد هم أهل ريبة يجوز التجسس عليهم، وتتبع أخبارهم لأنهم يترددون على من يجوز التجسس عليهم، ولأنه يخشى منهم ضرر على الدولة إن تجسسوا للكفار ونقلوا لهم أخباراً تفيدهم في حربهم على المسلمين.


لكن حتى يجوز التجسس على هؤلاء يجب أن يتحقق الشرطان التاليان:


أن يظهر نتيجة مراقبة دائرة الحربية ودائرة الأمن الداخلي للمسؤولين الكفار المحاربين حكماً أو ممثليهم أن تردد هؤلاء الرعايا على أولئك الكفار سواء أكان في الخارج أم في الداخل أمر غير عادي ولافت للنظر.


أن يعرض ما ظهر للدائرتين المذكورتين على قاضي الحسبة ويرى قاضي الحسبة من ذلك أن في هذا التردد ضرراً متوقعاً على الإسلام والمسلمين.


أما من ينفذ التجسس على أهل الريب فهم:


دائرة الأمن الداخلي: وتتولى التجسس على أولئك الأفراد من الرعية الذين ثبت تورطهم بالتردد على المسؤولين الكفار المحاربين حكماً وممثليهم في بلادنا،


دائرة الحربية: وتتولى التجسس على الأفراد من الرعية


الذين يترددون على المسؤولين الكفار المحاربين فعلاً


الذين يترددون على المسؤولين الكفار المحاربين حكماً وممثليهم في بلادهم أي (خارج الدولة الإسلامية).


وإن ما يفعله الكثير من السياسين من أعضاء البرلمانات أو الأحزاب أو أعضاء مؤسسات المجتمع المدني، أو حتى أعضاء المؤسسات الرسمية والمؤسسات التجارية وغيرها في بلاد الإسلام، من التواصل مع مؤسسات رسمية في الدول الخارجية خاصة منها وزارات الخارجية، أو البرلمانات أو سفاراتها وقنصلياتها في بلادنا يجعلهم محل ريبة ومظنة التسبب في أضرار للأمة، أما قبولها لدعم هذه المؤسسات بغض النظر عن نوع هذا الدعم وخاصة الدعم المالي من تبرعات ومنح وأمثالها فإنه ليس فقط مثير للريبة بل هي الريبة بعينها فهذه المؤسسات ليست جمعيات خيرية تبتغي من وراء عملها وجه الله، بل هي أصلا لا تعرف الله وتحارب دينه وأهل دينه، والخطر والضرر فيها واضح وليس فقط محل ظن.


أعاذنا الله ونجانا من أوساط السوء الفاسدة المفسدة التي ترهن بل تبيع البلاد والعباد مقابل عرض من الدنيا قليل ... وأبدلنا بها أوساط راقية مستقيمة صالحة مصلحة، ترى ما وراء الجدار، ولا تخشى إلا الله ولا تطمع إلا بقبوله ورضوانه.


أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...

نداءات القرآن الكريم ح40 تنظيم العلاقات المالية في المجتمع المسلم ج1

  • نشر في من القرآن الكريم
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1283 مرات


تنظيم العلاقات المالية في المجتمع المسلم, والنهي عن أكل الأموال بالباطل(ج2)


(يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجار‌ة عن تر‌اض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم ر‌حيما). (النساء 29)


الحمد لله الذي أنزل القرآن رحمة للعالمين، ومنارا للسالكين، ومنهاجا للمؤمنين، وحجة على الخلق أجمعين. والصلاة والسلام على سيد المرسلين, وآله وصحبه الطيبين الطاهرين, والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين, واجعلنا اللهم معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.


أيها المؤمنون:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: في هذه الحلقة نصغي وإياكم إلى نداء من نداءات الحق جل وعلا للذين آمنوا, ومع النداء العشرين نتناول فيه الآية الكريمة التاسعة والعشرين من سورة النساء التي يقول فيها الله تبارك وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجار‌ة عن تر‌اض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم ر‌حيما). نقول وبالله التوفيق:


يقول صاحب الظلال سيد قطب رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة: "والفقرة الثانية في هذا الدرس، تتناول جانبا من العلاقات المالية في المجتمع المسلم، لتنظيم طرق التعامل في هذا الجانب، لضمان طهارة التعامل بين الأفراد عامة ثم لتقرير حق النساء كالرجال في الملك والكسب - كل حسب نصيبه - وأخيرا لتنظيم التعامل في عقود الولاء التي كانت سارية في الجاهلية وفي القسم الأول من صدر الإسلام، لتصفية هذا النظام، وتخصيص الميراث بالأقارب ومنع عقود الولاء الجديدة: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجار‌ة عن تر‌اض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم ر‌حيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نار‌ا وكان ذلك على الله يسير‌ا إن تجتنبوا كبائر‌ ما تنهون عنه نكفر‌ عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كر‌يما ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للر‌جال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما ولكل جعلنا موالي مما تر‌ك الوالدان والأقر‌بون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا)... إنها حلقة في سلسلة التربية، وحلقة في سلسلة التشريع، والتربية والتشريع في المنهج الإسلامي متلازمان أو متداخلان أو متكاملان ..


أيها المؤمنون:


فالتشريع منظور فيه إلى التربية كما هو منظور فيه إلى تنظيم شؤون الحياة الواقعية، والتوجيهات المصاحبة للتشريع منظور فيها إلى تربية الضمائر, كما أنه منظور فيها إلى حسن تنفيذ التشريع، وانبعاث التنفيذ عن شعور بجدية هذا التشريع وتحقق المصلحة فيه. والتشريع والتوجيه المصاحب منظور فيهما - معا - إلى ربط القلب بالله، وإشعاره بمصدر هذا المنهج المتكامل من التشريع والتوجيه.


أيها المؤمنون:


وهذه هي خاصية المنهج الرباني للحياة البشرية، هذا التكامل الذي يصلح الحياة الواقعية، ويصلح الضمير البشري في ذات الأوان .. وهنا في هذه الفقرة نجد النهي للذين آمنوا عن أكل أموالهم بينهم بالباطل، وبيان الوجه الحلال للربح في تداول الأموال - وهو التجارة - ونجد إلى جانبه تصوير أكل الأموال بالباطل بأنه قتل للأنفس وهلكة وبوار. ونجد إلى جانبه كذلك التحذير من عذاب الآخرة، ومس النار!


أيها المؤمنون:


وفي الوقت ذاته نجد التيسير والوعد بالمغفرة, والتكفير عن الذنوب، والعون على الضعف, والعفو عن التقصير، كذلك نجد تربية النفوس على عدم التطلع إلى ما أنعم الله على البعض، والتوجه إلى الله - صاحب العطاء - وسؤال من بيده الفضل والعطاء. وذلك التوجيه مصاحب لتقرير حق الرجال ونصيبهم فيما اكتسبوا، وحق النساء ونصيبهن فيما اكتسبن، وهذا وذلك مصحوب بأن الله كان بكل شيء عليما .. كما أن بيان التصرف في عقود الولاء والأمر بالوفاء بها, نجده مصحوبا بأن الله كان على كل شيء شهيدا. وهي لمسات وجدانية مؤثرة مصاحبة للتشريع، وتوجيهات تربوية من صنع العليم بالإنسان، وتكوينه النفسي، ومسالك نفسه ودروبها الكثيرة. (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجار‌ة عن تر‌اض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم ر‌حيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نار‌ا وكان ذلك على الله يسير‌ا).


أيها المؤمنون:


النداء للذين آمنوا، والنهي لهم عن أكل أموالهم بينهم بالباطل. (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل). مما يوحي بأنها عملية تطهير لبقايا رواسب الحياة الجاهلية في المجتمع الإسلامي واستجاشة ضمائر المسلمين بهذا النداء: (يا أيها الذين آمنوا). واستحياء مقتضيات الإيمان، مقتضيات هذه الصفة التي يناديهم الله بها، لينهاهم عن أكل أموالهم بينهم بالباطل. (لم ينته الاقتباس).


أيها المؤمنون:


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة، موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى، فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما، نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه، سائلين المولى تبارك وتعالى أن يجعل القرآن ‏العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا همومنا وغمومنا، اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا ‏وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا واجعله حجة لنا لا علينا اللهم آمين آمين يا رب العالمين.

 

 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد احمد النادي

إقرأ المزيد...

من أروقة الصحافة هيغ يحذر من تفتت سوريا ويدعو لحل سريع

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1474 مرات


حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من تفتت سوريا إذا استمر الصراع الذي قال إنه يهدد المنطقة برمتها. وشدد نظيره الفرنسي لوران فابيوس على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد كمقدمة لتسوية سياسية، وذلك قبل أسابيع من مؤتمر جنيف الثاني.


وقال هيغ في كلمة ألقاها أمس بالبحرين في افتتاح حوار المنامة للأمن الإقليمي إن سوريا نفسها قد تتفكك إذا استمر النزاع، مضيفا أنه "مع التطرف المتصاعد فإن مساحة خارجة عن سيطرة أية حكومة قد تُخلق في قلب الشرق الأوسط".


=====================


بعد أن انتصرت بريطانيا في حربها ضد الدولة الإسلامية العثمانية، وقامت بفرض شروطها والتي كان أهمها إلغاء الخلافة وإقصاء الإسلام عن الحكم، كان الوضع الطبيعي أن تبقى الدولة العثمانية بحدودها السياسية آنذاك كما هي، حتى وإن هزمت، إلا أن بريطانيا أعطت لنفسها الحق بتفتيت الدولة العثمانية واقتطاع ولاياتها عنها ومنها ولاية الشام، فكانت مؤامرة سايكس بيكو المشؤومة، لتصبح ولاية الشام أربع دول يحكمها طغاة وشذاذ آفاق وحاقدون، وتكرر الأمر في باقي الولايات، فكانت بريطانيا سباقة في مؤامرات تفتيت الدول خدمة لمصالحها الاستعمارية الخبيثة.


واليوم بعد أن تطلع ثوار الشام للتحرر والانعتاق من مخلفات قرارات التفتيت البريطانية الفرنسية المدعومة من جميع الدول الاستعمارية الأخرى وعلى رأسها أمريكا، وبعد أن اتخذ ثوار الشام من الإسلام العظيم قاعدة فكرية لثورتهم، واعتبروها مشروع أمة يتحقق في الشام لإعادة الوحدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والفكرية لأمة الإسلام، وبناء المشروع العظيم المتمثل بدولة الخلافة الراشدة، فإن دهاقنة السياسة البريطانية يخرجون علينا لتحذيرنا من تفتيت سوريا!!!


بل ويتمادى هيغ بالقول محذرا بأن (التطرف) في سوريا هو خارج سيطرة أي حكومة!!


أي أن الثورة الإسلامية المباركة في الشام ليست ضمن الإرادة الدولية وإفرازاتها العفنة، بل ليست ضمن إطار النظام الدولي الغاشم.


لن ينسى أبناء الأمة الإسلامية تاريخ بريطانيا الأسود، وستحاسب قريبا بإذن الله على ما اقترفته من جرائم بحق المسلمين وعلى رأسها هدم كيان الدولة الإسلامية وزرع كيان سرطاني في قلب العالم الإسلامي وتفتيت البلاد إلى بضع وخمسين مزقة بنواطير خونة شاركوها إثمها.


إن ثورة الشام تقض مضاجعكم، فهي ثورة كبرى تقض مضاجع الدول الكبرى وستفرز بإذن الله دولة كبرى تقضي على النفوذ الغربي وتجتثه من عالمنا الإسلامي العريق.

 

 

 

أبو باسل

إقرأ المزيد...

هجوم الإعلام السعودي على الإسلام السياسي ودعاة الإسلام

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1660 مرات

 

فتح الموقف الرسمي المشين للنظام السعودي من أحداث مصر البابَ للعلمانيين في بلاد الحرمين واسعًا ليكشفوا مدى حقدهم على دعاة الإسلام، بل وأحكامه، جهارًا دون مواربة بعد أن كانوا يحاولون التورية قليلا أو يكتبون مقالاتهم على استحياء في السابق، فالمقالات والتقارير التي تهاجم ما يعتبرونه إقحام الدين في السياسة تترى منذ بدء أحداث مصر؛ فمنهم من لا يستحي من الله ولا رسوله ولا المؤمنين فيكون هجومه واضحًا مباشرًا، ومنهم من يحاول أن يخفي حقده على الإسلام والعاملين له بمحاولة تصوير مقاله أنه موجَّه للإخوان المسلمين وتجربتهم، إلا أن كل من يعيش في بلاد الحرمين يعلم جيدا أن الإخوان المسلمين ليسوا موجودين كتنظيم فاعل داخل البلاد، مما يدل بشكل واضح أن المقصود من الهجوم ليس جماعة بذاتها وإنما الإسلام بعينه، وكل الدعاة والعاملين المخلصين لإيجاد الإسلام واقعًا سياسيًّا حقيقيًّا في هذه البلاد الطاهرة خاصة وبلاد المسلمين عامة، وهو ما لا يستطيع الكاتب منهم أن يخفيه لأكثر من بضع كلمات من بدء مقاله، فتراه بعد أن يدخل من باب الهجوم على الجماعات الإسلامية يشطح في مهاجمة الإسلام السياسي أو ما يسميه خلط الدين بالسياسة ويدعو صراحة للعلمانية، مما يشكل دلالة أخرى أن مقصده أبعد بكثير من مجرد انتقاد جماعة إسلامية؛ فالذي يقول "إلا أن غالب المسلمين يعتقد توهما بأن الحضارة الإسلامية كانت فريدة من نوعها" فهو يطعن في حضارة الإسلام الخالدة وليس في الأحزاب أو الجماعات الإسلامية المعاصرة، والذي يقول "مالت على هارون الرشيد وعلى من صدقه" فهو يطعن في التاريخ الإسلامي وعظمائه ولا يطعن في دعاة الإسلام السياسي، والذي يقول: "ولذا فإن من أهم أدوات توعية الناس على خطورة الإسلام السياسي هو توعيتهم بضرر الإسلام الاقتصادي" فإنه يتحدث بكل تبجح عن الإسلام نفسه لا عن أحد من دعاته، بل ويصرّح بوضوح أن رسالته هي محاربة أحكام السياسة والاقتصاد في الإسلام وليست فقط محاربة العاملين له، وعندما تجد عشرات المقالات التي تهاجم الخلافة الإسلامية بشكل دوري، فهي تهاجم الدولة التي بناها محمد صلى الله عليه وسلم ونظام الحكم الذي بينته سيرته عليه الصلاة والسلام وتهاجم الفريضة التي انعقد إجماع الصحابة على إعطائها الأولوية على أمر دفن الرسول صلى الله عليه وسلم. فالأمر إذن يتعدّى ذريعة مهاجمة الجماعات الإسلامية إلى الهجوم على الإسلام نفسه..


إزاء هذا الموقف العدائي الصارخ من علمانيّي بلاد الحرمين وعدم تأدبهم مع دين الله، لا بد للمسلمين المخلصين من أبناء هذه البلاد، المحبين لله ودينه وأحكامه، التوّاقين لأن يحكموا بأحكام الله بحق، والحريصين على عودة المجتمع الإسلامي، وتخليص البلاد الإسلامية من أنياب العلمانيين الساعين لإفسادها وعلمنتها، لا بد لهم أن يدركوا ما يلي:

 


1) إن الهجوم على دعاة الإسلام السياسي ودعاة الإسلام بشكل عام، ليس مردُّه أخطاءَ هؤلاء الدعاة أو هفواتهم، كما يحاول هؤلاء الكتّاب أن يظهروا، وإنما هي مجرد ذريعة يستخدمها الليبراليون كمقدمة لمهاجمة أحكام الإسلام بحجة مهاجمة أولئك الدعاة، ويتضح ذلك جليًّا من تزامن هذا الهجوم مع المطالبات المستمرة بتغيير الكثير من الأفكار والأحكام المتعلقة بالمساجد والهيئة ولباس المرأة والمحرم والاختلاط، وغيرها..


2) إن مثل هذا الهجوم ما كان ليأخذ هذا الحيز الواسع والممنهج من وسائل الإعلام لولا الدعم الرسمي والضوء الأخضر المقدم من رؤوس النظام بإيعاز غربي لهؤلاء العلمانيين ببث سمومهم وتصويب سهامهم، ويتضح ذلك جليًّا من تزامن هذا الهجوم مع تغيير لبعض القوانين، وسماح ببعض الممنوعات وتمهيد لغيرها، بالإضافة لحملات الاعتقالات والإيقافات والتضييقات والتعليمات الصارمة التي طالت الأئمة والخطباء والعلماء في المساجد والمدارس والجامعات وغيرها..


3) إن أخطاء دعاة الإسلام أو حتى انحرافاتهم لا تكون بحال مسوغًا لتبني العلمانية، بل لا بد أن تكون دافعًا للبحث الحثيث عن الأحكام الشرعية النقية وعن الدعوة الإسلامية الصافية وعن العمل المبرئ للذمة أمام الله، كما أن الرد على المخطئ شرعًا يكون بتبيان الحكم الشرعي الصائب، وليس بمهاجمة الحكم الشرعي والمطالبة بعزله عن السياسة وشؤون الحياة..


4) إن الإسلام مبدأٌ سياسي بطبعه، والإسلام والسياسة لا ينفصلان، فالسياسة عمل الأنبياء كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ»، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان قائدا سياسيا منذ بداية دعوته في مكة، وحتى استلم الحكم في المدينة، ثم استمر حاكمًا سياسيًّا بأحكام الإسلام حتى توفاه الله، فحمل رايته خلفاؤه الراشدون الذين قدَّموا أمر الخليفة السياسي لرسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر دفنه صلى الله عليه وسلم، وسياسة الإسلام تعني أن أحكام الإسلام تتضمن رعاية كاملة لجميع شؤون الناس السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وجميع شؤون الدولة الداخلية والخارجية، بأحكام الإسلام التي تعالج هذه النواحي جميعها، كما جاءت في كتاب الله وسنته، وهو ما يحقق للمسلم الطمأنينة في الدنيا والرضوان في الآخرة. وبذلك يتضح أن الدعوات التي تنادي بعدم خلط الدين بالسياسة وتهاجم الدعاة والأئمة الذين يمزجونهما ليست إلا دعوات محاربة لدين الله سبحانه مناقضة لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مصادمة لصريح النصوص الشرعية..


5) إن نظام الحكم الذي هو أساس النظام السياسي بشكل عام، ثابت في الإسلام، فآيات كتاب الله جاءت مستفيضة بوجوب الحكم بالإسلام كقوله تعالى في سورة المائدة: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾، ثم جاءت سنته صلى الله عليه وسلم لتبين أن كيفية هذا الحكم هي الخلافة التي قال فيها صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِى عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» و«إذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ، فَاقْتُلُوا الآخَرَ مِنْهُمَا» رواهما مسلم، وفي مسند أحمد: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ... » وغيرها الكثير من النصوص الصريحة، ثم انعقد إجماع الصحابة على ذلك بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ما استمر عليه المسلمون حتى هدم الكفار وأعوانهم الخلافة الإسلامية عام 1924م..


6) إن الهجوم على السياسة في الإسلام أو نظام الحكم فيه أو رفض تدخل الإسلام في السياسة والحكم، هو تماما كالهجوم على أحكام العبادات كالصلاة والصيام والحج، وكالهجوم على أحكام النظام الاجتماعي كأحكام الاختلاط ولباس المرأة والزواج، وكمهاجمة منع الربا أو الغش أو السرقة، أو غيرها من الأحكام، والهجوم على أيٍّ منها منكرٌ عظيمٌ لا يجوز لمسلم السكوت عليه، فكلها أحكام الله سبحانه التي أنزلها لتُطبَّق وتُمتثل لا لتُنحى وتُعتزل..


7) إن رعاية هذه الدولة لهؤلاء العلمانيين، واستخدامهم كأدوات لتغيير أو تمييع ما تبقى من قليل من قليل من أحكام شرعية مطبقة بشكل جزئي في هذه البلاد، نحو العلمانية الصريحة، ليدعو كل مسلم مخلص إلى البحث الجاد عما يبرئ ذمته أمام الله، ويقيم دين الله بحق، ويمحق العلمانية، ويزيح عملاء الغرب وأعوانهم، ويعيد بلاد الحرمين كما تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، إسلامية نقية خالصة، لا راية فيها إلا راية الإسلام، ولا رابطة فيها إلا رابطة الإسلام، ولا حكم فيها إلا حكم الإسلام، ولا ولاء فيها إلا للإسلام، ولا سياسة فيها إلا سياسة الإسلام...


لقد آن لأبناء بلاد الحرمين وعلمائه الذين ما زالوا يعطون الشرعية لهذا النظام الطاغي الذي بانت كل سوءاته وعوراته، أن يدركوا حقيقته فيتبرأوا من طغيانه وعمالته وخيانته لله ورسوله والمؤمنين، فلا يبيعوا دينهم بدنياه بل يفرّوا من الله إليه، ويعلنوها صريحة بوجوب خلعه وإقامة حكم إسلامي حقيقي راشد، ويختاروا لأنفسهم مقام أعظم الجهاد "كلمة حق عند سلطان جائر" الذي اختاره أسلافهم ابن حنبل وابن تيمية وابن عبد السلام من قبل، وعند من كان خيرا وأطهر من هؤلاء الحكام العملاء..


وختاما، فإن على شيوخ وعلماء ودعاة الإسلام المخلصين الذين جربوا فكرة التصالح مع الحكومات والعلمانيين مع ما فيها من مخالفات لنهج الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة، فلم تجلب لهم إلا المحاربة والمهاجمة والاعتقال والتضييق، أن يتبرأوا من كل مداهنة أو مواربة، وأن يصرحوا بدعوتهم لدين الله لا شريك له دون أن يخافوا فيه لومة لائم، فيبينوا لجميع أبناء بلاد الحرمين عدم شرعية هذه الدولة وعدم تطبيقها لشرع الله، وأن شريعة الله يجب أن تقام كاملة في كيان إسلامي سياسي، دولة خلافة إسلامية راشدة على منهاج النبوة، تطبق الإسلام كاملا في داخلها، وتحمله كاملا إلى العالم كله بالدعوة والجهاد، وتتبرأ من كل تبعية وكل موالاة لغير الله..


﴿إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم - بلاد الحرمين الشريفين

 

 

 

 

إقرأ المزيد...

جواب سؤال: التوبة النصوح من الذنب

  • نشر في الأمير
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 5114 مرات

أريد أن أسألكم سؤالا يخيفني جدا: هل التائب من الذنب إن تاب وعاد إلى ذنبه يكتب ذنبه القديم مجددا؟ لأنه ورد أن التوبة النصوح هي أن لا يعود إلى الذنب أبدا عن قوله تُوبُوا إلى اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحا قال: هو العبد يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه أبدا.

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع